أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امجد ابراهيم - خطاب الامس هل سيجد صداه غدا!















المزيد.....

خطاب الامس هل سيجد صداه غدا!


امجد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لان حركة التاريخ عندنا مازالت دائرية وليست حلزونية ارتقائية! بحسب ادعاء علماء الاجتماع والبايولوجيا ، فإننا سوف نشهد الاحداث عينها في بحر السنوات الاربع القادمات. ولذلك ستبقى صحافتنا تترصد كل صغيرة وكبيرة في تعاطي رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، ليس بحكم موقعه الاعتباري فحسب، بل ايضا احتكاما الى خلفيته السياسية والفكرية، وهذا حق من جهة، ولكنه باطل من جهة اخرى، لأنه يتحول الى شكل من اشكال الاستهداف الشخصي، كما انه يعفي الاخرين من تحمل مسؤولياتهم، عدى عن جعل صاحب هذا الموقع سوبرمانا كلي القدرة! الامر الذي يقود الى اغفال او التغافل عن المسببات الحقيقية الكامنة وراء تلك الممارسات السلطوية – السياسية. وإذا ما راجعنا اليوم ذلك الكم الهائل من الكتابات عبر الاربع سنوات الماضية والتي استهدفت السيد نوري المالكي باعتباره رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس ثاني اكبر كتلة افرزتها الانتخابات، فإننا سنقف ويا للعجب، ازاء سوبرمان يجترح شتى المعجزات ( التخريبية) لتسميم حياتنا السياسية التي يريدون ان تصل مراكبها الى بر الامان!
ولعل من الانصاف القول : ان الرجل قدم ومازال يقدم على طبق من ذهب ما يعين خصومه على ملاحقته والطعن فيه، من خلال الكثير من الممارسات الخاطئة ، لا بل نستطيع القول ان هناك الكثير من الحمق (وهذه ليست شتيمة) في ممارساته السياسية... فمن يكون بمثل موقعه، يجب ان لا يسبق لسانه عقله! وهذا ما حدث ويحدث له كثيرا لسوء حظه. وهناك العشرات من الشواهد التي تثبت ذلك... لكن هل يبرر هذا ما يدور من اقوال تفيد بان المالكي هو رأس البلية وهو المسؤول الاول عن الخراب وعن تشرذم الطرف الاخر(العراقية) مثلما تقوله بعض الصحف العراقية؟ وتجاريها في ذلك من بعيد صحافة مملكة الرمال( وهذا لا يعني ان هناك تواطؤا بين الاثنين، فكل يبحث عن ليلاه )، التي لم تكف يوما عن نشر سمومها منذ سقوط حكم البعث الفاشي الدموي، حتى وصل الامر بأحدهم وبأسلوب تحريضي بائس الى القول " كيف للسنة ان يتعايشوا مع الشيعة " في حملة مبرمجة هي الاخرى منذ بضعة سنوات ، تستهدف المالكي شخصيا في ظاهرها، لكن المؤشرات كلها تقول انها حملة مغرضة تستهدف في واقع الامر العراق كوطن. وليس في هذا تجنيا على " الاشقاء الاعداء" ولا هي محاولة لتقزيم الوطن ، كما يعتقد البعض، عبر مماهته بشخص، مهما كان قدره او اي كان الموقع الذي يحتله في الدولة. هكذا يجري تسويق افكار من مثل : ان سياسة رئيس الوزراء قادت الى ان تفقد الطائفة السنية ممثلا قويا لها، ومن ثم جرى محاصرتها وكسر اخر الوسائل السلمية لتحقيق مطالبها فكان ان ظهرت " داعش" لتكون بديلا ...الخ. ان هذا الامر فيه الكثير من التجني ليس على رئيس مجلس الوزراء بحكم موقعه فحسب، بل لأنه يطرح الموضوع بشكل مختزل ويحاول تسطيح طبيعة الصراعات الجارية عبر اضفاء البعد الشخصي عليها كما انه يعظم من دور الفرد في الحقل السياسي فيكون هو المقرر الرئيس ان لم نقل الوحيد. في حين ان اية نظرة متمعنة في جوهر واقعنا السياسي مرورا بطبيعة القوى التي تتسيد على مشهدنا السياسي، آخذين بنظر الاعتبار ما تراكم من ارث علاقات "محزن" فيما بينها وصولا الى رؤيتها الايديولوجية للدولة والسلطة بشكل اخص .. سوف تكفينا عناء البحث عن ملائكة ليس لهم وجود في جميع هذه الاحزاب، وسيكون من السهل الاستنتاج بان من يحتل هذا الموقع القيادي في الدولة ( من بين قادة هذه الاحزاب ) سيكون منهجه متطابقا بهذا القدر او ذاك مع ما قام ويقوم به رئيس الوزراء الحالي! وهذا ليس ضرب من الخيال بل هو محاولة للتوكيد على ان الارث المتراكم لهذه القوى الفاعلة (بمختلف تلاوينها) في جوانبه السياسية والأيديولوجية مؤسس على عدم الاعتراف بالأخر، وهي لا ترى احدا غير نفسها بديلا، وبالتالي فهي صاحبة الحق المطلق في رسم السياسات العامة، وهناك الكثير من المسوغات التي يمكن الاستناد اليها ... حتى وان طفح خطابها السياسي بعكس ذلك!
لنترك الان كل هذا ولنبدأ من حيث ما آلت اليه العراقية من تشرذم، فان اصل الموضوع يأخذنا من حيث ندري او لا ندري الى لحظة فوز العراقية وإبعادها عن استلام مركز رئاسة الوزراء ( وهو امر قد يحدث مجددا، اذا ما تآلفت نفس تلك الكتل او بعضها مع اطراف اخرى جديدة ، وسنشهد الفلم نفسه لسوء الحظ).
لعل منهجية العمل السياسي في بلد " غير منسجم مع ذاته " مثل بلدنا، يقوم، على ما اعتقد، على نوع من التوازن/ التنازع بين القوى السياسية. وهذا التوازن التنازعي يقوم، في احد وجوهه، على استغلال وتوظيف الاخطاء التي يقع فيها المنافس او بالأحرى " الخصم " السياسي، حتى وان قادت العملية الى تمزيق صفوفه، لا بل ربما كان هذا هو الهدف بعينه. فكيف الامر مع تكتل هو اصلا يشكو من تنافر قواه المؤسِسة والمؤسَس اصلا، كما هو معروف، على مصالح انانية وشخصية ضيقة! ان مجتمعا متشظيا ومسكون بالخوف من الاخر ( نتيجة لأسباب ندركها جميعا ) سيكتسب فيه فعل التوازن التنازعي زخما كبيرا. اما مسؤولية الحد من تأثيره المدمر فيكمن في قدرة الكتل على تغليب المصلحة المشتركة على حساب المصالح الفردية والفئوية الضيقة، وهذا داء ( اي تغليب المصالح الضيقة ) تشكو منه جميع الاطراف المتسيدة على المشهد السياسي. وعليه فان تغليب المصلحة المشتركة، ولنسميها " الوطنية "، لا تجد لها منبتا في ظل هذه العملية السياسية التي افرزت لنا طبقة سياسية، اقل ما يقال عن اغلبها انها تمثل " مجموعة من الافاقين وتجار السياسة " حيث لا يتورعون عن ارتكاب احط الوسائل ضد خصومهم حتى وان تطلب ذلك الارتباط بالخارج، ما دام يوفر لهم الوسيلة الناجعة لتحقيق انانياتهم المريضة.
ان القاء اللوم على الخصم ( رئيس الوزراء : واتركه غفلا لأنه ينطبق بهذا المقدار او ذاك على اي شخص اخر من كتلة التحالف الوطني اذا ما اتيحت امامه الفرصة لاحتلال هذا المنصب، اي ان الفرق سيكون في الدرجة وليس في الجوهر، واحد اسباب ذلك يتعلق بطبيعة الصلاحيات الدستورية التي اوكلت اليه) والقول بأنه عمل وكرس جل جهده لتحقيق هدف تمزيق وحدة صف الاخر (العراقية راهنا و (؟) مستقبلا ) هو مجرد تبرير لتحميل " الخصم " نتائج فعل موضوعي وجد خميرته داخل تكتل العراقية منذ لحظة تشكلها، وكانت مفاعيله ستتبدى بسرعة كبيرة حينما لم تتمكن هذه الكتلة من احتلال موقع رئاسة الوزراء، والذي دونه خرط القتاد! فالعراقية لم تكن سوى لملوم لحركات وقوى وشخصيات كانت مفاجأة لها، هي نفسها قبل الاخرين، ان تجد نفسها بين عشية وضحاها، في مقدمة الاحداث ، رغم ان بعض قواها لم تكن شيئا يذكر. وفي ظل حالة الاستقطاب المنغمس في العنف الى حد ما، حيث لاشيء يعلو فوق ذاك الخطاب الطائفي الصارخ ... جعلت العراقية من نفسها " لسوء حظها " واجهة لإحداها ، مما قاد ، من حيث تدري او لا تدري، الى تمزيق صفوفها لاحقا. وكان ان انسحبت بعض مكوناتها نتيجة لطغيان هذا المد ( الطائفي) ، حتى لم يعد في استطاعة ذلك الخطاب " الوطني " ، الذي هو اصلا خطاب ملتبس، في التستر على عورة منهجها الطائفي. فكان ان تحولت بذلك الى رافد من روافد نهر الطائفية الجارف.
