أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مروان مجادي - قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (2) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ..















المزيد.....

قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (2) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ..


مروان مجادي

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 08:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مثل هذا التكتيك يهدف أساسا إلى توفير مزيدا من الوقت .. مزيدا من الوقت حتى يتمكن الإرهابيون من مواصلة إنجاز مهامهم القذرة ،من تفكيك الدولة نهائيا و إقامة الحد على أبناء الشعب في الساحات العامة .
إذن يخلق الإرهاب هدفا وهميا بمثابة الفخ للأجهزة الأمنية لتفلت بناه الحقيقية ..تماما كما يفعل بعض مهربي السلع على الحدود (يموهون نقاط التفتيش الأمنية بواسطة سيارة أو أكثر محملة ببعض الممنوعات .. يوقفها رجال الدورية .. في الأثناء تمر سيارة أخرى بها أسلحة أو مخدرات ..)
هذا ما يفعله الإرهاب بالضبط و بإستمرار ...
هذه المنظومة المضادة للصدمات تعمل بشكل متشعب ومعقد جدا وديناميكي للغاية ،لها عديد الأوجه و المستويات التي يمكن حصرها في النقاط التالية :
* إنشاء أحزمة مختلفة :
يحيط الإرهاب نفسه بأحزمة مختلفة من ما يشبه الأنصار أو المتعاطفين أو حتى مع من تتقاطع مصالحه معهم بشكل عرضي ،مؤقت ومرحلي .. إذ يعمد إلى عقد تحالفات مرحلية تكتيكية حتى دون وعي ورغبة الأطراف الأخرى فيستغل مثلا الحراك الاجتماعي و مصادمات الجماهير مع الأمن .. يدخل على الخط يغير مواقعه يتمركز بقوة في هذه الأماكن الساخنة .. يجعل من المقاومة الشعبية أمرا شبه مستحيل.. يخدم أهداف الرجعية بجميع أشكالها ويجرم الحراك الثوري بالتالي يخيف الناس منه ومن عقباته ونتائجه ..
يحيط نفسه بمجموعة من تجار الخمر خلسة و المخدرات وبعض المهربين و المنحرفين .. يحمي البعض الأخر هذا يجعل من التدخل الأمني صعبا للغاية ويضمن للإرهاب مناعة أجهزته وصدرا متجددا و مستقلا للتمويل في حال نضبت المصادر الأخرى ..
يستغل الإرهاب حتى الباعة المتجولين يندس بينهم ، يبادر إلى الانتصاب أمام المساجد في الأحياء فيأتي الباعة بكل عفوية .. هذه الفوضى تجعل من الصعب على قوات الأمن مداهمة الأوكار الإرهابية أو القيام بالدوريات وفي حال أصرت عليها أن تخوض المعركة مع الباعة المتجولين .. قد يهاجم الإرهاب حينها أو قد يربح الوقت مما يسمح لعناصره بالمغادرة أو إعادة التموقع ..
* أجنحة مختلفة :
- جناح دعوي : يمثله جل أيمة المساجد ويعمل وفق مبدأ الاتصال المباشر والعمل الجماهيري (الخيمات الدعوية وغيرها .. ) يبعد نشاط هذا الجناح شبهة العنف و الإرهاب عن التنظيم مع استغلال الحجة السخيفة التي تفيد بأن تونس أرض دعوة لا أرض جهاد هذا يمكن الإرهاب من الإنغراس أكثر فضلا عن حجب العناصر الحقيقية والتمويه عليهم .. والتضحية بهذا الجناح إذا ما إنكشف أمره ..
- جناح خيري : يعمل على إستمالة الأهالي من سكان المناطق المحرومة بتوزيع العطايا و الإعانات وأحيانا مبالغ مالية مباشرة (تصل لحدود 5000 د أحيانا لبعث مشاريع .. ) يشتغل هذا الجناح بشكل مزدوج ؛ نشاط بمواعيد قارة وثابتة إثر الأزمات و الكوارث الطبيعية (الثلوج بالشمال الغربي مثلا ) واثر كل عملية ارهابية بغية تبيض الإرهاب والتملص منه .. ونشاط ثاني تكون مواعيده متحولة ومتغيرة باستمرار لخلق حالة من الترقب و الانتظار .. يتوحد البعض بسلوك الارهاب اعجابا أو تزلفا للحصول على العطايا ،يتوحدون معه حتى في المظهر الخارجي واللباس .. يصبح الأمر أكثر تعقيدا من ناحية الفرز الأمني خصوصا ..
- جناح سياسي : متعدد ومتفرع يحتوي على أكثر من فصيل سياسي يعمد إلى إسناد الإرهاب سياسيا عبر تسويق الخطابات العنيفة وإختراق أجهزة الدولة وتوظيف الأمن لفائدته عبر التغاضي عن انشطة الإرهابيين .. وزرع أعوانه في كل الإدارات ..
نفس الجناح هذا يعمد إلى التظاهر بمحاربة الإرهاب أحيانا ويقدم نفسه كمتضرر أيضا منه .
- جناح عملياتي متشعب :( عسكري ، أمني و إستعلاماتي ) :
متكون من عدة مستويات من رابطات حماية الثورة إلى الجماعات المسلحة لكل وظيفته واختصاصه وكل اختصاص يتكون من جهاز سري و آخر شبه علني يتخلى عنه الإرهاب عند الحاجة كي لا ينكشف أمره ..
الجناح العملياتي يعمل بشكل ناجع تماما كدولة .. دائرة إستخباراتية وأخرى شرطية وأخرى عسكرية .. وككل التنظيمات الإرهابية لها شق سري و آخر تنفيذي ..
- جناح اعلامي : يسوق للإرهاب بشكل مباشر عبر منظومته الدعائية الخاصة أو غير مباشر عبر توظيف بعض الوجوه المشبوهة لنشر كل ما يخدم مصالحه .
· منظومة دعائية ناجعة : (اتصال سهل ،مرن وناجع )
يستعمل الإرهاب عبارات عامية عاطفية مباشرة في دعايته هذا الأسلوب أنجع أضعاف المرات من الخطاب المضاد للإرهاب الذي لا يزال نخبويا متعاليا ..
هذه سمة مضمون دعاية الإرهاب عموما أما عن بنيته فهي على عدة مستويات وتعتمد على أكثر من وسيلة :
- المساجد : يعتمد الإرهاب على المساجد في بث دعايته نظرا لما تتمتع به هذه الفضاءات من طابع قدسي يجعل من كل الرسائل غير قابلة للتشكيك وذات مصداقية ،المساجد تعتبر خط الهجوم الأول على الدولة و المجتمع ،يتخير الإرهاب المساجد الموجودة بمراكز المدن الكبرى التي تضم أكثر عدد ممكن من المصلين وتلك المنتشرة بالأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية

- المؤسسات التربوية : خاصة التي تتعامل مع الأطفال و المراهقين يعمل شركاء الإرهاب على بث سمومهم و انشاء جبهة متقدمة ضد المجتمع يقودها بعض" المدرسين " كما يعمل الإرهاب أيضا على تفخيخ الوضع أكثر فيطيل المعركة إلى أجيال أخرى و ذلك عبر بعث هياكل تعليمية موازية كالمدارس القرأنية و الكتاتيب و غيرها و التي تستهدف أساسا الطفولة المبكرة أي الأجيال القادمة ..
- الشبكات الإجتماعية : خاصة مواقع الإتصال الإجتماعي التي يعتمدها الإرهاب في دعايته و استقطابه نظرا لكثرة مستخدميها و سهولة الولوج إليها و شدة تأثيرها
· الحرب النفسية :
يعمد الإرهاب إلى تحطيم معنويات المجتمع و الدولة من خلال عمليات صادمة و ذات نسق تصاعدي و بعد وحشي تنكيلي بالأساس ( ذبح الجنود مثلا ) كما يقوم بترويج الشائعات لإرباك الرأي العام و خلق حالة من عدم الفهم لدى العموم و التسويق لفكرة براءة انصاره أو وصفهم بالأبطال و الشهداء ( تبييض الإرهاب ) ووصف الخصم بالطاغوت و الكافر أي تجريمه .. ليصبح محاربا لكل متمسك بدينه فحين يتحول الإرهابي إلى مسكين لا ذنب له سوى الدفاع عن راية الدين و التوحيد و محاولة إعلاء كلمة الله ..
كما تقوم الحرب النفسية على خلق وعي مقلوب مشوه للواقع يعمد من خلاله الإرهاب إلى إعطاء تفسيرات سهلة و نهائية لمشاكل معقدة و حارقة .. يصبح مرض المجتمع عائدا لسبب واحد و حصري ألا و هو البعد عن الدين ..
يواصل الإرهاب حربه النفسية .. يسوق وهم قوته و ضعف الخصم و أن مصدر القوة التي يتمتع بها ليس إلا تجليا لقوة الرب و إنعكاس لها .. لذلك يكثر التكبير في كل تجمع للإرهابيين و أثناء كل عملية .. ليتحول من يواجهه إلى محارب لقوة الله و ارادته ..
الغموض أهم عامل تقريبا في الحرب النفسية لذلك يتبعه الإرهاب فيلتزم الصمت و لا يتبنى أي عملية و لا ينسبها إلى فصيل أو تيار بعينه ليحاول إقناع الناس أن ما يجري مجرد مسرحية ..
· الإستراتيجيا العسكرية أو العقيدة العسكرية :
* الأفراد و إستقطاب المقاتلين : يستقطب الإرهاب عناصره التنفيذية بصفة عشوائية و نوعية في نفس الوقت .. يستغل الصنف الأول و هم برتبة أنصار ليضحي بهم في عمليات مؤقتة النتائج و لا تستوجب قدرات قتالية عالية و لا تخطيط محكم و يهدف بذلك إلى ارباك الأمن و تشتيت جهوده مثل العمليات الإنتحارية و غيرها .. أو يعزز بهم صفوفه في عمليات معقدة عبر إسناد مهمات محددة لهم كالمراقبة و اللوجستيك و يتخذ من هذه الفئة إحتياطيا له ممن ابدوا تطورا بعد خضوعهم لتدريبات شاقة تكون ذات بعد إجرائي أي عمليات .. ( أحد المشاركين في حادثة ذبح الجنود بالشعانبي اسندت له مهمة فتح النار فقط على الشاحنة العسكرية و قد بينت الأبحاث أنه لم يتلقى تدريبا على الأسلحة و كانت تلك المرة الأولى التي يمسك فيها رشاشا من نوع كلاشنكوف و تم التخلي عنه فيما بعد ليتم إلقاء القبض عليه )
أما الصنف الثاني فيقع إختياره حسب معايير صارمة و دقيقة أهمها صفاته السيكولوجية و الإجتماعية التي تغذي ميله إلى العنف و العدوان و قدرته على إلحاق الأذى الحقيقي بالآخرين و بعد اخضاعه لتدريب مكثف و عالي الدقة فضلا عن دمغجته كليا يتم اعداده ليتحول إلى عنصر نوعي و قائد مستقبلي ..
* التمركز ، الإنتشار و إعادة الإنتشار : لا يتحرك الإرهابيون بصفة اعتباطية بل على العكس تبدو كل تحركاتهم مدروسة و مخطط لها جيدا فبتأمل خارطة إنتشارهم نكتشف أنهم يتحركون وفق نظام أشبه ما يكون بالوحدات المسلحة إذ يغيرون مواقع تمركزهم بإستمرار .. و ينتشرون في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية في شكل قريب جدا من المحاصرة إذ غالبا ما تجدهم على تخوم الحي في محاولة لسد منافذه و في عمقه أيضا تمهيدا لإحتلاله و السيطرة عليه في الوقت المناسب ..
ينتشر المسلحون و يتحصنون بالجبال و المناطق الوعرة لا لما توفره فقط من حماية طبيعية لهم بل لكونهم أيضا ينتشرون وفق انتشار القوات الأمنية .. فيحرصون على أن يكونوا في خط المواجهات مع القوات الأكثر إنتشارا في التراب التونسي و هي الجيش فالحرس فالشرطة .. فإذا ما سيطروا على أماكن تواجد هذه القوات يسهل فيما بعد على بقية الخلايا الانقضاض على المدن لتواجدهم بها منذ البداية .. ( الخلايا النائمة )
يشتغل الإرهاب إذا وفق تكتيك استراتيجي مزدوج يتمثل في خليط بين العقيدة الأفغانية ( الجبال و المرتفعات ) و الحمساوية نسبة إلى حركة حماس ( المدن و الأحياء و الدروع البشرية )
طبعا قبل كل عملية و بعدها تتغير المواقع .. الخلية أ تترك المدينة لتذهب إلى مدينة أخرى أو لتصعد إلى الجبل و الخلية ب تحتل مكانها طبعا بعد أن تجيد التمويه ( حلق اللحية ، الملابس الرياضية ..)
قد ينسحب الإرهابيون تماما يخلو المشهد منهم مدة معينة الأكيد أن هذا ليس إنسحاب إنه إعادة إنتشار ..
* حرب الإستنزاف و إنهاك الدولة : تماما كما فعل الأفغان العرب مع الإتحاد السوفياتي أو الجماعة الإسلامية بالجزائر ..
يجر الإرهاب القوات النظامية إلى المعركة متى أراد يجعلها دائما تركض خلف الحدث .. يجعلها تحارب أشباحا .. يستغل سهولة تحرك عناصره للزج بالدولة في حرب عصابات ، يقوم بعمليات صغيرة ضدها لكنها متعددة و توقع كل مرة خسائر هامة ، يستدرج الأمن و الجيش حيث يقوم بعمليات تمويهية لجلبها ينتظر قدوم التعزيزات و ينقض عليها موقعا أكبر عدد ممكن من الشهداء .. يقيم حواجز تفتيش وهمية ( عملية جندوبة الأخيرة ..) و الإعتماد على مجموعات صغيرة العدد ( ما بين 3 و 10 أنفار على أقصى تقدير ) سريعة و سهلة الحركة
يبقى الإرهاب متحكما في توقيت المعارك و حجمها و شكلها في حرب شوارع يبدو أنها ستطول نوعا ما ..
* التماهي بالقوات النظامية و الإشتباك المباشر معها : احيانا لا تمكن حرب العصابات في شكلها التقليدي من تحقيق الأهداف العسكرية للخلية الإرهابية بشكل كامل و مطلق كما أن الإرهاب يضع في حسبانه إمكانية تحصين الدوريات النظامية .. لذلك يحاول أن يجد طريقة تمكنه من مباغتة هذه القوات من مسافات قريبة و قريبة جدا وفق إستراتيجيا و قواعد الإشتباك المباشر لذلك يرتدي أزياء القوات النظاميةلتي حرص على الحصول على كميات هامة منها و يقيم نقاط تفتيش وهمية .. يتصرف مثلها .. هذا يحتم على القوات النظامية أن تقترب لأقصى ما يمكن قصد التثبت في هويات المجوعة و إذا ما تم ذلك يكون للإرهاب ما أراد .. فتح الرماية بشكل مكثف و مباشر من مسافات قريبة على أفراد الدورية أي ابادتها بالكامال .. أحيانا ينجح هذا التكتيك في جعل قوة أمنية مطمئنة لزملائها المزعومين و النتيجة طبعا معلومة ..
يستخدم الإرهاب هذا التمشي أيضا لإرباك الجميع الأمن ، المواطنين و الكل .. لا يعرف من الفاعل إطلاقا .. قد تنسب الأفعال إلى جهاز أمني رسمي نتيجة الخلط هذا ..
* محاربة الدولة بأسلحتها : يستخدم الإرهاب في مراحل متقدمة و هو ما يحصل الأن ، أسلحة إدارية أي نفس الأسلحة التي تستعملها الدولة .. ليست المرة الأولى التي يعثر فيها على بندقية إقتحام شتاير أو مسدس بريتا أو بيا كولت بحوزة ارهابيين أو يستخدم فيها هذا السلاح في مواجهة .. هذا يعود أساسا لسهولة تذخير هذه الأسلحة و الحصول عليها بإعتبارها الأكثر إنتشارا و نظرا لما يعلمه الجميع من إختراق الأجهزة الأمنية و إن بنسب متفاوتة .. قد يكون الأمر أيضا إجراء وقائي في حال سيطرت الدولة نوعا ما على منافذ عبور الأسلحة .. و قد يرتبط بدولة رجعية تسخدم هذا السلاح و ادخلت أعدادا هامة منه إلى سورية في وقت سابق ( السعودية طبعا .. يستخدم فريق المشاة و الفيلق الصحراوي الخاص بندقية إقتحام شتاير ) .. و الأكيد أيضا أن الإرهاب يدرك مزايا هذا السلاح أيضا ..
* تكتيك الكومندو و الوحدات الخاصة : يستخدم الإرهاب ما يعرف بالمهارات القتالية التي تتمتع بها القوات الخاصة أو قوات النخبة و ما يعرف عنها من الحسم الدقيق ، التدخل السريع و المباغت
و الإنسحاب الآمن في وقت وجيز جدا .. و بالفعل فجل العمليات الإرهابية اتسمت بهذا إذ كان حسمها سريعا و اهدافها دقيقة و إنسحب منفذوها بسرعة ( ماعدا عمليتي رواد و حي النسيم )
يضاف إلى تكتيك الكومندو هذا أن العناصر الإرهابية في حسمها تستخدم القوة بشكل مفرط و مبالغ فيه ( إطلاق أكثر من 17 رصاصة على نفس الهدف في عملية جندوبة .. أو كم الطلقات الموجهة إلى سيارة الحرس في عملية علي بن عون ) و هذه سمة الجيوش العصرية و القوات الخاصة الفتاكة ..
* اللوجستيك و خطوط الإمداد : لا زال الإرهاب يسيطر على خطوط امداده و الجانب اللوجستي عنده على غاية من التطور فيعتمد على أكثر من وسيلة لإيصال الغذاء لوحداته المتمركزة هنا و هناك و
لإدخال الأسلحة و توزيعها و نقاط تجميعها و المخازن المتنقلة و الثابتة التي توضع بها .. و ما إن تنكشف وسيلة حتى يقع المرور إلى ما يليها .. لا زالت الحدود مسيطر عليها من قبل الإرهاب و اتباعه
و ترسانة نقله لا زالت سليمة لم يقع الكشف عنها بعد هذا دون الإشارة للدعم اللوجستي الذي حظي به من قبل حكومة القتلة السابقة و اتباعها الذين يتمتعون بمناصبهم إلى الآن .. هذا ما يفسر صمود مقاتلي الشعانبي ( طبعا مع عدم وجود جدية سياسية في التعاطي مع هذا الملف بالذات ) .. و كيفية نقل أكثر من 600 كلغ من المواد المتفجرة من الجنوب إلى منزل بالعاصمة ..
