أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسارها في غاية الشاعرية














المزيد.....

Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسارها في غاية الشاعرية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 21:00
المحور: الادب والفن
    


Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسارها في غاية الشاعرية
حصل هذا الفيلم على جائزة افضل فيلم في مهرجان البندقية،كما انه كان من الممكن ان يصل الى الأوسكار ولكنه اخفق في الوصول الى المراحل النهائية.
اسم الفيلم مقتبس من اللغة الايطالية التي تصل في اشتقاقاتها ايضا الى الانجليزية بمعنى العفاف أو التقوى.
الفيلم يمت بصلة الى سينما القسوة والواقعية المفرطة والكائنات البشرية التي عهدناها والفناها في سينما هذا المخرج،كما انه يمت بصلة الى معتقدات دينية عامة فيما يخص تحديدا لعنة المال ووحشية الربا،ولكن ضمن معالجة خاصة جدا وغير مأولوفة وضمن الحيز الذي يشغله دك في السينما العالمية...
شخص متوحش(بالمعنى الحرفي للكلمة) لا يمتلك اي مشاعر وردة فعله الوحيدة اتجاه العاطفة الجنسية هو العادة السرية،وبالعادة يذبح الحيوانات التي يأكلها في حمامه،ويقوم باكلها نيئة،وبالتالي فهذا الحمام سوف يكون مليئا بقطع اللحم المتناثرة والدماء في حالة تشبه وكأنه رجل يعيش في كهف ولكن عصري...
محصل الديون يقوم بتسبيب عاهات مستديمة لأشخاص غير قادرين على الدفع والالتزام ضمن فائدة عالية جدا ومتضاعفة،حتى تقوم شركة التأمين بتغطية المبلغ،وزوجة احد الاشخاص المطالبين تعرض نفسها عليه،ولكنه يرفض وبدلا من ذلك يقوم بجلدها ويسبب عاهة مستديمة لزوجها...
هو رفض الفعل الجنسي مع المرأة وبدلا من ذلك قام بفعل متوحش وببرود شديد،وهو تأكيد أن هذا الرجل لايمت بصلة الى اي شعور بشري وحتى لو كان الفعل الجنسي يلح عليه فهو خارج حيز الادراك...
دك دائما ما يغازل ذلك الجانب القاسي الخفي في باطن الانسان
هناك لوحة صغيرة مرسومة بالزيت لأمرأة عارية الصدر،وشعرها الطويل يغطي وجهها،يضعها على لوحة التهديف التي تستخدم كتسلية من خلال رمي اسهم مدببة...
امرأة ما تمسك الدجاجة التي فرت منه التي سوف يذبحها ويأكلها نيئة ومن ثم سيصوب سكينا نحو الهدف...
تأتي المرأة..يغلق الباب على يدها ولاتشعر وهو نفس الفعل الذي حصل معه فبل قليل في المخرطة...
يريدها ان تغادر ويطردها من المنزل وتحمل سكينا بدلا من ان تطعنه بها تسلمه اياها...تعرف عن نفسها:
لي كانج دو:أعتذر عن هجري لك
يرد على رجائها بالسماح لها بالدخول بعنف شديد وهي تبكي بحرقة وتلاحقه في كل مكان وتراه يفعل كل هذه الافعال(التسبب بعاهات مستديمة بطريقة وحشية)...انها امرأة من الماضي كما تتدعي وهو ابنها
تشتري له ثعبان بحري...يرفض ان يقبل هديتها...نرى الثعبان يسقط عن الدرج...سمكة مكتوب عليها (جان مي سون) ستذبحها الأم المدعية لاحقا...ومن ثم الارنب الذي تتركه الام ليمشي الى حتفه وتدوسه سيارة
موضوع العنف ضد الحيوانات في سينما دك كنا قد ناقشناه سابقا
هل سيكون الفيلم عبارة عن مسار شاعري في حياة شخص متوحش؟
هل الموضوع يبدو مكررا ...
هي سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسارها في غاية الشاعرية...هذا الحزن الأكيد..هذه الصدمة الحياتية مرافقة دائما لسينما هذا المخرج تجعل من شخصياته صامتة صمتا ابديا ولا تمتلك حسا لردة فعل اتجاه آلام الحياة...
كائنات لا تشعر بالألم الخارجي من شدة المها الداخلي...
لازلنا نذكر فيلم الحارس الشخصي وفيلم العزلة...
والسؤال المطروح بقوة:لماذا يمارس دك قصصه وسيناريوهاته على هذه الشخصيات تحديدا؟
هو تأكيد لقسوة الحياة في قصة مبتدعة لن نشاهد منها ابدا في اي فيلم غربي
يقطع قطعة من جسده...إذا كنت امي فكلي هذه؟!
تأكل القطعة...يرميها على الأرض...شيء ليلمس عضوها...لقد خرجت من هنا إذا سأعود الى هنا
يحاول الولوج في امرأة مفترضة بالنسبة اليه على انها والدته ولا نعرف ان كان هذا الولوج قد حدث فعليا
بعد شعوره بالحنين والأمومة...يبدأ الشعور البشري بالاستيقاظ في داخله...يعود الى استدراك اخطائه...الى ذلك الحنان والشفقة المفقودة التي لا بد ان تكون موجودة في داخل كل كائن...
دك سوف يحقق غاية مجنونة اذ جعلنا نتعاطف مع هذه الشخصية...
الأم تضع صورتها بدلا من صورة تلك المرأة...
الأم تساعده ذات مرة بالوصول الى النشوة الجنسية من خلال العادة السرية..
كانغ دو محروم عاطفيا وجنسيا...هو لايرغب بالمرأة وهو لا يكره المرأة ولكنه يتغاضى اصلا عن الشهوة الجنسية بوصفها محركا قويا نحو الحب،وهو الآن يشغر بحنين جنسي نحو والدته...
الموضوع لم يكن اكثر من حيلة من قبل ام قتل كانغ دو ابنها في مرة ما...هي لعبة حتى يعود ويراجع كل ضحاياه ومن ثم تقرر قتل نفسها على ان شخصا من ضحاياه قد قتلها حتى يشعر بالفاجعة مثلهم...
في نفس الوقت حزينة...تعتذر لكانغ دو وتقول له بانها لم تقصد فعل ذلك...والنهاية...نهاية كانغ دو ...نهاية شاعرية جدا في فيلم اكثر من رائع.
موضوع الموت مكرر كثيرا في افلام دك وتبدو كل شخصياته المركزية ميتة داخليا وذهنيا،بينما الفقر والربا وذلك التوحش الذي يقود الى ذلك العنف وغير ذلك من الثيمات الدينية العامة فهو للمرة يقدمه بهذه الطريقة ،ووفقا لطريقة خاصة بالتشكيل فهو عمل على مزج وخلط الخاص بالعام بطريقة رائعة ونادرة جدا في فيلم تغيب عنه كل اسئلة الماضي...
الموضوع الذي اثار حفيظة النقاد هو العنف ضد الحيوانات،ولقطات على شاكلة (اكل الام قطعه من جسد كانغ) ومحاولته الولوج في ام مفترضة،والمساعدة الجنسية التي تقدمها الام لكانغ...كل هذا يبقى بين دك والنقاد انفسهم وهو شيء ليس غريبا على شخص يمارس واقعية بدون اي تورية او حجاب وبطريقة خاصة وغير مألوفة سواء على المشاهدين او على النقاد انفسهم...



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Dream 2008كيم كي دك:جنوج الى الفلسفة في عالم من السريالية وا ...
- الساحرات 1967:عن حضور واداء الممثلة Silvana Mangano
- أمبرتودي1952:افضل فيلم انتجته نظريات الواقعية الجديدة
- Breath 2007(كيم كي دك):عن حالة بشرية ترغب في انهاء الانفاس
- Time(الزمن)كيم كي دك:العلاقة بين الرجل والمرأة وفقا للمقياس ...
- امرأتان 1961(فيتوريو دي سيكا):عن الجوع وعن قسوة الحياة وعن ا ...
- 3-Iron(ثلاثة اقنعة) للمخرج الكوري كيم كي دك:فيلم عن مقدار ال ...
- Samaitan girl2004 للمخرج الكوري كيم كي دك:حبكة غير مقنعة وفي ...
- سارق الدراجة1948(فيتوريو دي سيكا):عن فيتوريو دي سيكا وسارق ا ...
- فيلم الفصول 2003 (كيم كي دك):عدم ايذاء اي كائن حي
- رجل سيء2001(كيم كي دك):عن انسان يعشق فتاة فيقودها الى العهر
- فندق المليون دولار2000(فيم فندر): فيلم متوسط المستوى كأفضل ن ...
- الممتثل(The Conformest)1970 برناردو برتولوتشي: أي شيء من اجل ...
- اشكالية خطاب المرأة
- العزلة-The Isle2000 للمخرج الكوري كيم كي دك:مخرج ضد الكيتش و ...
- باريس تكساس 1984(فيم فندر): عن الماضي المختفي في احضان ترافي ...
- Bird Cage Inn- خان قفص العصفور(كيم كي دك):المساواة البشرية م ...
- اجنحة الرغبة 1987(للمخرج الألماني فيم فندر): السينما التي تت ...
- قصة طوكيو1953(ياسسوجيرو أوزو): أليست الحياة مخيبة للآمال...؟ ...
- التمساح 1996(للمخرج الكوري كيم كي دك):بازوليني السينما الكور ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسارها في غاية الشاعرية