أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد ثامر جهاد - سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي














المزيد.....

سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 10:48
المحور: حقوق الانسان
    


بعيدا عن دائرة الحياة
سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي

احمد ثامر جهاد
عقب انتهاء الحرب ، وفي لحظة تحوّل عنيف ، في صباح أو مساء أو ظهيرة … أعتقل القاص العراقي محسن الخفاجي في مدينة الناصرية .
في غفلة من الزمن وبشكل غريب وسريع ومفاجئ ..كان الرجل بعيدا ، وحيدا ، مأزوما ، هناك غاب ( محسن ) عن أهله وأصدقائه . مفاجأة الحدث لم تبق للسؤال عن ( كيف ) و ( لماذا ) أي معنى يذكر . لكنه السؤال الحرج وحده هو من بقي معلقا ومؤبدا إلى الآن .
عام مضى وهو في السجن ، وربما اكثر من ذلك ، ولم تستكن بعد شهوة السؤال والبحث عن حكاية مقنعة عند محبيه وأصدقائه ، كما لم تفتأ حراجة الموقف الإنساني تتغير من حين إلى آخر ، رغم عديد الأقاويل والتكهنات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب . ربما لان القاص الحبيس لم يُسمع صوته للآخرين ، شارحا اللغز أو مدافعا عن قضية ، أو معترضا على سوء وضعه حتى .
إن ذكراه اليوم تساوي استعادة غياب شبه تام عن دائرة الحياة .
فينا من يرى أن معسكرات الاعتقال الصحراوية للتحالف تجاور الفوضى في المشهد العراقي منذ انتهاء الحرب ، وتتجاوزها قسوة وعشوائية ولامبالاة أحيانا . قد يصح تسميتها بالقسوة الدولية التي يغيب عنك مركز قرارها الحقيقي ، لتبدو أشبه بطغيان السلطة الكونية الغامضة . لكنها بكل الأحوال ليست وهما لسلطة أو طيف لمحكمة عملاقة ببوابة سوداء مجهولة يخطها قلم (كافكا ) .
وبسبب أن امتدادات العسكرة الأميركية وأثرها النافذ على الوضع الاجتماعي خلقت للانتلجنسيا العراقية حرجا أخلاقيا واسع النطاق ، اصبح مغزى اعتقال الأديب العراقي عاملا ضاغطا على مشروع إحلال حقوق الإنسان في العراق الجديد ، وحديثا مؤرقا لتطلعات الغد . فإعاقة الحرية تتصف بكونها خدش لصورة الحياة الديمقراطية في أي بلد محرر . لكن واقع الحال يبدو انه يسير باتجاه آخر مغاير . خاصة وان ( محسن الخفاجي ) لم يعتقل بوصفه أديبا ارتبط بالسلطة أو حسب عليها في فترة ما ، بل لأن ظروفا معقدة كانت قد قادت قدميه في لحظة التباس ساخرة إلى شرك التحالف الكبير .
هكذا تداخلت معطيات السجين بشكل مأساوي جعل منه مجرد رقم محلي آخر في معادلة كبيرة واسعة يديرها تحالف القوى العسكرية في العراق . ربما لهذا السبب يعد التذكير بهوية المعتقل ( الأدبية ) نوع من التماس العفو أو محاولة تقدير الهوية الإنسانية للسجين الأعزل .
كل من يعرف القاص محسن الخفاجي يدرك بيقين لا يقبل الشك إن الأزمة هذه اكبر من قدرته على تحملها أو التعامل معها ، حتى وان فاز القاص مع نفسه بلحظة صفاء خاطفة ، تضعه على طريق كتابة المحنة بذاكرته أو بأوراق صفر ، هي عزاءه الأخير .
هول الجدار الذي يواجه السجين العراقي ويلقي بظله على طيف أحبابه ، يصيبنا بحزن خجول ، ويرسخ عدم معرفتنا وعدم يقيننا من هوية ( من نخاطب هنا ) .. لكن أملنا اليوم مرهون بتوسيع فسحة المطالبة بحياة إنسان عراقي قبل يلفه سواد غياب تام .



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أودع عقيلا وانتظر موتي القادم
- نص مخمور
- سينمائيون بلا حدود
- قيثارة الكابتن كوريللي عزف سينمائي على أوتار الحرب
- بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا
- سؤل المواطن .. ولكن بعد خراب البصرة ؟
- بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي
- الاسلام السياسي والغرب
- وقائع مهرجان الحبوبي الابداعي الثاني في الناصرية
- عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر
- حمى السلاسل السينمائية
- حول جمالية الفيلم السينمائي
- في سابقة خطيرة تهدد جوهر الديمقراطية
- طفح الكيل في جامعة ذي قار.. والعاقبة اخطر
- للحقول الخضر ينشد لوركا قصائده
- حداثة الرواية السينمائية
- ! إرهاب النفط في وجوه الشيطان
- جندي أمريكي .. جندي عراقي
- الحياة في الأهوار العراقية
- بابلو بيكاسو


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد ثامر جهاد - سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي