أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - نزيف السخرية.....!؟














المزيد.....

نزيف السخرية.....!؟


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 19:46
المحور: الادب والفن
    



ابتسم الزمن فوق عقارب ساعتي حين بدأت الغيوم تودع بعضها البعض تحت خجل الشتاء وهو يلملم امتعته ايذانا بالرحيل حالما زادت الشمس سطوعها قليلا لتجفف ما بقي من رطوبته و تسلم القادم الوردي مفاتيح الريح ومنهل النسائم كي تتسلل خلسة لتداعب براعم الازهار لتوزع عطورها في سوح المشهد الالهي فينتشر بساط الله الاخضر فوق تلك الربوع المنسية من بقعة جنوبية في ارضه الواسعة المعطاء، ينساب الق الحياة بنشاط وحيوية كانسياب افعى تسعى خلف فريستها ، تتسابق موجات الماء فيه ، تتخاصم وتتصالح ، ترتفع بعذرية وعفوية وترتطم بضفتيه كخيول برية تفز عند مرأى صياد. ويكاد الماء ان يختفي بتعمد بعيدا عن المقل يعلن عذوبته وصفاءه كزجاج بلله الغيث في يوم مطير ثم يتفاقم الزهو في شريان فراتها الطافح بالخير ليغذي قلوبنا صحة وعافية...!
وتتبختر سمفونية الاصوات في حلل من الوان ربانية عجيبة بكر حين تمتزج في اطار موحد لتعزف اجمل الانغام الجنوبية و هي ترسم مكامن الجمال واسس الرقة والغنج الانثوي بفرشاة رسام ماهر ، يكلل الطبيعة الغناء ثوب جديد بشكل عشوائي وربما مقصود.....! يبرز مشهد الامومة النابض بالخوف والحرص بشكل غريزي عند حلول شبح الفناء وهو يجمع اشلاء الخطر المتناثرة كي يحوم فوق جوهر السلام ويشق عصا البقاء من اجل شريعة البقاء نفسه وهذه شريعة حتمية لا مناص منها في ميدان الاستمرار، يتجه المشهد نحو منحى مأسوي حالما تنتصب هذه المخلوقة الصغيرة امام عشها المهدد ، وتشهر مخالبها الدقيقة بانفعال كسيوف هندية موجهة منقارها المدبب الدقيق نحو جبروت الغزو والانتهاك متحدية براثن النهم والبلاء التي تروم الفتك في مرابع البراءة فيما ينذوي خلفها فلذات من جوهر الطفولة المرتعبة ، وتنسى كل معاني الحياة وتتجاهل ما حيط بها من جمال بهي حينما يتوحد كل شيء عندها بمعنى واحدا فقط : الدفاع عن الوطن والاهل...!؟
صعقت بمس كهربائي امام هذا المشهد الكبير بمعناه وانا اشاهد الضعف والبراءة وهي تتنمر و تستأسد وتنقلب الى هول ونقمة عديمة الحدود حين مس واقعها خطر ......!؟ سلبني ذلك المشهد الغريب كل ما تبقى من وعي فتولت ابتسامتي العريضة الانسحاب والاضمحلال بشكل تدريجي وانتقلت تقاسيم وجهي نحو ميدان الكآبة الرحب في واقعنا المهتز وبدأت عيناي تقذف حمما من دمع يكوي ما تبقى من تقاسيم منكسرة.....!؟ امعنت النظر بهذه المخلوقة الصغيرة وقد انتفخت اوداجها كضفدع ينق في زمن التكاثر، وهي تتهيأ لهجوم شرس على خطر يفوقها مئات المرات ،سافر عقلي وكل ما في تفكيري باتجاه نفسي ووطني وبدأت المقارنة نحو ما ارى واسمع كل يوم من اهوال وهذا المشهد الفطري...!؟.
بدأ الهجوم واستمرت المعركة الضروس دقائق وقد فعلت هذ المخلوقة الصغيرة بمنقارها دفاعا عن عشها وصغارها ما يعجز عن فعله ضياغم اصحاب الكروش المنتفخة والبدلات الانيقة الذين تصحرت عقولهم من هذا المعنى واقفرت ضمائرهم الميتة عن كل منحى انساني حين انصب جل اهتمامهم على بيع ترابهم الطاهر ورؤوس ابنائهم في مزاد الجشع وتعاهدوا مع الشيطان على تدنيس تاريخهم المشرق باصرار بالتحالف مع تجار الموت ومصافحة ايدي الشر للمتاجرة بأرواح الابرياء من ابناءهم لهدف رخيص زائل او طمع في موضع قدم قذر، فتحوا بوابات الجحيم على مصارعها نحو مخالب الغربة لتفتك في فلذات الاكباد ولتسحق بسط الخير الخضراء تحت اجسادهم الغضة وتخرب الجمال وتنشر الظلم والظلام وتفتك بالخلق في مستقر الخير والسلام ، بلد الرافدين وموطن الامل و والكبرياء لتكبر كروشهم و يزداد وزنهم في ميدان الجفاء والعمالة ونكران الجميل.....!؟ استيقظت من غفلتي تلك نحو وعي مقفر حزين كئيب..... وانا اردد بصوت خافت تعب..... لك الله يا وطني....!!



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد من صفحات منسية......!؟
- حينما يكون الضعف قوة...!؟
- الهروب نحو الندم....!؟
- لا والف لا......!؟
- انتحار قلب.....!؟
- اللوحة...!؟
- اللوحة....!؟
- حبيبتي...!
- القسمة...!؟
- قتل البراءة بقرار رسمي....!؟
- قناعة....!؟
- السفر نحو المجهول......!؟
- ونبقى رغم انف الظلام...!؟
- الجهل السياسي والواجب الوطني......!؟
- فراق....!؟
- المتاهة....!
- وعاد الجيش العراقي من جديد عظيما.....!؟
- شهرزاد وليوث النهرين ووادي حوران....!؟
- الوباء....!؟
- الظهور والفكر الغربي...!؟


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - نزيف السخرية.....!؟