أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - عطـش الــكلام














المزيد.....

عطـش الــكلام


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1240 - 2005 / 6 / 26 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


ظمأ.. ظمأ
والدرب الموغل في الحلم تعثر بظلال الصمت
البحر سافر حميما باتجاه الله
الربيع أرسل آخر خصلة من دمه لتسافر في دموع الشطآن
لتهدي للرمل سيرة وردة

صحراء الكلام تمددت باتساع الربع الخالي
الجفاف .. الجفاف
لا ماء يسقى الحكايات اليابسة على شفة الموت
ولا نهر تستحم فيه اللغات لتطهر من درن الحكمة
ولا بقايا كلام

عَطِش يعبر الشعر أفلاج الغزل
ويعبره العشاق ظامئون
الموتى لا رائحة لهم حتى آخر جثة
الأحلام لم تعد تغري بإثم التلصص
وأصدقاء الكلام بلا لغة يعبرون

الغربة تمد شهيقها فيما تبقى من جفل
وببراعة عرافة تعد جيوب الرمل لاتساع الدفقة
توطن العصافير حنجرتها الخلاسية
أقراطها تتدلى من جيد غواني الكلمات
تلعق الثلج بصنارات الوله
تبارك الوجع الأرعن
تستعذب جسد الورق
ترسم النحيب شهوة للحكاية
و بلا تلويحة أو قِبلة للصلاة
تغادر

العبث يزمجر بين أفئدة " الكائنات الصغيرة "
وهي - بأرجلها الخشبية - تحدث صخبا ما
في جبين دروب مستديرة الخطوة
عبث ينقر السكينة بأغاني اللوعة
و العتة تتربص الخشب !!

الحواة يفرقعون أصابع الجلبة
ينادمون الخفافيش والبوم
ويحلمون بيوم لاتشرق فيه الشمس

الحية ترسل لسان الجرم المشهود
كي يقبل ضحيتها الخرساء

الوطن القيح يخلع قدماه المشوهتان على عتبات الغربة
يعبر الكون بقامة تتقلص تدريجيا

الأحذية تثرثر للطرقات
عن طعم خطا لم تتذوقها

الأقدام تنمو كالفرح على خرائط الدهشة
تخيط الثقب الأوسع في الدرب
وتتبع المطر

الطيش يطشطش ألواحه
في وجوه الماره

الكلاب المسعورة تبيّت عدوى الحلم
في عضتها الغضة

نسوة اللهفة يخطن صدارات مزركشة العشق
بأصابع كيد يتقافز كغزال
ومن خيوط كرات صوف يقطر منها الدم

الغبار يغلف الكون
والعواء يشكل ديكور صوتي يطرز خلفية المشهد
فينغرز الفحيح كالمسامير في القلوب والورق والأكباد
التي لم تألف طعم السم

الوحشة تشد عرى الليل إليها
حين يزأر جرح أخرق
وتكمل ماتبقى من سيرة حلم نسى عينيه تقترف عناق اليم وتاه
فاستلذ الدرب طعم خطاه
و دخان اللهفة تصير في كف العتمة أمنية مذبوحة
لـ "مجرد نرجسة كانت تحلم "


الحزن - فيما يشبه طائرة ورقية - يحك جسده بالفضاء
حرقة حرقة يتشرب لون الشفق
يلتف بخيوط الفجر كجنين جاف في بطن لغة عذراء
يمجد بخور الشعر
ويتلمظ فتنته المارقة
ويجف

المطر يحكي سيرة الغيم حين يسير ثقيلا

الصوت الذهبي يدس مديته في الهواء مزامير شهية
يخفي لذة الفرح خلف متاريس مولعة بالصمت
ومساحات فارغة إلا من اشتهاء الكلام

الأحلام مثقوبة الرأس يتصاعد منها الدخان
و" الأشياء المصطنعة " تستوطن الحواف
لتصطنع الحضور الأسمى

الذاكرة المراقة على أروقة النسيان
تقرأ سور الهدأة لقلوب تهوى للأعلى
لحنين يزم خطاه
يهرّب دفء يديه في قفازات لها رائحة النعناع

الغوايات الفارعة كـ ( كعوانات) تعانق الغروب
تستوطن صدور الآلهة كي تبارك قياماتها العجلى
تدغدغ الحلم فيكركر مزدوج الرغبة
تتكور في كف عطّر أصابعه برائحة الموج
فنبتت في باطنه حدائق ، ومرايا
ووجه رب أزرق

الأمنيات الخضراء
تبارك آخر زنبقة نمت على وجه الماء
تنضد الفتنة بإتقان تام لتشعل بهجة القادم بالرواء
تتشكل نجمة تعانق وجه البحر
وتغيب



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقع على جسد الليل
- ردى
- دوائر
- شهوة الضوء.. شرك الفتنة
- علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا
- على أطراف الغربة
- الهند : جواب وحيد لأسئلة كثيرة
- كائنات الموسيقى
- قناطر العبور
- ملائكة النرد / كائنات القيح
- فواصل الوهم
- تيــــــــــــــــه
- الحرب والسلام
- تسونامي : الموت الجمعي لايصلح للبكاء


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - عطـش الــكلام