أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - التيار الصدري،هل هو تيار اسلامي متخلف؟














المزيد.....

التيار الصدري،هل هو تيار اسلامي متخلف؟


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1244 - 2005 / 6 / 30 - 14:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
التيار الصدري هل هو تيار اسلامي متخلف؟ 1

من ناحية المبدا، فانا لا اقر باقحام الدين بالسياسه. ومن ناحية اخرى فان بعض المفاهيم الدينيه تحث على النضال ضد الظلم، وتعتبر الساكت عن الحق شيطان اخرس. كما ان الدين له جاذبية قويه عند الجماهير الواسعه. وقد استخدم الدين كمحفز في مقاومة الاستعمار، والاحتلال، وظلم الحكام على مر الزمن. وقد رأينا كيف انخرط الرهبان البوذيين تحت قيادة الشيوعيين في فيتنام. وكيف خرج القساوسه المسيحيين عن طاعة البابا في روما وتسلحوا لمقاومة الاوليغاركيه الامريكيه، والديكتاتوريات الفاشيه في امريكا اللاتينيه. ومعروفه ايضا حروب التحرر الوطني في المغرب العربي، ومصر، وثورة العشرين في العراق التي اشترك في قيادتها رجال دين وغيرها. وهناك نموذج قديم، وقائم لحد الان في التيبت حيث قاوم الشعب هناك، ويقاوم بقيادة الدلاي لاما الغزو، والمحو الثقافي الصيني. والمقاومه الاسلاميه في فلسطين لا زالت قويه، وكذلك المقاومه في جنوب لبنان ضد الاحتلال الاسرائيلي. ولا زال البابا شنوده اكبر معارضي التطبيع مع اسرائيل، ويحرم على اتباع الكنيسه القبطيه حج بيت المقدس حتى تعود القدس لاهلها.

لقد وظف الدين لاغراض سياسيه تحرريه واهداف ثوريه معاصره. ولا احد اعترض على ذلك. وقد وجدت ثورة ايران الاسلاميه بقيادة الخميني اكبر دعم من الاتحاد السوفياتي السابق مثلا. ولكن الخوف ان يتحول الهدف من تثوير الدين الى سيطره رجال الدين السياسيه. وفرض التعاليم الدينيه كقيم اجتماعيه على المجتمع كله. فتحرم الجماهير من حرية العمل السياسي الحر، وتسئ الى الدين نفسه. لقد انسحب القساوسه وعادوا الى كنائسهم بعد أن فرض النضال الشعبي والمسلح، الديمقراطيات في كل امريكا اللاتينيه تقريبا. وكذلك فعلت القيادات الدينيه الاسلاميه في شمال افريقيا بعد التحرر، والاستقلال، ولو الشكلي، ونفس الحال ينطبق على ثورة العشرين في العراق.

ولكن ثورات، وانقلابات، وحركات مثل ايران، والسودان، وافغانستان تحولت من مقاومة المستعمر، والظالم، الى مقاومة رغبة الشعب في التحرر، والانعتاق، والحياة الكريمه، والديمقراطيه. وكلنا يعرف كيف انتهت التجربه الاسلاميه في افغانستان، وكيف انفض تحالف الملالي، والعسكر بعد صراع طويل، ومرير على السلطه في السودان. وكيف انتهت الثورة الايرانيه الى ان تقاطع اغلبية الشعوب ألأيرانيه انتخابات رجال الدين لانها بكل بساطه ليست ديمقراطيه.

وللاسف فان "الصدر الاول" عندما بشر بالاسلام السياسي، ابتدا بمحاربة الحلفاء الاقرب . فقد انصب الهدف، والعمل الفكري لابرز زعيم شيعي في القرن العشرين على مناقشة، وتسفيه، والرد على الماركسيه. في حين ان الشركات المتعدده الجنسيات هي التي كانت تنهب ثروات البلاد بالتحالف مع ديكتاتورية البعث الصداميه. وفي 1954 عندما تاسس حزب الدعوه كان القصد الاساس منه وقف ومقاومة المد الشيوعي في العراق. في وقت كان الشيوعيون يتصدون لمقاومة الاستعمار البريطاني في العراق، وشركات نفطه، واذنابها الحاكمين. وكافحوا وقدموا التضحيات من اجل رفض ربط العراق بمعاهدات استرقاقيه جديده، ومن اجل تحقيق استقلال كامل للعراق. واستمر نفس الخط للاسف حتى عندما كان مناضلي الدعوه، والشيوعي يسجنون في نفس المعتقلات، ويعذبون من نفس المجرمين، ويعدمون من نفس القتله. واكيد حصلت اخطاء من الطرفين، وربما انعدمت قنوات الاتصال . ولكن الصدر الاول رفض اصدار فتوى مشابهه لفتوى محسن الحكيم بسفك دماء، وهتك عرض الشيوعيين. وكان الشيوعيين اول من نقل الى العالم استشهاد العلامه الصدر، وصموده مع اخته المناضله ضد تعذيب البعث الفاشي. واتذكر، ان "الثقافه الجديده"، و"طريق الشعب" تصدرت صفحاتها صور الشهيد، وماثره البطويه، وقصة صموده، واول من وضع اسمه ضمن قوائم شهداء الشعب العراقي.

وهذا ليس موضوعنا. ولكني اعتقد ان تياري المستضعفين في العراق الماركسي، والديني كانت دائرة تحالفاتهما خاطئه في فترات الستينات، والسبعينات، والثمانينات. ولهذا ارى ان المعممين، الذين ناضلوا ضد فاشية البعث لا يختلفون عن رهبان امريكا اللاتينيه حديثا، ولا عن ميثم الثمار، وابي ذر الغفاري قديما. ولكن هكذا هو الحال دائما عندما يتصارع الناس على اكتساب نفس الجماهير لتحقيق نفس الغايات، ولكن باساليب، وافكار تبدو متناقضه. فتدخل في صراع غير حتمي بسبب المنافسه غير المقصوده. بالضبط كما يحصل الان بين احزاب دينيه كثيره تحاول كسب نفس الجماهير بدعوات، وبرامج مختلفه، على المستوي الوطني، والاقليمي، والعالمي. هذا هو حال كل القوى الثوريه. وكلنا يتذكر حروب، وصراعات الستينات، والسبعينات، بل حتى الخمسينات من القرن الماضي، في ما سمي وقتها بمراكز الشيوعيه العالميه. وكيف وصل الحد الى هجوم صيني عسكري ضد فيتنام التي حاربت زعيمة الامبرياليه العالميه. وكذلك تسفيه السوفييت لخط جيفارا، ووصمه بالتطرف اليساري، وكيف انتشرت كالفطر مجموعات متطرفه تروتسكيه، وماويه، وغيرها على مستوى العالم.

الصدريون اليوم ،اذا صح تسميتهم بذلك، ليسوا سوى ورثه تجارب، وخبره ثوريه، وحصيلة نضال طويل ضد اعتى فاشيه فى منطقتنا. ان تختلف معهم، او تعارضهم، او تتنافس على كسب ذات الجماهير، ليس بالضروره، ان تعاديهم، او تشوه سمعتهم، او تزوير، وتحريف تصريحاتهم وتصرفاتهم. فكل حركه ثوريه في العالم لا تنجو من مثالب، واخطاء ولكنها تبقى قوى مناضله من اجل تصور تعتقد انه الافضل. وهذا مايمكن ان نتعلمه في عراقنا الجديد حتى نتجنب الانظمه الشموليه مهما كان اسمها.

للحديث صله

رزاق عبود
24/6/2005



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ناصحي الشيوعيه في العراق تواضعوا
- لا ياسادتي الاسلام لا يصلح لكل زمان ومكان
- من يكتب الدستور في العراق؟
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق 3
- مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه
- اليسار والديمقراطيه في العراق 2
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق
- اين مظاهرات العراقيين ضد سوريا؟
- لباس الريس بي لوله
- توضيح لابد منه
- الكويتيون يشتمون شهدائهم علنآ
- مناضلو التقاعد المبكر
- وين تروح يا جعفري دربك على المهداوي
- القوى الظلاميه تمهد لسلطه دينيه فاشيه في العراق
- السعوديه تقضي على الارهاب العالمي دون حروب عالميه
- سلامآ شيخ النضال
- اريد رئيس جمهوريه مسيحي
- ولاية الفقيه في العراق امر واقع
- جماهيرنا العربيه الخانعه
- الكسله..... نورووز البصره الجميل


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - التيار الصدري،هل هو تيار اسلامي متخلف؟