أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زنار علي - وللحكايات فروقاً














المزيد.....

وللحكايات فروقاً


زنار علي

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 22:51
المحور: الادب والفن
    


وللحكايات فروقاً
إسطنبول (نيشان تاش) الحيُ الأكثرُ إرستقراطياً في عالم الأتراك ِ.
بيمنا كنتُ جالساً في إحدى مقاهي هذا الحيِّ البهيِّ ,
أرتشفُ كوباً مصروعاً من الشاي ذاتُ الثمنِّ الخُرافيِّ .

فُتحت أبوابُ الفضولِّ في مقلي على أن أركزَ على قهقهةِ البوليس ِ مع الأطفالِّ وتعاملهم ,
دائماً وكالمعتادِّ يؤلمني جسدي المنهوشُ من الذهولِّ .لإلتقاطِّ صور ٍ إجتازت مرحلة النيغاتيفِ والألوانِّ ,
وكأن هؤلاءِ الأطفالِّ في حضنِّ رجال ِ الأمنِّ ألواحاً من زجاج ٍ فينيقي ٍيهلعون عليهم من الخدشِّ أو العطبِّ ,

إلى أن إنتهيتُ من نَفّس ٍأعمى عمقٍ ,
سهواً تخثرَ السائلُ في الكوبِّ فتحولت أبوابُ الفضولِّ في مقلي إلى دمعةٍ باردة ٍ كتشاءِ .
سببٌ عظيمٌ تذكرتُ يوماً أنا و كل أصدقائي كنا أطفالًا سوريينَ .
دُعِسنا بالنعلِّ و رُمينا بالبراميلِّ الملغومةِ عوضاً عن الدمى و الزهورِّ ,

يقودني التصورُ إلى سديم ِالحكايات ِ وأنا ألهو بحبةٍ على خدي بانَ أناقةُ اليراع ِ بين أصابعي منظرٌ فريدٌ في البيئةِ الإرستقراطيةِ ,
إنما تدمى الأناقة ُ بتلكَ البراميلِّ التي ما زالتْ تُلاشي أجساد أطفالنا السوريين,
إنتهى رجالُ الأمن ِ من مهمةِ اللّهوِّ و التداعب مع الأطفالِّ ,
فإذ حالفني الحظُ دنت مني طفلةٌ جميلةٌ كالفراشة ِ تحومُ حولي إلى أن صنعت ساحةَ السؤالِّ وهي بكاملِّ كبريائها البريء
ومضاتُ الإبتسامةِ في محاجرها تختفي و تعودُ إلى أن إرتدت التهذيب رويداً ,
لحينِّ قالت لي باللغةِ التركيةِ
( Amca sen nerelisin)
وتعني من أين أنت يا عماه ,
إنتابني نَمَلٌ جميلٌ خرجت من مساماتِ المفردات ِالمتواضعةِ بهذا السؤالِّ فهرولَ الجوابُ حثيثاً دون حواجز ٍ وخطوط ٍ حُمرُ.
(Ben suriyeliyim )
أي أنا سوري جاوبتها ,
و كأني أجرمتُ بحقِّ الطفلةِ إجراماً أو كأنني شخصيةُ بطل لفلم ٍ رعب ٍ هوليودي ,
أحبست ِ الطفلةُ أنفاسها وإرتسمت ملامحمُ الندم على وجنتيها و في عينيها طقس ٌ من خلاله أسمعُ الأزيرَ و صفير الإعصار ِ,
كي تبوحَ لي هذه العبارة, (في سورية ماتو الكثير من الأطفالِّ)
وهرعت إلى أحضان والديها
وهي تحدقُ بي وكأن أحداقها تُعبرُ بأن كل سوري هو قاتلُ الأطفالِّ
فكيفَ لي أن أطرزَ لها إنطباعاً جديداً بأن يوماً كنتُ ذاكَ الطفلُ السوريُ إلى الآن مقتولٌ ويُقتلون.



#زنار_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجتماع في قامشلو
- رسالة الى …
- نوروز تدمع دمآ 2012
- كلما يأتي عام جديد
- الرئمُ قريبٌ.
- رسالة إلى وطن
- كلما يأتي عامٌ جديد
- أنا أبنُ وطني و وطني أمٌ لغيري.
- زفاف الكلمات
- (الكذاب عدوا الوطن)
- أوربا ماذا فعلتِ
- حديث التاريخ
- سندويشة مفخخة
- فلسفة الحرية
- من هم الطائخون
- محافظة الذهب الأبيض
- الحقيقة لا تحتاج الى تصفيق
- ( الإنترنيت طلقة عيار ١٤مل)
- (ما الهدف منْ خلقنا)
- ( الرثيث)


المزيد.....




- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زنار علي - وللحكايات فروقاً