الخطاب الإسلامي

يونس حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 15:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الخطاب الإسلامي
ربما ألف البعض الحديث عن الخطاب الإسلامي بمعنى خطاب الأشخاص أو الهيئات المتأسلمة على غرار تيار السلفية الأرثوذكسية أو جماعة الأخوان المسلمين... إلا أني اليوم أود لفت الانتباه إلى الخطاب القرآني بحد ذاته. و أود إعادة قراءة ما تم تلقينه لنا خصوصا الظروف التاريخية حسب ما روي لنا من مصادر إسلامية. آثرت التركيز على المرحلة الأولى في انتشار الإسلام, و هي مرحلة الانتقال من الدعوة السرية الى الدعوة العلنية.
لما كان محمد يختلي برفاقه في دار الأرقم بت أبي الأرقم, كان قريش يعيشون ما يعرف "بالجاهلية", هذه "الجاهلية" جعلت من مكة محجا للعديد من الأديان الموحدة و الوثنية و غيرها. لو أمعنا النظر لوجدنا مناخا يتسم بالتسامح الديني, ربما قد يجيبني البعض أن ذلك كان لأغراض اقتصادية إلا أن الحج في يومنا هذا غرضه اقتصادي بالدرجة الأولى و يدر الملايير للعربية السعودية. المهم أن المناخ العام في مكة كان سليما يجمع المسيحيين باليهود بالوثنيين...
ربما كان أول خطاب للفاشية الدينية لأول شخص قال علنية أمام الملأ أن جميع الآلهة الأخرى وثنية و غير جديرة بالعبادة إلا إلهه هو. و ربما كان هذا الخطاب العنصري الفاشي سيجد رفضا من قبل أناس يحترمون جميع الأديان و المعتقدات.
حمل, للأسف, مسلمو دار الأرقم بعد مغادرتها نفس الشعار, فقالوا أمام الملأ "لا اله إلا الله", ضاربين عرض الحائط ما يعتقده الآخرون. لم نسمح بحوار أو نقاش أو مناظرات في هذا الصدد ولكن تتجسد معاني الفاشية و الكراهية في جملة واحدة يعتبرها مريدو الدين الجديد أساس العقيدة كما جاء في الحديث القدسي " لا اله إلا الله حصني و من دخل حصني أمن عذابي" .
"لا اله إلا الله" اعتدنا سماعها في مجتمع غالبيته مسلمة أو موحدة, لكن في ظروف أخرى, أي مجتمع يسوده التعدد و التسامح الديني و يقبل جميع الأديان و يحترمها, لا يمكننا أن نصنف هذا الخطاب إلا ضمن معجم العنصرية و الفاشية الداعية للكراهية و الإرهاب. و يتجسد هذا بعد ما اشتد ساعد الجيش المحمدي و فتح مكة بالسيف, فكان أول ما فعل هو تحطيم الأصنام و فرض دين وحيد.
لهذا نعتبر أن الفاشية الدينية في الخطاب الإسلامي ليست وليدة فهم خاطئ أو تأويلات, انما هي الأصل, و من يحاول تلميع الصورة إنما يعمل على در الرماد في العيون.

جل الخطاب القرآني منبثق من هذا الفكر, لذا من الصعب الرقي بالفكر الإسلامي إلى المبادئ و القيم الكونية. في دراسات مقبلة سأحاول تسليط الضوء على اثيمولوجية بعض الكلمات في الخطاب القرآني و تحليلها حتى ندرك مدى استجابة الخطاب القرآني لمستلزمات و قيم و مبادئ العصر.

#يونس_حسني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات