أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ريهام عودة - عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً














المزيد.....

عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 01:08
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


" تزوجنا عن حب لكن المشاكل بدأت بعد زواجنا بيوم والسبب هو أمه تكرهني جدا عندما كان يخرج زوجي من المنزل وأبقى وحدي تأتي وتبدأ بالإهانات والضرب أيضا "

" لا يمر يوم و إلا أنضرب فيه من أهلي وأتعرض للإهانة بدون أي سبب ، مرة من أمي التي تضربني بسبب بلوزة استعارتها صاحبتي مني ومرة تضربني لأنني تأخرت خمسة دقائق عن البيت "

إنهما مجرد صورتان من صور العنف الذي قد تتعرض له النساء في مجتمعنا العربي ، فالعنف ضد المرأة لا يقتصر فقط على الرجال الأكثر قوة جسديا من النساء بل للأسف بعض النساء يمارسن القمع و العنف ضد أنفسهن و ضد بنات جلدتهن ، فقد تمارس الحماة العنف ضد زوجة ابنها في حال كانت تكرها أو تغار منها كما في المثال السابق أو تعنف الأم ابنتها بقسوة شديدة في حال عدم انصياع الابنة لأوامرها .

لقد هالني ما وجدته عبر مواقع الانترنت من أشكال العنف الذي تتعرض له النساء حيث يواجه بعضهن كافة أساليب القمع الشديد و الظلم و العدوان من قبل نساء أخريات أقوى منهن اجتماعياً و اقتصادياً ، فعلى سبيل المثال نرى هناك تعنيف موجه من قبل بعض النساء الثريات للخادمات اللواتي يعملن لديهن بالمنازل في بعض الدول العربية أو تعنيف من قبل صاحبة عمل خاص للموظفات البسيطات اللواتي يعملن لديها.

و لقد وجدت أيضاً أثناء تصفحي لمواقع الاستشارات النفسية عبر الإنترنت الكثير من الشكاوي المنشورة من قبل نساء تعرضن للعنف و يُعبرن عن معاناتهن الشديدة من أشكال العنف اللفظي و النفسي الذي يتعرضن له في حياتهن اليومية سواء في البيت أو العمل.

فالعنف ضد المرأة لا يقتصر فقط على العنف الجسدي بل يشمل أيضاً العنف اللفظي و النفسي الذي يُعد أكثر خطورة من باقي أنواع العنف لأن أثاره السلبية تبقى مطبوعة في الذاكرة و في أعماق النفس البشرية و قد تولد مشاعر الكره و الحقد لدى المرأة المعنفة التي بالتالي ستقوم بإسقاط هذا العنف على انسان أضعف منها قد يكون طفلها أو أحد العاملين لديها في أماكن العمل.

وللأسف نقابل بحياتنا اليومية العديد من النساء اللواتي يستغلن سلطتهن و حاجة الأخريات لهن ويمارسن بذلك أقسى أنواع العنف مثل أن تستغل الأم أمومتها وسلطتها بالمنزل و تقوم بتحريض الأبناء الذكور ضد أخواتهن بحجة أن يقوموا بتربيتهن و ذلك باستخدام الضرب و القسوة، فهناك بعض الأمهات اللواتي يعتقدن أن العنف هو أسلوب فعال لتربية و ضبط سلوك بناتهن حتى لو كانوا شابات راشدات.

أما من الأشكال الأخرى للعنف الذي قد تمارسه المرأة هو عملية الضغط الذي تمارسه الأم أو زوجة الأب أو العمة على الفتيات القاصرات من أجل تزويجهن زواج مبكر يقضي على مستقبلهن العلمي و يحرمهن من ممارسة طفولتهن البريئة و من حقوقهن الأساسية بالتعليم و اللعب و النضج النفسي و العاطفي و التنمية العقلية الطبيعية، فتتحمل الفتاة القاصر فوق طاقتها و تعيش في حياة من صنع الكبار تُرهقها بمسئوليات الأمومة المبكرة وواجبات وحقوق الزوج الذي قد يكبرها بعشرات الأعوام.

و بالنسبة للعنف الذي تعاني منه المرأة في مجال العمل فقد لا يكون عنف جسدي مباشر مثلما يحدث في بعض الأسر و البيوت ولكن قد يكون عنف نفسي معنوي بسبب منافسة غير شريفة بين النساء في العمل، فقد تفضل أحياناً بعض الموظفات التعامل مع زملائها الذكور بدلاً من الإناث لأنهن لا يشعرن بأن زميلهم الرجل قد ينافسهن بالعمل بسبب قلة الغيرة المتبادلة أحيانا بين النساء جراء الصراع على فرص قليلة غير متاحة للجميع مثل الحصول على الترقية أو السفر للخارج من أجل التدريب .

وقد تشعر النساء بالعداء و الغيرة من زميلاتهن بالعمل بسبب أشياء قد تكون تافهة أحياناً مثل حسن مظهر زميلاتها أو ووضعها الاقتصادي الجيد و الاجتماعي المرموق مما يدعو بعض النساء إلي ممارسة الضغط النفسي على زميلاتهن بالعمل و تدبير ضدهن بعض المؤامرات ، الأمر الذي قد يسبب قلق نفسي عند المرأة العاملة ويشعرها بالتهديد أحياناً.

ويرى بعض المختصون في علم النفس و الاجتماع أن من أهم أسباب وجود العنف عند المرأة هو عدم وجود استقرار نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي لدي المرأة أو بسبب أحداث أليمة تعرضت لها المرأة في الماضي منذ سن الطفولة أثرت فيما بعد سلبياً على سلوكها و أحدثت شرخ في مشاعرها وعاطفتها.

و قد تتجه أيضاً المرأة نحو العنف بسبب الشعور بالإحباط و التهميش من قبل المحيطين بها فتستخدم العنف كوسيلة للتعبير عن مشاعرها و التنفيس عن غضبها و عجزها في تحسين وضعها و أخيراً قد يكون العنف عند المرأة سببه الجهل و قلة الوعي و افتقادهن للمهارات الحياتية التي تساعدهن في كيفية حل مشاكلهن و المطالبة بحقوقهن حيث تعتقد بعض النساء أنهن يستطعن حل مشاكلهن الحياتية عن طريق استخدام أسلوب القوة و العنف.

و أخيراً أعتقد أنه يجب على المؤسسات النسوية و مؤسسات المجتمع المدني بشكل عام أن تقوم بتنظيم مزيد من حملات التوعية حول العنف ضد المرأة وذلك بالتركيز أيضا على توجيه رسالة مباشرة للمرأة وليس فقط للرجل باعتبارها عنصر أساسي في المجتمع و شريكة للرجل في كافة مجالات الحياة ، فالمرأة لديها أيضا تأثير كبير على أبنائها و زوجها و إخوتها الذكور وهي تشارك بذلك الرجل في مسئوليته حول ممارسته للعنف الموجهة ضدها أو ضد نظيرتها المرأة سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات السلام و عقدة الأمن الاسرائيلية
- أخلاقيات الحروب و النزاعات
- حزب الله : الهدف الأول لإسرائيل
- قوقعة غزة
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني


المزيد.....




- دراسة صادمة تحذر النساء من وسيلة منع حمل قد ترتبط بورم دماغي ...
- عداد الجرائم للأسبوع الممتد من 22 إلى 29 آذار/ مارس
- بريطانيا.. اتهام امرأة بسرقة 48 صندوقا من البيض
- السعودية.. فيديو دموع امرأة مغربية في الحرم ردا على سؤال يثي ...
- شاهد..امرأة في مصر تؤدي دور المسحراتي خلال رمضان وتجوب شوارع ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ريهام عودة - عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً