أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس مطلب - الإلغائية والإقصائية إشكالية الحوار مع الآخر بحث في سايكولوجيا العروبة















المزيد.....

الإلغائية والإقصائية إشكالية الحوار مع الآخر بحث في سايكولوجيا العروبة


رائد عبيس مطلب

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 00:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإلغائية والإقصائية
إشكالية الحوار مع الآخر
بحث في سايكولوجيا العروبة

بقلم : رائد عبيس مطلب

نقصد بالإلغائية : هي كل ما تقوم به الذات تجاه الآخر من مبادرات سلبية.فالإلغائية الذاتية هي مكون سايكولوجي معنوي سلبي وهمي أم حقيقي ,قبل أن تكون لها إسقاطات موضوعية ,بوصف الآخر موضوع لها .فالإلغائية تبدأ من سلوكيات أخلاقية تجاه الآخر بسبب حاجز سايكولوجي أصبح نتيجة لسبب تراكمات الوهم تجاه الآخر ..سواء كان هذا الوهم ديني طائفي أم سياسي أم قبلي عرفي أم ذاتي .فالمهم من ذلك أنه شكل موضوعاً شكل موضوع للذات لتبني عليه فكرة الإلغائية .بكل أدواتها ومعايرها وتمظهراتها.
موقف الآخر الإقصائي تجاه الذات الإلغائية : عند إستشعار الآخر بموقف الذات المقابلة التي أصبحت بالنسبة له آخر بكونه ذات , بمعنى ( الذات الإلغائية أصبحت موضوع عند هذا الآخر) ,فأصبح موقف الآخر تجاه تلك الذات الإلغائية هو تشخيص لمواقفها المستمرة إتجاهه , وبالتالي يبدأ الآخر يتخذ مواقف تتسم بالإبتعاد والقطيعة والمراقبة ومن ثم تترسخ لديه فكرة الإقصائية في ميدان اهتماماته تجاه الآخرين .عبر مواقف "الإقصائية".فالآخر عندما لا يستطيع إلغائي يبدأ بإقصائي بوصفه إلغاء ذاتي أو فعل ذاتي وإن لم يكن موضوعي ,أما الإقصاء فهو ذاتي وموضوعي نتيجة انعكاسات نفسية من موقف إلغائية الآخر تجاهه .إذ أن الإلغائية و الإقصائية في المفهوم الواقعي ,ربما ترادف "النفي – القتل – أو إعدام الأشياء ووجودها ".
هذه الثنائيات الكونية وجدت لتتناغم في ما بينها , لتعطي للوجود مقطوعة موسيقية منتظمة , تتحرك بها الكائنات صوب رغائبها وميولها وأهوائها ومقوماتها . تلك الثنائيات الوجودية التي تعكس علاقة حتمية في أصل التواصل بين الإنسان وعالمه سواء أكان هذا العالم طبيعيا أم سماوياً أم بشرياً , هذه الثنائيات الطبيعية جعلت أفلاطون يحكم على الإنسان بإنه حيوان إجتماعي أو كما قال ارسطو : ( بإنه حيوان ناطق أو سياسي) .أي ميز بالعقل الذي يدعوه إلى تنظيم تلك العلاقة الثنائية من عشوائيتها وعفويتها إلى تسنينها وتقنينها وتنظيمها .
فالمراد إذن المراد تلك الخطوة التي لا بد للإنسان إن يخطوها من أجل تنظيم تلك العلاقة المزدوجة التي تلقي بظلالها على طبيعة تفكيره وعلى سلوكه و سايكولوجيته . فالإنسان والطبيعة أي (الذات - الموضوع , الروح- المادة) ,تعلن وتعبر عن استمرارية تفاعلية بينهما . وبالتالي تنعكس سلبياً وإيجابياً وحسب التنظيم المقنن لتلك الثنائيات في علاقة الإنسان مع الإنسان , فمنطق الصراع هو ذلك التناغم الطبيعي بين ثنائيات هذا العالم . وقد يسأل أحد ويقول الصراع من طبيعة البشر ,والتنافس سنة كونية ,ما المطلوب من هذا التنظيم ؟ فنحن البشر بعد أن منحنا عقلاً وأرسل الله لنا ديناً وكتباً سماوية وشرع لنا فيها القوانين وبعث الرسل ونظم الحياة ,أراد من ذلك إن يحافظ على هذا التناغم وتلك العلاقة بين الثنائيات بدون طارئ يعكر صفو تلك العلاقة و قد يقول قائل آخر : أن الكسوف والخسوف على سبيل المثال هو طارئ يحدث يعيق نوعاً ما , ما هو منتظم كونياً بين علاقة الشمس والقمر والليل والنهار . فكيف بالبشر وهو يتمتع بسايكولوجيا ومشاعر وأحاسيس وانفعالات قد تعقَّد من تلك العلاقة وذلك التفاعل ؟ نقول إن الطارئ لا يستمر ولا يدوم .والدوام والإستمرار لا تقصد بها الأبدية , فعلى سبيل المثال , وضعنا في الوطن العربي والعالم الإسلامي والتنازع بين العرب حول السلطة وصراع الإسلاميين حول المذهبية وأخلاق البداوة والحداثة المدنية , هذه أيضاً ثنائيات حولناها من ثنائيات كونية طبيعية يمكن تنظيمها بقانون إلى فوضى القانون . وهناك فرق شاسع بينهما .
أما بالعودة إلى فكرة المقال , التي تدور حول ما أسميناه بالإلغائية والإقصائية ,هي نتيجة من سبب فوضى ذلك القانون الذي تلاعبنا فيه حسب أهوائنا وميولنا وعقلياتنا القاصرة عن إدراك الحقيقة المتفقة مع لحن ذلك التناغم .وعدم الإدراك هذا خلق لنا إشكالية التعاطي مع ثنائية أخرى . هي ثنائية (المجتمع – السلطة) , (السيد – العبد ), (الفقير – الغني ), (الحداثي –البدوي), (المركز – الهامش) ,(المسلم – وغيره من أصحاب الديانات الأخرى). و داخل الدين الواحد إلى (سني - شيعي),وتنقسم هذه الثنائيات إلى ثنائيات جزئية أخرى حتى تصل إلى فئات وفئات صغيرة ,تترك أثرها السلبي في التعامل والتواصل مع ما هو مشترك وكوني وسنني.
هنا تؤخذ هذه الثنائيات لتكون عاملاً في ترسيخ فكرة الإلغائية للآخر على وفق التقريب و التبعيد وعلى وفق المنفعة والمصلحة التي تعرف بمصطلح "التحالف " فالتآلف على وفق هذه الرؤية القاصرة لأفق الثنائيات الإلغائية سوف يساهم في تعميق الإلغائية بشكل مباشر وغير مباشر.
وتفاصيل هذه الإلغائية تخلق قطيعة نفسية وعقلية وتزيد من حجم "الوهم " بوصفه عائق أمام قبول الآخر ورفضه . وبذلك لا يكون هناك استعداداً نفسياً بأي شكل من الإشكال للتحاور مع الآخر .وان وقع الحوار سيدخله الريب والشك والطعن والمؤامرة وهذا ما يحدث في إجتماعات الفئات والثنائيات والأطراف المتنازعة من سلطويين ودينيين وثقافيين وغيرهم .
المشكلة تكمن في عمق التجذير لتلك التصورات النفسية والعقلية حول الآخر . فالذات إذا شعر بتلك التهميشة والإلغائية من قبل الآخر له. أصبح عندها (الآخر اللاغي) مقصياً في داخلها سايكولوجيا وعقلياً. هذا بحد ذاته يتحول إلى سلوك عام يتمثل بمنصة خطابة أو تصريح متلفز أو إعلان في شارع .
هذا لان شعور الآخر بما تملك الذات اللاغية تجاهه من حقد وضغينة وقطيعة يولد استعداداً نفسياً لمرض نفسي وتعصب عقلي وسلوك عملي . وعندها يتحول الآخر عند هذه الذات عقدة . وتتحول والذات اللاغية تجاه الآخر هدف إلغائي. وهذه سرعان ما تنعكس ليكون الآخر المقصي للذات اللاغية . هو اللاغي والذات اللاغية هي المقصي.
وهذه الثنائية أي (الإلغائية والإقصائية) تشكل عمق إشكالية الحوار - الذي يُتَحدث عنه بالمؤتمرات والحوارات والندوات والتقريب بين مدارك الناس ومن يحاول بهذه الطريقة ربما لا يعرف ولا يفقه مدى تجذر هذه الثنائية في نفوس تربت على ذلك وتثقفت عليه . فالبيئة المريضة والمصابة بمرض الثنائيات العقيمة التي لا تنجب إلا جدلاً مثل ثنائية (الدين والأحزاب الدينية) أو (الديمقراطية والإيديولوجيا) أو (المذهبية والسياسة) والتي تتفرع إلى ثنائيات أكثر جزئية تنتهي إلى كشف مفارقات وازدواجيات وكذبات كبرى في لائحة ذلك المجتمع التي لا يدركها ولا يراها إلا بكونها شعار ترضي ما بداخله من نوازع نحو الإلغائية أو الإقصائية .فالسير وراء أصحاب تلك الثنائيات الذي يمثلها في الغالب مسؤول الحزب أو قائد تيار أو رجل إيديولوجيا .هو كالسير نحو بحر أقبل بمدهِ نحو الساحل ولا عجب من نجاة ذلك الرجل القائد وغرق الإتباع , لأنهم يعرفون كيف يوفقون بين ثنائية المد والجزر , في التعامل مع تلك المفارقات الصارخة التي تعج بها البيئة العربية والإسلامية مع الأسف .
