أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - مجزرة معان- ما الجديد؟















المزيد.....

مجزرة معان- ما الجديد؟


ربيع الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 01:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلن عنها عملاء السعودية وتركيا وقطر منذ عدة شهور دون خوف أو خجل، ومع ذلك وكالعادة لم يتم أخذ الحيطة والحذر، ولم تقم الدولة بأي فعل يفهم من خلاله على أنها قادرة على حماية مواطنيها من غزوات أعداء البشر.
أسموها "إبادة النصيريين" أو "غزوة الساحل" أو "محاربة الكفار" وناشدوا المجاهدين المؤمنين التوحد في سبيل التفرغ لهذا العمل العظيم ، حصل مارغبت به هذه الدول ومنذ بداية الأزمة ابتداءاً من الهجوم على قرية اشتبرق في جسر الشغور وتهجير سكانها ثم عمليات خطف مواطنين من أحياء حمص المؤيدة وضربها بالقذائف والصواريخ مرورا بمجازر قرى تل كلخ في الريف الغربي لحمص وعقرب شمالا وصولا لمجازر ريف اللاذقية وعدرا العمالية وأخيرا وليس آخراً مجزرة قرية معان.
وبعد حصول كل مجزرة بحق العلويين نجد جيش من "المثقفين والفنانين والشخصيات المعروفة" يهللون ويفرحون لحصولها باعتبارها خطوة على الطريق الصحيح للقضاء على هذه الطائفة "الكافرة" و"النجسة" و "الملعونة" و "الخائنة" كما يصفوها، وعند الرجوع لتاريخ هؤلاء يتبين أن معظمهم كانوا خدماً عند ضباط وعناصر أفرع المخابرات السورية وكل مافي الأمر أنهم أصبحوا اليوم يعملون لحساب المخابرات السعودية والقطرية والتركية وو..الخ. أو أن البعض من هؤلاء يبارك ارتكاب هذه المجازر بدافع الحقد الدفين الذي وجد الظرف الملائم لكي يعبر عن نفسه. ولنا في فريق 14 الشهر في لبنان خير دليل على مثل هذه النماذج، لكن الغريب أن دولتنا الموقرة لاتتعلم من التجارب، ولكن لماذا؟ ومن أجل من نريدها أن تتعلم؟؟
يمكن القول أن شهداء مجزرة معان محظوظون بالمقارنة مع شهداء المجازر السابقة لثلاثة أسباب:
أولا: صودف ارتكاب المجزرة مع انطلاق جولة المفاوضات الثانية في جنيف، لذا فمن المفيد بالنسبة للحكومة الإعلان عن هذه المجزرة وعدم نكرانها كما حصل مع مجازر سابقة فالحديث عن المجزرة يدعم موقف الوفد الرسمي في التفاوض والدفع باتجاه اعتبار مكافحة الإرهاب في سورية هي الأولوية في الوقت الراهن، وإن كانت الدولة تتمنى لو أن سكان معان من المواطنين"المسيحيين" لكَان للحدث أثر أكبر على الدول الغربية المؤيدة للإرهاب.
ثانيا: إذاعة خبر المجزرة ضمن نشرة الأخبار الرئيسية وكان ترتيبه ولله الحمد الخبر الثالث، ولم يعرض كخبر من أخبار المتفرقات أو أخبار من العالم أو ضمن أخبار الطقس وهذا بحد ذاته مؤشر يمكن البناء عليه مستقبلا والإطمئنان بأننا نسير على الطريق الصحيح حيث من المتوقع أن يرد خبر المجزرة القادمة كخبر ثاني أما شهداء المجزرة بعد القادمة فهم الأكثر حظا لأنه سوف يتم اعتبارهم شهداء منذ بداية النشرة.
ثالثا: إجراء اتصال بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل التي وصفت المجزرة بأنها استكمالا لمجازر ريف اللاذقية، فالرسالة "الذكية" التي يريد أن يوصلها الإعلام السوري هي أن وزيرة "محجبة" تتحدث عن المجازر التي ترتكب بحق العلويين فهل رأيتم أفضل من هكذا وحدة ولحمة وطنية بين أبناء الشعب السوري( لا أقصد هنا تصنيف مايجري في سورية على أنه حرب طائفية أو أهلية).
وبتحليل بسيط لتسلسل حصول هذه المجازر وموقعها على الخريطة السورية سنجد معظمها يقع ضمن محيط تابع لدول الخليج وتركيا، وقد شهدت جميع القرى والبلدات التي ارتكبت فيها هذه المجازر اعتداءات وأحيانا هجوم مباشر من قبل الإرهابيين التابعين لهذه الدول، وهذا ماأقرت به وزارة الخارجية والمغتربين في الرسالتين المتطابقتين اللتين أرسلتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حيث قالت فيهما" إن المجموعات الإرهابية المسلحة ارتكبت مجزرة جديدة في قرية معان بمحافظة حماة ذهبت ضحيتها عائلات كاملة وعشرات النساء والأطفال والشيوخ والمعاقين وتدمير عدد من منازل القرية واحدا بعد الآخر مشيرة إلى أن المجموعات الإرهابية كانت قد هاجمت هذه القرية مرارا خلال الفترة الماضية وقامت بتهجير سكانها تنفيذا لأجندات إقليمية ودولية هدفها النيل من وحدة شعب سورية ونسيجه الاجتماعي."
والسؤال هنا طالما من المعروف أن هذه القرى سوف ترتكب فيه مجازر عاجلا أم آجلا لماذا لم يتم العمل على تلافي حصول هذه المجازر أو التخفيف من آثارها؟ ولماذا تترك قرية أو اثنتين تقعان ضمن محيط كله مؤيد للجيش ويتواجد فيهما إرهابيون يعتدون يوميا على المدنيين القاطنين في القرى المحيطة ومنذ بداية الأزمة مستغلين قلة تواجد عناصر الجيش في هذه المناطق كونها مؤيدة له كما هو الحال في بلدة الزارة في تل كلخ وبلدة الحصن على طريق حمص - طرطوس وعقرب وقرى الحولة في ريف حمص الشمالي؟ إن بقاء الإرهابيين في هذه المناطق سوف يزيد عدد الشهداء كما أنه سيرفع مستوى التوتر والانقسام في المجتمع السوري وسيتم استخدام الإرهابيين في هذه القرى بشكل دائم من قبل مشغليهم لإثارة الفتن والقلاقل في هذه المناطق المفترض أن تكون هادئة.
تقول السلطة أنه من المستحيل أن يحقق الإرهابيون الانتصار على الجيش السوري، وهي محقة بذلك لكن هؤلاء ينفذون أجندات وهابية- غربية بتدمير أسسس المجتمع في سورية عن طريق ارتكاب مثل هذه المجازر بحق العلويين على وجه الخصوص وبحق باقي "الأقليات الدينية" والسنة المؤيدين لمنطق الدولة مستخدمين أبشع طرق الإرهاب من ذبح وتقطيع وحرق .. فكما يقول المعارض هيثم مناع لكل أسلوب إرهابي تسعيرته المحددة. وهذه السياسة التي يقوم بتنفيذها الإرهابيون ليست سراً وليست وليدة اليوم بل أنها تطبق منذ بداية الأزمة لكن كانت تقابل بالنفي من قبل الإعلام الوهابي والمعارضة السياسية ومن جيش المثقفين، ولكن بعد حسم معركة القصير في 5 حزيران 2013 لصالح الدولة أتخذ القرار بإرتكاب المزيد من المجازر مع عدم نكرانها من قبل من تم ذكرهم لا بل وسط تصفيقهم ومباركتهم. والحكومة السورية لم تغير من خطابها وممارساتها منذ بداية الأزمة السورية رغم كل الأحداث والتطورات التي تحصل كل ساعة على الأرض السورية المتمثل في كلمتين، المؤامرة- الوحدة الوطنية. وهذا يتجسد على أرض الواقع فمثلا كل السوريين يعلمون أنه بإمكان أي مواطن"سني" أن يتحرك على كامل الجغرافية السورية حتى لو كان مؤيدا بشرط عدم إظهار ذلك، في حين لايمكن لأي مواطن "علوي" أن يقترب من الأراضي التي تقع تحت سيطرة المسلحين حتى لو كان معارضا وأظهر ذلك، ورغم وضوح هذه الحقيقة فإن الحكومة السورية لاتعترف بها وتطلب من المواطن العلوي أن يذهب للعمل والسفر على الطرقات التي يتم عليها عادة خطف المواطنين على الهوية،. فهذه السياسات الخاطئة لاتفيد سوى المخطط الذي يهدف لزيادة التوتر والانقسام بين أبناء هذا الشعب.
كما أن إكتفاء الدولة بالحديث عن النسيج السوري الواحد وبث المسيرات العفوية المؤيدة التي تخرج من مناطق يسكنها مواطنين "سنة" وبالمقابل الاتصال بوزيرة الشؤون الاجتماعية للتحدث عن مجزرة حصلت بحق العلويين غير مفيد وهو يعتبر استكمالا لنفس النهج الذي كان سائدا قبل الأزمة، فمن المؤكد أنه لايمكن بأي حال من الأحوال تحميل "السنة" في سورية مسؤولية المجازر التي تحدث بحق العلويين فلوكان غالبية السنة موافقين على التخلص من العلويين كما يروج بعض أشباه المثقفين لما وجدنا علوي على قيد الحياة في سورية بعد ثلاث سنوات من الأزمة.
فكل فرد يتهم طائفة بأكملها بأقذر العبارات لأن فردا أو عدة أفراد من هذه الطائفة قامت بسلوك غير أخلاقي، هو إنسان طائفي يساهم في تدميرمجتمعه.



#ربيع_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنرى أمير قطرقريباً في دمشق؟
- لم يبقى سوى القول: نبارك لأهل المخطوف اختطافه
- الأزمة السورية: أزمة أخلاقية
- العلويون : -من الفساد.. إلى الجنس المستباح، وبالعكس-
- تذكروا: كان الكيميائي السوري مقابل النووي الإسرائيلي
- عدوان أمريكي على سورية بمعرفة روسية
- من ارتكب المجزرة بحق العلويين؟
- خانَ الموالون خان العسل..
- الجيش السوري يريد..
- بعد تجربة الإخوان في مصر، هل يتعظ السوريون؟
- الفتنة المذهبية ليست وليدة الأزمة السورية
- في سورية: هل للمؤيدين حقوق؟
- من غرائب هذا القرن: قصة السوريين مع الانتصار
- قراءة في خطاب السيد حسن نصر الله بذكرى الانتصار
- آكل لحوم البشر- إنتاج سوري نوعي!!!
- متى يمكن أن ترد سورية على العدوان الإسرائيلي؟؟
- ثوار سورية...جددتم لي الأمل
- رد على مقال السيد خليل الشيخة : حزب الله وخدعة الشعارات
- يحق لجبهة النصرة أن تفتخر...
- الجيش السوري -وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ-


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - مجزرة معان- ما الجديد؟