أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان مجادي - في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين المنهج و العقيدة















المزيد.....

في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين المنهج و العقيدة


مروان مجادي

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 05:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتميز كل نسق فكري أو مذهب أو بناء نظري بخصوصية معينة أو بجملة من الخصائص تجعل منه ما هو عليه ، نسقا مختلفا ، منفردا عن بقية الأنساق أو النظريات فيكفي أن يكون لك إطلاع و لو بسيط على الفكر الماركسي مثلا حتى تميزه عن بقية النظريات الأخرى .. أو يكفي أن تحدد معجم ما حتى تتمكن من نسبه إلى نسق فكري بعينه كأن تستدل على الفكر الديني إنطلاقا من الشبكة المفهومية التي يستخدمها و يوظفها ..
هذا على مستوى البنية الخارجية للنسق الفكري و ما ينتجه من معجم خاص به و مفاهيم مرتبطة به أو من نتائج و اقرارات تترتب عنه .. أما على مستوى البنية الداخلية فتشترك جل الأنساق على الأقل في بناء ثنائي قائم على ازداوجية العقيدة و المنهج فالعقيدة هي كل النتائج أو التصورات التي يضعها المذهب الفكري كخلاصة لما توصل إليه و كجهد نظري لتفسير ظاهرة ما كونية كانت أو خاصة .. طبيعية أو إجتماعية ..
فحين يمكن فهم المنهج على أنه ما به نتوصل للإقرار أي للعقيدة و على أنه الأداة التحليلية أو التفسيرية التي تمكن من وضع القوانين و الخلاصات
و إختبار التصورات و الفرضيات المسبقة لعملية التجريب هذه ..
هذه خصيصة مشتركة بين كل الأنساق الفكرية و المذاهب و النظريات .. الفكر الماركسي له عقيدة و منهج ، الفكر الرأسمالي بتفرعاته و تطوراته له عقيدة و منهج .. الميتافيزياء بدورها تمتلك هذه الخاصية ..
إن إعتبار هذا البناء الثنائي حكرا على نسق بعينه أو نظرية معينة دون أخرى يخفي خلفه أول بوادر الدغمائية و الوثوقية التي تمثل أحد تمظهرات الجمود العقائدي .. فحتى الميتافيزياء المغرقة في المثالية و المستندة للتفسيرات اللاعلمية و المقولات اللاهوتية في كثير من الأحيان لا يمكن لنا أن نصفها بافتقارها للمنهج أو بأنها مجموعة من الاقرارات النظرية المجردة .. فهي كغيرها من الأنساق لها منهجها الخاص .. منهججها المتسم بكذا و كذا ميزة
و خصيصة .. لنا أن نوصف منهج الميتافيزياء مثلا .. أن ننعتة بالتهافت لكن ليس من حقنا أن نزعم أن لا منهج لها ..
طبعا كما أشرنا سلفا يعتبر نفي هذه الخصوصية عن بقية الأنساق و نسبتها لمذهب بعينه أمرا خطرا من الناحية الإبستيمولوجية ( المعرفية ) بالأساس إذ يبرر و يؤسس لنزعات الوثوقية و الجمود الفكري .. و خطرا أيضا على النسق الفكري في ذاته بهذا الإعتبار ..
إن قضية الجمود العقادي التي تهدد النسق الفكري أو النظرية تتأسس أولا على الفهم الخاطيء للنظرية بما هي بناء فكري له بنيته الداخلية و الخارجية قبل أن يكون سوء فهم لمضمون النظرية في حد ذاته ..
و بهذا الإعتبار يترتب على هذا المأزق المعرفي المخصوص عدة نتائج خطرة تهدد إستمرارية النسق و وجوده و حتى علميته و مصداقيته بالضرورة ..
إن اشكالية الجمود العقائدي في علاقة ببنية النسق الفكري يستدل عليها في لحظة الممارسة عندما يتم تغييب المنهج كآلية للتحليل و الفهم و يقتصر فقط على الجانب العقائدي بما فيه من اقرارات ..
و لعل أول استتباعات هذا الخلط تلك المرتبطة بالنسق في ذاته لتشمل بعد ذلك مستوى أكثر تقدما و خطورة و هو الفعل ، الفعل المادي المبني على فهم منقوص و متسرع و فيه ما فيه من الدغمائية ..
* في علاقة بالنسق : البعد الإشكالي الأول .. حين تتحول النظرية إلى تنجيم : ( الفكر الماركسي نموذجا )
يعتبر الفكر الثوري الماركسي تحديدا من أهم ما تم إنتاجه من انساق فكرية لحد هذه اللحظة طبعا هذا يعود لتراكمات علمية و تارخية مهدت لبروزه إنطلاقا من التحولات الإجتماعية و الإقتصادية الكبرى وصولا إلى الإكتشافات العلمية و الرجات المعرفية الكبرى .. لكن قبل ذلك كله إلى كونه قطع مع مقولات الثبات و أسس علميا لمفهوم التطور و الصراع و الحركة الدائمة ..
