أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - سعيد الوجاني - النص الديني والنظام الراسمالي من المرأة وجهان لعملة واحدة















المزيد.....

النص الديني والنظام الراسمالي من المرأة وجهان لعملة واحدة


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 14:58
المحور: ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
    


1 ) عند الحديث عن حقوق المرأة ، لماذا ترتبط بالأغلب بالبعد الديني ؟ ، ولماذا الاحساس عند معظم النساء بان الدين يشكل عامل تعدي على حقوقهن ؟
ج ) اولا ما المقصود بالعامل الديني المتعارض مع حقوق المرأة ؟ فإذا كان المقصود طبعا ، وكما ’يستشف من المضمون ، هو الاسلام ، فان هذا الدين ليس وحده دين العرب ، باعتبار ان الملف المفتوح يخص الوطن العربي . في هذا الوطن هناك عرب مسلمون وهم الاكثرية ، رغم ان اسلامهم بالوراثة وليس بالتحليل والدراسة ، لكن هناك عرب مسيحيون وعرب يهود ، مما يجعل من السؤال ان يشمل الديانات الثلاث وليس فقط الاسلام .
اما احساس وشعور اغلب النساء بان الدين يشكل عائقا نحو التمتع بحقوقهن ، فهذا حكم غير مسنود على حجج وأدلة ، بدليل ان اغلب النساء المسيّسات تنتمين الى التنظيمات والأحزاب الاسلاموية او احزاب الاسلام السياسي . لذا فان هذا الشعور هو مقصور فقط في صفوف العلمانيين وأشباه العلمانيين وعند اشباه اللبراليين العرب ، كما انه تفكير تستعمله الاحزاب الاشتراكية والماركسية والشيوعية في حربها ضد الاتجاهات الاسلاموية المتزمتة ايا كانت اخوانية او سلفية نصية ام سلفية تكفيرية .
لكن اذا عدنا الى جوهر السؤال الذي يتساءل عن ربط حقوق المرأة بالبعد الديني ، فذلك راجع الى نوع الثقافة الاركاييكية السائدة في المجتمع العربي . البلاد العربية هي البلاد الوحيد الذي تفقد فيه الطبقة العاملة حسها وشعورها بالانتماء الطبقي ، وتعتبر نفسها فقط شغيلة من بين الشغيلة النشيطة في الاقتصاد العربي الرعوي والريعي بسبب فائض دولار الغاز والبترول . ان ما يسمى بالطبقة العاملة العربية ، تجهل التحليل الماركسي اللينيني لوضعها ، وتجدها دائمة الحضور في المواسم القبلية ، وزيارة الاضرحة والسادات ، وتجد النساء من بين الحاملين لشواهد عليا ، يترددن على بيوت الساحرات والسحر ( الشوّافات ) ويمارسن الدجل ، ويعتقدن بالطوطم والطابو .
واذا كان اللجوء الى الدين ، هو شعور بالضعف والخوف ، وبسيطرة البلبلة الفكرية والعقائد القروسطوية ، فان الاستمرار في ربط كل مصيبة بالمعتقدات الدينية ، سيستمر طالما ان التربة العربية محكوم عليها بالقبلية والطائفية والتقليدانية المتعارضة مع الاتجاهات التنويرية والعصرية . هنا يكمن تقوقع العالم العربي وتخلفه ، ووضع المرأة مثال حي على هذا التقوقع والتخلف ، وهنا تكمن عبقرية الاوروبيين والأمريكيين واليابانيين والاستراليين . ان الفرق بين الغرب الرأسمالي وشرق وغرب الوطن العربي هو ملايين السنين .
2 ) كيف تربط بين النص الديني والقوانين المناهضة لحقوق انسانية المرأة والنظام الاقتصادي الرأسمالي ؟
ج ) يستحيل الربط بين النص او النصوص الدينية بخصوص حقوق المرأة ، وبين ما تنصص عليه القوانين الدولية بخصوص هذه الحقوق . ان الربط هنا يكون بمن يقارن العصا بالسيف . فهل يجوز مقارنة العصا بالسيف ؟ فان فعلنا ، سنكون بمن يقلل من قيمة السيف لصالح العصا ، التي تبق في جميع الاحوال غير عصا . واذا تمعنا شيئا ما في مفهوم العصا ، قد تكون جاءت من العصيان ، وقد تكون تعني العصيّ ، فهل القوانين الدولية تعصي حقوق المرأة ككائن حي يفعل ويتفاعل مع وداخل المجتمع ؟
اذن منْ يميّز بشكل عنصري بين المرأة والرجل في الاستفادة من الحقوق والتقييد بالواجبات ؟ وهل ، ونحن نعيش العشرية الثانية من الالفية الثالثة ، ملزوم علينا ان نظل حبيسي نص ، ربما كان ملائما في زمن من الازمان الغابرة ، ولم يعد كذلك اليوم في زمن الفيسبوك والانترنيت والتويتر والهاتف الثابت والمواصلات السلكية واللاسلكية .. لذا فان الشجاعة في الاجتهاد في بعض النصوص لجعلها تطابق الواقع يبق من الواجبات الاساسية التي يجب ان تخوض بشأنها الحركة النسائية والقوى المساندة لها نضالات لا بد ان تكون حاسمة ، لأنها تعبر عن الحيف والتمييز العنصري بين الرجل والمرأة . اذن لا بد من مراجعة بند المساواة في الارث الظالم ، ولا بد من منع تعدد الزوجات ، لان هذا ، هو اغتصاب للمرأة بشكل ’مقنن ومخدوم . ان الاجتهاد يبق امرا واجبا طالما ان الصحابة بدورهم خرجوا عن اصل النص في عدد من الوقائع نعطي بعض الامثلة منها :
مباشرة بعد وفاة النبي ، اعلن اول خليفة انه سيسوس المسلمين وفقا لدستور القرآن وسنة صاحبه ، لكنه ما لبث ان خرج عن صريح القرآن الذي توقفت نسخ احكامه بعد موت صاحبه ، عندما رفض الاقتصاص من خالد بن الوليد الذي قتل اثناء حرب الردة نفسا مسلمة بغير حق : مالك بن نويرة لكي يتزوج امرأته الفاتنة ، ام تميم . ولما طالب عمر ابي بكر بتطبيق الدستور في حق خالد بن الوليد ، رفض طلبه قائلا : " كيف اقتل قائد جيوش المسلمين في حرب الردة " ؟ .
لقد بلغ حقد هذا الصحابي على قبيلة بني تميم بسبب مساندته لخالد بن الوليد ، ان دخل في حرب مع بني تميم بتهمة الردة ، وهم ليسوا كذلك ، ولو افترضنا انهم ارتدوا ، فالإيمان ليس سلعة تباع وتشترى ، بل هو قناعة .
اما الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فهو بدوره نقض تعاليم القرآن ، وذلك عندما رفض في عام الرمادة ( المجاعة ) قطع يد السارق خلافا لصريح الآية ، خوفا من انتفاض وثورة الجياع والمقهورين على نظام حكمه الدكتاتوري ، بعدما رفض الاغنياء توزيع فائض قيمة اموالهم عن طريق الزكاة . بل ان هذا الخليفة غزا البلاد المجاورة وسبا نساءها بحجة نشر الاسلام ، وهو بهذا يكون قد تساوى مع جورج بوش الذي غزا العراق بحجة الديمقراطية المكذوبة عليها ، إلاّ انه لم يسبي نسائهم .
اما الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، فقد خرج كذلك عن الدستور القرآن وسنة نبيه بشأن فرض الضرائب ، وهذا ما ستكون له اوخم العواقب على صيرورة الدولة الاسلامية لمئات القرون ، فقد اعاد الضرائب التي كانت سائدة قبل الاسلام ومنها الضرائب الوثنية التي كان عمر قد الغاها ، ولم ’يرغم عثمان على الغائها إلاّ بعد ان ضج الناس منها ، ولكن معاوية الذي اصبح اقوى من ضجة الناس اعادها مرة والى الابد . هكذا يتبين ان عثمان خرج عن صريح النص لما فتح المجال لأهله الامويين للتحكم في اموال الدولة ، وعند ما طالبه الثوار بالتنحي ، رفض الطلب متذرعا " بان الله هو الذي البسه رداء الحكم " ، لكنه نسي انه انتخب بين ستة نفر فقط ، اي ان توليه الخلافة لم يكن ديمقراطيا وبإجماع معشر المسلمين .
واذا كانت الدولة الاسلامية قد تخلصت من بقايا ضميرها الديني ، حيث لم يعد الاسلام حجة عليها ، بل بات حجة لديها على رعاياها ، فالكافر الذي أسلم لم يعد يعفى من مذلّة الجزية وفقا للسنة والدستور القرآن ، بل يؤديها وهو صاغر . فعبدالملك بن مروان مثلا فرض الخراج على الارض المسلمة ، وفرض الجزية على المسلمين في الامصار المفتوحة ، بل حتى ( أعدل ) ملوك بني امية عمر بن عبدالعزيز ، لم يرفع الجزية إلاّ على شخص المسلم ، أما ارضه فلم تدخل الاسلام معه ، فظلت كافرة وخاضعة بالتالي لجزية الارض الرهيبة المفقرة للفلاحين والمشتغلين بالفلاحة ، وهي ضريبة الخراج بدلا من العشور .
اذن ، اذا كان جميع الصحابة قد خرجوا على النص القرآني وعلى سنة نبيه ، فماذا يمنع اليوم من اعادة النظر في تعدد الزوجات والمساواة بين الرجل والمرأة في الارث ؟
3 ) هل فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم سيحقق للمرأة وقضيتها التقدم ... لخ
في البلاد العربية ، حتى ولو تم فصل الدين عن الدولة ، فلاشيء ايجابي سيتحقق للمرأة ، لان المسألة تتعلق بنوع الثقافة الرجعية والاركاييكية السائدة ، وتتعلق بالتقاليد البالية الموروثة بفعل الامية والجهل . فماذا تنتظر ممّن يقتل الابرياء وينفجر املا في دخول الجنة ، حتى ينكح هناك الجواري والحوريات الحسان ويختلي بالغلمان ، و’يسقى من ويدان من الخمر المعتق ؟
ان فصل الدين عن الدولة في مجتمع بطريركي ابوي ، يعني فتح المجال لنشاط احزاب الاسلام الحركي من اخواني و سلفي ، وهذا امر خطير لأنه كان سببا استراتيجيا في سقوط نظام الشاه في ايرن ومجيء الملالي بعمامتهم السوداء الذين بنوا نظاما اكثر بشاعة وفاشية من نظام شاه المقبور .
اذن للوصل الى فصل الدين عن الدولة ، لا بد من ثورة ثقافية جذرية وسط المجتمع ، حتى يتكيف مع النواميس الكونية التي اصلها الديمقراطية . وما دام هذا التصور بعيدا ، فان فصل الدولة عن الدين في المجتمعات العربية المتخلفة ، هو انتحار للدولة ول " اللبراليين والعلمانيين والشيوعيين والماركسيين والمتنورين " . انه يصدق عليه المثل بمن يعطي البندقية لعدوه . لقد كان العراق زمن صدام حسين علمانيا ، وكانت سورية زمن آل الاسد كذلك ، لكن كيف اصبح العراق اليوم ؟ من يسيطر على الساحة ؟ الشيعة في الحكم والسنة التكفيرية في المعارضة . وفي سورية لم تعد تسمع غير داعيش وجبهة النصرة ، وجند الشام ، والقعقاع وهلمجرا .
المرأة والجنس في المجتمع الرأسمالي :
ان ارتباط اسم المرأة بالجنس ، ليس راجعا الى المجتمع الرأسمالي وحده ، بل انه يرجع الى المفاهيم المترسخة عبر قرون من عبودية المرأة ، ابتداء من ظهور المجتمع الطبقي ، لكن ان الرأسمالية استغلت هذا الوضع لتجعل من الجنس اخطر ميدان تركز فيه دعايتها واستلابها ، وان كنّا سنركز على هذا النقطة في دراستنا ، فلأنها اصبحت مرض العصر ، ومن ثم يجب ان نضعها في اطارها الصحيح .
ان المجتمع الرأسمالي يخلق شكلا من الجنس يتلاءم مع بنيته ، بل اكثر من ذلك ، إنه يخلق الحاجة للجنس . ان هذه العلاقة تتجه في مجملها الى ضرورة التناسل البيولوجي التي يتوسطها اجتماعيا اضطرار الرأسمالية الى اعادة انتاج قوة العمل الحية ، اي الاطفال ، مصدر وفضل القيمة كما يقول ماركس : " ان العلاقة المباشرة الطبيعية ، الضرورية بين الكائنات الانسانية ، هي علاقة الرجل بالمرأة " .
اذن في ظل المجتمع الرأسمالي ، تصبح هذه العلاقة ’مستلبة ، والزواج في هذا المجتمع الرأسمالي يرتبط دائما بالزنى والبغاء . ان الزواج البرجوازي ، هو انعكاس للعلاقة الاقتصادية القائمة في المجتمع ، التي تجعل المرأة شخصا هامشيا ’مضطهدا ومستغلا ، ويظهر هذا بكل وضوح في قوانين الزواج والطلاق التي لا توفر نفس الامكانيات القانونية للجنسين حتى في الدول المتقدمة .
ان الزواج البرجوازي يقوم على اساس المنفعة الاقتصادية ، انطلاقا من الوضع الاقتصادي والاجتماعي للزوجين ، ويقوم ايضا على الجمال وليس على الاخلاق والسلوك ، كما انه نادرا ما يقوم على اساس الحب والتفاهم . إنه بكل بساطة صفقة تجارية تقرر مصير جسد وروح شخصين ، ويتحول زواج الانتفاع هذا في غالب الاحيان ، الى دعارة في منتهى القذارة والخساسة من جانب الطرفين ، ولا يكون الفرق بين المومس والمرأة في هذا الزواج ، إلاّ كون الاولى تبيع جسدها بالتقسيط لمدة معينة ، كمأجورة ، بينما الثانية تبيع جسدها دفعة واحدة بشكل دائم كعبدة مملوكة . وهذا الزواج لا يمكن ان يكون مبنيا على الحب الحقيقي ، وذلك لكونه مرتكزا على الاستغلال والاضطهاد ، الامر الذي يفسح المجال لممارسة الخيانة الزوجية من الطرفين . لقد ارتبط البغاء بالزواج الاحادي ، وأصبح مكملا له ، إنه فضالة المجتمع الطبقي الذي يستمر في ظل الرأسمالية بأشكال اكثر بشاعة وتخلفا .
ان المجتمع الرأسمالي هو الذي يوفر الشروط التي تدفع النساء الى ممارسة البغاء ، فاغلب المومسات لا يملكن اي تكوين مهني ، وفي الدول المتخلفة لا يجدن عملا تماما ، والى جانب الاسباب المادية ، هناك اسباب اخرى كفقدان الفتاة لبكارتها ، الشيء الذي يفقدها قيمتها ، او طلاق زوجة واضطرارها الى اعالة اطفالها .. لخ .واذا كان المجتمع الرأسمالي يمنع البغاء كظاهرة , إلاّ انه لا يقدم اي حلول لهذا المشكل غير السجن . ومن الطبيعي ألاّ تستطيع الرأسمالية ايجاد حلول جذرية للبغاء ، لأن الحل الجذري يكمن في القضاء على الهياكل الاقتصادية والاجتماعية ، لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ، ومن ثم القضاء على الاسس المادية لبروز البغاء .
لقد اصبح الجنس في المجتمع الرأسمالي سلعة تباع كباقي السلع التي تتعرض لقوانين العرض والطلب ، كباقي البضائع ، وتتحطم عند استهلاكها كالباقي ، وتزول الرغبة الجنسية ، وتلك العاطفة المؤقتة بمجرد انتهاء عملية الجنس . وسواء بيعت هذه السلعة او اشتريت بطريقة شرعية او لا شرعية ، فإن هذا لا يغير شيئا جوهريا ، لأن الرأسمالية احالت مسألة الجنس التي تعتبر غريزة طبيعية الى مرض حقيقي . ان الدعاية الجنسية بمختلف الوسائل من صحافة ونشر وسينما وأغاني .. قد خلقت الرغبة في الاستهلاك الجنسي . يقول ماركس في هذا الصدد : " الانتاج ينتج الاستهلاك لتوليده عند المستهلك الرغبة في المنتوجات الموضوعة في البداية من طرفه تحت الشكل البسيط للمواد ، فهو إذن ينتج موضوع الاستهلاك ، نمط الاستهلاك ، غريزة الاستهلاك " . وهذا صحيح ايضا بالنسبة للجنس . ان الحاجة الى الجنس تخلق من طرف المجتمع الذي احال قيمة المرأة الى مجرد عبدة مملوكة صالحة للمتعة والراحة ، وربط دائما المرأة بالجنس . ان اول نظرة يلقيها الرجل على المرأة في المجتمع الرأسمالي ، يكون تقييمها من الناحية الجنسية ، فيتم فحص اجزاء جسمها للتأكد من مؤهلاتها لتصلح كمطية للشهوة . ونفس الشيء بالنسبة للمرأة ، فقد تعلمت منذ صباها ان دورها الاساسي هو ان تعرف كيف تصبح صالحة لذلك . ففي مجتمع حيث يتعمق الاستغلال وتقسيم العمل ، وحيث الاغلبية الساحقة محرومة بالقهر والقسر من امكانية المساهمة والإبداع ، وحيث لم يبق للعمل من قيمة غير قيمته كأجرة ، لا يصبح الجنس وسيلة للتعبير عن مستوى خاص انساني للعلاقات بين الرجل والمرأة ، بل وسيلة للهروب من المجتمع من مشاكله وهمومه عبر الاستهلاك الجنسي . وهذا الحل ليس إلاّ وهما وسرابا ، فالهارب يجد كل المظاهر الحقيرة لهذا المجتمع في الممارسة الجنسية : العلاقة بين المضطْهد والمضطهِد ، بين العبد والسيد .. لخ . وبالرغم من ان هذا الهروب وهم في الواقع ، إلاّ انه يشكل بالنسبة للطبقة المستغلة وسيلة لفرض اخلاقها الخاصة على الجماهير ، وما دّيتها المبدلة كهدف في الحياة . ان الجنس يصبح مكافأة وقت الفراغ ، ويصبح بذلك في نفس الدرجة مع الاكل والشرب والنوم ، ويصبح ضرورة ضمن مسلسل اعادة قوة العمل بنفس درجة البروتينات والملابس والتلفزة والتربية وأوقات الفراغ .
ان الاخلاق البرجوازية هي في شموليتها تساهم في انتاج ثقافة جنسية قمعية ، ليس فقط لأنها تقمع بعض اشكال ممارسة الجنس ، وهذا شيء ثانوي ، ولكن لأنها بالأساس علاقة جنسية تجارية ، صفقة بين رجل ’مستلب وامرأة عبدة ’قن .
والرأسمالية تستغل الجنس ابشع استغلال سواء على صعيد تحويل اهتمامات الجماهير عن مشاكلها الواقعية اليومية والراهنة ، او عن طريق خلق حاجات استهلاكية جديدة من اجل الربح ، كمجلاّت وكتب الجنس ، وأفلام الخلاعة ، وملاهي التعرّي ، ودور الدعارة .. لخ ، فهي تعتبر مربحة يستغل فيها الرأسمالي مشاكل العامل النفسية الناتجة عن واقع القمع والاضطهاد ، وينتج مجالا مغريا لنسيان همومه ، والانغماس في اللهو مشتريا بذلك لحظات ينسى فيها واقعه المزري . لذا علينا ان ننظر الى مسألة الجنس في المجتمع الرأسمالي والمسخ الذي تعرضت له العلاقة الانسانية في اطار بنية الرأسمالية كنظام يسحق آلية البشر المقهورين ، ليحقق ارباحا فاحشة الى كنوز الرأسماليين التي تفوح منها رائحة العرق والدم البشري المنسكب في المناجم والمصانع وفي الضيعات والشركات المختلفة ... لخ . ان الرأسمالية بنظامها القهري الذي لا يرحم وبإستراتيجيتها الوحيدة المبنية فقط على الربح ، تشوه العلاقات الانسانية ، وتخضع ماهية البشر والإنسانية لمصالحها الانانية الضيقة .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تراجعت الحكومات الاسلاموية ؟
- اي سر وراء مصرع الجنرال احمد الدليمي ؟
- الحزب الشيوعي
- حركة الجمهوريين المغاربة
- الاخطاء الكبرى المرتكبة في حق القضية الوطنية
- اين الحقيقة في تصفية عبدالرزاق لمروري وزجته ؟
- حق التظاهر في الشارع العام مصر -- المغرب
- شهور اكتوبر نوفمبر ديسمبر ويناير على الابواب
- هل فهمتم شيئا ؟ خديجة الرياضي -- (الدولة مجازا ) زمرة العصبي ...
- الاعتقال السياسي بين سلطة القانون وسلطة الامر الواقع
- الدولة الحكومة المجتمع -- طبائع الاستبداد --
- قوة المغرب في تنوعه الثقافي
- اللغة العربية والركب الحضاري -- خسئت ياعيوش --
- الوحدة العربية بين الحلم والغبار
- خواطر ومستملحات انتخابية
- ما العمل في حل قضية الصحراء المغربية ؟ بين السيناريوهات المف ...
- فقدان الأمل وانتشار الخوف -- اسباب ظهور التطرف الاسلاموي
- تردي الوضع العربي - نزاع الصحراء مسمار في نعش المغرب العربي
- الاساطير وما ادراك من الاساطير
- المحور الثالث : حوار مع نوبير الاموي بعد احداث 14 دجنبر 1990


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- دراسة نقدية لمسألة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب ... / أحمد الخراز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - سعيد الوجاني - النص الديني والنظام الراسمالي من المرأة وجهان لعملة واحدة