أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - أنسي الحاج ، وداعا طائر الندي الرياش ...














المزيد.....

أنسي الحاج ، وداعا طائر الندي الرياش ...


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 18:56
المحور: الادب والفن
    




«لن أكون بينكم ...
لأن ريشةً من عصفور في اللطيف الربيع
ستكلّل رأسي ،
وشجر البرد سيكويني
وامرأة باقية بعيداً ستبكيني
وبكاؤها كحياتي جميل…»


ولد أنسي الحاج في بيروت في 27 تموز 1937، وبدأ بنشر شعره في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وبدأ العمل في الصحافة منذ العام 1956. شارك في تأسيس مجلة "شعر" وفي اصدارها، وكان أحد اركانها منذ 1957 حتى توقفها في عهدها الاول، ثم في عهدها الثاني، وفي العام 1960 ظهرت مجموعته الشعرية الأولى "لن"، مع مقدمة كتبها بنفسه في موضوع قصيدة النثر خاصة والشعر عامة. وأصدر بعد ذلك عدة مجموعات شعرية منها "الرأس المقطوع" و"ماضي الأيام الآتية" و"ماذا صنعت بالذهب؟ ماذا فعلت بالوردة؟" و"الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"، كما أصدر كتاباً بعنوان "كلمات كلمات كلمات" وهو عبارة عن مجموعة مقالات.
أنسي ، منذ أعوام بدأ في كتابة نثرية في صيغة " وصايا وحكم و ... تعاليم " ، قد جعلها في كتابه البديع الذي أسماه
" خواتم " ، تلك الخواتم التي نسجها – نسج الحائك المفتون بمهنته ، الملعون متقن الغرائبيات – من شقائق النثر الذي كان قد بدأ بها قصيدته في ملامحها الفاتنة في الستينيات من القرن الماضي فغدا واحدا من حملة شعلتها التي لم تبدأ في تمام خفوتها بعد ، أخرج ذاته وحلمه من ذلك الفضاء الأثير فشرع يكتب " خواتم " ، تأملات عميقة في الحياة ومتعلقاتها كلها ، الجمالية والقبيحة معا ، لكأنه بدأ في آخرياته يقتفي أثر " أليوت " الذي كان يقول : (بهذه الشقائق طفِقتُ أدعم خرائبي ) ... أما حين كان يكتب نسق قصائده التي شهرت للناس ، فقد كان له حبا واحدا هو الشعر ، وحبيبة واحده ، تكتبه فيكتب ، فتكون قصيدته ذات البريق الذي يضوع ، كالعطر ، في ملامحها وفي جسدها ،
فيغنيها شعرا لا يشبه إلا شعره بالذات ، فظلت قصيدته في معمدانية النار والجسد ، في حلم المرأة ، معشوقته التي ما عشق سواها فجعلها في قصيدته :
( ... فماذا صنعت بالحب
وأخذت ذهب النساء وردة الذهب فماذا صنعت بالذهب و ماذا فعلت بالوردة؟
انقلوني إلى جميع اللغات لتسمعني حبيبتي
ثبتوها على كرسي وجهوا وجهها إلي
أمسكوا رأسها نحوي فتركض إلي
لأني طويلا و بخت نفسي و يأسي قد صار ماردا.
أطيعي دمعك يا حبيبتي فيطري الحصى
أطيعي قلبك فيزيل السياج
ها هو العالم ينتهي و المدن مفتوحة المدن خالية جائعة أنت و ندمي وليمة
أنت عطشانة و غيومي سود و الرياح تلطمني.
المطر أبيض
الأصوات بيضاء
جسدك أبيض و أسنانك بيضاء
الحبر أبيض
و الأوراق بيضاء
اسمعيني اسمعيني
أناديك من الجبال من الأودية
أناديك من أعباب الشجر من شفاه السحاب
أناديك من الصخر و الينابيع
أناديك من الربيع إلى الربيع
أناديك من فوق كل شيء من تحت كل شيء ومن جميع الضواحي
اسمعيني آتيا و محجوبا و غامضا
اسمعيني اسمعيني مطرودا و غاربا
قلبي أسود بالوحشة و نفسي حمراء
لكن لوح العالم أبيض
و الكلمات بيضاء ! ) ...

أنسي مريضا علي سريره قرابة الشهرين ، حتي غادر عالمنا صباح اليوم الثلاثاء 18/ 2 في بيروت . رحل إذن أنسي ، الحداثوي قبل أن تولد فينا الحداثه ونعرفها فنري ملامحها في قصيدته ، رحل المتمرد كل أيامه في سريالية شيطانية تقولها لغته الوثابة بالحنين ، عاشق اللغة والمرأة والآتي الجميل ، رائد المفردة التي يجعلها كل صباح في ريش طائره المحلق في الأعالي ، أعلي أعالي القصيدة ، أعلي أعالي الجميلات ، حبيبنا في العشق والأماني المجنحات ، نبينا في القول والإشارات ، الذي ظل يدعونا – لمحض الحب – لنكون في الإيمان بنا ، بذواتنا التي ترانا ونراها ، بالمعشوقات التي في رؤانا ، أنسي صاحب الولادات ، وأن بدأت مؤلمة وعسيرة وذوات نزيف ، لكنها في جمال الحياة وبهجتها إذ تولد في الناس وفي الحياة . لقد علمتني ، يا حبيبي ، كيف أقرأ حبيبتي ، وكيف لي أن أكون في عشقها ، وفي عشق الحياة ، لأن " كل عمر يمر هو عمر ضائع " كما كنت تقول ، إلا نصوصك ، هي رياش الطيور في عوالمنا ،
فرح الجميلات ورقصاتهن الرشيقات . أنسي الحاج : يا أجملنا ، وداااااعا !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست في الغياب يا وردي !
- في عيد الحب ، عيدهن !
- وجه الألم ، أوجاع الحزن في القصيدة ...
- إبتهالات للجسد ...
- بنت الغمام ...
- ياااااا بيرم سلاااااام يا أخ !
- الجزولي سعيد ، في قصيدة توفيق زياد وفي الحزب الشيوعي ...
- رؤيات ...
- الكفار في الغرب ، ومدعو الإسلام في السودان !
- حديث للشاعرات ...
- الجنون عندما يكون في الفلسفة !
- عن الفتنة بالمتنبي !
- و ... الآن ، يحرقون المكتبات !
- حين أبكتني الشاعرة فرات أسبر !
- الحزب الشيوعي السوداني يحيي ذكري استقلال السودان .
- اتحاد الكتاب السودانيين ينعي سعاد إبراهيم أحمد ...
- لكنها لا تزال تضئ ليلي !
- ,وداعا سعاد ، الوجه الشيوعي لنساء السودان ...
- كلام للحلوة ...
- جنون ...


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - أنسي الحاج ، وداعا طائر الندي الرياش ...