أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل















المزيد.....

خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 09:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
أ.د.قاسم حسين صالح

من يستمع لآراء المحللين السياسيين عبر الفضائيات العراقية والعربية،ويقرأ مقالات الكتّاب في الصحف المحلية والاجنبية هذه الايام،يخرج بنتيجة أن العراق السياسي ليس فيه سوى الكتل المشاركة في الحكومة والكيانات الموجودة في البرلمان..وكأن العراق قد خلا من اهله مع ان هنالك اكثر من 270 كيانا سياسيا مسجّلا في المفوضية العليا للانتخابات.
لا ضير في ذلك لو ان هذه التحليلات والكتابات تخص اداء الحكومة والبرلمان ما لهما وما عليهما،لكنها تقال والعراقيون على بعد (شمرة عصا) من الانتخابات التي تمنحهم فرصة التغيير.والخطر فيها انها تبرمج عقل الناخب من الآن على ان السياسيين الحاليين (ماكو غيرهم)،وتضعه في خياراته على طريقة (تريد ارنب أخذ ارنب ،تريد غزال اخذ ارنب).وبهذا فان اصحاب هذه التحليلات والكتابات يقدمون من حيث يقصدون او لا يقصدون دعاية انتخابية ذات تأثير اكبر من التأثير الذي تستعد له رموز هذه الكتل في دعاياتها الانتخابية الضخمة،لأنها تخدّر عقل الناخب العراقي سيكولوجيا وتجبره على أن يختار من بين الحاكمين (الذين لا بديل لهم)،وتحصر الصراع السياسي والتنافس الانتخابي بين الرموز الحكومية والبرلمانية برغم انه يعرف انهم في غالبيتهم فاشلون،وان بين المرشحين العشرة ألاف مئات الكفاءات والخبرات والشخصيات التي تتمتع بالنزاهة والاخلاص (والمحروقة قلوبها) على الوطن وأهله.
ان اصحاب هذه التحليلات والكتابات يرتكبون خطيئة كبرى بحق العراق والعراقيين،لأنهم يمارسون من حيث لا يقدّرون..وهما وتضليلا يخدمان أفشل حكّومة وافسد حكّام في تاريخ العراق..بايهام الجماهير الشعبية بأنه لا يوجد من السياسيين غير الموجودين في الحكم..وتعزيز انكفاءهم على انفسهم الذي يبقيهم ماضون في طريق الضلال.
وما ينجم عن هاتين الاليتين السيكولوجتين أن الناخب العراقي من غير المنتمين الى احزاب السلطة والمنتفعين منها، سيكون في حيرة من أمره..بين ان يذهب الى صناديق الانتخابات ام لا.وينتهي به الأمر الى ان يحل حيرته على النحو الآتي:بما ان هؤلاء المحللين السياسيين افهم منه بأمور السياسة،يقرّون بأنه (ماكو غيرهم) فانه شخصيا لن يغير من واقع الحال شيئا سواء ذهب الى صناديق الانتخابات أم لم يذهب.واذا علمنا ان الناخبين العراقيين سيتوزعون في انتخابات( 2014 ) على ثلاثة مواقف:المنتمون الى احزاب السلطة والمنتفعون منها،والمنتمون الى القوى المدنية والديمقراطية والدينية المعتدلة والمتعاطفون معها،والجماهير الموزعة بين العازفين عن المشاركة في الانتخابات،والمترددين،والمنتظرين ظهور بديل جديد..وان التنافس سيكون بين المنتمين الى احزاب الاسلام السياسي في السلطة والمنتمين الى الاحزاب المدنية والكيانات الصغيرة والمتعاطفين مع العلمانيين والديموقراطيين، وأن عدد المنتمين الى الأحزاب والكتل السياسية اقل من عدد اللامنتمين..فان من سيحسم نتائج الانتخابات هم اللامنتمون..اي الجماهير الشعبية التي يمارس عليها المحللون والكتّاب السياسيون الوهم الذي يجعلهم يضلون الطريق..اما بعزوفهم عن المشاركة في الانتخابات الذي يضمن بالتبعية فوز احزاب السلطة،او بانغلاق وعيهم الشعبي على (ماكو غيرهم)..واقناع انفسهم بتخريجات شعبية من قبيل:( وشحصلنه من اللي يكولون نخاف الله حتى نجرب غيرهم،وشين التعرفه احسن من زين الما تعرفه، وخليهم..نارهم تاكل حطبهم ،والعراق من يومه ما تصيرله جاره، وهذا قدرنه وأمرنا لله..).وحتى الذين كانوا يعشقون رموزا وطنية صاروا ،من خيبتهم فيهم،يرددون مع انفسهم:(ياريل طلعوا دغش والوطن جذابي!).
وفوق كل هذا يحاصر المحللون السياسيون عبر الفضائيات وعي الناخب العراقي الموزع بين (دايخ ومتعب ومسطور) ليصوروا له التنافس السياسي محصورا بين كتل صيرتها الطائفية وسيكولوجيا الضحية وحاجة المواطن الى الحماية ان تكون كبيرة وتنفرد بالسلطة، فيما تثبت الاحداث انها غير مؤهلة وحدها لقيادة بلد وبناء مؤسسات دولة مدنية..والكارثة انها تعمل على ان تبقى في السلطة وتراهن انها ستفوز في الانتخابات وتبقى!.
صحيح ان العراق بلد العجائب والغرائب..لكن ما يحصل الآن يتعدى العجب والغرابة الى ان يكون فيه اللامعقول واقعا معاشا!.فمع ان الناس والمرجعية والكتل السياسية وهيئة النزاهة والحكومة نفسها يعترفون بأن العراق ما شهد في تاريخه شيوع فساد كالذي يشهده الآن..فان رموز الحكومة تراهن على انها ستفوز في الانتخابات!.ومع ان ثروات البلد (المليارية)نهبها وزراء وقياديون في احزاب السلطة ،فان رموز السلطة واثقة من ثقة العراقيين بهم!.ومع ان بغداد العاصمة صارت من اكثر عواصم العالم تخلفا،وان حكومتها ما استطاعت ان تعمّرها وتبنيها وتحدّثها كما يحصل لمدينة اربيل التي كانت متخلفة وصار اهل بغداد يقصدونها وينبهرون بها،فان رموز الحكومة المركزية على يقين بانهم سيبقون اسيادها.ومع ان من اولويات النظام الديمقراطي اعتماد مبدأ تداول السلطة سلميا فانه يجري (دكترة)الديمقراطية لأبقاء نفس الحكّام.ومع ان البرلمانيين منحوا رئيس جمهوريتهم راتبا تقاعديا (60)مليون دينارا و(40) مليونا لرئيس وزرائهم، ولكل منهم اكثر من ستة ملايين حتى لمن خدم اربع سنوات مقابل اربعمائة الف دينار للمواطن الذي خدم ثلاثين سنة ،فانهم،اعني البرلمانيين، واثقين من فوزهم في الانتخابات!.ومع ان الديمقراطية تشيع بين الناس ثقافة السلام والمحبة والتسامح وترصين القيم ،فان ثقافة العنف والكره والانتقام وتخلخل القيم هي التي شاعت في العراق الديمقراطي..وخاتمتها التي تجعلك تغطي وجهك خجلا أن يرشّح للبرلمان مدانون بالبغاء واللواط والاغتصاب والاحتيال والرشوة والسرقة!..فهل هنالك لامعقول في العالم صار واقعا معاشا كالذي في العراق؟!
ان دوامة اللامعقول هذه سحبت اليها حتى المحللين والكتّاب السياسيين وجعلتهم يمارسون الوهم والتضليل الذي يخدم بقاء سياسيين مراهنين على جماهير شعبية ادمنت على العجز واليأس من اصلاح الحال وتنويم الوعي بمخدّر الطائفية.وما لم ينتبه هؤلاء الزملاء الى تخليص خطاباتهم مما يخلق وهما وتضليلا ليسا مقصودين بين الجماهير الشعبية..فانهم يقدمون من حيث لا يدركون اكبر خدمة وانجح دعاية انتخابية لمن كان السبب في بؤس الناس وخراب الوطن..ويضيعون على العراقيين فرصة ان يتولى امورهم كفاءات وخبرات تستطيع ان تجعل العراق دولة رفاهية لأهله،لانفراده بامتلاك ثلاث ثروات تحت الارض وفوقها..وفي العقول!..اهدرتها ونهبتها وفرطّت بها حكومة فاشلة وبرلمان تولّع بالرفاهية وخذل حتى الذين جاءوا به وكانوا يومها لا يملكون ثمن تذكرة الطائرة!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر
- الهروب الى أل(آي فون)!
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (2-2)
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج
- قوى التغيير وفن الاقناع
- هل كان للموساد دور في مقتل الأميرة ديانا؟
- حملة:من اجل اغنية عراقية فيها ذوق ومتعة روحية
- حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك
- المرجعية والتغيير في انتخابات 2014
- ثقافة نفسية(99): العراقيون وسيكولوجيا اللوم
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان- جان دمو وسركون بولص ا ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان - جان دمو وسركون بولص ...


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل