أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوفيا يحيا - نشيد الفرح الظافر Triumphalist















المزيد.....

نشيد الفرح الظافر Triumphalist


صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشيد الفرح الظافر Triumphalist المقترح للاتحاد الأوربي أورده Beethoven في الحركة 4 سلم ري من سيمفونيته 9 أعظم قطعة موسيقية كتبت أنهاها عام 1824م أهديها إلى البديع البهي «ظافر غريب»:

http://www.youtube.com/watch?v=64irDDFRteM

أيها الفرح، أيها القبس اللازوردي الجميل، يابن السيوم، نأتيك ونحن نشوانون بالقبس، لنلج إيوانك، أيها الرائع. سحرك يوحدنا، فتختفي التقاليد التي تغرقنا، بصلابة، ليصبح كل البشر أخواننا حيثما يرف جناحاك الحانيان.

هاجمت جندرمة حاضرة الفاتكان مدينة Béziers جنوبي فرنسا المليئة بالهراطقة فسأل الجند القاصد الرسولي (السفير البابوي): كيف يمكن أن نميز فيهم الزنديق وغير الزنديق فلا نقتله فأجابهم: «اقتلوهم جميعاً عن بكرة أبيهم فالله يتعرف على عباده الصالحين». فذهبت مثلاً تتحدث به الركبان. وبعد أن اجتاحوا المدينة كتب السفير إلى البابا يعلن فرحه الظافر Triumphalist: «لم يبق مجاهدونا أحداً منهم لا امرأة ولا رجلاً ولا طفلاً. لقد مزقنا أعداءنا الكفار إرباً إرباً حتى سقط منهم ما لا يقل عن 20 ألف شخص بحد السيف. حقاً إن الانتقام الإلهي روعة البدائع!». ثم بدأت الفاتكان تنحو نحو الإنسانية بفتحها مكتباً لمحاورة «غير المؤمنين» المتدينين واعترف مجمع الفاتيكان الثاني بالإسلام وأعلن احترامه للمسلمين ودعا إلى طي صفحة الماضي الأليمة. وأصبح الوثني يشعر بأنه وطني ثم مسيحي!. أشعره بذلك؟ إنه زعيم الإصلاح الديني الأكبر: مارتن لوثر الذي أعلن العصيان على روما واتهم البابا باستغلال الدين لأغراض شخصية نفعية فأيقظ الألمان من سباتهم العميق وأشعرهم بهويتهم وشخصيتهم التاريخية. البابا كان يستغل الشعب الألماني مادياً، ويضحك عليه باللعب على وتر العاطفة الدينية المسيحية وإقناعه بالبقاء في حضن الكنيسة من أجل ابتزازه وسحب عشرات الملايين منه سنوياً وبناء القصور في روما للكرادلة والمطارنة وبقية رجال الدين الأثرياء الفاسدين في قسم كبير منهم. ثم جاء Martin Luther (توفي في مثل هذه الأيام 18 شباط 1546م) وقال للألمان: «هذا البابا يضحك عليكم منذ مئات السنين ويمص دمكم باسم الدين والإيمان وهو يعيش حياة البذخ والفسق والفجور التي نهى عنها المسيح. كفى غباء واتباعاً للبابا والفاتيكان. هؤلاء الناس خرجوا على الدين وأفسدوه ولم تعد طاعتهم واجبة مطلقاً». شن Martin Luther هجوماً مدوياً على صكوك الغفران التي كان الفاتيكان يبيعها للشعب الفقير الجاهل، موهماً إياه بأنها ستدخله الجنة إذا ما اشتراها. كلما دفع أكثر طلعت روحه نحو السماء أكثر! بل ويمكن أن تشتريها لآبائك وأجدادك الذين ماتوا والذين تخشى عليهم من دخول جهنم. ادفع عن أرواحهم يدخلون الجنة فوراً (مهزلة). لكن الشعب كان يصدقها لأن أخشى ما يخشاه أن يدخل النار. وكان البابا يرسل رجالاته إلى كل أنحاء ألمانيا لبيع هذه الصكوك السخيفة التي لا علاقة لها بالإيمان ولا بالدين الصحيح من أجل جبي الضرائب «المقدسة» والأموال الطائلة. لقد أصبح الإيمان يشترى بالنقود. وحتى لو كنت من أحقر الناس فإنهم يعطونك صكوك الغفران وتدخل الجنة بشرط أن تدفع! عندئذ تطير Luther وانفجر بثورته العارمة ورج الفاتيكان رجاً لا يخشى في الحق لومة لائم. قال: «أنتم لستم بحاجة لهم كي تفهموا دينكم كي تفسروا الكتاب المقدس. فالله وهب لكم العقول لكي تشغلوها لا لكي تلغوها. المؤمن له علاقة مباشرة مع ربه وليس بحاجة إلى وسيط. ولا فضل لمؤمن على آخر إلا بالطهارة والنقاء والسلوك المستقيم. لقد انتهى عهد الوسطاء والسماسرة الذين يتاجرون بالدين ويزيدون الشعب جهلا على جهل وفقرا على فقر». ثم قام لوثر بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية. ومعلوم أنه قبل ذلك كان يقرأ باللاتينية فقط: أي باللغة المقدسة للكنيسة التي كانت تحتقر لغات الشعب من إنجليزية أو ألمانية أو فرنسية وتعتبرها لهجات سوقية عامية مبتذلة لا تصلح للكتابة والقراءة. تجرأ Luther على ترجمة الكتاب المقدس إلى لغة «دارجة السوقة»، مؤسساً اللغة الألمانية المتعارف عليها اليوم موحداً لهجاتها. لوثر ليس فقط زعيم الإصلاح الديني إنما مؤسس الوطنية الألمانية أيضاً. فالألمان يعتبرونه أعظم شخصية في تاريخهم. ثم كسر Luther قانوناً آخر من قوانين البابوية، هو عزوبية رجال الدين. فراح يتزوج امرأة جميلة كانت راهبة سابقاً ويقول للمسيحيين الألمان: إن الله لم يفرض علينا العزوبية مدى الدهر كما يزعم بابا روما. فرجل الدين إنسان مثله مثل بقية البشر وله غرائز يحق له إشباعها بشكل طبيعي وإلا اختلت الأمور وفسدت. على هذا النحو أصبح زواج الرهبان شرعاً في المذهب البروتستانتي في حين أنه ما يزال محرماً في المذهب الكاثوليكي. أن ذلك يسبب مشكلات كثر وفضائح جنسية مخزية تتناقلها وسائل الإعلام من حين لآخر تسبب إحراجاً كبيراً للفاتيكان. أحد المطالب الملحة المطروحة على البابا (باللاتينية: Franciscus من بلدان العالم الثالث الأرجنتين في أميركا اللاتينية أجل العراق زيارته لجنوبه ذي قار (بيت أبو الأنبياء إبراهيم) لعدم استعداده!) السماح للرهبان بالزواج. لكن هل يتجرأ على تحقيق هذا الإصلاح الخطير؟ وهذا أكبر دليل على أن Luther سبق عصره بأربعمائة سنة. ثم انتقلت أفكاره إلى كل أنحاء أوروبا وانتشرت فيها انتشار النار في الهشيم. عندئذ انقسمت أوروبا إلى قسمين كاثوليكي جنوبي وبروتستانتي شمالي!. وبعدئذ اندلعت الحروب المذهبية بين الطرفين طيلة القرنين 16 و17م. وساد القتل على الهوية في كل مكان. وحصلت مجازر طائفية مرعبة كان من أشهرها مجزرة* St. Bartholomew s Day massacre، التي ما تزال ماثلة في الذاكرة الجماعية الفرنسية حتى الآن، وقعت في 24 آب 1572م، ذهب ضحيتها في ليلة ليلاء كل قادة الطائفة البروتستانتية الذين غدروا في جنح الظلام وهم نائمون. ثم هاجت العصبيات الطائفية المستعرة واجتاحت آلاف الناس الآخرين من رجال ونساء وأطفال دون تمييز. وقد صفق لها بابا روما آنذاك، معتبرا أنها انتصار مبين للإيمان الصحيح على الزندقة. ولا يزال الفرنسيون يشعرون بالعار تجاه أنفسهم بسببها. إنهم، بعد أن استناروا وتحضروا، أصبحوا يعتبرونها صفحة سوداء في تاريخهم «ينبغي العلم بأن زعيم الإصلاح الديني الثاني في أوروبا بعد الألماني Luther، كان الفرنسي Johannes Calvijn من مواليد مدينة Amiens عاصمة منطقة Picardië». الإصلاح الديني ذو أصل فرنسي أيضاً وليس فقط ألمانيا. هذا الزعيم الديني الكبير غادر المملكة الفرنسية إلى Genève، حيث استقر وأصبح القائد الروحي لها. لهذلك مدينة Genève بسويسرا عاصمة البروتستانتية كما روما عاصمة الكاثوليكية. إنها مدينة Calvijn بامتياز، أصبحت مدينة Jean-Jacques Rousseau، الذي كان يوقع كل مقالاته بعبارة: مواطن من Genève! وكان صداها يرن في كل أنحاء أوروبا. هو الذي دشن الإصلاح الثاني في المسيحية: أي التدين العقلاني المستنير. نظف المسيحية من الانغلاقات والخرافات والحشويات والعصبيات الطائفية البغيضة. كشف عن جوهر الدين طارحاً القشور الفارغة. ومشى بذلك خطوة إضافية عملاقة بالقياس إلى Luther وكالفن. أدخل أوروبا، مع فلاسفة التنوير الآخرين، في الحداثة الدينية والأخلاقية والسياسية. وقدم لها العقد الاجتماعي: إنجيل الثورة الفرنسية. وأن «إعلان حقوق الإنسان والمواطن» الذي أصدرته الثورة بتاريخ 26 آب 1789م كان مستلهما من أفكاره إلى حد كبير. هكذا نلمس لمس اليد تلك العلاقة المفصلية التي تربط بين الفكر والسياسة. ثم يقولون لك: ما نفع المثقفين؟ لا سياسة عظيمة دون فكر متصد خلاق.

