أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لحسن أمقران - يا أحرار...أنتم المعنيون














المزيد.....

يا أحرار...أنتم المعنيون


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 01:25
المحور: المجتمع المدني
    


لطالما أشرنا بأصابع الاتهام إلى السياسة الرسمية للدولة فيما تعانيه الامازيغية في بلدنا. وإذا كنا نؤمن أشد الإيمان بدورها الحاسم في الوضعية المزرية للهوية و الثقافة و اللغة الامازيغية في وطنها الأم، فانه يتعين علينا أن نقر و نعترف بما اقترفناه نحن كذلك كأبناء لها في حقها بعيدا عن الانتهاكات الجسيمة للدولة المغربية تجاهها.
صحيح أن الامازيغ كانوا ضحايا سياسة رسمية سنت منذ فجر الاستقلال بل وقبله حاولت تغيير معالم الكينونة والخصوصية المغربية، وهكذا وظفت ثنائيات تحمل في طياتها الكثير من قبيل المقدس/المدنس، الثقافة/الفلكلور، المتحضر/المتخلف، النافع/غير النافع، إلى غير ذلك من أباطيل ظلت تقض مضجع المواطن المغربي البسيط الذي سعى وبكل الطرق لبلوغ الطرف الأول من الثنائية، وحاول جاهدا التنكر لصلب هويته ظنا منه أنه يحسن صنعا، فارتضى مرغما بطريقة أو بأخرى، عن وعي وعن لاوعي ،ارتضى لسانا غير لسانه، لباسا غير لباسه، عادات غير عاداته، أسماء غير أسمائه، وثقافة غير ثقافته. بل الاسوء من كل هذا أنه أصبح يتفنن ويتلذذ بالتهكم والتهجم على كل ما هو مغربي أصيل ويستميت في الدفاع عن أسمال رثة وفدت إليه من مكان بعيد وأوهمته السياسة الرسمية أنها حقيقة انتمائه و انه بها يستوي مع غيره من "المتحضرين" وأن كل ما دون ذلك مجرد وجود يحيل على التخلف والبدوية.
إننا مواطنون يلزمنا وبكل شجاعة تصحيح المغالطات الكثيرة التي نعيشها مع ذواتنا وأهلينا ومحيطنا. إن أول ما يجب على المرء في هذا الصدد أن يكون صادقا مع نفسه في قبول مشيئة الله في خلقه، أن يؤمن بالاختلاف الذي سيظل سنة أبد الدهر، أن يفتخر بذاته – بعيدا عن التكبر و التعصب – ، أن يعتز بهويته وبانتمائه،ألا يجد حرجا في التعريف بنفسه كما هو، في علاقاته مع غيره، في الحديث بلغته في سفره ومستقره، ألا يجد حرجا في الكشف عن أصله دون أي مركب نقص قد يكون نتاج عقود من التطبع بطباع الغير. الأكيد أن احترام الآخر لنا وكسبنا لوده يكون بالقيم التي نملكها و السلوك الحسن الذي يصدر عنا لا بالتقليد وبالتبعية العمياء له.
في بيوتنا، يجب تربية الناشئة على الافتخار بالذات، على تعلم لغتنا النفيسة و الانفتاح على غيرها من اللغات، على التشبع بالقيم الامازيغية الأصيلة، يجب علينا تربيتهم على الافتخار بأسمائنا الامازيغية وأن نجعل نقل موروثنا الثقافي إليهم أمانة في أعناقنا. إن ما يحز في النفس و يندى له الجبين أن نجد آباء أمازيغ تنكروا لكل ما هو أمازيغي، فلا أمازيغية في أسماء بنيهم ولا في ألسنتهم ولا غيرة لهم على أمازيغيتهم، فتجد أبناءهم عاجزين عن مخاطبة ذويهم في عقر ديارهم ممن يجهلون اللغات الأخرى. لقد آن الأوان أن يتشجع كل واحد منا ليتصالح مع ذاته و يصالح أبناءه مع هويتهم و لغتهم و ثقافتهم، وانه لمن دواعي الفخر أن حبانا الله بلغتنا و إتقان لغات غيرنا.
في الشارع وفي العمل وغيرهما من الأوساط، والى عهد قريب جدا، كثيرا ما كنا نجد المواطن المغربي وبكل أسف وحسرة يحاول طمس واخفاء أمازيغيته ويسعى إلى عدم انكشافها، لماذا يا ترى؟؟ إننا مغاربة حتى النخاع، وهذا وطننا الذي ليس لنا غيره، نعتز بثوابتنا وحري بنا أن نفتخر بمغربيتنا كما هي، كفانا من احتقار ذواتنا، كفانا من عقدة الدونية، كفانا من التصنع المقيت، كفانا من البروتوكولات الزائدة، لنتعود على التصرف بتلقائية مسؤولة، لنعود غيرنا على قبولنا كما نحن، لنعود غيرنا على تقبل لغتنا، لنتعود معا على الحوار الحضاري والراقي، لنتجاوز الأحكام المطبوخة الجاهزة والمواقف الشعبوية، لنفتخر بإرثنا وتراثنا الثقافي، لننبش في ذاكرتنا الجماعية، لنتعايش مع غيرنا واختلافه عنا، ولنرغمه على فعل ذلك، إنها لبنات المغرب الجديد الذي ننشده.
إن أمقت سلوك هو التعصب والعنصرية ومحاولة استئصال الآخر، ولهذه الأمراض المجتمعية دواء في القيم الامازيغية التي تتسم بالسماحة و الشمولية و النزعة الإنسانية، قيم ملؤها المروءة و المرونة، وأكيد أن التحلي بهذه القيم لخير وسيلة للتعامل مع الغير. إن النداء هذا، أوجه إلى نفسي قبل أن أتوجه به إلى غيري و أتمنى صادقا أن يصل إلى كل أحرار العالم الذين يسيؤون إلى هويتهم سواء بالتنكر أو التعصب لها.



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للغة الأم...
- في ذكرى تأسيس اتحاد مغاربي موؤود
- الأمازيغية تتبرأ من تصابي المكديّين وتهافت المهرطقين.
- عبد المالك أوسادن...وتنطفئ عنا كبرى الشموع.
- -برابرة- الإسلام السياسي
- السنة الامازيغية: العودة إلى الأصل أصل.
- خطأ المقرئ الإدريسي و-صناع الفتن-
- لغتنا العربية...لكن !!!
- المساجد، الأئمة، الامازيغية وأطراف أخرى
- القناة الثامنة...نافذة لزرع اليأس


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لحسن أمقران - يا أحرار...أنتم المعنيون