أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حمودة إسماعيلي - أدلجة الأطفال عبر الرسوم المتحركة














المزيد.....

أدلجة الأطفال عبر الرسوم المتحركة


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 14:35
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


نحن لا نكبر حقيقةً، إننا فقط نتلقّن كيفية التصرف في الأماكن العامة
.. براين وايت

تقوم بعض الإنتاجات التلفزيونية الخاصة بتقديم مواد ترفيهية للأطفال، بأدلجة هذه المواد عبر تزييف التاريخ حسب رواية مخالفة بالرسوم المتحركة، أو تضمين خطاب معين نحو بث حقد أو كره لجهة معينة أو الاستهزاء أو تصوير مجموعات معينة بأنها تقل إنسانية عن الباقين، وذلك عبر لسان شخصيات السيناريو التي تُمثل بالنسبة للأطفال الحقيقة والفضيلة. فالطفل قد لا يصدق معلمه لكن لن يكذب أقوال أبطاله الكرتونيين، وذلك ما يدفع البعض لاستغلال هذا المنبر "الجد مؤثر" في الأطفال، لتشويه الواقع أو تزييف بعض الحقائق المعينة، والتأكيد على أن ذلك التزييف التاريخي الذي يقدمونه : هو الحقيقة.

الرسوم المتحركة تقوم على صراع الخير والشر، إدخال الأديان وفرزها بين من تمثل الخير ومن تمثل الشر، يعتبر حماقة فكرية، وتشجيعا على التخلف والصدام.

قليلة هي المواد الترفيهية للأطفال التي تتضمن تقديم مواضيع ثقافية وعلمية أو حتى موسيقية، فأغلب مسلسلات الرسوم المتحركة، هي بين أبطال وأشرار، طبيعي أن يتماهى الأطفال مع الأبطال، طالما أن الخطاب الثقافي والاجتماعي يدعم ذلك (نجد حتى الرسوم المتحركة الأجنبية يطالها التحريف بالنسبة للترجمة أو حذف مقاطع منها كي تلائم تواجهات ثقافية). وهنا قد تكمن المشكلة بحكم أن الغالبية تظل طفولية فكريا (فالأفكار التي تلقّنتها بالرسوم المتحركة في طفولتها، تستمر معها كنظام ثقافي ممنهج حتى السنوات الجامعية : كقولبة أيديولوجية)، فإنها ترى كل من يخالفون أفكارها ومعتقداتها من الأشرار، كما كان أشرار الكرتون يخالفون فكر وأهداف الأبطال.

فيحدث هنا ما يسمى "شيطنة الآخر"، يصبح المخالف ممثلا للشر كمخلوق أدنى عن النوع البشري. وحتى بالنسبة للكرتون الذي تكون شخصياته عبارة عن كائنات غريبة أو حيوانات، فإن الأشرار غالبا ما يطالهم تشويه أكثر لأشكالهم عن أشكال الأبطال، أو تجدهم متسخين أو مخيفين عكس المخلوقات الأخرى، التي تبدو محببّة. هنا يصبح "الآخر" مسخ، لا حق له بإدلاء رأيه أو التعبير عن موقفه، لأنه "وحش" مصدر تهديد.

ولنتخيل الكارثة عندما تعتنق شخصيات الكرتون لأديان معينة، فيتم اسقاط ديانة الأشرار الكرتونيين، على الواقع الاجتماعي، ما يعني أن كل معتنق لهذه الديانة هو شرير لا ضرر في القضاء عليه ! أو استخدام سياسة الإبعاد أو الإقصاء معه (معهم).

تقول الشاعرة الأمريكية ليديا سيغورني : "إن العادات التي نُكسبها للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة هي التي تحدد ما إذا كان الأطفال سيعيشون حياة الفقر أو الثراء، أو الإنتاجية أو الخمول، أو الخير أو الشر. فلنعلّمهم العادات الجيدة منذ صغرهم لنضمن لهم مستقبلاً آمناً".



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمراض الفيسبوكية : 3 حالات
- الإسلام ليس مُسلماً
- ضياع الشهيد السوري بين النظام والمعارضة
- إهانة الأقزام في السينما والتلفزيون
- بلاد الشر أوطاني
- الرودِيو العربي : تعليق كارل ماركس على الثورات العربية
- خرافة الفيلسوف
- عطرٌ رخيص
- تصريحات فابيوس والقصة الغير مكتملة للوضع السوري
- تعامل الرجل الشرقي مع الأنثى الأجنبية - تحليل الأنماط
- الدين والكبت والتحرش الجنسي
- ضد استغلال الأطفال في التسوّل وحظر تشغيلهم
- انكسار الإنسان : أو حينما يصبح الشخص قاسياً
- المرأة العربية أنواع والرجل نوع واحد
- الملحدين أو شياطين العصر الحديث
- الترهيب الديني للأطفال عدوان مُمارس على طفولتهم
- الفيسبوك كواقع اجتماعي بديل
- الخروج من العاطفة الأنانية نحو العاطفة الإنسانية
- الرسالة الملعونة
- ما قاله -نيتشه- عن العرب : الجزء 2


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حمودة إسماعيلي - أدلجة الأطفال عبر الرسوم المتحركة