أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟














المزيد.....

وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عزى السيد مقتدى الصدر إنسحابه من العملية السياسية وكل ما يتعلق بها من مقرات وتجمعات سياسية ومن يديرها او يشرف عليها سواءً في ما يسمى بالبرلمان العراقي او التيار الصدري او كتلة الأحرار ، عزى هذا الإنسحاب إلى الحفاظ على سمعة عائلته التي شوهها المشاركون في العملية السياسية تحت قيادته التي استمرت اكثر من عشر سنين .
وهنا لابد لنا من مناقشة السيد الصدر على هذا الموقف الذي اعتبره ، من وجهة نظري ، هزيمة ولو مؤقتة امام الجرائم والمآسي التي خلقها منتسبو تياره من النائبات النائبات الناهبات والنواب النوام النهاب الذين لم يتركوا سيئة إلا وارتكبوها مختفين وراء عباءة الصدر وعائلته ، اي لبسوا عباءة الدين ليس إلا وما الصدر إلا وسيلة لهذا الرداء الديني . لقد كان على السيد مقتدى الصدر ان يعلم بأن السياسة والدين لا يجتمعان على بساط واحد . فالدين له ثوابته العامة التي يحترمها الناس حتى وإن كان لهذا الإحترام طبيعة عاطفية وليس بالشرط عبادية . والسياسة لها متغيراتها اليومية التي تتماشى مع واقع العملية السياسية وطروحاتها اليومية . فالسياسي يجب ان يكون والحالة هذه على إستعداد ان يغير قناعاته وتصرفاته السياسية تبعاً لتغير الواقع السياسي في كل العملية السياسية وعلى نفس الساحة السياسية . فإن لم يفعل ذلك فليس هو بالسياسي الناجح . وهذا ما قام به كل سياسيي الصدفة الذين جاء بهم الإحتلال الأمريكي لوطننا كبديل عن ساسة البعثفاشية المقبورة . ولم يشذ سياسيو التيار الصدري عن هذه التصرفات التي زكمت الأنوف واربكت العقول حيث انها تجاوزت حدود المعقول بكل المعايير . فماذا كان تأثير مثل هذه التصرفات اللإنسانية واللاوطنية ؟ إن تأثيرها الأول كان إساءتها للدين ولرجال الدين ولكل القيم الدينية التي اخذ الناس يربطونها بهؤلاء الساسة لأنهم إتخذوا من اللباس الديني ومن الشعارات الدينية ومن المصطلحات الدينية سلماً يتسلقون عليه لخداع الجماهير واللعب بمقدراتها وسرقة اموالها والكذب عليها . وكل ذلك اساء فعلاً إلى الدين وإلى العوائل الدينية التي ربط هؤلاء الساسة انفسهم بها . وكنا نأمل ان يفقه رجال الدين هذه اللعبة الخبيثة من هؤلاء السياسيين ، كما كنا نأمل ان لا يستمر هذا التسلق على الدين طيلة هذه المدة . والعكس هو الذي حصل فعلاً عندما ظل بعض المعممين والأفندية المتبجحين بانتسابهم للدين يمارسون الكذب على الناس لا في اقوالهم وافعالهم فقط ، بل وحتى في مظهرهم العام حينما ارتدى بعضهم العمامة او وسع من محيط عمامته الصغير او جعل من الحرق المتعمد لجبهته سيماءه من اثر السجود ، ناهيك عن المحابس الفضية واللحى الطويلة . لقد كان المفروض من كل حريص على الدين ان يوقف هؤلاء عند حدهم لا ان يقدمهم المرة تلو المرة إلى الشعب في كل الإنتخابات الماضية وكأنهم يمثلون الشعب ويدعون إلى نصرتهم وانتخابهم . نعم هذا ما فعله كل رجال الدين خلال الإنتخابات الثلاثة الماضية حتى ضاق الشعب بهم ذرعاً في السنين الأربع الأخيرة وبدى زيفهم وكثرت اموالهم وازدادت إعتداءاتهم على حقوق الناس وتضاعف كذبهم وتزويرهم بحيث اصبح الطفل على الشارع العراقي يصفهم بالحرامية لا غير . لقد كان من المفروض برجال الدين ان يردوا هؤلاء عن غيهم ويوقفوهم عند حدهم ويحاسبونهم على الثراء الفاحش المفاجئ . لكن شيئاً من هذا لم يحدث طيلة السنين العشر ونيف الماضية . اما ان يقدم السيد مقتدى الصدر على هذه الخطوة الآن دون ان يساهم في تقديم من تبرأ منهم للقضاء ليحاسَبوا على كل ما اقترفوه من جرائم وسرقات وكذب وتزوير وقاموا بكل ذلك وهم يصرون على إنتسابهم للتيار الصدري ويحتمون به طيلة السنين العجاف التي مرت على الشعب العراقي ، فإن ذلك ليس من الوطنية بشيئ وإن دل على شيئ فإنما يدل على محاولة التخلص من المسؤولية الوطنية بطريقة لا دينية ولا سياسية . إذ ان تعاليم الدين توجب القصاص على مرتكب كل هذه الجرائم والسياسة توجب المساءلة ايضاً ضمن القوانين المعمول بها في مكافحة مثل هذه الجرائم ومعاقبة المسؤولين عنها .
إن الذي يأمله المواطن العراقي من السيد مقتدى الصدر ان يساهم في إيقاف جرائم السياسة الدينية او الدين المسيس التي مارسها من تبرأ منهم هو بالذات ، ان يساهم في الكشف عن اسماءهم وجرائمهم وسبب تبرؤه منهم والمطالبة بتقديمهم إلى القضاء العراقي لينالوا العقاب على ما اقترفوه بحق الشعب والوطن . فإن قام السيد الصدر بذلك فإنه سيقنع الناس فعلاً بأنه نادم على إسناده لهؤلاء اللصوص من الرجال والنساء الذين اساءوا له ولعائلته وللدين برمته . كما ان خطوته هذه في محاسبة هؤلاء قد تكون محفزاً لرؤساء وقادة الأحزاب الدينية الأخرى ان يتخلوا عن سياساتهم العرجاء المقيتة التي قادت وطننا إلى ما عليه من الخراب بسبب توظيفهم واستغلالهم للدين في سياساتهم للسنين العشر ونيف الماضية .
ومحاسبة هؤلاء المفسدين والأثرياء الجدد ليست بالأمر العسير ، بل بالعكس انه من ابسط الأمور وذلك حينما نحاسب هؤلاء واللصوص بوضع مقارنة بسيطة لوضعهم الإقتصادي والمالي قبل دخولهم العمل السياسي وبعده وحتى هذه اليوم . إنني اراهن على ان مَن يقوم بذلك سوف لن يجد واحداً او واحدة من هؤلاء وقد حفظ نفسه وشرفه من الإثراء الفاحش ونهب المال العام .فهل يقدم السيد مقتدى الصدر هذه الخدمة البسيطة لشعبه ووطنه ولإنقاذ سمعة عائلته التي شوهها هؤلاء باعترافه هو ؟ إن قام بذلك فسيذكر له التاريخ براءته حقاً وحقيقة من كل هؤلاء .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواب ام أذناب ؟
- سوريا بين مآسي الحاضر وآفاق المستقبل
- البعثفاشية والإسلام السياسي وقاموسهما المشترك
- الثلاثي المتآمر على إغتيال ثورة الرابع عشر من تموز
- التحالف المدني الديمقراطي البديل للتغيير الحقيقي ، لا تبديل ...
- نعم ... التحالف المدني الديمقراطي قادر على التغيير
- التحالف المدني الديمقراطي ... البديل الواعد
- حينما يشكر الأوغاد
- نواب على المحك ...
- لا يغرنكم تبديل الوجوه ...
- من وحي الثمانين
- لماذا هذا التجني على الإدارة الذاتية في كوردستان الغربية ... ...
- مهمات القوى الديمقراطية العراقية في الإنتخابات البرلمانية ال ...
- البعثفاشية في ثوب إسلامي
- حرامية العرب ولصوص الكورد
- يا طبيب كُن أديب ... وإلا !!!
- الى أين يا وطن ... مع هؤلاء اللصوص ؟
- هل سيسمح الشعب التونسي بذلك ؟
- ممارسة الجنس بإسم الجهاد
- الإرهاب في اربيل نذير خطر جديد في كوردستان


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