النظرية الماركسية تفقد قيمتها على يد من يتناولها من منطلق العدو و الخصم لكن أيضا على يد من يتعاطى معها بمنطق الدغمائية و الوثوقية و العاطفة .. ليس مهما ما قاله ماركس أو انجلس كي نردده اليوم بكل صفاقة و غباء .. لا ليس مهما على الإطلاق .. الأهم من ذلك هو المنهج .. أداة ماركس في التحليل في فهم واقعه و تحليله ..
على الماركسي الحقيقي التركيز على المنهج أكثر من العقيدة .. لسنا في حاجة إلى مؤرخين بقدر ما نحن بحاجة إلى مفكرين ..
إن عدم التركيز ، عدم التمكن من المنهج ( المادية الجدلية و التارخية هنا ) سيقود أصحابه إلى سوء الفهم ثم إلى تحويل الفكر الماركسي من فكر ثوري إلى مقولات فاقدة للقيمة ، مفرغة من المعنى ..سيجعل النظرية مجرد فكرة بالية قديمة .. إنه يقتلها ينفي عنها طابعها العلمي و الموضوعي ، يحولها إلى شيء ما قريب من الظاهرة الدينية ...
أحد نقاد الماركسية قال ذات يوم حين تناولها كمبحث نظري أنها ليست علما و لا قراءة تحليلية للتاريخ و لا يمكن أن نتصور بها المستقبل .. طبعا كلام صاحبنا يصبح صحيحا إذا ما وقعنا في الجمود العقائدي في الوثوقية و التعصب إذا أهملنا المنهج ..
الماركسية قد تتحول على يد من يتركب مثل هذه الأخطاء الى ما يشبه التنجيم و التوقع .. سيكون مصيرها رفوف المكتبات و المتاحف ..
الجمود العقائدي نعم .. من نظرية علمية إلى تنبؤ و تنجيم .. سيحصل كذا .. قبل كذا .. الثورة .. لن تحصل في هذا المكان قبل ذلك ... طيب ماذا سنفعل إذا حدث العكس .. الأمر لا يتعلق بالنظرية بل بعدم قدرتنا على فهمها و استيعابها .. عدم قدرتنا على فهم طبيعة المنهج و إستخدامه و تطويعه في فهم واقع متغير بإستمرار ..
* في علاقة بالفعل المادي : البعد الإشكالي الثاني .. الفهم الخاطيء ينتج الفعل الخاطيء .. ( التحليل النفسي نموذجا )
كان من الممكن أن نواصل تناول الماركسية كمثال لكن اردنا أخذ المزيد من الأمثلة و النماذج من مختلف الأنساق الفكرية ..!
حين نحفظ الجانب العقدي لنظرية ما عن ظهر قلب و نهمل منهجها سنتعسف عن الواقع .. سنحاول أن نجعله ملائما لنظريتنا بدل أن نفعل العكس ..
في التحليل النفسي الأمر كذلك .. لنتخيل أحد المنتمين للمدرسة التقليدية التحليلية يباشر حالة اكلينيكية عصابية منحدرة من بيئة ريفية .. إذا ما طبق ما ورد بكتاب فرويد ( حالة دورا ) كيف سيكون فعله العلاجي ؟
أكيد أن فعله في الواقع واقع هذه الحالة سيأتي بنتائج عكسية و سلبية للغاية لأنه أهمل المنهج التحليلي كآداة لفهم الواقع .. و إقتصر فقط على العقيدة التحليلية من هذه النظرية بالأساس ..
إنه يسيء فهم واقعه .. يسيء فهم النظرية في ذاتها و سيتصرف على هذا الأساس .. فعله سيبنى على الخطأ بمفهومه العلمي طبعا لا الإتيقي و القيمي ..
إهمال التداعي الحر و التركيز على النتائج التي إنتهى بها فرويد سيجعل منه أسير العقيدة .. جامد عقائديا .. من ثمة يأتي فعله في الواقع مخالفا له ..

ما من شك أن أول لحظات الجمود العقائدي تبدأ حين لا نفصل .. لا نميز بين المنهج و العقيدة داخل البناء النظري .. هذا سيجعلنا نقع في فخ الوثوقية و الدغمائية الزائفة .. و الأهم من ذلك يسيء إلى النظرية نفسها لتتحول من محاولة فهم الواقع و تفسيره و التصرف وفقا لهذا الفهم إلى عملية تحايل عليه .. بل تزويرا له ..
إن هذا هو ما به يحكم على النظرية مهما كانت بالزوال و الإمحاء .. و ينفي على النسق الفكري طابع العلمية ليصبح مجرد مقولات جاهزة و أحكام مسبقة مجانبة للصواب و منافية للمنطق



#مروان_مجادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم اشكال الموضوعية في العلوم الإنسانية .. أو حتى لا تقتل ال ...


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان مجادي - في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين المنهج و العقيدة