حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 23:21
المحور:
القضية الكردية
طبعا حق تقرير المصير حق من حقوق الانسان اينما كان وهو ايضا حق من الحقوق المشروعة لأي شعب استوطن على هذه المعمورة .. ولكل شعب ان يقرر حسب ظروفه ومسوغاته وموقوماته وايضا ايدلوجيته الداخلية الانفصالية والجيوسياسية والايدلوجيات الخارجية وعناصر اخرى كثيرة بعضها ثانوي وبعضها اساسي تعمل على البدأ بالشروع للانفصال من امة او وطن وحسب تلك العناصر التي تقابلها بالإضافة الى هدف الانفصال اهداف اخرى تحسبها العقول في دولة ما تصب جميعها في خدمة الشعب والامة وبالتالي هذه الحسابات لابد ان تكون ايجابية في مصلحة تلك الامة للعيش الرغيد والا عكس ذالك معناه البقاء افضل والعيش مع الاخر وتحمل بعض من الصعاب اهون من الانفصال الذي ربما يوصل المنفصل الى مرحلة قد تؤدي به الى الندم والحسرة على اتخاذ مثل هكذا خطوة دون حسابها بدقة ودائما يدخل هذا الموضوع بمراحل عدة يتدخل به علماء الاقتصاد والسياسة والاجتماع واحيانا حتى العسكر والجغرافية ولعل التاريخ لتلك الشعوب هو الاخر لا يغفل في مثل هذه الدراسات لاتخاذ قرار تقرير الانفصال قبل الاعلان الاول بتكوين دولة ومسمى اخر لشعب ما ...
الحقيقة دفعني الحديث عن هذا الموضوع ما اسمعه يوميا من الساسة الاكراد واحيانا حتى من الشعب الكردي ان تقرير المصير وتكوين دولة كردية مستقلة افضل من العيش في بلد يسمى العراق وهذا الحديث نسمعه يوميا خاصة عند الازمات بين الاقليم والمركز فدائما ما تصعد الى السطح فقاعات مثل هذه يسمعها الناس في مشرق العراق ومغربه من الاخوة الاكراد واليوم ظهور مثل هذه الادعاءات جدا واضحة خاصة والعراق يعيش ازمة جديدة مع الاكراد هي ازمة اقرار الموازنة وحصة الاقليم وتصدير النفط ويوميا اجتماعات واتهامات بين الطرفين الحكومة والمركز ..
قبل هذه الازمة لم نسمع يوما ان الحكومة المحلية في الاقليم عاجزة عن دفع رواتب موظفيها من البيش مركة والمدنيين والمسئولين لعدم توفر النقد المالي المتأتي من عدم دفع المركز بالمبالغ المترتبة عليه للإقليم من الموازنة والسبب هو تأخر الموازنة وللشهر الثالث تقريبا ,,استوقفتني كثيرا حقيقة ادعاء الاقليم من عدم استطاعتها دفع مستحقات موظفيها وفي البدأ كذبت مثل هذه الادعاءات وخلتها احدى نقاط الضغط على المركز لقبول بشروط الاقليم على الموازنة من اجل تعديلها والحقيقة اتصلت ببعض المعارف والاصدقاء في الشمال اكدوا لي صحة الادعاء وأكد هذا الادعاء ايضا حضور بعض المسئولين الاكراد من الحكومة المحلية الى بغداد ومناشدة المركز بتسليفهم المال لسداد هذه المرتبات ..غريب الامر اليس كذالك ؟ مع العلم اني اسمع ويكاد يكون يوميا تصريحات نارية بالانفصال من المركز وتأسيس دولة كردستان ولعلمي بالوضع العام الكردي وما يحدث من تحولات استثمارية وتطور مضطرد في الشمال مقارنة بالوسط والجنوب مناطق البترول الاولى والشرق والغرب من العراق مناطق الوفرة الغذائية وسلال العراق المتنوعة من الموارد ان الشمال وكما كنت اضن ينعم بما هو مؤهل بالانفصال وتأسيس الدولة ..وكنت اقول ولم لا ؟ لهم الحق في ذالك خاصة وان هناك ترسيخ جيد اعلاميا لهذا الموضوع وصل الحال الى العلانية حتى في الاعلام العراقي ناهيك عن العربي والاجنبي ..وكان اغلب المتحدثين ان لم اقل جميعهم من الساسة وعلى رأسهم السيد مسعود البرزاني وفي يوم من الايام شاهدت بأم عيني ان بعض السيارات في الاقليم تحمل لوحات لم يذكر فيها العراق بل كانت تذكر فيها اسم المحافظة وبجانبها اسم الاقليم وكنت اقول في نفسي دائما انها مسألة وقت ووقت قريب ليس الا الا ان توقف لدي كل شي وبدأت اتجاهات التفكير بهذا الموضوع تأخذ منحى اخر خاصة بعد الازمة الاخيرة بين الحكومتين ...
