أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الأفلام المجسّمة وتعزيز الوهم البصري العميق














المزيد.....

الأفلام المجسّمة وتعزيز الوهم البصري العميق


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


مرّت السينما منذ اختراع "السينما توغراف" عام 1895 وحتى الآن بمراحل عديدة مثل السينما الصامتة، والناطقة، والملوّنة، والرقمية قبل أن تصل إلى السينما المجسّمة ثلاثية الأبعاد، ثم تتطور لاحقاً إلى رباعية وخماسية الأبعاد، كما أن الباب سوف يظل مُشْرعاً على تطورات ومفاجآت كثيرة لم نضعها في الحسبان.
سيقتصر حديثنا في هذا المقال على الفلم ثلاثي الأبعاد والذي يُختصر في الإنكليزية بـ "3D film" وهو "صورة حركيّة مجسّمة تقوم بتعزيز الوهم البصري العميق"، أي أنك كمُشاهد تشعر وكأنك داخل الفلم بخلاف الفلم العادي الذي تفصل بينك وبينه مسافة محددة قد تطول وتقصر تبعاً لمكان جلوسك في صالة العَرض.
ولتوضيح الصورة ثلاثية الأبعاد أو الصورة المجسّمة "Stereoscopy image" لابد من الإشارة إلى التقارب الشديد بين عمل العينين وطريقة التصوير المجسّم. "فالعينان تكوِّنان صورتين مختلفتين قليلاً للجسم المرئي، ثم ترسلهما إلى المخ حيث يتم دمجهما هناك ليظهر الشيئ مجسّما"، أي بثلاثة أبعاد "طول وعرض وعمق"، وربما يكون العمق هو أبرز خاصية من خواص السينما المجسّمة التي تعمل على وفق "إسقاط صورتين على شاشة واحدة، الأولى من اليمين، والثانية من الشمال" حيث يقوم المخ بتركيب الصورة المجسّمة تلقائياً، ولكنك لا تستطيع أن ترى هذا التجسيم ما لم ترتدِ نظارات خاصة تستطيع أن تجمع الخطوط الأفقية مع الخطوط العمودية التي تشكِّل صورة طبيعية مجسّمة تختلف كلياً عمّا نراه على الشاشة العادية. لا تقتصر تقنية "3D" على الأفلام السينمائية التي تُعرض على الشاشة الكبيرة، وإنما تمتد إلى شاشات التلفاز الحديثة وبعض تسجيلات الأفلام التي تُستعمل لأغراض تسويقية.
قد يستغرب القارئ الكريم حينما نقول بأن أقدم عرض لفلم ثلاثي الأبعاد يعود إلى عام 1927 حيث عُرض للجمهور في 27 سبتمبر من العام ذاته فلم "قوّة الحُب" في صالة فندق الأمباسدور في مدينة لوس أنجليس الأميركية. الفيلم من إخراج نات جي دافيريج وبطولة إليوت سبارلنك وبارباره بيدفورد لكن المؤرشفين لم يقعوا على أي أثر لهذا الفلم المفقود. ويذهب بعض النقاد إلى أن هذه التقنية ثلاثية الأبعاد قد تعززت في حقبة الثلاثينات من القرن الماضي، لكن الناس لم تبدِ رغبتها في مشاهدة الأفلام الستريوكوبية القصيرة بسبب الكساد الكبير الذي ضرب العالم برمته. غير أن لويس لوميير كان قد صوّر بكاميرته فلماً مجسماً في سبتمبر 1933، وفي العام الذي يليه مباشرة عرض فلم "وصول القطار إلى المحطة" بعد أن أعاد صناعته من فلمه السابق الذي أنجزه عام 1895 وعرض نسخته ثلاثية الأبعاد في الأكاديمية الفرنسية للعلوم. لقد تعززت هذه التقنية في خمسينات القرن الماضي، لكنها لم تجد طريقها إلى الذيوع والانتشار لأسباب كثيرة لعل أبرزها كلفة الأجهزة والمعدّات والمتطلبات اللازمة لإنتاج هذه الأفلام من جهة وعرضها من جهة ثانية.
يمكن القول بأن السينما المجسّمة قد أخذت طريقها إلى الذيوع من جديد في أواخر الثمانينات من القرن الماضي حينما قدّم السينمائي الرائد وليام فريز غرين براءة اختراع لعملية الفلم الثلاثي الأبعاد التي شملت في حينه عرض فلمين جنباً إلى جنب على الشاشة بينما كان الجمهور بواسطة ستريوسكوب ليجمع الصورتين معا.