* خبرة في علم المقذوفات و العلوم البالستية و قواعد الإشتباك : للإرهاب خبرة قتالية عالية سواء في صنع المتفجرات و القذائف حتى بواسطة مواد بدائية أو في علم المقذوفات و العلوم الهندسية
فهو يحسن إختيار نوعية الأسلحة التي يستخدمها في هذه المعركة أو تلك و الأعيرة المناسبة و حجم تأثيرها و كم و نوع القوة النارية اللازمة عند الهجوم ، عند المقاومة و الإسناد و الإنسحاب .. متى يتم إعتماد الرماية الكثيفة أو الرشق ..
* التكتيك الشيشاني و تكتيك المرتزقة : يوظف الإرهاب في عملياته ما اشتهرت به العصابات الشيشانية في عملياتها و ما عرف عن المرتزقة من وحشية و همجية في القتل و التنكيل بالجثث و
تشويهها و ليس أدل على ذلك من عملية ذبح الجنود و قطع شريان رئيس بالفخذ و تشويه الأعضاء التناسلية .. بالاظافة إلى اجادة إستخدام الأسلحة البيضاء هذا من شأنه أن يحطم المعنويات و يفزع الرأي العام ويوفر الذخيرة .. مثل هذا التكتيك استخدمته الجماعة الإسلامية بالجزائر ..
* الإسناد العملياتي : عندما تقع عملية ما تشتغل ماكينة الإرهاب بأكثر إحترافا أو هكذا نكتشف ذلك حينها .. تسند المجموعات بعضها البعض بأكثر من عملية في نفس المدة أو متقاربة في الزمان في أماكن مختلفة و ذلك إما لتشتيت الأمن أو لفك و تخفيف الحصار عن مجموعة واقعة في ورطة ما
يكون الإسناد العملياتي أيضا بتعزيز صفوف المقاتلين بوحدات مختصة متكونة من قادة ميدانيين و عناصر نوعية إما من الجزائر أو من الجماعات المقاتلة خارج البلاد بعد أن تدربت على قتال قوات نظامية تفوق قدراتها إمكانيات القوات المحلية بكثير ( التونسيين الذين قاتلوا ضد الجيش العربي السوري و واجهوا وحدات الحرس الثوري الإيراني و حزب الله في سورية أو القوات الفرنسية في مالي .. )
و على نوعية خاصة من المعارك التي لم تتمرس بها قواتنا ( حرب الميليشيات بليبيا .. )
طبعا بدأنا نشهد عودة ارهابيي داعش و النصرة .. من سورية و إن بشكل سري و محدود إلى الآن ..
مامن شك أن دراسة الإرهاب تعتبر خطوة أساسية لمواجهته و ارهابه و ارباكه .. دراسة تكتيكه و الإستراتيجيا التي يعمل وفقها لكن أيضا كشف خيوط اللعبة و فضح من يقف خلفه ممن يتشدقون بقيم الإعتدال و الوسطية و نعني هنا ما يسمى حركة النهضة و ما لف لفها من عصابات الظلام و القتل و من يدعمونه مهما كان شكل هذا الدعم ماديا أم معنويا .. بخطبة في مسجد أو في درس فقهي ما ..
يكفي أن نربط بين عزلة و مشاكل النهضة و تفشي الإرهاب و إنتشاره ..
علينا بالفهم و الفهم العلمي .. رص الصفوف و توحيدها و عكس الهجوم على كل المستويات .. ثقافيا ، إجتماعيا ، سياسيا ، إقتصاديا ، أمنيا و عسكريا .. و حتى شعبيا
المطلوب إرهاب الإرهاب نفسه و اقتلاعه بكل الوسائل المتاحة و خير المتاحة الممكنة و المستحيلة و لا شيء مستحيل إذا ما تعلق الأمر بالحياة و البقاء ..



#مروان_مجادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (1) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- حمى ..
- في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين الم ...
- وهم اشكال الموضوعية في العلوم الإنسانية .. أو حتى لا تقتل ال ...


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مروان مجادي - قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (2) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ..