أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: استقبلت -حب في موسكو- برضى كبير حتى من قبل الروس من مختلف الاتجاهات















المزيد.....



الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: استقبلت -حب في موسكو- برضى كبير حتى من قبل الروس من مختلف الاتجاهات


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1244 - 2005 / 6 / 30 - 14:26
المحور: مقابلات و حوارات
    


الجزء الثالث
7. تتجلى سيرتك بشكل واضح عبر شخصية (خالد) في رواية (سقوط سبرطة) لكن هذا النزوع لم يأخذ طابعا أوتوبايوغرافيا بسبب غلبة المسحة الروائية على الجانب الأوتوبايوغرافي، كيف استطعت أن تماهي بين هذين الجانبين لتخلق منهما نصا إبداعيا جميلا؟
ـ لا أدري كم من خالد في نفسي وكم من نفسي في خالد حقا!؟ لكن إذا كان الوضع في الرواية كما تقول فإن ذلك تأتى ربما من نظرتي الموضوعية أو هذا ما أسعى اليه، إلى الواقع وبضمنه ذاتي أنا ولعلي استطعت الوصول إلى هذا لأني أخضعت ذاتي نفسها لاختبارات الواقع وأخضعها الواقع لاختباراته واجتازتها بنجاح، فأشبعت نفسها باحترام الذات نتيجة منجزها، خذ ما فعلته منذ صباي.. كنت أريد أن أعرف من أنا؟ هل أنا جبان أم شجاع؟ ذلك لا يحسن بي أن أقول عن نفسي أنا كذا وكذا من دون إخضاعها لفحص، في يوم عاصف صعدت ملوية سامراء وحدي، سوف أكتب عن هذا قصة يوما، لا أحد كان موجودا حولها، فإذا بي أشعر بخوف شديد وأنا على طبقتها الثانية أو الثالثة، رأيت وشعرت أنني أقف معلقا في الهواء بقدمي فقط أمام علو شاهق ولا شئ يسندني على الإطلاق، لا شئ أتمسك به، كان علي إما أن أعود من حيث ارتقيت وأحكم على نفسي بالجبن مدى الحياة أو أواصل وأعرض نفسي لخطر السقوط لكني سوف أفهم من ذلك أحد معاني الشجاعة وأعرف من أنا فقررت مواصلة الارتقاء رغم ما كان في ذلك من إرعاب شديد لي، كل طبقة تجاوزتها خففت من وزني كيلوات ربما، ليس للجهد العضلي الذي بذلته بل للجهد العصبي في التغلب على مخاوفي، وهكذا واصلت حتى بلغت قمتها الأعلى والريح تعصف بي كأنها أبالسة تريد انتشالي والهرب بي إلى أعماق السماء، هناك يبدأ سلم ضيق صغير إلى قمتها العليا، إلى سطحها الذي لا تبلغ مساحته مترا مربعا على الأرجح، لكنه في تلك اللحظات كان في عيني رأس إبرة أو دبوس طوله ميل مغروز في الفضاء، علي غرز نفسي عليها، وكان بإمكاني العودة طالما بلغت القمة لكني لم أشأ التراجع إلاّ ميتا أو قاهرا قمة المسلة إلى آخرها تماما، ليس لاستعراض شجاعتي بالطبع أمام أحد لم يكن في الأسفل وفي الأعالي سوى الريح، بل للتغلب على نفسي فقط، ولما بلغتها كنت مت ألف مرة، لكن كل هذا بكفة وبدء عملية الرجوع بكفة أخرى (قال الجواهري العظيم لي ونحن ننزل سلما إلى مرافق فندق اوزبكستان: أوخ.. ما أصعب النزول بعد صعود! كان هو يعني طبعا النزول المعنوي) كان الفضاء الفسيح حولي فاغرا أبعاده كشدق مخلوق خرافي يريد ابتلاعي وأنا واقف وحيدا وسط الريح المزمجرة على رأس الدبوس المرتفع ميلا في خيالي، والأنكى من كل هذا أنه بدأ يهتز بطيئا كأنه يريد إسقاطي عامدا عن قمته، بل رنت في رأسي مقولة: الطبيعة لا تحب الفراغ، كانت دعوة من المجهول والعبث لأن أرمي نفسي في ذلك الفراغ وأتخلص من الضغط الهائل علي، لن أطيل عليك.. كدت أبكي لكني صمدت ونزلت خطوة خطوة وأنا أقول لنفسي ما تفعله يا برهان ليس عبثا ولا لعبا أنت تصنع نفسك! وصلت الأرض سالما، وعرفت وقتها: قبل هذه التجربة لم أكن جبانا ولا شجاعا ولكني صنعت نفسي في التجربة أي جعلتها تعرف حلاوة الشجاعة بتحدي الخوف، وتعرف أن الشجاعة هي بقهر النفس قبل قهر الملوية، بتحدي النفس قبل تحدي الغير، ولو كان أحدهم قلدني نوطا على هذا ما أقنعني أن الشجاعة أبدية، على المرء أن يكتشف ويصنع نفسه كل يوم. حتى الآن كان ذلك نشاطاً إنسانياً عادياً لكني رغبت في نقل هذا الدرس لآخرين، عبر قصة مثلا، هنا يبدأ النشاط الأدبي، خلال هذا يكتشف الإنسان فيّ أهمية الكاتب وخطورته، إنه ينقل حقيقة إلى آخرين، يشطب على ماض أو ينقحه ويقترح جديدا، في مجتمع مغلق لا يصادف ما يقوله محب لتغيير هوى لدى راضين بالموجود في وضع لا يريدون تغييره لانتفاعهم منه، يجب إسكاته إذاً، صدام إذاً أو تجنبه، وهكذا يصوغ كاتب بمخيلته مصيرا له ولآخرين..
