أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد الحمد المندلاوي - حلبجة و لوحات الأنين / القسم 3














المزيد.....

حلبجة و لوحات الأنين / القسم 3


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 15:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بسم الله الرحمن الرحيم
حلبجة و لوحات الأنين / القسم 3

احمد الحمد المندلاوي


اللوحة الثالثة

حلبجة لوحة الأنين في الذاكرة

... وأنا مذ زرتُ مدينة حلبجة عام 1992م و لحدّ الآن لم أنسى صور تلك الأجواء القاتمة فيها من مخلفات الهجمة الكيمياوية العنيفة،من الدمار و التخريب..ولي أشعار و كتابات في هذا المجال،وكلّما تمرّ ذكراها أكتب شيئاً ،بل أعايشها منذ عام 1988م حيث كنتُ في إيران و أنا أعمل في المركز الوثائقي لحقوق الإنسان،نوثق و نكتب عن تلك المأساة،و كان لنا عدّة إصدارات بهذا الصدد،ونزور الجرحى الراقدين في مستشفيات طهران آنذاك.و ما زلتُ أعيش مع تلك المأساة التي أثرت في أعماق نفسي،و رسومها ما زالت مصلوبة على جدران ذاكرتي..حتى هذه الأيام ففي إحدى ليالي الشتاء و النوم قد هجرني تذكّرت حلبجة الشهيدة و أهلها على أبواب أعياد نوروز؛والربيع يهمس في آذان الأرض ليوقظها من السبات،ويهبها الجمال و الخضرة،و لكن ما بيّته لهم النظام البائد كان أفجع..و أنا في خضم هذه الذكرى حتى جاءني أنيس الشعر لأدون قصيدة سأسردها في خاتمة هذا الكراس،و أذكر مطلعها هنا :
دوسي جراحي و اتْركي تضميدِي
صدّامُ أهدانـا الرّدى في العيدِ
ما كانَ جرحي و البلادُ جراحُها
ملءُ الرُّبى فِي المنْحنى و البيدِ
كلُّ الطغاةِ مهامُهم فِي محوِنـــا
بالقتلِ و التعذيبِ والتشريدِ
و للشعراء باع طويل إنساني في بيان مظلومية الضحايا بل أصبحت كلمة حلبجة ترنيمة الشعر الحزين؛ونستطيع في هذا المجال أن نسمّي نوعاً جديداً من الشعر هو (الشعر الحلبجي)،كما ذكرنا آنفاً و تفتح له دواوين و معاجم و موسوعات؛ لأنّ له إمتدادات و آفاق في وجدان الشعراء لا تنتهي عند حدّ،و ترتبط بمآسٍ أُخَر هزّت وجدان البشرية؛وفي هذا الكراس المتواضع أضع بين أيدي قرائنا الأكارم قصائد كتبتها رصدت أحداث حلبجة الدامية..وما حلَّ بأهلها من الخسائر الجسام بكافة ألوانها وأشكالها (مادياً و معنوياً)،و ما فعله أناس همج رعاع بعيدون عن المعاني الإنسانية والقيم الحضارية بهذا البلد الآمن وأهله الأبرياء.
اللوحة الرابعة

أشعاري في رثاء حلبجة

.. عندما زرتُ مدينة حلبجة لأول مرّة بعـد المجزرة الأليمة عام 1992م، وجدتها مقوّضـة الاركان،متلاشـية البنيان،معدومةَ الوجودِ جراءَ القصف الكيمياوي البغيض في عام 1988م، ولم تسعفنِـي الذاكرة غير هذه الكلمات المتواضعة في رثائهـا،ورثاء أبنائها الشهداء البررة،و من ذلك اليوم أكتب هنا و هناك قصيدة بحقّها لأنَّها أصبحت لةحة أنين معلّقة في ذاكرتي،و من تلك القصائد:

1- إعدام مدينة في بلادي

مدينةٌ كانَتْ هناكْ ،
تعانقُ السَّحابْ
طاهِـرةَ الثِّيابْ
هائمةً فِي حسنِها،
تُغـازلُ الأفلاكْ
وتكرهُ الضَّبابْ
وتنسجُ من حُلمِها الشَّـفّافْ
نسائماً زاهيةً للزَّهرِ ؛
والصَّفصافْ ..
ولصَبايا الحَـيّ ، للشَّبابْ
و تـَهدي للجميعْ ..
معانِـيَ الجمالْ
في باقـةٍ ثَمْـلى من الوقارِ،
والدَّلالْ
منْ قممِ الجبالْ
لكنَّ مَنْ لـم يستطعْ قراءةََ الجَمالْ
داهَمَهمْ عندَ الصَّباحْ
ليقتلَ العبيرَ والقدَّاحْ
هاجَمَهمْ جيشٌ من الذِّئابْ
بالنَّـابِ ؛
والسّمومْ
كالهَمجِ الرُّعاعْ ..
كالذُّبابْ
*****
وأَحْرقُوا الدَّيارَ، والبقاعْ
لأنَّـها تعانقُ النُّجومْ
وتكرهُ الطّغيانْ
صارخةً :
الظلمُ لنْ يدومْ
فقطَّعوا أوصالَـها
ليدفنُوا آمالَـها ..
أطفالَـها
تحتَ بقايا الدُّورِ،
فِي المدينَةْ
فِي الغرفِ الحزينَةْ
الناهضونَ منهُمُ، والنائـمْ
ومَنْ بَدا منهمْ على السلالمْ
أنظرْ الى مهدِ الرّضيعْ ..
وانظرْ الى تلكَ الرضيعَةْ
فِي عينِها غابَتْ أزاهيرُ الطبيعَةْ
قافلةُ الموتى ..
تفيـقْ !!
على هامِ الطَّريقْ
تمشي بأرواحٍ ،
وحاديها الرَّحيقْ
وماتَ حتى الضّيفُ ؛ والطارقْ
وكلُّ مَنْ فِي حرمِ الدّارِ ..
وصبيَةُ الجارِ ..
مِن نائمٍ ، وناهضْ
وجالسٍ ،وراكضْ
والحالمونَ بينَ طيّاتِ الأسرّة
وربَّـةُ البَيتِ
والخبّازْ ..
وبائعُ الزَّيتِ
والقانتونَ فِي بيوتِ الله
للعبادَةْ
وسالَتِ الدّمـاءُ..
منْ فوقِ الوسادَةْ
يقودُهم وحشٌ مخيفْ
ليزرعُوا صنوفَ موتٍ وحِمامْ
هيّا املأوا أمعاءَكم ،
ناراً ضرامْ
منْ تُحـفِ النِّظامْ
هديةً منْ قائدٍ همـامْ
منْ وارثِ النّمرودْ
*****
هلْ هذا يومُ عرسِكم !!..
دماؤكم خِضابْ
ويسقطُ الجميعْ ..
فِي موسمِ الربيعْ
لكنْ أتانـا هاتفٌ :
الحقُّ لنْ يضيعْ
يا ثلّـةَ الضّباعِ ،
و الذّئابْ
كنّا تراباً،وهـا عدْنا ترابْ
نعانقُ التّرابْ
لكنَّنا نبقى تراباً للوطنْ
ولنْ نضيعْ ..
ننهضُ فِي مواسمِ الأعيادِ..
والرّبيعْ
نعانقُ البلادَ ...
منْ جديدْ
وأوجهَ الكِرامِ،
وجبهةَ الصِّحابْ
ونلعنُ الجناةْ
فالشعبُ لن يموتَ كالحياةْ
*****
رغمَ الدّواهي والصّعابْ
والعارُ للخَردلِ ؛
و الذئابْ
وقاصفينا السُّمَ ؛
والتِّيزابْ
وكلّ منْ شاركَ فِي حملِ القذائفْ
تلحقُـهُ لعائنُ التأريخِ
فِي الصحائفْ (10)
1992م / حلبجة
*****
احمد الحمد المندلاوي
[email protected]



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة و لوحات الأنين / القسم 2
- حلبجة و لوحات الأنين / القسم 1
- و خلاهنَّ مصيبة.
- صغيرة..و رائعة
- باوه كورزين :أماكن من مندلي / 2
- في أروقة شفق..والثقافة الفيلية في بغداد
- الجنسية العراقية و الكورد الفيلية
- حمرين :أماكن من مندلي / 1
- الشاعر الكوردي لقمان حشمت و(الفم المملوء باللآلئ)
- حملَتْ شفاء..
- السيد حسن الطباطبائي :سيرة و ذكريات..
- أسامة
- غنّت ملائكةُ المكارمِ ..
- الكورد الفيليون في الركب الثقافي و الحضاري /2
- بغدادُ ..لا الإرهابُ باقٍ..
- فوهةُ الجمرِ..
- دعيه في لججِ الآهاتِ..
- أشدُّ الرّحال..
- مرتع الأمراض..
- بيبلوغرافيا فيلية/ القسم:3


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد الحمد المندلاوي - حلبجة و لوحات الأنين / القسم 3