أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - نعيم عبد مهلهل - رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي الى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش














المزيد.....

رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي الى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1244 - 2005 / 6 / 30 - 14:22
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي إلى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش …

نعيم عبد مهلهل
معتقل بوكا ـ ظهيرة حرها لا يحتمل ـ 28 جون 2005 ..
سيادة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ـ البيت الأبيض / واشنطن
صباح الخير سيادة الرئيس . أنا محسن خريش عبيد الخفاجي أقدم معتقل عراقي في معتقلات العزلة في أقصى الجنوب العراقي ، حتى أقدم من رجال القائمة الخمسة والخمسين . أخذتني حسن النية إليكم وتصورت أنني سأجد ملاذا أمناً فما وجدت سوى الأصفاد وطقطقة العظام .
يعرفني العالم بأنني لا أحترف شيئا سوى الكتابة . وأحيانا أنا رسام وخطاط جيد وجليس أسطوري في مقاهي المدينة حيث أنا من سكنة أور التي قربها جلست آلهة الحرف ترسم حلم الحضارة لتولد . لست متزوجا ولاأملك في هذا الوطن شبرا عدا غرفة في بيت ورثته مع أخوتي تتناثر فيها الكتب وأسطوانات مضغوطة لأفلام أكثرها منتج في هوليود . فأنا احب الغرب ليس لأنه يرتدي الخوذة ويذهب بعيدا إلى بلدان يريد أن يؤسس فيها ديمقراطية هيمنغتون . بل لأن همنغواي ووالت ويتمان وشارون ستون وجون أبدايك وماكليش ومارلين مورنو يبعثون في شهوة لأكون اكثر سعادة من صاحب مطحنة أو ناطحة سحاب ولهذا كل حياتي هي طوفان في حلم وعدا هذا قد لا أعرف شيئا غير صحبة الكتاب والترجمة والبيضة المسلوقة .
أنا روائي أي الكتابة هي كل ما عرفته وهاهي الآن أسيرة عندكم لعامين وأشهر مجرد رقم بين الأرقام التي تمتلئ بها حاسبة المعتقل . لم يحقق معي منذ اكثر من عام . وبلغت أكثر من مرة أن علي مغادرة السجن وينبغي ان أجئ بكفيل .
ولكن الأمر لم يكن سوى لعبة بيسبول حيث يمارس علي أنا الأديب العراقي جزء من حرب نفسية ولامبالاة وحتى إهمال وكأنني شاركت الرئيس السابق حكم العراق طوال كل تلك السنين ولو سألتم أهل الناصرية وهي مدينة مستلبة قبعت في الجنوب العراقي قرب مدينة أور الأثرية التي ولد فيها نبي الإشراق والتبشير إبراهيم الخليل ع لوجدتم أنني لم أبصم يوما ما على ورقة انتماء إلى أي حزب سياسي عدا انتمائي إلى اتحاد الأدباء والكتاب في بلدي ونقابة الفنانين والمعلمين كوني كنت معلما قبل أن أحيل نفسي إلى التقاعد مبكرا تخلصا من احراجات قواطع الحرب ولأتفرغ لكتابتي الإبداعية ، وبقيت أمسك بوهيمية الحلم لأعيش لذاتي فلا ادري أن كان المليون دينار يساوي دينار أم الدينار يساوي مليون ورغم هذا وجدت نفسي بينكم . تتبدل طواقم المعتقلات وأنا باق . تمر الأيام وأنا باق . تناشدكم المنظمات الدولية والشرفاء في هذا العالم وأنا باق . وربما أموت وأنا باق عندكم .
أيها الرئيس .
أنا لست الفوهرور ولا وطبان أو علي كيماوي ولست موسليني أو بن لادن . أنا كاتب قصة ومحتسي شاي جيد وصانع حلم ورغبة وبها قدمت إليكم عساكم تستفادون من رؤى مخيلتي لإسقاط بعض أوهام المجيء إلى العراق .وفجأة وجدت نفسي مرميا في قفص من الأسلاك الشائكة .
لا أريد أن اصف أيام الاعتقال الأولى فهي أكثر من محنة غير أنني بعد كل هذه الأزمنة الطويلة والتي اكتوت بها عذابات روحي لأقاد إلى شيخوخة مبكرة أقول أنا برئ سيادة الرئيس . لا امتلك من الذنوب ما أسيء به ألي البنتاغون والصقر النيفادي وليس في نيتي النظر شزراً إلى تمثال الحرية .
أريد أن أعود إلى حضن وطني ومثل نوارس بلادي أريد أن أتمتع بحرية الطيران .
بقيتم أم غادرتم هذا أمر مابات يعنيني هنا لأنني في قفص وذاكرتي مشدودة إلى تعداد الصباح والمساء . في خارج المعتقل هناك من يعنيهم هذا الأمر وأنا احلم مثلما يحلمون وأتمنى أن لا يصيب أحدهم ما أصابني من عزلة وقهر وكآبة.
سيادة الرئيس..
أنتظر أن تصلك رسالتي . وانتظر لأحد الطيبين والشرفاء الكثر في هذا العالم أن يترجمها ويوصلها إلى مكتبك البيضاوي بعد أم تمر خجلة بممرات البيت الرئاسي وترفع قبعة الاحترام لصورة الرئيس ويلسن صاحب مبادئ حقوق الإنسان الشهيرة وهي موجودة في القاعة الرئاسية الزرقاء وحتماً سيهب معها متضامنا ويدون بيد مرتعشة ورقة توصية من رئيس جد إلى رئيس حفيد وحتما ستتعامل معها بجدية وتقول : أطلقوا هذا الطائر من قفصه ..


القاص والروائي العراقي محسن الخفاجي
سجن بوكا الثالثة ظهرا / المدينة العراقية أم قصر



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشق وحرب وطفولة
- حوار مع الشاعر البحريني قاسم حداد ..دلمون القصيدة بمعطف القر ...
- خريف المدن الجنوبية
- خريف المدن الشمالية
- واقع وليس خيال ...طشت الخردة
- اسبوع التضامن من أجل أطلاق سراح القاص العراقي محسن الخفاجي
- ليل وطني أغنية للعشق وإناءاً للبن الرائب
- قرب ضريح سيد أحمد الرفاعي ..تصوف السيف والنجمة وذرة الرمل
- الميثولوجيا من نارام سين حتى بول بريمر
- بهجة الورد ثوباً ازرقاً لمراة
- رسالة انترنيت الى دراويش تكية 11 سبتمبر
- المندائية انباء جاوي وقبعة الملكة اليزابيث
- الثقافة بين التأويل والتدويل
- تواشيح مندائية تناشد الأب الروحي للطائفة
- متصوفة الورود الحمر .قلوبهم أثرية ودموعهم قيثارات
- الكتابة في حدود الرغبة والتحرر من الصفر المطلق
- المهاتما يقرأ في كتاب الغروب البابلي
- الشعر والثمالة ورامسفيلد ومايحدث الآن
- المراة بين اناء العسل وروح الكائن المطيع
- نجمة متقاعدة وقمر في الخدمة وناسا جامع للمتصوفة


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - نعيم عبد مهلهل - رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي الى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش