أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علاء جوزيف أوسي - السعر والبعد الاجتماعي للاقتصاد














المزيد.....

السعر والبعد الاجتماعي للاقتصاد


علاء جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 17:54
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعد السعر التعبير النقدي لقيمة السلع والخدمات في وقت محدد ومكان معين، أي أنه كمية النقد التي يجب دفعها للحصول على وحدة من السلع أو الخدمات المتبادلة، كما أنه العنصر الوحيد من المزيج التسويقي الذي يمثل إيرادات المنشأة، فهو جزء أساسي من العملية التسويقية والعلاقة التبادلية بين البائع والشاري. ويؤثر التسعير على المركز التنافسي للمشروع ونصيبه من السوق، وبالتالي من الأرباح التي يمكن تحقيقها، مع أخذ العلاقة بين العرض والطلب بعين الاعتبار، إذ كلما زاد سعر تلك السلعة قلّت الكمية المشتراة منها، وكلما انخفض زادت الكمية المطلوبة منها، فالسعر يشكل منظومة توجيه ومؤشر دقيق لتوجيه الاستثمارات نحو الفروع التي يزداد الطلب على منتجاتها، كما يقود إلى تلافي زيادة الاستثمارات في الفروع التي تعاني فوائض الإنتاج.

يتأثر السعر المقترح للمنتج بعوامل عديدة، بعضها داخلي، كالأهداف المرجو تحقيقها من المشروع لتحقيق أقصى عائد على الأموال المستثمرة أو إغراق الأسواق، ومدى توافر الموارد المالية والبشرية والطبيعية، وتكلفة إنتاج السلعة، وعناصر المزيج التسويقي.. أما العوامل الخارجية فتتمثل في الطلب، والمنافسة، والأحوال الاقتصادية العامة، والعرف السائد في التسعير، والقوانين والقرارات الحكومية.. ولكن ليؤدي السعر دوره على نحو أمثل في الاقتصاد الوطني يُفضل أن تلجأ الدولة، بصرف النظر عن نظامها الاقتصادي الاجتماعي، إلى التدخل في اعتماد سياسة سعرية تيسّر قيام الأسعار بوظائفها الاقتصادية عند حدوث أي خلل في هذه الوظائف.

وتتعدد أشكال السعر المستخدم وأنواعه فمنها السعر الاحتكاري، والتنافسي، والإنتاجي، وسعر السوق، إضافة إلى السعر المدعوم الذي تقرّره الدولة لبعض السلع بغضّ النظر عن التكلفة، وهو الأسلوب الذي تستخدمه سورية في عدد من المواد، ومنها الخبز أهم السلع المدعومة. وقد تجلت أهمية التدخل الحكومي في التسعير في ظل الأزمة التي تشهدها سورية منذ آذار 2011 فمثلاً يكلف تصنيع الكيلوغرام من الخبز من حبة القمح حتى الرغيف أكثر من 35 ليرة سورية، فيما يباع للمستهلك بتسع ليرات، وسعر ربطة الخبز 1400 غرام 15 ليرة، وقد وصل سعر الربطة في بعض المناطق إلى نحو الألف ليرة سورية بسبب الحصار، فأضحى الخبز الوجبة الأساسية لشريحة كبيرة من السوريين مع تفاقم معدلات الفقر والبطالة لمعدلات غير مسبوقة، فلم تلجأ الدولة إلى رفعه أسوة بالسلع الأخرى، على الرغم من ارتفاع تكاليفه في محاولة منها لسد الفجوة بين الدخل وأسعار السلع والمنتجات الضرورية، حفاظاً على دورها الاجتماعي من جهة وخوفاً من توسع دائرة الاحتجاجات من جهة أخرى، فالسعر يلعب دوراً في زيادة معاناة المواطنين، خاصة بعد أن تضاعفت أسعار المنتجات والخدمات نتيجة العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضت على الشعب السوري، فارتفعت أسعار مدخلات الإنتاج وأسعار الشحن والتأمين، وترافق ذلك مع صعوبة تأمينها إلى الأسواق المحلية، فأثر نقص المستلزمات وتذبذب أسعارها وشح المواد الأولية إلى توقف العديد من المنتجات، بالتوازي مع انعدام الأمن على الطرقات وصعوبات نقل البضائع، كل ذلك مع انخفاض القدرة الشرائية للعملة السورية تماشياً مع ارتفاع نسب التضخم إلى معدلات وصلت قرابة 300%، فانخفض معدل الاستهلاك إلى 47% عام ،2013 وتدنى الإنتاج فانخفضت نسب المنتجات في الأسواق، وهو ما أدى إلى إفراط في الطلب على السلع وخاصة الأساسية، فكان التفاعل بين العرض والطلب كفيلاً بعلاج هذا الإفراط عن طريق ارتفاع الأسعار، وهو ما كان له نتائج اجتماعية خطيرة فاقمت الوضع السياسي المتأزم أصلاً، فلجأت الحكومة، للحد من ذلك، إلى التسعير الإداري الذي يفرض على الدولة القيام بمسؤولياتها التي لا تعني محاربة القطاع الخاص وإنما تقليم رؤوس الاحتكار ورموزه، فالتسعير الإداري مهم، لأنه يهدف إلى استقرار الأسعار، وهو ما يتطلب جهداً حكومياً استثنائياً، وجماهير شعبنا بانتظار النتائج، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا ممكن في ظل الظروف الحالية؟!.

فللحد من تذبذب الأسعار في الأسواق في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، تجد الحكومات نفسها عادة مضطرة للتدخل في تحديد الأسعار، ويكون تدخل الحكومات إما مباشرة بتحديد حد أعلى للأسعار في حال ميل الأسعار إلى الارتفاع، لضمان مستوى معيشة ذوي الدخل المحدود، أو بتحديد حد أدنى للأسعار لتحقيق سعر مضمون للفلاحين وصغار المنتجين من أجل حمايتهم من الإفلاس، كما يكون تدخل الحكومات أحياناً على نحو غير مباشر، سواء بتشجيع الإنتاج عن طريق تقديم الإعانات، مما يزيد من كمية المعروض من السلع فتتعدل الأسعار دون تدخل مباشر من الدولة، أو بتشجيع الاستهلاك عن طريق تقديم المعونات للضعفاء اقتصادياً، فيزداد الطلب على السلع وتتحسن أسعارها. وغالباً ما تعتمد الدول الطريقتين معاً لتحقيق التوازن بين الأسعار ومستويات الدخول مع توفير هامش ربح مقبول للمنتجين يساعدهم على زيادة الإنتاج وتحقيق النمو الاقتصادي. ولكننا في سورية غالباً ما يُدعم رأس المال على حساب السواد الأعظم من الجماهير الكادحة التي تكتفي الحكومات بدعمها بالشعارات والهتافات الرنانة، ومن ناحية أخرى قد تلجأ الدول لدعم منتجاتها وبيعها بأسعار أرخص من تكلفتها للمنافسة في السوق الدولية كبيع القمح على سبيل المثال.

السعر عامل مهم في الاقتصاد، ويوفر إشارات مهمة إلى النقص في بعض السلع، والفائض في بعضها عن الطلب عليها، كما أنه يشكل منظومة لتوزيع الدخول أيضاً، ويحفز زيادة الإنتاجية ومكافآت عوامل الإنتاج، وبذلك يوجه الموارد نحو القطاعات الأكثر تقدماً في الاقتصاد، مع التأكيد على أهمية البعد الاجتماعي للسياسة التسعيرة ومنعكساتها على المستوى المعيشي للسكان.



#علاء_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصناعة السورية... خسائر «بالجملة» تفوق الدمار
- اقتصاد العنف
- بانوراما الاقتصاد السوري 2013
- المرأة بحاجة إلى خطوات لا خطابات
- أسبوع وداع المناضلين... مانديلا ونجم
- هل تطلق الأزمة رصاصة الرحمة على صناعتنا النسيجية؟!
- العقوبات الدولية تحارب الشعوب في لقمة عيشها (2-2)
- العقوبات الدولية تحارب الشعوب في لقمة عيشها (1-2)
- «اقتصاد المعرفة»... من اقتصاد «الندرة» إلى «الوفرة»
- الأمن الاجتماعي والإنتاجية
- التأمينات الاجتماعية ضرورة اجتماعية واقتصادية تفتقر إلى وعي ...
- العمال في سورية: حقوق غائبة وسط قوانين مجحفة
- المصافي النفطية: مشاريع متوقفة بسبب الأزمة..!
- فقر المرأة... هدم المجتمع
- إلى متى يصمد الراتب أمام رفع الدعم..؟! لا أحد يحكم الأسعار.. ...
- متى ننصف نساءنا... وأسرنا؟!... قانون الجنسية هل سيعود إلى طا ...
- التحرش الجنسي بالمرأة جريمة بحاجة إلى عقاب
- إعادة هندسة الدعم.. خط أحمر!
- المرأة السورية ومزيد من المعاناة في ظل الأزمة
- سورية بين حوار السلاح.. وسلاح الحوار


المزيد.....




- “حتتوظف انهاردة” وظائف شاغرة هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ل ...
- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علاء جوزيف أوسي - السعر والبعد الاجتماعي للاقتصاد