ذلك كان أحد اختبارات كثيرة أخضعت نفسي لها لاحقا أيضا عن عمد حينا، وبصدفة حينا آخر، وبتنكيل من أشرار حينا آخر، لكني خرجت منها جميعا مكتسبا لنفسي احتراما على احترام، وكلما كبر ذلك الاحترام والمعرفة بالذات والنظر إليها موضوعيا زاد احترامي للآخرين أيضا الذين يستحقون الاحترام.. فيما بعد قرأت: تحدى قدرك! فأعجبتني هذه العبارة جدا لأنها عبرت عما كنت أفعله دائما، لكني غيرتها إلى: اصنع قدرك!
التوازن والاحترام الذاتي لم استمدهما إذاً من وضع نفسي في مكان صدارة في خيال أو في مقهى، بل أني أكره التبختر في مقاه والدخول في مبارزات ومنازلات بسيوف من كرتون، أفضل الجلوس إلى طاولة العمل وحيداً يوميا وهكذا أنتجت أكثر من عشرين كتابا تأليفا وترجمة إضافة إلى أطروحة وشهادتين جامعيتين ومئات الكتب التي قرأتها والأفلام التي شاهدتها لكشف فحواها البعيد والتعلم منها وما زلت في منتصف الطريق ولو كان الظرف ملائما أكثر، أي لو كنا نتمتع باستقرار اجتماعي نسبي داخل الاضطراب السياسي المدمر الذي عرفناه لأنتجت أكثر ربما، وهذا الرأي لا يناقض السائد عن أن الأدب يزدهر أوقات الأزمات، لأن ما مررنا به ليس أزمات بل كوارث تحرق الأخضر واليابس لولا عناد وإيمان في نفسي بضرورة التعبير عن تلك الكوارث ورسمها..
مررت بمحن كادت تكون قاتلة خرجت منها أقوى لتمسكي بثوابت أخلاقية عالية، وذلك جعل حتى من سببها لي أو شارك في تسبيبها يعترف فيما بعد باحترامه لي! وبسبب تلك الثوابت أيضا لم أعط نفسي تنزيلات لا في الحياة ولا حين كتبت، إنني أكن احتراما كبيرا حتى للنملة بقدر الاحترام الذي أكنه لأسد شرط أن لا يعربد أي منهما، لأن أيا منهما مفترس بقدر الآخر في الجوهر إذا أخذنا مبدأ النسبة والتناسب في الاعتبار، لكل منهما حق الافتراس أقصد العيش ليشبع جوعه ولكن لا حق له في القتل من أجل القتل، عند تجاوز هذا الحد أبدأ في الاعتراض بطريقتي الخاصة، أي من خلال نصي الروائي، رواياتي لا أكتبها من أجل الإمتاع فقط كما هو واضح، ولا من أجل التثوير كما راح الشاعر عبد الرضا الصخني في تقديمه لها على صفحات إحدى الجرائد، ولا من أجل الفن للفن، بل من أجل تحقيق إنسانيتي بأفضل صورة والمساعدة لو استطعت في فض سوء تفاهم أراه لابسا البشرية كلها! أنا لا أعرف عاطفة اسمها الكراهية حتى لمن كادوا ينجحون في تدميري مرتين دون حق ولا وازع من ضمير، وفي المقابل أشعر بحب عميق لكل شئ في الوجود، لكل إنسان شرط أن لا يريني قباحاته أو بذاءاته التي أصبحت كثيرة للأسف في يومنا هذا حتى لتصبح أفضل طريقة للاحتفاظ بمودة للناس أن تكون بعيدا عنهم، وهذا يجعلني أرى الواقع بالطريقة التي رأيتها فيه في حب في موسكو الواقع الذي يوجد فيه الآخرون بالعمق والكم والكيف الذي أوجد فيه أنا وهكذا ترى أن إحساسا مثل هذا لا يمكن ربما أن يخلق إلاّ رواية مثل حب في موسكو.. بالمناسبة غالبا ما يهمل نقاد هذا العامل في صياغة رواية، أقصد الإحساس الذي تكتب به رواية، بينما هو عندي الأساس الذي تقوم عليه عملية الكتابة، حين يكتبون عن الشعر وتأثيره في الرواية يتصورونه تهويمات تتطاير فوق السطور ومخلوقات فضائية وغير معقولة على طريقة بولغاكوف وعواطف جياشة وصور استثنائية على طريقة لا أدري من بينما هو في الحقيقة الروح، الحالة الوجدانية، التي يبدأ منها روائي عمله وينهيها بها.
الفنان فيصل لعيبي قال لي مرة أنت كل شخصياتك الروائية، ورغم هذا عاد وسألني: من فلان في الرواية ومن فلان يكون في الواقع؟ أي أنه ارتد عن اعتبار شخصيات رواياتي أن تكون صورة لمؤلفها، فهل أنت يا عدنان متمسك بكون خالد انعكاسا للمؤلف والرجل كما رأيناه فيها عاطفي رومانتيكي وأنا واقعي، له شقيقتان وشقيق وأنا لي ثلاث شقيقات وشقيقان، له عم وزير سابق وأنا لي عم قضى عمره بين الكتب، وله أفكار غير أفكاري تقريبا؟
8. بالرغم من إيمانك بالفكر اليساري إلا إنك في رواية حب في موسكو لم تتناول الاتحاد السوفيتي في أيام مجده وعظمته، بل إنك لم تكن راضيا على الساسة الذين تعاقبوا على حكم الاتحاد السوفيتي منذ أيام بريجنيف، مرورا بأندروبوف وتشيرنينكو وانتهاءً بغورباتشوف وسياسته الانفتاحية التي قصمت ظهر الاتحاد السوفيتي؟ هل تتفق معي في هذا الطرح أم تقف بالضد منه؟
ـ أنا لا أتفق معك تماما ولا أقف على الضد من هذا لأن الأمور عندي ليست بصيغة إما أسود أو أبيض. وسؤالك الكبير هذا، كبير لأنه يطمح لتقييم تجربة هائلة أي قيام وانهيار دولة من طراز خاص وذات تجربة فريدة في التاريخ لها امتداد في تأريخ المنطقة العربية بعيني روائي عاش سنوات مهمة عديدة من هذه التجربة ولم يفقد صوابه بها، تحمسا أو رفضا لها، بل ظل طيلة الوقت مراقبا، ناقدا لسلبياتها معجبا بإيجابياتها، كموقفه إزاء كل شئ في الواقع والحياة، حتى أدى ذلك إلى إبعاده عن الساحة بالطريقة التي رأيتها من الداخل في رواية "حب في موسكو" والتي عرفها من الخارج أبناء الجالية وزملاء في موسكو عند حدوث الإبعاد.. إذاً.. يمكن الرد على سؤالك هذا بتساؤل آخر من نوع هل كان الاتحاد السوفيتي يمثل حقا اليسار؟ أو هل كان هو على اليمين حقا لكي لا يعجب شخصا من أهل اليسار؟ وهل كانت له سياسة واحدة تستدعي رأيا واحدا فيها؟ قبل الخوض في هذا أود أن أؤكد: أنا ما أكتبه، سواء كان ذلك اليوم، قبل ثلاثين عاما، أو غدا. وفي إيجاز أقول كانت في تلك التجربة إيجابيات وكانت هنالك سلبيات، لا يمكن لمنصف نكران ذلك، السلام الذي عاشته شعوب القوقاز طيلة وجود الاتحاد السوفيتي دليل، والحماية الصحية لسكانه عموما دليل، وانعدام البطالة تقريبا دليل، وازدهار نوع معين من ثقافة دليل بضمن هذا علوم ورياضة وفنون، وانعدام الفوارق الطبقية إلاّ بين نخبة صغيرة والشعب عموما، مقابل ذلك فقدان الحريات العامة، اقتصادية وسياسية وتأثيره سلبا على حياة السكان، تدهور حقوق الإنسان وتأثيره المدمر على طبيعة النظام نفسه، سوء أوضاع الأمصار البعيدة عن المركز، توترات الوضع الدولي نتيجة سياسات غير متوازنة وتدخلات في هنغاريا وكوبا وجيكسلوفاكيا وأفغانستان، حتى أدت هذه التراكمات إلى نهاية تشير في حد ذاتها إلى أن السلبيات طغت على الإيجابيات وسحقتها بغض النظر عن تعاقب هذا وذاك من القادة عليها. يمكن قول الكثير جدا في هذه التجربة وقادتها وما ظهر وما لم يظهر في "حب في موسكو" وكذا في روايتي القادمة "الجنائن المغلقة" التي يمكن اعتبار أحد أجزائها الأربعة امتدادا لهذه الرواية..
على كرتنا الأرضية تجري صراعات عديدة منذ نشأة المجتمعات البشرية حتى الآن وسيستمر هذا كما هو واضح إلى أمد غير معلوم خلافا لما يقال من كلام ساذج عن نهاية التاريخ، في قمتها الصراع الدولي الذي مر ويمر ويخلف وراءه في كل منعطف للتأريخ آلاف الضحايا، النظر إلى هذا الصراع ممكن من عدة زوايا حسب موقع الإنسان على السلم الاجتماعي والثقافي فيمكن لأحدنا أن يراه صراع بين أمم على مناطق نفوذ والآخر أن يراه صراع بين روحانيات وماديات حتى إذا وصلنا نشوء الاتحاد السوفيتي اتخذ شكل صراع بين طبقات أو هكذا قيل مثلما قيل أن هذا كان مجرد شكل لصراع في الواقع دائر بين أمم وامبراطوريات في علن وخفاء لأن الاتحاد السوفيتي لم يقف في الأقل مساندا حقيقيا (طبقيا) لأسبانيا الجمهورية بل انتفع منها إلى حين ببيعه طائرات ودبابات وادعى أنه قدمها معونة ولا لجمهورية مهاباد ولم يوافق على صعود الحزب الشيوعي إلى الحكم في العراق بعد 59.. مرة مع بول بوتو ومرة ضده.. ضد قيام دولة إسرائيل ومعه.. وغير ذلك. واتضحت سياسته العشوائية ـ التي سماها عهد ستالين حماية معسكر العمال والفلاحين و عهد خر وشوف التعايش السلمي و عهد بريجنيف ومن تبعه الحفاظ على السلم الدولي ـ في تدخلات المجر وكوبا وجيكوسلوفاكيا وإسقاط الطائرة المدنية الكورية!..
لست هنا في معرض تقييم سياستهم سواء الخارجية أو الداخلية لأن مردوداتها العامة واضحة ومعروفة سواء في الخراب الذي نزل بالمثقفين والاختصاصيين أول الثورة، أو بالزراعة في منتصفها عهد خر وشوف، أو بالمجتمع عموما عهد بريجنيف باستشراء الفساد في نهايتها، واحتمال تفجر حرب عالمية عهد اندروبوف، تشيرنينكو لا دور له يذكر في تاريخ الاتحاد السوفيتي، كان مجرد مرحلة انتقالية، من عهد توتر إلى عهد ارتخاء، المفارقة في كل ما فعله هؤلاء أنهم رفعوا شعارات لم تتطابق والإجراءات التي قاموا بها ولا الواقع الموجود حولهم وتحت تصرفهم فسبب هذا إرباكا في العالم وهم لا يتحملون وحدهم مسؤولية تاريخية أمام عقل متفحص بل يتحملها أيضا دعاة تغيير ظلوا متقاودين معهم، كان على الأحزاب التي ظلت ملتزمة بنهجهم مثلا أن تختار في ذلك الحين بين ثلاثة فإما الاعتماد على القوة الذاتية والتآلف مع القوى الوطنية الأخرى التي تصارعت معها على سلطة والوصول ببلد إلى حالة استقرار وكذا العالم، أو المراهنة على حليف استراتيجي آخر، أو تعلن تخليها عن ذلك النهج والتحول إلى آخر ديمقراطي اجتماعي أو اشتراكي وتقطع صلاتها بمن سبب خرابا لبلده فكيف به ببلد آخر واتخاذ سياسة متفهمة للمصلحة والواقع الوطنيين، كل ذلك بسبب غياب أو تغييب صوت المعارضة الضروري كرقيب على سلطة سواء كانت حزبية أم حكومية، سألني غالانوف معاون عميد معهد غوركي مرة وهو ناقد معروف وإنسان محترم يعرفه زميلي الروائي ابراهيم الكوني جيدا أيضا: أنت حزين يا برهان لماذا.. تفتقد أهلك؟ فقلت له بل العدالة في بلد يتحدث عنها! فقال بحزن هو الآخر: لا بد لكاتب أن يكون حالما.. وجاء غورباتشوف وخلفه وانتم تعرفون ما يجري الآن في بلده، فأين العلة في كل هذا؟ العلة تظل كامنة ليس في الأشخاص في فلان وفلان لأن الناس قل قادتهم ليسوا أغبياء كما قد يتصور متعجرف، بل حتى لو كان لهذا التابع أو ذاك ذكاء وإخلاص أكبر من ذكاء وإخلاص قائده يظل حتى أكثر القادة غباء في هذا الحال يتمتع بحكمة وبصيرة وقدرة على التغيير أكبر مما لدى أكثر التابعين ذكاء لأن له قدرة للوصول إلى المعلومات والإطلاع على الأوضاع أكبر مما لدى تابعه مما يحقق له تفوقا نسبيا في مضمار عمله، العلة إذاً تكمن في النظام ونظافته، النظام الذي يسمح بصعود متملقين ووصوليين ونفعيين وأغبياء وغيرهم ممن يستغلون انتماءاتهم لتحقيق مآرب شخصية على حساب مصلحة وطن وبالتالي خراب الوطن بهذه النماذج كالحال الذي رأيناه في الاتحاد السوفيتي وغيره أيضا، ضروري وجود استراتيجيا تقيمها مؤسسات بحوث، وكذلك وجود المعارضة ضروري لصحة وطن، معارضة حقيقية متوازنة مع السلطة بما تملك من إعلام في الأقل تأخذ على عاتقها مهمة مراقبة من في السلطة وتصحيح أخطائه عند إزاحته عنها بانتخاب فإذا كررت أو ارتكبت أخطاء هي الأخرى تزاح هي الأخرى ويأخذ الأصح للحياة مكانه لقيادة وطن، لقد قلت شيئا من هذا القبيل وغيره حين عملت محررا ومترجما في التقدم في موسكو فماذا كانت النتيجة؟ بل وفي مقابلة نشرت بجريدة الوطن الكويتية عام 85 قلت بانفتاح الأدب والإعلام ومراقبة الاقتصاد والسياسة، ولا زلت آمن بضرورة أن يكون للدولة دور في هذين المجالين حتى يبلغ المجتمع طورا عاليا في الأقل في حياته العامة، فنظروا إليّ باعتباري ليبراليا مشبوها وضعوه تحت المجهر أولا ثم مخفرا تاليا على طائرة وباي باي موسكو إلى جهة لم أعرفها سوى في المطار من غير فلس في جيبي.. هكذا كانت طريقتهم في التعامل مع شخص مثقف قال لهم بالحرف الواحد: لا أريد خلق مشاكل لكني لا أقبل أيضا بالسيئ ولا بضغوطكم عليّ..، قبيل تسفيري بأيام رفضت ترجمة كتب لشفيرنادزة وزير خارجيتهم آنذاك، لماذا سألوا فأجبت لأنه لا يستحق الترجمة، أجبروني على تقديم استقالة تحت تهديد، وقالوا انتظر ضربة منا، فقلت لشيخهم: العالم لا يبدأ بالاتحاد السوفيتي ولا ينتهي به! ردوا علي بكلام غريب جدا: نحن نحترمك جدا بل أكثر من اتباعنا الذين تعرفهم فلان وفلان، ذكروهم بالاسم، لكننا لا نستطيع إلاّ أن نعاملك بهذه الشدة، سوف نسفرك، فإذا استطعت دافع عن نفسك.. لم ألجأ إلى حزب ولا إلى سفارة، لمعرفتي أني أغير في هذا الحال نيرا بنير، وقت كان هذا ممكنا ومرغوبا من الطرفين فقد وصلت المشكلة أسماعهم واستدعوني لتوسط، ثيران الجر مطلوبة دائما، ثم نفذوا تهديدهم حقا بطريقة وحشية دون أن أرفع إصبعي في وجوههم ولم أخف رأيي في ما فعلوه.. بعد ذلك بدأ انقلاب البريسترويكا وانقلبت المتقلبة عليهم لكني لم اسع إلى انتقام ولم أتشف بهم فهذان ليسا في طبعي.. بل أني آسف لما يحدث في روسيا الآن وأتمنى أن تخرج سريعا من أزمتها فالشعب الروسي طيب راق ويستحق حياة كريمة..
انتبه هنا.. حين قالوا: دافع عن نفسك إذا استطعت وكذا وكذا.. كان واضحا أن أولئك الأشخاص كانوا واعين للمأزق الذي كانوا هم فيه لكن لم يكن باستطاعتهم تغيير شئ لأنهم كانوا أسرى وجزء في نفس الوقت من نظام غير صحيح، نظام الحزب الواحد، فلما تغير رأيت الذي قام بتسفيري يصبح وكيلا لشركة أجنبية كبيرة تأخذه وتأتي به طائرة خاصة بين هذه العاصمة وتلك، وعوافي عليه.. أنا لا أحسده.. لأن الثروة التي أملكها في نفسي أكبر من كل ثروات الدنيا..

9. ركزت كثيرا على الفساد الإداري والاجتماعي في رواية (حب في موسكو) وعمقت هذا الإحساس من خلال خيانة ليلى لخالد مع عشيقها العجوز يفغيني، هل كنت ترمز إلى شلل الحياة الروحية في موسكو من خلال هذه العلاقة المريضة الشائكة، وهل تعتقد أن انتحار ستالينا هو انتحار للحياة الفكرية في موسكو برمتها؟
ـ الرموز في (حب في موسكو) وغيرها من رواياتي متنوعة الدلالات، داخل الرمز تجد أحيانا رمزا آخر، بل ولإيحائها الواسع وجدت تخضع لدى قراء لإضفاء رموزهم الخاصة عليها، لمست هذا عند الحديث مع قراء أذكياء ثاقبي نظر وجدوا في ما كتبته أمورا غريبة وأخرى تصورت عند كتابتها من المستحيل كشفها والوصول إلى ظلالها البعيدة، أذهلني بعضهم بعمق تغلغله في النص وتحليله واكتشافه أسرار فنية وفكرية مما أشعرني بارتياح عميق ولإدراكي أيضا أني أوصلت رسالتي إلى من يهمه الأمر أي القارئ الذي يتمتع بقدر كبير من الذكاء والحصافة وهذا أعظم ما يطلبه روائي في اعتقادي..
استقبلت "حب في موسكو" برضى كبير حتى من قبل الروس من مختلف الاتجاهات، لكن القيمة الأساسية لهذه الرواية تظل في اعتقادي لا في تركيزها على الفساد الإداري والاجتماعي ولا في كشفها عن الأوضاع الروحية والفكرية التي أدت لسقوط الاتحاد السوفيتي، جلال الماشطة انتقدني وقال ما رأيته في الرواية هو سقوط بطلها أي تسفيره وخرابه وليس سقوط النظام.. ناسيا، جلال هذا، أن هذا بالضبط هو ما يرسم جوهر التراجيديا، بل هو ما يخلق مفهوم البطل في رواية، أي عندما يهزم البطل في ميدان روائي، في واقع، ويظل البطل محتفظا بصلابته وبنقائه الروحي وعدالة قضيته، عنيدا..
عناد خالد في مواجهة النظام الشمولي وتسفيره في رواية "حب في موسكو" وهذا اكتشفته حديثا، يشبه عناد آخاب في موبي ديك في مواجهة الحوت الأزرق وفقدانه ساقه، وكذلك عناد أخيه الأصغر سنتياغو في الشيخ والبحر حين تهزمه الكواسج، ومن غريب الصدف هنا أن همنغواي رمز بالكواسج التي تهاجم سمكته الكبيرة التي اصطادها في عرض البحر وأحالتها عظاما إلى النقاد الذين يهاجمون رواية كاتب رمز لها همنغواي بالسمكة الكبيرة نفسها التي تهاجمها الكواسج بعد انتهاء الصيد! و.. أنت تذكر حتما ما قاله سنتياغو في النهاية.. يمكنك تحطيم إنسان لكنك لا تستطيع هزمه! ذلك هو بالضبط ما حدث مع خالد أيضا حين نزل من الطائرة في مدينة غريبة مفلسا مدمرا لكنه رفض الذهاب وراء عمه من سبب له كارثة وعرض عليه بعد هذا المساعدة..
إذاً.. فيما تنتصر قوى جبارة على إنسان ويظل هذا مرتفع الهامة.. يغدو بطلا، قوى تقوم مقام القدر أو الأرباب في التراجيديا الإغريقية، قوى تفقد مصداقية نبلها وجبروتها وتغدو قوى ظلام حين تهزم أنسانا شجاعا شريفا تحدى عنجهيتها..
أعود وأقول أن القيمة الأساسية، لأية رواية، تكون لا في ما تكشف عنه، لأن إحصائيات وتقارير تستطيع أن تفعل ذلك نيابة عنها وأفضل.. إنما تكون في شحنتها الوجدانية السامية كما ذكرت العالية والنبيلة التي رافقت صفحاتها، لأن حضورها في عالم تطغي عليه المادة هو الأصعب، واستحضارها أثناء الكتابة هو الأصعب، وهي التي تنير الوجدان أثناء قراءة وتصيب قارئها بعدوى النبل لو صح القول وتوصله إلى إحساس بالتطهر، وكذلك في شكلها الفني الراقي بقدر ارتقائه لبلوغ معانيها السامية، من هنا تبدأ العلاقة والصراع بين الشكل والمضمون، المضمون الذي ينحو إلى ذرى والشكل الذي يريد الوصول إلى تلك الذرى لاستيعابها دون أن ينهار أو ينحرف إلى مباشرة وخطابة ومبالغات وغير هذا..
هو نوع خاص هذا الفن الروائي المازج بين تجربة شخصية وعامة، له مصداقية وتأثير أقوى من أي نوع آخر، الشاعر خالد المعالي أبدى انبهاره وأراد إعادة طباعة "حب في موسكو"… ً هذه رواية بوليسية من نمط خاص!ً قال بحماس، وكذا آخرون مثقفون كانوا على مقربة من أحداثها وعرفوا بعض تفاصيلها عن كثب، بعد قراءتها اتصلوا بي من هنا وهناك وعبروا عن إعجابهم وانبهارهم بها، قال لي أحدهم أنا لم أقرأ في حياتي كتابا مرتين غير هذا الكتاب! على كل حال الحديث عن الرمز فيها عن ستالينا بالذات وانتحارها أو قتلها حق للقارئ أكثر مما هو لي لأن الرواية تصبح ملك قارئها فعلا بعد الانتهاء من كتابتها ونشرها وله حق الخوض بالتالي في معنى هذا الرمز والتفصيل أو ذاك فيها، لكن وأنت تسألني عما إذا كان انتحار ستالينا هو انتحار لحياة فكرية في موسكو برمتها أتوقف وأتساءل أيعقل أن تنتحر الحياة الفكرية في مدينة قدمت للعالم غوغول وتشيخوف وتولستوي وديستويفسكي ومايكوفسكي وغيرهم عشرات من النجوم المضيئة في سماء الأدب والفن وترعرع فيها مبدعون رائعون كانوا معي في معهد غوركي وغيره؟! أجيب: كلا، رغم أن وقائع تضربني على رأسي و تشير بل نعم، أتذكر صديقك فاليري البحار الأصل الحالم الوسيم الذي كان من أذكى طلاب المعهد وأقواهم موهبة في الكتابة والرسم كيف انتهى به الحال الآن؟ أصبح ناسكا متعبدا منزويا في كنيسة بعيدة! فهل هذا هزيمة للفكر؟! أرد على نفسي: الكنيسة نشاط فكري أيضا في هذا الحال، المسيحية والشيوعية في روسيا لم يتناصبا العداء في الحقيقة في الأمس لأن الحفاظ على الإرث القيصري، أي ما يمكن تسميته وحدة روسيا، اصبح جامعا لهما، المسيح وحواريه تحولوا إلى سكرتير حزب وأعضاء مكتب سياسي أشرت إلى هذا في "حب في موسكو" وإلى جانب الكنيسة وجدت بيوت الثقافة، أقصد نمط الحياة لم يتغير في الجوهر قبل الثورة وبعدها إلاّ بمقدار فقرها أو ثرائها المادي، وفي داخل هذا النمط كان هناك نوع من استقرار وتفاعل وصراع ساعد على نشاط الحياة الفكرية قبل الثورة وبعدها، وهذا مؤهل للتكرار الآن، فالتغيير الحاصل الآن في روسيا وضواحيها لم يمس، مرة أخرى، نمط الحياة الاجتماعية إلاّ بمقدار دفعها في اتجاه فقر أو ثراء. وهذا يختلف تماما عن الصراع الثقافي والفكري في منطقتنا الذي يلوّح بفرض نمط للحياة الاجتماعية مغاير للسائد فيها مما يضفي عليه حدة غير عادية يدفع إلى محاولة إلغاء الخصم. نعم تنافست الشيوعية والمسيحية الأرثودوكسية أمس في روسيا، وصمدت المسيحية بوجه الشيوعية، كان رئيس الدولة يمشي أمام البطريرك واليوم يمشي وراءه، هذا هو الفرق في الحقيقة، ولسوف تصمد الأفكار المناهضة للكنيسة أمام المسيحية هذه المرة بما يتناسب وحجم المشاكل الاجتماعية الموجودة، الكنيسة اليوم سلاح فكري يحاولون به قبل كل شئ وبالقومية أيضا الحفاظ على وحدة روسيا، ولكن هل تصمد المسيحية بوجه فساد آت مع النظام الجديد هذه المرة؟! هذا سؤال مطروح في الحياة الثقافية هناك وعشرات الأسئلة، أسئلة سوف تتبعها محاولات للرد في الفن والأدب مما سيحرك مجددا الحياة الفكرية هناك..
بعض معارفي الذين كانوا يعاقرونها في الأمس ولا يكتبون أراهم اليوم يكتبون ويراسلون!.. ذلك الشاعر الذي تحول إلى كناس طرقات وآخر إلى بائع كشك.. هذا وذاك أضاعوا أسماءهم أو ضيعتها الأحداث وإذا ذهبت الآن إلى مخازن الكتب فماذا تجد فيها؟ بعضها ومنه الذي كانت دارنا تزوده بالكتب تحول إلى بيع سجاير وحمالات أثداء وأطعمة وبعضها الآخر يبيع في أفضل حال روايات بوليسية وأخرى هابطة لا فكر فيها على الإطلاق؟.. لكن غير هذا وذاك هناك من صنع أفلام مثلا ناجحة: أيقونة سيبيريا، حلاق سيبيريا، حلم، متعبون بالشمس، وغيرها! تزن هذا ذاك وتقول روسيا أمة كبيرة فيها شريحة عريضة جدا من مثقفين لها تقاليد عريقة وأيمان عميق بروسيتهم، أمة تستمد ديمومتها ونماءها شأن أمم راشدة من القرية التي تهدمت بدورها مثلما تهدم كل شئ في روسيا، لكنها أي القرية قد تشهد شيئا فشيئا نهوضا جديدا بهجرة معاكسة إليها الآن من المدينة إلى القرية، كأن قوى الأمة تحاول تضميد جراحها وتسعى لمراجعة نفسها قبيل نهوض قد يفرز تيارات وحقائق جديدة ولعل في المحنة هناك فضلا عليهم يساعدهم في فرز الصالح عن الطالح وفي اختيار طريق قويم لمسيرتهم، لكن الصعوبة في تجلي تلك الحقائق وتحققها..



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: أشعر أن الكون كل ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: لا أميّز بين لغة ...
- المخرج رسول الصغير لـ - الحوار المتمدن -: أنا مغرم بالحكايات ...
- - الذاكرة المعتقلة - للمخرج المغربي جيلالي فرحاتي: من يرّد ل ...
- التشكيلي حسام الدين كاكاي لـ - الحوار المتمدن -:البكتوغرافي ...
- المخرج أحمد رشوان في شريطه التسجيلي القصير - العراق، أبداً ل ...
- في مسابقة الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام: أ ...
- الشاعر موفق السواد لـ - الحوار المتمدن-: الكتابة في المتاهة ...
- اختتام فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي في روترد ...
- مهرجان روتردام للفيلم العربي في دورته الخامسة: خمسون فيلماً ...
- ( 4 ) سلسلة أغلى اللوحات في العالم: سوسنات فان كوخ الجذلى وع ...
- مخاوف هولندية من تداعيات الرفض الشعبي للتصويت على الدستور ال ...
- المخرج المغربي حكيم نوري ل ( الحوار المتمدن ): أعوّل كثيراً ...
- الفنان السوري صخر فرزات لـ ( الحوار المتمدن ): في المتاحف قل ...
- الذائقة النقدية للصوص فان خوخ، ولماذا سرقوا لوحتي ( منظر للب ...
- سلسلة أغلى اللوحات في الفنية في العالم( 3 ): - حفلة رقص في م ...
- ما اللوحة الأخيرة التي رسمها فان كوخ قبل أن يطلق النار على ن ...
- بنيلوبي كروز، فاتنة مدريد، وفيلم - العودة - لبيدرو ألدوموفار
- مدرسة دنهاخ الفنية وشاعرية اللون الرمادي
- سلسلة أغلى اللوحات الفنية في العالم - 2 -: - صبي مع غليون - ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: استقبلت -حب في موسكو- برضى كبير حتى من قبل الروس من مختلف الاتجاهات