قلت في نفسي اذن لماذا يسمعنا الاكراد يوميا مثل هذا الحديث وهم لا يستطيعون توفير لقمة عيش ابناءهم الموظفين ورواتب الجيش وكذالك لماذا التشهير بموضوعات تتعب المواطنين المحبيين للاكراد مثلي وحب الوطن وخوفا من تشظيته الى دويلات متعبة وهزيلة تصبح ملعبا لمخابرات دول العالم الاخرى ودول الجوار ؟؟؟ بدات الاسئلة تتوالى يوميا بهذا الخصوص وبدات اقلق اكثر بعد ان عرفت ومن اطراف قريبة من الساسة العراقيين في الحكومة المركزية في بغداد ان العديد من السياسيين دائما ما يطلبون من الاقليم واحيانا يتحدوهم بالانفصال والتوكل على الله وتقرير المصير وكان رد الكرد اما الصمت او ان بعض المتعلقات مع بغداد وبعض المناطق المتنازع عليها والمادة 140 وما الى ذالك واحيانا كانوا يقولون الوقت كفيل الى ان سمعت احدى النائبات واحد النواب المقربين من الحكومة هو من يطلب منهم ذالك وعلى وسائل الاعلام ..
حقيقة هذه الاقوال جعلت من ذاكرتني تنتفض وتذكرني في الايام الأولى من سقوط الصنم وتسنم الدكتور احمد الجلبي رئاسة مجلس الحكم لمدة شهر وقال كما اتذكر انه اليوم هو رئيس الدولة العراقية وانه على استعداد للتوقيع والسماح للأكراد بتكوين دولتهم وسيكون هو اول المباركين استغربت من هذا القول وضننت انه دعابة ,,لكن اتضح بعد ذالك أن الرجل يعني مايقول بعد ان ردد هذا القول في اكثر من مناسبة ,,طبعا الرجل سياسي وأقتصادي وعاش ردحا من الزمن في شمال العراق مناضلا وهو اخطر شخصية كانت تتعامل مع المعارضة العراقية وكان كل المعارضين ينضوون تحت مضلة المؤتمر الوطني الذي كان يترأسه احمد الجلبي ,,الرجل كان يعلم صعوبة الامر ويبدو انه كان يعرف من اين تؤكل الكتف فصد الاكراد الذي كانوا يهددون الحكومات بالانفصال كان سريعا من الجلبي بقوله هيا افعلوها وانا اول من يبارك ,,ربما لأنه درس وعرف بدقة صعوبة الامر ...
استثمارات ..وشركات عملاقة ..وسياحة مليونية ..واموال كمركية بالمليارات ..ومطارات وتصدير نفط ,,ولغة وجوازات وحدود وعقول ..وساسة محنكون ,,ومواطنون يريدون ذالك ..هذه بعض من مقومات الدولة الجديدة الكردية ولكن لم يعلن لحد هذا الوقت ومنذ العام 91 عندما كان الاكراد يديرون شؤونهم بأنفسهم ...اليوم بالنسبة لي على الاقل وضحت الصورة اكثر من ذي قبل وزالت بعض من غشاوتها اقول بعض وليس كل الغشاوة بعدم الاعلان في الوقت الحاضر او المنظور على الاقل والسبب يعود ان الاكراد لم يستطيعوا ان يوفروا رواتب شهر لموظفيهم فبدأوا الان بالتقشف وتقليل منافع الوزراء والنواب والمدراء العاميين والحكومات المحلية في الاقليم لغرض مواجهة هذه الازمة التي لم يعرف المواطن الكردي لها مثيل من قبل والمعروف عنه انه الافضل في المدخولات السنوية قياسا بمواطني العراق في المدن الاخرى وهو كذالك ينعم بالأمن افضل من غيره وحسب علمي اخيرا جاء اكثر من وفد كردي يطلب من الحكومة تسليف الاقليم الرواتب فقط ولكن الحكومة المركزية هي الاخرى تأبى ذالك وتدعي ان الاقليم يصدر البترول او عليه ان يصدر سنويا 400الف برميل يوميا لتضاف للميزانية السنوية لهذا العام ..
طيب اذا كان الاقليم لديه كل هذه الامكانية واعتقد ان الاعلانات التي سبقت هذه الفترة من الساسة الاكراد كانت تدعي المقدرة التصديرية والدليل انهم يقولون اويطالبون المركز بتسديد مستحقات الشركات ومنذ خمس سنوات لماذا يسدد المركز اذا كانت الشركات لم تستخرج البترول الخام وتصدره واين هذه الكميات وماذا تفعل الشركات كل هذه الفترة ولماذا تطالب الشركات بالأموال ,,
ضبابية غريبة في الموضوع والمواطن الكردي في حيرة من امره وهو يشاهد حكومته يوميا تطالب وتهدد بالانفصال واليوم لا تستطيع تسديد الرواتب وهو مجرد تأخير شهرين او ثلاث ..اين الاموال اذن اموال الضرائب اموال السياحة اموال الفيزا اموال ابراهيم الخليل الكمركية اموال المطارات اموال المداخل الاخرى في الاقليم اين كل ذالك ,,في العام الفائت استلم الاقليم من المركز اكثر من 17 مليار -$- دولار وهي ميزانية ورقم لا يستهان به خاصة وان الاكراد يتمتعون بمزايا افضل من باقي العراق ناهيك عن تهريب النفط الى الدول المجاورة بالشاحنات ..خلاصة القول كنت اود ان اوجه كلام لأي سياسي كردي مهما كان مركزه الوظيفي سواء في الحكومة المركزية او في حكومة الاقليم يكفي ادعاءات واطلاق صواريخ وافيال كاذبة للاستهلاك المحلي الكردي فالأمرلا يستحق كل هذا الكذب ,, واضح انكم غير مؤهلين للانفصال الان ولا بعد عشرين عام لأنكم ولهذا الوقت لا تستطيعون توفير رواتب موظفيكم ولمدة شهر دون الرجوع الى المركز ..
حمزه الجناحي
العراق __بابل
Kathom_1962@hotmail .com
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
