أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدومينو والسياسة والبندقية _ قصة قصيرة














المزيد.....

الدومينو والسياسة والبندقية _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


الدومينو والسياسة والبندقية

على حاجز نصبه بعض الفتية بأمر من السيد قطعوا فيه الشارع الذي يمر بنا من الناحية حتى الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بالبصرة ,الحاجز كان جذع نخلة وخزان ماء مستهلك وصفائح معدنية,أحد الواقفين على الحاجز طلب الهوية مني, قلت في هذا الحال لا يمكن أن أكون حامل هويتي وفي هذا الوضع المزري وأنا هارب وعائلتي من النجف التي يقصف أطرافها الجيش بالمدفعية.
_هذه أوامر السيد .
_ولكن.
_بلا لغوة... هذا أمر السيد وليس هناك مجال للمرور
_ولكن نحن مجرد مارة ومعي نساء وأطفال.
_لا يهم أما هوية أو لا تمر من هنا.
_طيب أتركني أعود أدراجي.
_هذا مستحيل ..لا يمكن , هذه تعليمات السيد.
_هناك حل لماذا لا أقابل السيد.
_لا يجوز أن تقابل السيد ما لم تكن حامل هوية.
_يا ولدي أنت مجرد أن تذهب بي لمكتب السيد ممكن أن يتفهم موقفي ونجد هناك حل.
رفض بكل إصرار أن يمنحني اقتراحا مناسبا أو يقبل مني اقتراح محدد أو يدعنا نذهب , هنا تدخل القدر بمرور أحد الأشخاص الذين يعرفون الأصول العسكرية وقال له ,أترك الناس يذهبون ألا تسمع صراخ الأطفال,ثم أنهم ذاهبون خارج المدينة يعني أنت في حل من تحمل مسؤوليتهم.
أدرك هذا الشخص الذي كانت البندقية الكلاشنكوف تشكل عبئا ثقيلا عليه ولا تناسب بنيته الشخصية فهو لا يزيد عمره عن 13 أو 14 عام وأجاب بحده للرجل المار أتعرفهم ,قال الرجل كلا ولكن أعرف الأصول ,قال أذن عليك أن تذهب من هنا وإلا..... سكت الرجل وأنسحب من الحديث وهو يشتط غيضا.
أخيرا قرر هذا الصبي أن ننزل من السيارة ويأخذ مفاتيح السيارة ويذهب لينادي مسئول الحاجز ,خضعنا جميعا وجلسنا القرفصاء بجانب حائط احد البيوت بعد أخذ المفتاح وأخذ معه السائق باتجاه مكان ما لننتظر البشارة أو أمر أخر وعيوننا ترقب الطريق والمارة يرمقون حالنا بنظرات عطف وشفقه كأننا أسرى من بلد أخر,تقدم رجل كبير السن مني وسأل عن موضوع جلوسنا في ظل الحائط ,قصصت له ما جرى نظر بوجهي مليا وقال يا رجل ألا تستحي أن تقول هذا الكلام , ارتعبت أول مرة من كلامه,قال كان بإمكانك أن تصفعه وتنتزع البندقية منه وتذهب,ولكن يا رجل هذا مسئول أمني كما أظن أو كما يظهر,جرني الرجل من يدي وطلب منا اللحاق به إلى داره المجاوره.
دخلنا الدار وقلوبنا معلقة بعودة السائق والأمر بخروجنا من هذا المكان,الرجل الذي ضيفنا كان بغاية الكرم مع غاية في ضيق اليد ولكنه مؤمن أن دخولنا داره رسالة من السماء كي يستجيب لنداء الضمير ونداء الواجب ,حاول جاهدا أن يقدم ما يمكن أن بقدمه خاصة ومعنا ثلاثة أطفال رضع,ذهب خارجا وعاد بعلبة حليب جاف وبعض المستلزمات وهو يعتذر مما حصل لا لشيء لأن هذا الطفل الذي قطع الطريق من أمام داره , وهو يخشى أن يتصرف يفعل قد يجر الوبال عليه , في هذا الجو الذي لا تعرف القادم من الذاهب.
مضت أكثر من ساعة ولم يعد السائق والسيارة متوقفة في منتصف الشارع الذي نصفه مزفت والأخر يشبه معبر ترابي,كنا في حيرة من أن نخرج أو أن نبقى لم يكن هناك من وسيله لمعرفة الامر,نادى مضيفنا على شاب من جيرانه وأمره بأن يذهب يستطلع الأمر لكنه لا يعرف أين يذهب طلب الرجل العجوز منه الذهاب إلى الجامع والسؤال عن صاحب السيارة,أكثر من نصف ساعة عاد الشاب والسائق وعلمنا أن تسوية ما قد حدثت المهم أن نخرج من هنا فلا يمكن الحدس بما يجري أو سيجري.
عبرنا إلى الطريق الدولي بعد أن مررنا بكثير من الحواجز التي جعلت من طريقتا شبه مأساة بالسؤال المتكرر إلى أين؟ ومن أين؟, عرقنا صنوف من المزاج والتصرفات منها ما تميز بالنبل والأخلاق والغالب تصرفات طفولية غاشمة تدعمها أحاسيس بالزهو بالانفلات من بقة القانون واستلذاذ الفوضى.
بعد أن عادت الأمور إلى مجرياتها الطبيعية توطدت علاقتي بالحاج أبو جاسم وبعائلته وتكررت الزيارات بيننا وكلنا تذكر ذلك الطفل المتسلح بالغطرسة الجاهلة الني أكمل لي الشاب قصة التسوية التي دارت بين هذا الطفل وأحد المتشيخين في حينها وكان جالسا في المقهى يلعب الدومينو,الصبي كان أبن أخته وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي من كان من مدمني الهروب من المدرسة لكي يجلس في المقهى يلعب مع خاله ورفاقه,تمت التسوية بأن يدفع السائق فاتورة المتشيخ وأن يدفع مشروبات من في المقهى مع علبة سجائر له وللصبي ,عندها تم الافراج عن السائق.
في مدخل المدينة وأنا في زيارتي الأخيرة لفت انتباهي صورة شاب له ملامح قد أتذكرها ينوع ما من الذكرى لكنني لم أركز جيدا على ملامح العينين ففيهما أثر يذكرني بالصبي ذاك,سألت جاسم ابن صديقي الحاج أبو جاسم عنه قال أنه أحد المجاهدين القدامى ممن رشح نفسه للانتخابات ممثلا عن تيار ديني وهذه المرة الثانية التي يفوز فيها ممثلا عن المدينه,هنا أيقنت أن الجلوس في المقاهي وحمل السلاح وقطع طريق الناس أفضل بكثير من الدراسة الأكاديمية للذين يريدوا أن يشتغلوا بالسياسة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصاصة _ قصة قصيرة
- الرؤية الاقتصادية
- الرؤية السياسية في مشروعي الانتخابي
- التاريخية والحتمية التاريخية
- الفكر العربي ومسؤولية العقل
- التصنم الفكري... مغايرة ومعايرة
- التداولية الفكرية وعلاقة الزمن بالواقع العقلي
- أغنية العشق الذي لا ينام
- مسيلم عطال بطال _ قصة قصيرة جدا
- تساؤلات
- مخمرون ولسنا سكارى
- حلم تحت أشعة الشمس الحارقة _ قصة قصيرة
- الجهاد
- عينيك وأنا
- ماذا نريد من الفلسفة. ج1
- نظرية العدل ومقومات المجتمع العادل
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج1
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج2
- تناقض الدين والتدين
- الدين والانتظام


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدومينو والسياسة والبندقية _ قصة قصيرة