|
حول الثورة الثقافية و محاكمة الفكر في تونس ( جابر الماجري نموذجا )
ضياء البوسالمي
الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 02:30
المحور:
حقوق الانسان
لقد كان تاريخ العرب حافلا بإغتيال الإبداع و محاربة الفكر فمن إبن المقفع إلى الحلاج تطول قائمة من تركوا بصماتهم و خلدوا أسمائهم من خلال أعمالهم و قتلوا بتهمة الزندقة. وها نحن اليوم نعيش هذه الوقائع من جديد و كأن التاريخ يعيد نفسه، فيغتال السياسيون و يسجن الشباب بسبب فكرة. فهل من الممكن إدانة فكرة !؟ تونس و الثورة..الفكرية قد تتغير الأنظمة و يسقط الطغاة و تتحقق الثورة و لكن الثورة ثورات و أهمها ( وأصعبها تحققا) هي تلك التي تكون على مستوى تغيير الأفكار السلبية، ثورة ثقافية ترتقي بمستوى الشعب و المطلوب اليوم في تونس ثورة فكرية يقودها المثقفون ضد الأفكار الرجعية التي تحن إلى العودة للوراء. ولن تكون المهمة سهلة ( لي لا نقول شبه مستحيلة ) و ذلك عائد لعدة أسباب نذكر منها * التهميش الذي عاناه الشعب ( و مازال يعانيه إلى الآن ) بسبب سياسة التفقير على المستوى الثقافي و تجفيف المنابع و ما ولده ذلك من كبت أدى إلى الإنفلات الذي نعيشه اليوم وهو ن عواقب خمسين سنة من الإستبداد. **إنتشار التطرف الديني و معادات التطور و الإجتهاد مع إرتفاع مخيف لظاهرة السلفية التكفيرية في تونس إذ وصل الأمر حد الإستلاء على المساجد و الدعوة إلى القتل أمام صمت محير للسلطة. ***تجاهل السلطة للشباب و لمطالبهم و التمادي في هذا التجاهل وصولا إلى الإعتقالات و السجن جابر الماجري ضحية الفاشية الدينية و جبن السياسيين سبع سنوات سجن بسبب صورة تم تداولها على الموقع الإجتماعي فايسبوك . هي حالة الشاب التونسي جابر الماجري في بلد بعد ثورة يحاكم فيها الشباب من أجل صورة مع عدم الإعتراف بحرية التعبير، يقبع جابر في السجن بتهمة إزدراء أديان و التعدي على المقدسات و هي تهمة وجب إعادة النظر فيها خصوصا و أنها تضرب حرية التعبير في مقتل ذلك أنه من غير المعول محاكمة شخص لأنه توجه بالنقد لأي دين فالأديان لا تتطور و لا تواكب العصر إلا بالنقد و كما هو معلوم لدى الجميع ( إلا المتعصبين طبعا ) فإن الحوار و إنفتاح الأديان على النقد ليس جريمة و إنما على العكس هي ظاهرة تدل على تحضر المجتمعات و تطورها، و منه فإن مثل هذه المشاكل تحل بالنقاش و تبادل الآراء ( ديبا يدي ) جابر الماجري لم يتمتع بالعفو الرئاسي رغم مطالبة المحامين بذلك، مع العلم أن الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي أفرج عن مئات المساجين من أصحاب السوابق و ربما من بينهم من سيهدد أمن المواطنين و شاب بسيط كان ذنبه أنه آمن بحقه في التعبير مازال في السجن، ربما خوفا من ردة فعل المتشددين و ربما لإستمالتهم تحظيرا لحملة إنتخابية خاصة بعد تقهقر شعبيته كما تبينه آخر الإحصائيات. ولم يختلف موقف بقية السياسيين من هذه القضية عن موقف الرئيس المؤقت، لأنهم إنشغلوا بالإحتفال بالدستور الجديد و الذي ينص في فصله السادس على أمر خطير وهو تجريم التعدي على المقدسات و هو ما يفتح باب التأويلات و من الممكن أن نشهد المزيد من المحاكمات بسبب هذه العبارات الفضفاضة. من المستحيل تحديد مفهوم ثابت للمقدس، و لا يجب التعامل و كأن كل الشعب مسلم و تهميش البقية ( معتنقي الديانات الأخرى أو اللادينيين ) ألا يحق لهم نقد الإسلام ؟ و هل نقد الديانات يعني عدم إحترامها ؟ رسائل مختصرة الرسالة الأولى للشباب بما أنهم وقود الثورة و مستقبل البلاد، لابد من التحرك و مساندة جابر الماجري و الضغط على أي سلطة رجعية لا تعترف بحرية التعبير أما الرسالة الثانية فستكون موجهة لأعداء الحرية فلا مجال لعودة الإستبداد حتى و إن كان بإسم الدين، ا مكان لأصحاب الرايات السوداء مكان في تونس و ختاما رسالة إلى السلطة أطلقوا سراح جابر
#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المس و السحر في الإسلام بين الخوارق و الموضوعية
-
تونس تصدر المجاهدين... و المجاهدات ؟
-
عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )
المزيد.....
-
تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا
...
-
الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين
...
-
إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
-
مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
-
كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا
...
-
رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص
...
-
الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي
...
-
بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
-
مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال
...
-
منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|