أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبد زيد - لكل عصر رهاناته وتحولاته الكونية















المزيد.....

لكل عصر رهاناته وتحولاته الكونية


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل عصر رهاناته وتحولاته الكونية
حاوره: صفاء ذياب
خلال سنوات قليلة، قدَّم الباحث الدكتور عامر عبد زيد عدداً من الكتب والبحوث في الفلسفة، مستنداً إلى دراسته الأكاديمية، بعد أن عمل أستاذاً للفلسفة الإسلامية في جامعة الكوفة، فضلاً عن تدريسه لفلسفة التاريخ ونظرية المعرفة ومشكلات فلسفية في الدراسات العليا. فأصدر خلال السنوات الماضية "أثر ابن سينا على الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط"، و"المخيال السياسي في العراق القديم"، و"من أجل أخلاقيات التسامح في ظل ثقافة اللاعنف"، و"الحداثة ومأزقها في خطاب مدرسة فرانكفورت"، وأخيراً صدر له "مقاربات في الديني.. رهانات الانعتاق والاستحواذ"، فضلاً عن مشاركته في عدد من الموسوعات الفلسفية والكتب البحثية، منها: المواطنة والهوية الوطنية، الشرق والغرب، وفلسفة التأويل، وفلسفة التاريخ، والموسوعة العربية الفلسفية، وغيرها.
عن هموم الفلسفة والبحث والشأن الأكاديمي، كان لنا معه هذا الحوار:
• اشتغلت على أكثر من مبحث بالفلسفة، بدأت بالاسلامية كدراسة أكاديمية ومن ثم بالفلسفة الألمانية والأميركية. هل تعتقد أن لدينا فلسفة إسلامية خالصة، وغير متأثرة بالفلسفات الأخرى؟
- أعتقد أن التأكيد على الهوية في الفلسفة من زاوية ارتباطها بالدين واستقلالها عن التناصات المعرفية مع فلسفات عالمية، أمر كانت فيه حواريات طويلة مراثونية بين الأصالة والمعاصرة. وأعتقد أن هذه الثنائية اليوم أصبحت منسية؛ لأنها تحاول تحجيم البحث الفلسفي في حدود الهوية/ الدين، وهو أمر يحجم ويضيق عليه الخناق. اليوم لم تعد الفلسفة سجينة الهويات المغلقة ولم تكن يوماً، كان البحث من قبل مؤرخي تواريخ الأفكار العرب ممن أرادوا أن يبحثوا عن استقلال فلسفي، هذا أمر متعذر؛ لأن كونية العولمة جعلت الانفتاح أمراً واقعاً. هناك رهانات عالمية مشتركة، مثلما هناك هموم إقليمية متنوعة. فالتنوع بالمشاكل يمنح الفلسفة استقلاليتها وتنوعها ضمن كونيتها، لأن المشتركات أصبحت كثيرة وكونية، إلا أنها أيضاً تتنوع بتنوع الفضاء الثقافي لكل أمة، وهذه الخاصية التي يهملها الواقع العربي، فهم إما أن يتحولوا إلى مجرد مروجين للأفكار وشرّاح، أو معادين أصوليين. ثمة أمر ثالث يجب أن تكون لنا بصمتنا في المعالجات الفلسفية بحسب مناخنا ومشاكلنا التي ليست بالضرورة موجودة في الغرب. فهذا يعني تغيير وتطويع المناهج والأفكار حتى تغدو مستجيبة للإبداع الفلسفي.

• ما زال الدرس الفلسفي الأكاديمي محصوراً داخل قاعة المحاضرة، من دون أن يبحث بالبنيات الاجتماعية أو المحلية، هل يمكن لهذا الدرس الخروج من هذه العزلة؟ وما الطرائق الممهدة لذلك؟
- أولاً، إن الواقع الفلسفي لكي يكون منتجاً يجب أن يكون هناك أفق للحريات، وهي غائبة وسط تطاحن المكونات وضغوط المحيط العربي والإسلامي الذي يتدخل سلباً في الواقع العراقي، مما يجعل المواطن العراقي يعيش خطاب قلق، كيف تطلب من واقع متأزم مثل هذا أن يكون فيه أفق رحب للنقد والتحليل الحر للأزمات التي يعانيها البلد؟ غياب أي خطاب واضح للدولة في موقفها من الثقافة بشكل عام والفلسفة بشكل خاص، جعل المؤسسات تعيش فوضى عارمة، مما خلق أفقاً للأفكار المتطرفة لكي تشغل الفراغ وتحيل البلد إلى حلبة صراع على السلطة، يتم به تطويع التراث براغماتياً من أجل إسباغ الشرعية على نزاع آني يخلق إكراهات لا يمكن تجاوزها إلا حين يكون هناك رغبة حقيقية بالعيش المشترك ضمن ثوابت غنية بالتعددية والتسامح والشراكة، وهذا لا يكون إلا في ظل أفق رحب من الحريات والتعددية الدينية والثقافية والفلسفية.

• أغلب المتابعين يؤكدون أن لدينا؛ عراقياً، باحثين في/ أو عن الفلسفة، هل تعتقد أن لدينا فلاسفة عراقيين على مدى العقود الماضية؟ وما البنى التي اشتغل عليها الدرس الفلسفي لدينا؟

- اعتقد أن العراق عاش انفتاحاً عالمياً ابتداءً من مشروع النهضة إلى الاستقلال، إلا أنه أيضاً تعرَّض إلى الخطابات الشمولية التي كان همها السلطة وليس إنتاج فلسفة تقوم على التنوع. هناك انفتاح أنتج قراءات آيديولوجية قومية، ماركسية، إسلامية، كل واحد من هذه الخطابات له رؤية ومنهج مختلف، إلا أنها تشترك في كونها آيديولوجيات، ولم تتحول إلى فضاءات رحبة من الإنتاج المعرفي يقدم حلولاً للواقع العراقي، مطوّعاً تلك المناهج في إيجاد حلول؛ وبالتالي، فلسفات متنوعة لها بصمة محلية. إلا أن هذا لم يحصل بشكل إيجابي منتج.
• في كتابك الأخير (مقاربات في الديني والسياسي) بحثت في إشكالية المثقف بين الديني والسياسي، ما السمات الأساسية التي يتسم بها المثقف العراقي؟ وكيف نظرت لتشكّله عبر مراحل العراق الفكرية؟

- الكتاب كان حفراً في الفعل الثقافي الذي يمارسه المثقف، لكن هذا الأخير بدوره وليد نسق معرفي لأن التفكير الذي يمارسه المثقف يكون بوساطة ثقافة ما. معنى ذلك التفكير من خلال منظومة مرجعية تتشكل إحداثياتها الأساسية من محددات هذه الثقافة ومكوناتها وفي مقدمتها الموروث الثقافي والمحيط الاجتماعي والنظر إلى المستقبل، بل والنظر إلى العالم أيضاً، وإلى الكون والإنسان. من هذا الحقل جاءت هذه المحاولة في دراسة تنوعت فيها النماذج من المثقفين بين مصلح أو أديب أو فقيه أو مثقف يمارس التدريس في إدامة عجلة التعليم، وبين مثقف انخرط في الصراع الآيديولوجي: قومي، يساري، إسلامي، وبين المثقف النقدي الساخر العضوي المنخرط في نقد الواقع والمطالب بتغييره.
من العراق تناولت أنموذجين هما: على الوردي عالم الاجتماع، الذي مارس تطويع علم الاجتماع من أجل استجابته للواقع العربي، جامعاً بين التقدم المعاصر، وأصالة تجربة "ابن خلدون" في بناء ملامح علم اجتماع عربي مرتبط بالواقع العربي الذي له سمات مختلفه عن سواه،. من هنا جاءت قراءته تمثّل تأسيس الجديد من ناحية، ونقده الشجاع- الذي قدمه- إلى الواقع العربي، من ناحية ثانية. وهو يقدم توصيفا اجتماعيا، يبين ويحلل العوائق الاجتماعية التي تم تكثيفها في رهان البداوة ومنظومتها الأخلاقية القائمة على "التغالب". وهو هنا يمارس تقديم نقد أناسي، إذ ان مهمته الاجتماعية مختلفة عن غيره من المؤرخين؛ لانه يقوم على تحليل السلوك الجمعي تبعاً لطبيعة المؤسسات المهيمنة: العائلة، القبيلة القيم، المنظومات القانونية، أو العرفية الحاكمة، وعلاقتها بالمقدس... الخ.
أما الشخصية الأخرى "مدني صالح"، أستاذ الفلسفة والمثقف الساخر، بعد أن عاد إلى بغداد عُيّن مدرساً في كلية الآداب لمادة الفلسفة، ووجد طلابه وزملاؤه لديه من العلم ما يؤهله ليكون في مركز قيادة فكرية متميزة. إلا أنه أيضاً انفتح على الفضاء العمومي عبر الكتابة، إذ كتب في آخر مسيرته "بعد خراب الفلسفة". فقد مارس نقداً ضد الآخر متمثلاً بالتراث، والآخر المتمثل بالغرب المستعمر، فهذا الميل النقدي خلق قطيعة مع الموروث بطابعه الساكن وأقام علاقة نقدية تجاه الموروث وتجاه الآخر من خلال كشف آثارهما غير المحمودة على الواقع العراقي، وهذا ما تكشف له.

• ما زال الباحثون في الفلسفة متمسكين بآراء أفلاطون وأرسطو وابن رشد والفارابي وغيرهم، هل هذا يعني أن البحث الفلسفي لم يتطور منذ مئات السنين أو أن هذا البحث يمكن أن يتغير مع الظروف الاجتماعية والسياسية التي تتحكم في طرح كل عصر؟
- هناك من الباحثين من يتشبث بالقديم ويحاول الترويج له، وهناك من يحاول تلقي الجديد والدفاع عنه وكانه الحقيقة الكاملة، وهناك من الباحثين من يريد أن يعيد كل ما هو جديد إلى التراث العربي الإسلامي بأشكال متنوعة من خلال اعتمادهم ذات المنهج الاستشراقي الذي يعتمد على المنهج التاريخي. فالسبق لمن قال بالفكرة مع اختلاف الإشكاليات بين التراث والمعاصرة دون أن يعوا هذا، فإنهم مغلقون على خطابهم القائم على الاعتزاز بالهوية وتغليب القديم على الحديث.
علينا أن نتصور أن لكل عصر رهاناته ومشاكله، فنحن نعيش تحوّلاً كونياً قائماً على العولمة، وهذا الأمر سوف يختصر علينا الكثير، وليس بالضرورة علينا أن نمر بذات الحقب التي مر بها الغرب كما يرى "محمد أركون"، بل إن التحولات الجديدة التي يعيش العالم المعاصر من خلالها ثورة هائلة في طرق نقل المعلومات، وبفضل التقنيات الحديثة، فإن نقل المعلومات والحصول عليها يتم بسرعة فائقة، كما أنه لم يعد بالإمكان وضع القيود والحواجز أمام حركة الفكر والثقافة، إذ أصبح العالم يتفاعل بعضه مع البعض الآخر، كما يصفه "علي حرب" بكونه نمطاً جديداً من الخلق ينبني معه واقع جديد بأدواته الفائقة وإيقاعاته المتسارعة ومعطياته المتحولة وحدوده المائعة ومنتجاته الأثيرية ومعلوماته السيالة والعابرة لحدود الدول والمجتمعات. في هذا الواقع، علينا أن ندرك أننا لا يمكن أن نعيش فيه ونحن نتعامل مع كل جديد على أنه غزو ثقافي، هذا منطق غير معقول حيث لا يمكن أن نعيش رهانات الآخر التي تعكس واقعاً متطوراً يفوق عالمنا. ساعتها نتحول إلى مغتربين، بل علينا أن نمارس تطويع الافكار والمناهج بما يتفق مع حاجاتنا، وهذا ممكن، وفيه يكمن تميزنا، أي في تأويل المفاهيم والمعطيات بما يتفق مع فضائنا المعرفي والاجتماعي؛ وبالتالي نستطيع أن نوظف هذا الجديد في إيجاد حلول، وهذا يعني أن الفكر والثقافة يغتنيان بقدر انفتاحهما مع الآخر، حواراً وتقييماً ونقداً، ويتميز بقدر ما يقدم من معالجات تستجيب للتحديات المحلية وتسهم في تقليل الفجوة مع الآخر، وتجعلنا نتجاوز ثقافة الفاقة القائمة على الموالاة إلى ثقافة الإنجاز المنتجة التي تجعلنا ننخرط في قيم المعاصرة.

• اشتغل عدد من الباحثين الألمان والأميركيين على مفهوم نهاية الفلسفة، لماذا هذا البحث، وهل تعتقد أن هناك بدائل بعد هذه النهاية إن حدثت؟
- الغرب يعيش تحولات كبيرة في مجال الفكر والمنجزات الثقافة، وهي تشكل قطيعة مع الحداثة إلى ما بعدها، وهذا يشكل مرحلة مهمة مات فيها الكثير من المسلمات، تبخر معها العصر الذهبي للفلسفة المتماسكة وحل بدل عنه تشتت الحقيقة ونسبيتها التي تغادر القول الفلسفي الذي يدعي الإجابة على الاسئلة الشائكة المتعلقة بالحياة والمصير، وحل محل هذا التفكير الحر تحول معها الفعل الفلسفي من الأنا المتأمل إلى التواصل والعمل الجماعي الذي تمثّله ورشات العمل المتعددة. واليوم في بغداد هناك ورشة من هذا النوع منفتحة على العالم العربي هي "الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة" تمارس هذا النمط من التفكير الحر خارج هيمنة المؤسسة.
بالطبع عالمنا رغم ارتباطه بهذا التحول العالمي، إلا أنه يعيش مشاكل قد يكون الآخر من أسبابها، إلا أننا أيضاً جزء أساسي منها نجد أن هذه الثقافة القائمة على الولاء تمارس توظيف المقدس من أجل الدنيوي، أي أنها من أجل السلطة تقدم قراءات يلعب بها الديني قطب الرحى في تحقيق وحدة الجماعة. نجد الخطابات المنخرطة في العملية السياسية قد تحولت إلى نخب حاكمة متنفذة انطلاقاً من مشروعية إثنية أو قبلية أو مزيج منهما،تحمل شعارات تجمع بين التوظيف الديني والقيم الحداثية للحكم الذي يمزج بين المشروعية القائمة على التكليف الشرعي وبين مفهوم الانتخاب الذي يفترض قيم التعددية والحرية والحقوق الإنسان، إلا أننا نجد سلطة حاكمة مكونة من كل الأطياف تتنافس في ما بينها مقابل أكثرية كارهة للموت تريد الحياة ..خاضعة ومتلقية للخطاب الآيديولوجي بكل أطيافه والذي يجعلها منخرطة في الصراع من أجل البقاء أحياءً والعيش العادي.
بالمقابل هناك أطياف رغم صراعها الداخلي بين المكونات داخل المحافظة أو الإقليم، إلا أنها تصدر الأزمة إلى باقي المكونات وتجعل المجتمع جهة معادية كافرة وأخرى تابعة لها، خاضعة إلى خطابها. فهذه السلطة تحلم باستعادة السلطة وتوظف الخطاب الديني اليوتوبي الجهادي القائم على تحريك الساكن في التراث واستثماره في إثارة العاطفة وتحريك الجماعة الإثنية وإشعارها بالمحرومية وتحفيزها على رفض الوضع القائم، مما يجعل المقدس هو المحرك من أجل تحقيق الدنيوي وتحول المجتمع إلى مجتمع منقسم على ذاته يعيش احترابا وشرخاً يهدد وجوده.
في وسط واقع كهذا علينا أن نسعى إلى تأكيد رهانات محلية قائمة على التعايش وتأكيد الحريات والاعتراف بالمختلف وإيجاد معالجات جذرية لتوظيف العنف الديني من أجل السياسة.

• إذا كان الأدب يبحث عن إثارة الأسئلة، والفلسفة البحث عن إجابات لهذه الأسئلة، كيف نفهم الرابط بين الأدب والفلسفة في ظل المتغيرات التي تطرأ على الأدب مع كل تغير آيديولوجي؟
- الأدب والفلسفة شكلان من أشكال التعبير عن وجود الإنسان، سواء كان هذا في إثارة السؤال الوجودي أو البحث تأملاً أو تحليلاً أو تواجداً في الوجود، كما عبَّر عن ذلك "هيدغر". هناك من يفصل بينهما، على أن الفلسفة تمتاز بالتعقل للعالم وتدبر الأسباب وكشف للعلل، فيما الشعر تعبير حي عن العاطفة، إلا أننا نلمس تغيراً حيوياً أصاب هذه الصوره النمطية يتضح ذلك في حالتين:
الأولى هي الرؤية الوجودية التي تجاوزت الخطاب المذهبي وأخذت بالفعل الوجودي من خلال التعبير عن حرية الإنسان وقلقه وإرادته في اختيار الفعل الذي يريد من خلاله أن يحقق ذاته وسط هذا العالم، وأن يكون هو وليس امتداداً لغيره. لقد عبَّرت هذه الرؤية عن نفسها من خلال الأدب إن كان شعراً أو سرداً، وبهذا تحقق التلاحم بين الأدب والفلسفة.
ثم الحالة الثانية التي هي طبيعة الشعر الذي تحول إلى مشروع معرفي عميق. إذ لم يعد الشعر مجرد عاطفة، بل قلق معرفي كبير.
وبهذا حدث التحول في علاقة الأدب بالفلسفة، وتعمَّقت تلك الحالة إلى حدِّ إحداث قطيعة مع أشكال التعبير القديمة والشعرية الحديثة، وما تمتلكه من تصور جديد "الأدبية" التي بحد ذاتها رهان جديد لم تألفه العلاقة السابقة بين الأدب والفلسفة التي كانت تمثّل الفصل بين الأدب والفلسفة، رغم التداخلات الجزئية أو الكلية، إلا أنها اليوم أصبحت علاقة عميقة.

• ما الذي أردت أن تقدمه في كتبك العديدة، بحثاً ودراسة؟ وما الذي تخبئه للمستقبل القريب من بحوث فلسفية؟
- في وصف معاناتي وسط هذا العنف والأزمات الثقافية والاجتماعية، أجد أن جلال الدين الرومي يعبر عما يعتمل في داخلي: "إن هذه الأرض، وتلك السماء، مزقتا قلبي بضيقهما، فلا تفضح أمرنا أيها السراج".
الحلم الذي يعيشه كل محب لوطنه يريد له أن ينعم بالأمن ويكف صناع الكراهية عن إثارتها، فهي تحول حقولنا إلى رماد. وفي سبيل هذا بحسب إمكاناتي كأستاذ في الجامعة أواصل رسالتي التربوية مع طلابي بكل المراحل، ولدي بعض المخطوطات من مشاريع كتب تحاول الخوض في مشاكلنا تأكيداً على قيم الحوار الداخلي وآليات التعددية وقيم التعليم بوصفه الرهان المستقبلي الذي يجب أن يكون خارج مرحلة الاحتراب، بل يقوم على التسامح والاعتراف بحق المختلف كمواطن كامل والعدالة الاجتماعية والوسط المحروم من الأمة العراقية كبير لا بد من تجاوز ثقافة الفاقة و"الولاء" وإحلال بدلها ثقافة "الإنجاز" والتعددية التي تمكنا من مغادرت آفاق الماضي وما يعانيه من تأزم فكري وسياسي، فمن دون هذا يبقى الماضي مهيمناً بكل هواماته النفسية على الحاضر كما وصفه "بورديو" إن الماضي "يظل حاضراً ويعمل في الاستعدادات التي أنتجها" وهذا يفترض منا تعميق الأفق النقدي والتواصل الرحب مع العالم.



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم العقل قد شهد تحولات
- شاعرية الاغتراب عند حسام الدين الالوسي
- قبول المختلف، ورهانات التنافس
- اغتراب الوعي وهيمنة الخطابات الشمولية
- تمثل الدين الليبرالي عند عبد الكريم سروش
- الوعي الجمالي والتأويلية
- الخطاب البيوطيقي عند هانس جوناس
- نقد الفكر السياسي الغربي
- الفكر السياسي الليبرالي عند جون لوك والتنوير الفرنسي
- الفكر السياسي الليبرالي - عند مكيافلي
- أصول نقد الخطاب الابوي
- رهانات الخطاب العلماني وتحولاته داخل الفضاء الغربي
- السلطة وأثرها في تشكيل المخيال السياسي العراقي القديم
- الحلم العراقي القديم
- قراءة في كتاب قراءات في الخطاب الهرمنيوطيقي للدكتور عامر عبد ...
- أطياف مدني صالح
- اشكالية النهضة ج1 -من كتاب اشكالية المثقف -
- اشكالية النهضة ج2
- الحضارات صراع أم حوار
- التأويل اللاهوتي لتاريخ عند أوغسطين


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبد زيد - لكل عصر رهاناته وتحولاته الكونية