أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - «خالة سجليني الله يخليكي»














المزيد.....

«خالة سجليني الله يخليكي»


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 01:32
المحور: المجتمع المدني
    


عزيزتي أم بدر

في البداية ، أسمحي لي أن أشاركك طلب اللعنة على السرطان.

قرأت رسالتك المؤثرة وشعرت بأن معركتك القادمة ستكون معركة غير متكافئة !.

لابأس ، كما تعلمين ان عدم التكافؤ في المعارك والحروب هو من سمات العصر الحديث حيث تجتمع القوى العظمى لمحاربة دولة صغيرة كان يكفي ان يتم احتلالها من قبل فرقة واحدة لأحد جيوشها.

أعلم أن دلع المفتي لاتملك دبابات ومدافع وطيارات وصواريخ وراجمات وأسلحة كيمياوية وجرثومية.

أعلم أيضا انك تملكين قلماً يعادل ماتملكه كل القوى العظمى من اسلحة مدمرة وفتاكة. وأن قلمك متميز بنظافته وحسن تعبيره وقدرته على رسم خرائط طرق تنويرية في عصر ظللته وخيمت عليه مصابيح مظلمة!.

أعلم انك إمرأة تملك عقلاً متكاملاً نيرا معطاءً ، يستمد قوته من الأحداث والكوارث اليومية الدائرة في فلك الأمة.
سيدتي ، اثبتت التجارب أن هذا العدو الشرس لن يتمكن الأطباء منه دون ان تعلني الحرب عليه قبلهم. فعقاقيرهم صناعية. عليك ان تحاربيه بـ " الكثير من الضحكات" و " الكثير من الأفراح " و " الكثير من القبلات " التي ينتظرها الكثير من محبيك لطبعها على وجوههم. . . خاصة "اطفال اللاجئين" الذين ينتظرونك بكل شوق ولهفة . . . لاتتأخري عليهم ، فهم يحلمون بك كل ليلة وينتظرونك على أبواب خيامهم وأكواخهم.

قبل أن تفكري بمحبيك ومتابعي كتاباتك والأصدقاء والأقارب والجيران . . ضعي في أعلى القائمة الأسماء التالية:

ليال . . . لينة . . . وبدر.

اليسوا هم زينة الحياة الدنيا؟ لاتتركيهم قبل أن تتأكدي من وصولهم للهدف الذي رسموه لحياتهم. لاتتركيهم قبل أن تنعمي برعاية احفادك ففي ذلك متعة مابعدها من متعة.

ختاماً ، أسمحي لي أن اشاركك وإلى الأبد طلب اللعنة على السرطان
------------------------------------------------

عزيزي السرطان

دلع المفتي

عزيزي السرطان.. بداية وقبل كل شيء.. لعنة الله عليك.
ربما حضرتك لا تعرفني جيدا، فلقد التقينا منذ مدة قصيرة فقط. انا لا أحب كثرة الحكي وأكره «اللت والعجن»، فدعني أقولها لك على بلاطة: لست مستعدة للرحيل بعد.
مازال عندي الكثير من الضحكات التي سأضحكها والدموع التي سأذرفها، الكثير من الأفراح التي سأحضرها والكثير من الأتراح التي سأقاسم أهلها بها، والكثير الكثير من القبلات التي سأزرعها على وجوه من أحب. لدي الكثير من الأهل والأحباب والـ «الفولورز» الذين يعزون علي ولن أكبدهم عناء الجلوس في عزائي بعد.
عزيزي السرطان، بالرغم من تطمين الأطباء أنك «سريطن» تافه «مقدور عليك»، ولكن هل بامكانك تخيل جسامة مهمتي كي أقنع أمي بتفاهتك! ومع يقيني أنك مندحر لا محالة، أنا لست مستعدة أن أضيع وقتي معك، فسأهبه إلى العارف ما في قلبي، مالك الأرواح القادر على كل شيء الذي سيساعدني على قهرك. فهناك الكثير من أطفال اللاجئين في حملة «ليان» بانتظاري كي أسجلهم في المدارس اللبنانية، فلو سمعت توسلاتهم لتأمين تعليمهم «خالة سجليني الله يخليكي»، لأمهلتني عمرا فوق عمري كي أفرحهم بقلم وورقة ومعلم. هناك أيضا العشرات من قدور الـ «ورق عنب والشش برك» التي علي أن أعدها من أجل حملة نداء الياسمين لجمع ما يمكننا جمعه لشراء حليب لأطفال سوريا الذين يموتون جوعا.
من الجانب الأدبي، هناك الكثير من الكتب التي سأقرأها، المقالات التي سأكتبها، الأفلام التي سأراها، والكثير من الأغاني التي سأغنيها. ثم علي أن أنهي روايتي التي ما زلت أعمل عليها منذ أكثر من عام، والتي سأنشرها غصبا عنك. وبالمناسبة.. هناك كم جائزة صحفية علي أن أفوز بها: جائزة الصحافة العربية، جائزة البوكر، ان شاء الله (حتى) لو جائزة نوبل... سأفوز سأفوز.
على الجهة الأخرى «السياحية»، هناك أمور وعدت بها نفسي، وعلي أن أفي بوعودي، سوف اخذ دلع إلى اليابان في فصل الربيع لأشهد تفتح زهر الكرز على الأشجار. وهناك كرنفال ريو.. حلمي منذ الصغر، أسمعك تسخر متسائلا: ألم تكبري على الكرنفالات؟ لا يا عزيزي لم أكبر، وسأذهب للبرازيل. ثم الحلم الأكبر، فلسطين، فليكن في علمك أني لن أرحل عن هذه الدنيا قبل أن أزورها.
أما على الصعيد الشخصي، فهناك أمور لا يمكنني الرحيل دون انجازها.
عليك عزيزي السرطان أن تنتظر لأحتفل بتخرج ليال «آخر العنقود، سكر معقود»، في الجامعة وبتفوق كعادتها، وسأكون هناك لأفخر بها، وأحرجها بدموعي كما فعلت مع إخوتها من قبلها. ثم عليك أن تنتظر كي أريك كيف ستترقى أميرتي لينة بعملها الذي تسلمته منذ أسابيع قليلة فقط، بعدها لنرى على من سيقع اختيارها ليكون شريكها وأكون حماته.
ثم لا يمكنك أن تتصرف قبل أن أرى بدر وقد أصبح من أكبر رجال الأعمال ومليونيرا، كما قال لي منذ ان كان طفلا. ولن أتحرك قيد أنملة قبل أن أرى أول حفيد لي على ذراع فهد، بكري، الذي تليق به الأبوة.
في النهاية، عليك أن تمهلني المزيد من الوقت، لأنكد على هذا الرجل الذي تحمّلني عمراً بأكمله، لا لسبب إلا كي أضمن له الجنة التي يستحقها.
عزيزي السرطان، منذ عشرة أيام دخلت المستشفى بابتسامة، وخرجت منها بعد أسبوع بابتسامتين، واحدة على وجهي وواحدة على رقبتي. سأحتفظ بهما ذكرى انتصار. لن تهزمني، لن تضعفني، وستخسر حربك ضدي. فاذهب إلى الجحيم!
دلع المفتي



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من إرهاب مسيحيي العراق؟
- رحلتي مع العمل بين بغداد وسدني
- مالم يقل في قضية التجسس الأسترالية الإندنوسية
- صور وسلوكيات من دروب الحياة
- فيضان بغداد . . . والولاية الثالثة
- -يوميات صحفي .... سائق تاكسي-
- خرافة الربيع العربي ! هل من بدائل حقيقية للأنظمة العربية؟
- لاتشتموا العراق . . . رجاءً ..!
- حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!
- الملعقة السادسة في ملحمة نضالية ..!
- غسان نخول . . نصير الضحايا
- دولة القانون بدون قانون !!
- ماتت عمتي ناجية
- هل تسمحون لي ... ؟
- إعلان عن تأسيس موقع إلكتروني خاص بالهيئة
- الدكتور كاظم حبيب في زيارة تأريخية لأستراليا
- إلى روح الشهيد إكرام سعادة
- كل الكفاءآت من أجل إعادة البناء
- بعضهم يولدون شيوعيون
- إلى اللقاء . . كامل شياع


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - «خالة سجليني الله يخليكي»