كانت السينما المجسّمة مقتصرة على الأفلام الروائية لكنه في أوساط الثمانينات بدأت مسارح الـ "آيماكس" و "شركة دزني" ذائعة الصيت بإنتاج أفلام وثائقية ثم جاءت موجة الأفلام المتحركة التي استقطبت جمهوراً كبيراً، ليس من الأطفال والفتيان حسب، وإنما من الشباب وكبار السن أيضا. ففي عام 1985 حقق فلم "نحن نولد من النجوم" للمخرج رومان كرويتر شهرة طيبة ثم أعقبته أفلاماً أخرى كثيرة مثل "الكابتن إيو" 1986 للمخرج المعروف فرانسيس فورد كوبولا، ثم "أجنحة الشجاعة" لجان جاك آنو، و "عبر بحر الزمن" لستيفن لو و "إيل فايف أول مدينة في الفضاء" لغرايم فيرغسون، و "بيت الوحش" لجيل كينان، و "كابوس قبل الكريسمس" لهنري سيليك، و "ديناصورات: عمالقة بتاغونيا" لمارك فافارد، و "وحوش ضد غرباء" لكونراد فيمون و "جامعة الوحوش" لدان سكانلون وأخيراً وليس آخر "غاتسبي العظيم" لباز لورمان.
وعلى الرغم من بعض الصعوبات الجمّة التي تواجه الشركات الكبرى المنتجة للأفلام ثلاثية الأفلام مثل تبديل أجهزة العرض والمعدات الأخرى اللازمة إلاّ أن هذه التقنية قد وجدت طريقها إلى الصالات السينمائية الأميركية والأوروبية خصوصاً بعد الثورة التكنولوجية الكبرى التي اجتاحت العام في العشرين سنة الأخيرة التي بدأت تروّض الكائن البشري وتجبره على الرضوخ لمتطلبات العصر الجديدة. ومع ذلك فإن النقاد والمتابعين لهذا النمط من السينما يعتقدون بأن الأفلام المجسّمة قد بلغت ذروة نجاحها في فلم "أفاتار" للمخرج الكندي جيمس كاميرون. وكالعادة يحذِّر الأطباء من أن هذه النظارات الخاصة ذات الشرائح الحمراء والزرقاء التي تُرتدى بهدف رؤية الأفلام مجسمة قد تسبب الصداع والتعب وألم في العنين وما إلى ذلك، ولكن الناس في المقابل لا يأخذون هذه التحذيرات على محمل الجد فمازال الملاييين من البشر يستعملون الهواتف النقّالة، ويجلسون على مقربة شديدة من الشاشات الفضية، ولا يعيرون بالاً للذبذبات المغناطيسية التي تبثها هذه الأجهزة والشاشات الإليكترونية المعقدة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤر المهمشين والخارجين على القانون والحالمين بمستقبل أفضل في ...
- الآمال الكبيرة لكيوان مجيدي
- قراءة نقدية في فلم -رمضان في الأطراف- لفتحي الجوادي
- البنية المجازية في فلم -فتاة عُرضة للخطأ- لكونراد كلارك
- السينما العالمية من منظور ناقد عربي (3-3)
- دليل السينما العربية والعالمية 2013 (2-3)
- قراءة نقدية لدليل السينما العربية والعالمية 2013 لمحمد رضا ( ...
- العدالة الانتقالية وآليات تطبيقها
- سطوة الواقع وسحر الخيال العلمي المجنّح
- معرض استعادي في -بيت السلام- للفنان شاكر حسن آل سعيد
- د. علي علاوي يستقرئ العلاقة بين مفهومي الأخلاق والسياسة
- السيد مضر الحلو وقراءته الجديدة للتراث
- سماحة السيد حسين إسماعيل الصدر ومفهوم المساواة بين الناس (2)
- سماحة السيد حسين إسماعيل الصدر ومفهوم الحوار مع الآخر (1)
- مهرجان الظفرة السابع يحظى باهتمام إعلامي عالمي
- مهرجان الظفرة. . توثيق الماضي بعيون معاصرة
- كنوز العراق الخفية
- السخرية السوداء في فيلم -111 فتاة- لناهد قبادي وبيجان زمانبي ...
- غربة المثقف العراقي في المنفى البريطاني في فيلم وثائقي ثقافي
- السينما الرقمية بين الصدمة والإبهار


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الأفلام المجسّمة وتعزيز الوهم البصري العميق