هذا من جهة، ومن جهة اخرى، يجب عدم اغفال ان تحالف العراقية يتكون من اقطاب عديدة ( يعني كلهم رؤوس! ) وكل قطب يبحث عن موقع له ولجماعته ويريد التسيد من خلال ذلك على بقية مكونات هذا التحالف. فكان المدخل الى ذلك يأتي عبر بوابة المطالبة بتسنم المناصب في حكومة " الشراكة الوطنية " على ضوء النتائج الانتخابية لتلك الكتل بالإضافة الى ما سمي بالحقوق القائمة على بدعة " التوازن الوطني " وهو مصطلح مهذب كناية عن " تطييف " مؤسسات الدولة. الامر الذي قاد الى ان تحصل احدى طوائف هذا التحالف على حصة الاسد، فيما لم يبقى شيء يذكر لبقية مكونات العراقية وخصوصا من الطائفة الاخرى، حيث وجدت هذه المجموعة نفسها وقد خرجت خالية الوفاض من مهرجان توزيع الجوائز. فهل يعتقد احد بعد كل ذاك " التهارش " على احتلال المناصب، ان لا يدفع ببعض القوى والشخصيات الى اعادة التفكير بجدوى بقائهم في هذا التحالف، خصوصا وهم يقفون امام معضلة تقول : اذا كانت المعادلة الطائفية قد وجدت لها مثل هذا الحضور الفاعل داخل تحالف حاول كثيرا ان يختبأ خلف شعارات وطنية عابرة للمكونات، فلماذا عليهم ان يتحملوا كلفة الارتباط به اذاً، خصوصا وان الكثيرين من ابناء طائفتهم يعتقدون ان انضمامهم الى هذا التكتل يمثل شكلا من اشكال الخيانة في خضم الاوضاع المعروفة، مع تذكير دائم بأصولهم البعثية ؟
من هنا يسهل الاستنتاج : ان هناك عوامل داخلية اصبحت معاول تهديم لديكورات هذا " القصر " الورقي، فظهرت على حقيقتها كتحالف غير عابر للمكونات كما تدعي بل ككتلة طائفية بامتياز هي الاخرى. وهكذا قد يكون فعل الاخر ( واقصد به خصمهم المالكي الذي جيّر، هو الاخر، بعض مؤسسات الدولة لخدمة مطامحه الشخصية والحزبية، حتى وان كانت على حساب طائفته، مستفيدا من حالة الخوف المهيمن على ذهنية الناس؛ وهو امر – اي التخويف - يشترك فيه البقية لتحقيق مآربهم) مجرد عامل تسريع ليس اكثر.
اعتقد ان لو اتيحت الفرصة امام العراقية لتسلم مقاليد السلطة عام 2010 لما احجمت عن تمزيق الطرف الاخر، ولكان فعلها مشابها لفعل خصومها! يعني " بالمختصر المفيد " ان العقل الطائفي المتغلب لدى الطرفين يمتلك فعلا طاردا لا يستطيع ان يبني دولة حديثة ولا يمكن له ان يكون توحيديا... وسوف تبقى تلك المقولة المضمخة بعطر الوطنية الصادقة والتي اطلقها فهد، وهو احد قادة العمل الوطني في اربعينات القرن الماضي ( قووا تنظيم حزبكم، قووا تنظيم الحركة الوطنية) يتيمة دهرها وبذرة لا تجد لها منبتا في ارض سبخة!
وألان علينا ان نطرح السؤال التالي : هل حقا ان الخصم ( رئيس الوزراء ) هو المسؤول عن عدم وجود قيادة موحدة لدى الاخر من خلال استهداف الموز؟ لنبدأ اولا بالقول ان جميع الكتل ليس في وارد منهجها او فلسفتها السياسية – ان كانت تمتلك ذلك اصلا – البحث عن خصم قوي. فذلك ترف غير معهود في واقعنا السياسي المريض! فالجميع يرى في الخصم السياسي طرفا يجب انهاكه وإضعافه على اقل تقدير ان لم نقل طرفا يجب التخلص منه نهائيا ، وليس للتفاوض من اجل ايجاد حلول وسط تضمن العيش المشترك كمواطنين اسوياء. فهم جميعا ليسوا مواطنين، بل هم ابناء طوائف وأعراق وعشائر وأفخاذ ...الخ ، الامر الذي يقود في مرحلة التحولات الكبرى ( في اعقاب فقدان الدولة المركزية سطوتها وهيبتها ) الى تنافس شرس بين قوى الطائفة الواحدة من اجل ان تحضا، هذه او تلك القوة، بتمثيلها. اما أفضل ملجأ تلتجئ اليه تلك القوى في " تنافسها التنازعي " هو الاحتماء بخطاب يتسم بالتشنج مع اسفاره عن وجه طائفي متطرف وعدم تورعه عن استخدام اخس الاساليب في هذا الصراع " الإفنائي " لكي يفوز بجائزة التمثيل من جهة، ولكي يكون بطل الصراع مع الاخر من جهة اخرى. وهكذا اذاً امتدت وتداخلت وامتزجت ساحات التصارع والتحالف على الصعيد الوطني : بين الجميع، صراعات مع تحالفات تتسم بطابع مؤقت ، طائفيا : بين قوى " المكون " السياسية للفوز بجائزة التمثيل، وفي نفس اللحظة مجتمعة في مواجهة الأخر، وقوميا : تحالفات عابرة للطوائف في مواجهة الاخر وصراع على تمثيل المكون القومي، لكي تنتج لنا خلطة سياسية تواضع الجميع على تسميتها بالعملية السياسية.
ولا يسعنا إلا ان نضيف عاملا مهما لكي تتبين ملامح المشهد بشكل اوضح، ويتمثل في ان الطائفة الشيعية الكريمة كانت قد حضت بتمثيل سياسي ( اقصد احزاب الاسلام السياسي) امتد لعقود من الزمان، وقد اكتسب هذا التمثيل شرعية غير مشكوك فيها الى حد بعيد. وقد ساهمت سياسات النظام السابق الهمجية في جعل هذه القوى مسورة بتعاطف منقطع النظير. وما ان سقط النظام حتى تبين الفرز واضحا لمصلحة هذه القوى السياسية الطائفية ( مع عدم اغفال الظروف المحيطة انئذ). وقد امتلكت بذلك شرعية تمثيلية تبدت بشكل واضح من خلال مجريات العملية الانتخابية ، مهما كانت الاسباب الاخرى ورأينا فيها، حتى ليخال المرء بان الطائفة قد اصيبت بداء عشق (انتحاري) لممثليها! ولكن بالمقابل فان الطائفة السنية الكريمة لم يكن لديها مثل هذا الممثل القوي، عدى الاخوان ( اي الحزب الاسلامي) والذي لم يكن يمتلك حضورا فاعلا وواسعا في وسطها ( على ما اعتقد )، فكان ان جرى استحضار روح ميت ( البعث) حتى اصبح الدفاع عن مخلفاته دفاعا عن الطائفة، مما اوجد معادلة ظالمة تقوم في الاساس، على محاولة ايجاد نوع من التماهي بين الطائفة وحزب البعث، وقد ساهم في تكريسها المتصدون للعمل السياسي من ابناء الطائفة انفسهم ، من خلال دفاعهم المستميت عن بقايا ذلك الحزب الفاشستي ، كما صب الاخرون الماء في طواحينها، فجعلوا منها " حقيقة " راسخة لدى المكونات الاخرى. ربما نستطيع تبرير ذلك من الجانب النفسي، حينما يندفع الفرد او الجماعة، للتعلق بوهم يعتقد / او يعتقدون بأنه خشبة خلاص، في حين ان هذا الوهم يقود الى اغراق الذات ويطول في نهاية المطاف، شئنا ذلك ام ابينا، سفينة الوطن فيغرقها معه .... ليس في هذا تجنيا على احدى طوائفنا الكريمة، بل هو محاولة لنقد غياب العقل لدى طلائعها، حينما تتغلب لغة المصالح الفئوية والشخصية الضيقة على المصالح الجامعة لنا كأفراد " اي كمواطنين " نعيش سوية على هذه البقعة من الارض ( الوطن)... من هنا يسهل تبين الاسباب الكامنة وراء عدم وجود قيادة موحدة لدى هذا الطرف، بعيدا عن امكانية استفادة الاخر منها وتكريسها كأمر واقع.
وبعد، اليس من الخطأ الفادح ان يخرج البعض باستنتاج يقول، بان سلسلة الممارسات الخاطئة التي انتهجها رئيس الوزراء ضد رموز العراقية هي التي قادت الى ان تصبح " داعش " بديلا...؟ ان " داعش " ليست بديلا ، حتى وان تمظهرت بمثل هذا المظهر، فالأرض التي تنبت عليها تتخصب بسماد من التأويلات الدينية، اما ان تستدعي بعض القوى السياسية " داعش " من اجل تحقيق مصالحها الضيقة فذاك شأن اخر ... هذا عدى عن ان هناك اسباب عديدة اخرى تسهم في ارتفاع شأنها ( اي داعش واخواتها) في هذا الوقت او ذاك ، بعضها داخلية ( دينة مذهبية) وأخرى اقليمية باستخدام المذهب المدعوم بالبترودولار باعتباره احد اوجه الصراع للاحتلال موقع متسيد في المعادلة الاقليمية. كما يجب عدم اغفال البعد الدولي : باعتبارها ورقة يمكن استخدامها في الصراعات الدولية وتوازناتها. وآخر المفارقات " الابداعية " لاعلام مملكة البتودولار، وقد ردده بعض اعلامينا، ان داعش صناعة ايرانية -اسدية!!
وألان من حقنا ان نطرح السؤال ( المعضلة) التالي : هل خلفت لنا السنوات الاربع السابقة، وها نحن الان في عين عاصفة طائفية هوجاء، ما يدعونا للاطمئنان الى ان نتائج الانتخابات القادمة سوف لا تكون مطبوعة بنفس الميسم، وتحمل نفس تلك العلامة الفارقة : علامة الاستقطاب الطائفي- القومي؟ ان كان الجواب نعم فهذا يعني ان المجتمع قد تمكن من الخروج من مرحلة اشتغلت معظم القوى السياسية على تأبيدها وإننا على عتبة تحولات مهمة سوف نشهد من خلالها انطلاق عملية بناء الدولة الحديثة!! وهذا، في رأيي، حلم لم يحن اوانه بعد. اما اذا كان الجواب بلا فأن الاستنتاج الذي يقول : ان حركة التاريخ في بلادنا مازالت تدور في حلقة مفرغة وان نتائج الانتخابات ستفضي الى اعادة انتاج الماكنة نفسها وان تغيرت بعض آلاتها، له ما يسوغه!
وآخر القول، انني اتمنى ان لا يسقط اعلام التيار الديمقراطي في مطب الاستهداف الشخصي في نقده للأوضاع القائمة ولممارسات رأس السلطة، مثلما يفعل الاخرون ، لان في ذلك خدمة مجانية تصب في نهاية المطاف في كسب مزيدا من التعاطف معه ومع كتلته بعد ان يتحولا الى " ضحية لمؤامرات " تسقيط كما يدعون ، خصوصا ونحن على اعتاب انتخابات، نأمل ان تقود الى تعزيز موقع هذا التيار الذي تتعلق عليه الكثير من الآمال لإعادة التوازن في مسار العمل السياسي الوطني.



#امجد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة طبق الاصل : هل تحتاج داعش لمن يبرر لها وجودها؟؟
- ورقة انصارية ثانية : يوم وقوعه في قبضة الجيش
- ورقة انصارية
- القوى الديمقراطية وماراثون الانتخابات!
- حينما يتسرب - التبرير - من بين سطور النقد !!
- قراءة في ورقة الحزب الشيوعي العراقي المقدمة للسمينار النقابي
- من وحي السمينار النقابي اليساري
- وقفة مع الحزب الشيوعي العراقي في لقائه مع المالكي


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امجد ابراهيم - خطاب الامس هل سيجد صداه غدا!