كتاب البروفيسير Bernard Cottret (المولود في Boulogne-Billancourt ضاحية العاصمة باريس الشمالية وعاش بين عامي 1923– 2011م) بعنوانه الإنجليزي History of the Protestant Reformation بالفرنسية الأصل Histoire de la Réforme protestante صدر في العاصمة باريس سنة أولى ألفية ثالثة 2001م. لغة صدوره القومية الأوربية الرئيسة الثالثة الألمانية.

الإصلاح أنهى الميز الطائفي العرقي ورمزه في (الهلال الشيعي) «العمامة السوداء» عابرة الحدود.
--------------
* حدثت في فرنسا عام 1572م ذبح خلالها ما يربو على 30 ألف بروتستانتي فرنسي على يد السلطات الكاثوليكية والمتعصبين الكاثوليك بأبشع وسائل القتل كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً بأمر الملك Charles IX (التاسع) ووالدته خوفاً من انتشار البروتستانتية.



#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عديل الرّوح يا وَجهْ السفارَهْ
- غَرّد ابحَچيك لو زقزق كناري
- بُلْبُل صُبح او مِسَهْ*
- ديوان يَقِين أحمد الگبانچي
- في ذكرى الخميني الظافر في 11 شباط إلى «ظ.غ»
- يَقِين!.. أحمد الگبانچي
- الإله Hanuman
- القارئ والقصيدة لا يهمّ (تعليق) «ظ.غ.»
- ترقبوا«عالم القذافي السري» 3 شباط BBC4
- أنبياء ومجاهدون على facebook
- الفن أبو الدين حتى زمن داعش
- أنْشودَةُ «داعِش» الفُراتين *
- قصِيدَتانٍ لِلْبَصْرَةَ
- سفارات العراق وضحايا خطايا الصنم وفساد خلفاء الصنم !
- صَبري على البصْري «ظ. غ.»
- الجندول بلم عشاري- بصري
- بُندقية العرب بصرة- «قرن المِعزى»
- إهْداء 2014م مِنْ «زَهْرَةِ الْحَيَاةِ» إلى المَدْعوَ «ظ. غ. ...
- «قثعَم» وَ زَهْرَةُ الْحَيَاةِ
- قُبْحُ نَضْحِ الإفْتئاتِ الدَّنيءِ


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوفيا يحيا - نشيد الفرح الظافر Triumphalist