أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس














المزيد.....

الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يوجد أحزاب شيوعية في الوطن العربي؟
كيف نجيب على هذا السؤال؟
الشيوعية بدون ماركسية لا شيء. والماركسية هي فكر تراكمي لا يقبل الجمود، ولكنه في نفس الوقت لا يهبط من خارج الواقع ولا يُسقط عليه إسقاطا، إنما هو بالظبط: التحليل الملموس للواقع الملموس. إذن، فهو فكر يخرج من الواقع ناشئا بشكل أساسي من معاينة الواقع نفسه، بل أكثر من ذلك، عن معاناة هذا الواقع بكل معطياته ومعضلاته وتداخلاته، وبالتالي، صراعاته. وهو فكر مهمته الأساس تغيير هذا الواقع وتقديم المشروع البديل، النقيض، الذي يعتمد على ممكنات هذا الواقع، لا أن يُسقط قسرا عليه.
والماركسية تزودنا بالأدوات اللازمة لإنتاج هذا الفكر. تلك الأدوات التي تتفاعل أيضا جدليا مع الواقع، يصقلها فتشكف خباياه، ويطورها فتقدم إجابات على معضلاته.
لذلك، ومن هذا المنظور، الشيوعية ليست شعارات مكرورة، وليست تعابير محفوظات نستظهرها، وليست مواقف تاريخية نستعيدها ونحاول أن نكررها أو نتمثلها.
كما أنها ليست مقدسات ومقامات وأناجيل نختلف في تأويلها ونتمذهب حول شرح معانيها ومصطلحاتها وآياتها. وإنما تفاعل جدلي مستمر بين الواقع ووعيه واحتمالات التغيير وروافعه الاجتماعية.
وإذا عدنا الى سؤالنا الأول، فهل يوجد في بلادنا قوى أو أحزاب تمارس وتناضل ضمن الخطوط العريضة المنوه بها أعلاه؟
يمكننا ببساطة، ملاحظة أمر خطير في ما يسمى "أحزابا شيوعية" عربية. تلك الأحزاب خالية خاوية من صنّاع الفكر! فهي وعلى مدى عقود (منذ مهدي عامل) لم تتبنَّ، ولم تخرّج ولم تستهوِ أيّ مفكر. كل من يمكن أن نطلق عليهم "مفكرين عرب" بغض النظر عن اختلافهم أو اتفاقهم في الرؤية والمرجعية والانتماء الفكري أو الطبقي، هم خارج تلك الأحزاب. وإنْ عضوٌ منتسبا تمكن من طرح رؤية فكرية أو رأي نظري متماسك حول مجريات الواقع، نراه قد أصبح بقدرة قادر خارج حزبه! إنها وببساطة "أحزاب" طاردة للفكر، معادية له. ديدنها الشعارات الفارغة والمهرجانات الحمراء!
إنها ليست فقط طاردة للفكر، بل انها قبل ذلك، غريبة عن "الواقع الملموس". لا تهتم لتطوراته أو تغيراته، ولا تريد أن تتلوث بوحوله. فهي بذلك مجموعات من نخب غريبة عن المجتمع، متعالية عليه ومنعزلة عنه. ظلت تمارس ذلك الى أن فقدت كل قاعدة اجتماعية رغم طنينها الدائم بمصطلحات مفرغة من المضامين افقدتها هي بريقَها وجعلت الناس تسقطها من قواميسها.
لهذا كله، لم تتمكن تلك الأحزاب، ولا هي أرادت، أن تتلمس كل ما يجري في القاع الاجتماعي من تراكمات لضغوط لم يعد المجتمع بقادر على تحمُّلها، وبالتالي لم تكن في وارد أي انفجار اجتماعي واقع لا محالة.
أما سخرية الواقع فتمثلت بالموقف المربك لهذه الأحزاب مما جرى، ثم إشهارها العداء لحركة المجتمع! وقفزها البهلواني عنها باتجاه الصراع "الوطني" الموهوم مع "المشروع الأمريكي الصهيوني" الذي لم تقدم في مجاله على مدى أكثر من عقدين، أية مقاربة أو مبادرة ذات قيمة، لا من حيث الرؤية ولا من حيث الممارسة السياسية أو النضالية. ليبدو هذا المشروع إلهً للشر المطلق والمقيم الذي علينا أن نحاربه أبد الدهر!
لكل هذا نقول إن هناك شيوعيين أو أنصار للشيوعية، وإن هناك ماركسيين ربما ولكن ليس من أحزاب شيوعية أو ماركسية.
لقد كان لغياب مثل هذه الأحزاب عن ساحة الثورات العربية أثر شديد. فقد تُركت الساحة الشعبية تتجاذبها تجريبيات مفرطة عالية التكلفة، كما تُركت لعبث قوى الثورة المضادة من كل صنف، وبالأخص قوى الظلام الديني، المدعومة من قوى النظام العالمي شديد العداء للتغيير بالإرادة الشعبية الحرة، والتي أظهرت عداءها للنظام وقدمت "الله" كمخلّص أوحد من بطش ودموية وقسوة أجهزة السلطة وأدواتها وأحلافها، كما قدمت "شرع الله" كبديل وحيد لدساتير وقوانين الاستبداد المزمنة.
إن وجود شيوعيين حقيقيين وماركسيين قادرين على فهم تطورات الواقع، والأسباب المادية التي فجرت الثورات، على تماس مباشر مع الجماهير ومأساتها المستمرة، وتسليطهم الضوء بشكل دائم على تلك الأسباب كما وعلى الأهداف الحقيقية للثورات، وإعادة التذكير في كل في كل لحظة من لحظات الثورة بالشعارات الأولى التي رفعها المواطنون الذين احتلوا الشوارع والساحات، إضافة إلى الوعي المتجدد لدى فئات شبابية وشعبية متزايدة نتيجة الممارسة الثورية المتواصلة ونتيجة خيبات الأمل من قوى الإسلام السياسي التي يفتضح أمرها كلما اقتربت من السلطة في موقع ما أو على ساحة معينة، هذان الشرطان يمكن أن يحققا قفزة حقيقية في مجال تشكيل قوى ثورية يسارية وماركسية جديدة تولد من رحم الثورات لتقودها إلى النصر.
هذا هو المسار الواقعي الممكن الذي نتوقعه، إذ لا انتصار للثورات بدون قيادة ثورية وبدون مشروع ثوري للتغيير، ولا أحزاب شيوعية أو يسار- ماركسية إلا ما يولد من رحم المعاناة.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة لكل الشعوب
- حصاد عام: رؤية ائتلاف اليسار وأخطاؤه
- محاصرة الثورة السورية بالقوى -الجهادية-
- مؤتمر إنقاذ أم مؤتمر أنقاض؟
- في ضرورة تمييز قوى الثورة المضادة
- مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار
- الثورة اليتيمة!
- اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري – خليل كلفت: الثورة المصرية ف ...
- الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: سورية : الحل و ...
- ربيع مارون الراس الدموي
- عن الأزمة الثورية و أزمة الثورة
- الجيش الحر والثورة السورية والكورد – مع قائد لواء “يوسف العظ ...
- عيد العمال العالمي؟
- - إن شرف الغاية من شرف الوسيلة!-
- الأزمة الثورية في سورية ومهام اليسار / حسان خالد شاتيلا في ح ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين اللبنانيين واليسار اللبناني عموما
- رسالة مفتوحة موجهة إلى قيادات ومندوبي الأحزاب الشيوعية والعم ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس