أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - نعيش في زمن اللامعقول















المزيد.....

نعيش في زمن اللامعقول


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 13:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحتار الإنسان في هذه الأيام في الحكم على الأحداث وخاصة في منطقتنا فمعظم الأحداث تأخذ مسارات غير واقعية او متوقعة, فكيف يمكن لشاب في يومنا هذا أن يختار مبدأ او قاعدة للحياة ويرسم مستقبله او أن يبتكر فنا او يستنبط نظرية علمية او اجتماعية او حتى أن يؤلف شعرا غير التعبير عن معاناته وعن الأقزام الذين يحكمون العراق.
أن الفوضى تعم كل مفاصل حياتنا اليومية وأصبح القتل والفساد والكذب والتجارة بالدين والسياسة مهن تدر على أصحابها الوجاهة الكاذبة والثراء من أموال السحت ومنصب وزاري لوزير لا يملك رؤية مستقلة بنفسه او نيابي يحلم بالمخصصات والتقاعد وان كلفتهم أن يكونوا منبوذون وحرامية من قبل الشعب.
o فهل من المعقول أن يكذب رئيس الوزراء ويُكشف كذبه في الإعلام بالصورة والصوت ولا يستقيل او يُقال.
o فهل من المعقول أن يغيب رئيس الجمهورية لأكثر من سنة بسبب مرض ولا يعرف الشعب الذي انتخبه أن كان حيا او ميتا.
o فهل من المعقول أن يتظلل وزراء ونواب بمظلة المرجعية الدينية ويعصون أوامرها للمصالح الشخصية ويبقون في مناصبهم.
o فهل من المعقول أن تبقى وزارات الدفاع والداخلية بدون وزراء طيلة اربع سنوات دون مساءلة رئيس الوزراء عن هذا القصور.
o فهل من المعقول أن يرفض الوزير والرئيس الوزراء المثول أمام مجلس النواب للمساءلة.
o فهل من المعقول أن يهربوا الوزراء الملايين والمليارات من الدولارات دون متابعة قانونية.
o فهل المعقول أن عدد الجنرالات (رتبة فريق) في الجيش العراقي يفوق كنسبة عدد الجنرالات في الجيش الأمريكي والروسي.
o فهل معقول أن يتفاخر جنرال بالجيش العراقي بقصف المدنيين في الأنبار لأن الداعش يتخذونهم كدروع بشرية دون أن يحاسب.
o فهل من المعقول ان يتحولوا نواب الشعب الى تجار فلا يخدمون الا مصالحهم الشخصية ومخصصاتهم المالية تاركين مطالب وحقوق الذين انتخبوهم في سهلة المهملات.
o فهل من المعقول أن تستولي قيادات الأحزاب السياسية على الممتلكات العامة والخاصة وكأنها غنائم حرب وتستولي قواعدها على الوظائف السامية والدبلوماسية وان كان الموظف الحزبي جاهلا وغير مؤهلا للوظيفة.
o فهل من المعقول أن لا يُرخص لمشروع استثماري دون حصة مجانية للأحزاب السياسية.

اما اذا نظرنا الى حولنا في المنطقة فنجد ما يلي:
o فهل من المعقول أن يقتل السفاح بشار الأسد الشعب السوري بالبراميل المتفجرة وبالطائرات والدبابات والمدفعية لفترة ثلاث سنوات وبدعم دولة تسمي نفسها بالجمهورية الإسلامية دون أن تتدخل الدول الكبرى حيث بلغ عدد القتلى اكثر من 130 ألف والجرحى اكثر من 650 ألف ومهجرين بالملايين, بينما دُمرت دولة بمؤسساتها الإدارية والعسكرية بسبب الشكوك بامتلاكها لأسلحة الدمار الشامل.
o فهل من المعقول أن حزب إسلامي يرفع شعار المقاومة لتحرير فلسطين يوجه أسلحته لدعم السفاح بشار الأسد في قتل الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا.
o فهل من المعقول أن حزب مسلح زعيمه يختبئ في الجحور ويفرض أوامره على حكومة وشعب من اكثر الشعوب المنطقة تحررا وثقافة.
o فهل من المعقول أن يحكم الولي الفقيه حكما مطلقا طوال حياته مختار من ثلة يسمونهم خبراء دون انتخاب او استفتاء شعبي في القرن العشرين ولا يجوز تقييم او انتقاد أفعاله ويحكم شعوبا من 79 مليون نسمة ويدعم السفاح بشار الأسد في قتل الشعب السوري معظمهم من المسلمين.
o فهل من المعقول أن يترشح عبد العزيز بوتفليقة وهو خارج من قبره بكفالة (اي شبه ميت) لرئاسة الدولة الجزائرية حبلى بالمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
o فهل من المعقول بعد التخلص من الدكتاتور النرجسي معمر القذافي يتحول الشعب الليبي الى عصابات مسلحة.
o فهل من المعقول أن يحارب الشعب الفلسطيني بعضه البعض من اجل السلطة غير مستقلة ولا يتوحد من اجل تحرير أراضيه وإنقاذ المشردين من الشعب الفلسطيني في الشتات.
o فهل من المعقول أن تتحول ثورات الشباب الى فقاسة للعصابات الإرهابية والمتاجرة بالسلاح والسياسية والدين وقاسمها المشترك القتل.

كلمة أخيرة:
زرع الغرب الاستعماري فينا اللامعقول كي نبقى نراوح في مكاننا معتمدين عليهم وهم يستنزفون مواردنا وعلمائنا ويحافظون على أسواقنا لمنتجاتهم وخدماتهم, فكان من السهل أن ينبت الزرع في منطقتنا بينما لم تخضر بذرة اللامعقول في شرق آسيا حيث فلسفة الحياة والتقاليد الاجتماعية العريقة استمرت بشكل متواصل منذ آلاف السنين دون أن تمر في فترات ظلامية معتمة طويلة كما مرت على منطقتنا نتيجة للهجمات الهمج واستعمارنا من قبل الشرق والغرب.

يحكى بأنه كان لسلطان وزير انعم الله عليه بالحكمة وبالذكاء فوق المألوف فكان السلطان يغار منه, ففي يوم من الأيام أغضب السلطان الوزير, فما كان من الوزير الا أن ترك الجاه والمال وذهب متخفيا ليقيم في إحدى قرى السلطنة. افتقد السلطان حكمة الوزير في إدارة الحكم, فطلب من شرطته ومخبريه أن يبحثوا عن الوزير ودعوته للعودة معززا ومكرما الى بلاط السلطان فلم يفلحوا في إيجاده, فأشار على السلطان احد مستشاريه بالفكرة التالية:
"ارسل يا عظمة السلطان معزة الى كل قرية في سلطنتك واطلب من شيخ القرية أن يعيدها إليك بعد أسبوعين دون أن ينقص وزنا او يزيد ومن خالف يُقطع عنقه, فان القرية التي ستحافظ على وزن المعزة فهي القرية التي يختفي فيها الوزير الحكيم" أعجبت الفكرة السلطان فأمر بتنفيذ الأمر وكان ما كان أن تمكنت إحدى القرى من الحفاظ على وزن المعزة دون زيادة او نقصان, فأرسل السلطان مستشاريه الى القرية ليبحثوا عن الوزير وإبلاغه رسالة السلطان بالعودة الى بلاطه معززا ومكرما, فعاد الوزير الى بلاط السلطان فطلب منه السلطان أن يخبره كيف حافظ على وزن المعزة دون زيادة او نقصان فقال الوزير " أتينا بجرو ذئب فربطناه قرب المعزة, فكلما أكلت المعزة أعشابها مددنا حبل الجرو فتهرب المعزة منه خائفة وهكذا كانت المعزة تفقد الفائدة من كل ما أكلت".
أن خطة المعزة مطبقة على المنطقة فكلما حاولت الشعوب المنطقة من التقدم ترسل إليها القوى الشر الخارجية المستفيدة من تأخرنا دكتاتور جاهل او نرجسي لهدم ما بنتها الشعوب, فلن تقوم لنا قائمة طالما رضينا بحكم العملاء والأقزام والجهلة وأحزاب تسرق أموال الشعب وتستولي على الممتلكات العامة وتخلينا عن المواطنة بولائنا القومي والطائفي والمذهبي والعشائري.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا مقتدى فأنت المرتجى فلا تترجل عن الفرس الآن
- الأنظمة الدكتاتورية في منطقتنا
- ماذا يجري في العراق
- عدم إعلان عجز الرئيس الجمهورية مام جلال خيانة قومية ووطنية
- قانون التعرفة الكمركية العراقية لصالح المهربين ومروجي المخدر ...
- هل تغابى نوري المالكي
- 2014
- دولتنا دولة أحزاب وليست دولة مؤسسات
- المتهمون الأربع بجرائم ضد الإنسانية
- نظام فدرالية المحافظات الحل الأمثل للعراق وللدول المنطقة
- من الذي يُلام الشعب أم قيادات الأحزاب السياسية أم قوى الشر ا ...
- الغوا البطاقة التموينية واطلقوا برنامج الرعاية الاجتماعية
- -نواب الشعب حرامية-
- قضايا ساخنة
- اوباما المسلم
- متى نتحرر من الاستعمار النظام الإيراني الحالي لنا
- بوتين الرهيب والسفاح بشار
- الطرق السريعة مدفوعة اجر والأمن الوطني
- نحن ومصر
- لا أظنك فخورا بجنسيتك اليوم


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - نعيش في زمن اللامعقول