هنا نجزم وعبر التاريخ وحقيقة بإننا لا نملك تاريخ حوار حتى نجيد الحوار ولا نستطيع مهما عودنا أنفسنا على أن نستأصل جذور تلك الإقصائية واللالغائية من عمق نفوسنا ووعينا وهويتنا .فالعروبة لم تعد هوية حوار بل عامل قطيعة و إلغائية ,لأن الذات اللاغية إتخذت من ثنائيات أخرى معياراً للتواصل مثل الطائفة والفئوية والعنصرية والقبلية والمناطقية . أصبحت هذه المفاهيم تشكل مكوناً سايكولوجياً جديداً , لا يتضمن أي بعد حضاريِ.
كما نرى بأن الإسلام أو العروبة لها أرثاً حضارياً عميقاً .حضارتنا بهذا المنطق هي إلغائية للآخر وإقصائية للذات عند محيط الآخر. فأصبحت العقد النفسية جزءاً من تركيبتها الذاتية في علاقتها مع ذواتنا أو مع الآخر.
فالحوار بناءَ على تلك المرتكزات السايكولوجية أصبح مستحيلاً . هنا نحتاج إلى تعريف في ذواتنا لذواتنا حتى نستطيع إن نُعّرف الآخر بنا . المسالة لا يمكن تصورها بهذه السهولة ,وإنما لها انعكاساتها الحضارية والشخصية في سايكولوجيا العربي والمسلم بكونهما يشكلا ثنائيات مناطقية في الأعم الأغلب من الوطن العربي.
فإذا كانت مقومات الإلغاء والإقصاء أكثر وأقوى من مقومات الحوار أو مؤهلات الدعوة للحوار فأعتقد أن المسالة ستبقى كذبة وخدعة كبيرة , نخدع بها أجيالنا ونشوه بها ثقافتنا ونهدر بها أموالنا واقتصادنا . كم تصرف أموال على مؤتمرات وأعمال ونشاطات تعزز أفكار الإلغائية والإقصائية في محيطنا العربي والإسلامي ؟ مقارنة َ بحجم ما يصرف من أموال على بناء ذات عربية متقبلة للآخر مرحبة به عبر التربية والتعليم والتنمية الصحيحة , كل هذه الأمور قد تكون ظاهرياً موجودة بفعل الحداثة المادية و الإيتيكية الديكورية . ولكن واقعاً لا نشهد لها أثراً على الواقع من تنامي في الوعي وعمق في التفكير وتجاوز للازمات عبر حلول علمية وفكرية , يكون للمثقف والمتعلم والعالِم والفيلسوف دوراً في الحد منها ومعالجتها نهائياً , وهذا المؤشر عقمُ كبيرُ في خصوبة المعرفة التي نمتلكها والتراث الذي ورثناه .والحداثة المفاهيمية والعلمية التي إستوردناها وعايشناها ونقلناها بدون وعيها إلى عالمنا.
هذه إشكالية أيضاً تتمخض من رحم هذه الثنائيات المكبلة بقيود التوجيهات الحزبية والإيديولوجية والسياسية و الإقتصادية , فالتصورات القاصرة عن هذا المحيط يزيد من تجذر تلك السلبيات التي تفرز من ثنائية الإلغاء والإقصاء .
مما تولد أزمة نفسية تعيق الوعي وترسيخ الوعي والمشاريع التوعوية التي يراد منها أنقاذ البشر في محيطنا العربي والإسلامي .تتعلق المسألة هنا بمدى الإستعدادات الذاتية والإجتماعية في تخطي أزماتنا وعقدنا واشكالاتنا عبر الاعتراف بها والتسليم للحلول الناجحة التي تقدم لهم عبر مصادر الوعي العقلاني. العقلانية هنا هي موضع استهجان ونبذ , لأنها لا تنسجم في خطابها مع تلك التوجهات وعندها يصبح الحديث عنها جزءاً من الترف العقلي والفكري.



#رائد_عبيس_مطلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقاميتافيزيقية بحث فلسفي في الأواصر المشوهة بين -الثقافة و ...
- الإنسان بين الأزمات والسرديات -دراسة في العدمية والسخرية-
- فلسفة المسؤولية عند هانس جوناس


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس مطلب - الإلغائية والإقصائية إشكالية الحوار مع الآخر بحث في سايكولوجيا العروبة