أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية














المزيد.....

أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الأقلام المأجورة أو المنتمية بقناعة أو انتهازية، الذين ذكرناهم في مقالنا السابق (الأقلام التي تخدم السلطة السورية) يطرحون آفة داعش والنصرة ويثيرونها في كل المحافل الإعلامية والسياسية! من جوانبها الخاطئة، وهي معروفة للبشرية، منظمات إرهابية بكل المعايير الإنسانية، غارقة في الإجرام، لكن الذي لا يعرفه أغلبية الناس، كيف أن جرائمها على أرض العراق، كانت بسند وتغذية مباشرة من السلطتين السورية والإيرانية، وظهورها على ارض سوريا في السنة الثانية من زمن الثورة، كان بتخطيط منسق بين السلطة وأئمة ولاية الفقيه وروسيا، لتشويه وجه الثورة وتحريفها عن مفاهيمها وغاياتها، وخلق تبرير لجرائم الأسد البشعة بحق الشعب، والطامة هنا أن أغلب الدول المساندة للثورة سقطت في هوة هذه الدعاية، وبها تمكنت روسيا بالتغطية على غاياتها الذاتية للحفاظ على مصالحها، كما وأعطت لذاتها أما العالم الصفة القانونية عند مساندتها للسلطة السورية الشمولية وتبرير مجازرها.
سلطة الأسد لم تحارب الإرهاب يوماً، لا في سوريا ولا في خارجها، وهؤلاء الكتاب المنتمون لا يكلفون ذاتهم، التنقيب عن تاريخ هذه المنظمات التكفيرية الإرهابية المغطاة بعباءة الإسلام، وقادتها، وذلك لغاية وعن تخطيط! لا يسألون كيف ظهرت في سوريا ومتى؟ لإدراكهم أن انعكاسات العودة إلى السنوات القليلة الماضية ستظهر الكثير من فساد المخابرات السورية والإيرانية، وستتبين الحقائق البشعة عنهم والتي أصبحت من المسلمات.
الإعلاميون والباحثون لم يعد يحتاجون إلى التنقيب العميق لإيجادها، بدت معروفة للجميع من كان يدربهم ويرسلهم إلى العراق، ومعروفة معسكراتهم على أطراف مدينتي طرطوس وديرالزور، ومعروف من أظهر أبو مصعب الزرقاوي ومن أين أتى، مع ذلك الأقلام المرتزقة والانتهازية تعتم على كل هذا، فالمهم لهذه الشريحة والسلطة الآمرة في الوقت الحاضر كيفية ربط هذه التنظيمات الإرهابية بثورة الشعب السوري، والقوى المعارضة، وتشويه وجه الثورة، وبمساندة أحزاب سورية وعربية انتهازية تحريفها عن مساراتها، ولا يتوانون على حمل الدول الكبرى مسؤولية دعم الإرهاب بدلاً من المعارضة، وهم بهذا يتهمونهم بمساندة المنظمات التكفيرية من جهة، ويبرؤون جرائم سلطة بشار الأسد من جهة أخرى.
سخر العديد من الكتاب السوريين وغير السوريين، أقلامهم للنهش في عقول شعوبهم، وهم بهذا لا يقلون حقدا عن شبيحة سلطة آل الأسد، هؤلاء الكتاب سخروا أقلامهم بسخاء ليجعلوا من سوريا ملكية مطلقة الصلاحيات لتلك العائلة، دعموا شريحة من العلويين ليفسدوا ويعبثوا في كل زاوية من الوطن وضمن كل دائرة في سوريا، إلى أن اصبحوا أنصاف ألهه على الشعب السوري. ساندوا عم بشار الأسد، رفعت الأسد سابقا عند تدميره الوطن ونهبها، وغطوا على فساده الاقتصادي والسياسي، والأرقام والوثائق في هذه لا تحصى، وهم الذين مهدوا لبشار الأسد، ليتحول من طالب مغمور في شوارع لندن إلى ملك نصف إله، وأسندوه ليدمر الوطن ويستمر بسلطة غارقة في الفساد والإجرام، كما غطوا على جرائم وفساد رؤساء الأمن العلويين وضباطهم الذين جعلوا من الشعب والوطن ملكية خاصة، وخلقوا استعمارا في سوريا أشرس وأبشع من الاستعمار الفرنسي.

الشيعة ومثلها الوهابي التكفيري أفة في الشرق، وناشري مفاهيمهما وإسلامهم السياسي هم كتاب وحملة أقلام ملوثة، وركيزة هذه الأفة هم الطغاة، فمنذ الصراعات الأولى بعد وفاة الرسول بساعات إلى اليوم، يدعمون الصراع، لتدمير البنية الثقافية والاقتصادية والسياسية لمجتمعاتنا، ليستمروا في طغيانهم بدون اعتراض، والأقلام تخدمهم بكل أبعادهم، فهم الذين غذوا القدرية والجبرية في علم الكلام في بدايات الخلافة الأموية، واسندوا الطغاة من الطرفين بفتاوي مشوهة، واليوم أقلام مثلهم يدعمون الفتاوي الصادرة من قم وأخرى من مكة، لاستمرارية الصراع السياسي الإسلامي والممتد من عمق التاريخ، منذ سقيفة بني ساعدة.
لم تكن هذه الأقلام المجترة وراء التبعية للسلطات الشمولية مع الشعب يوما، مصالحها الذاتية كانت دائما أولى، فوجدتها تتماشى والأنظمة الفاسدة، وهم يدركون أن الطغاة زائلون إلى مزابل التاريخ، والشعوب باقية وستحاسبهم يوماً، لكنهم يملكون قدرة الحرباء في التغيير، فلا خوف لديهم من المستقبل، فالعديد من الأقلام التي كانت تقتات من فتاة الطغاة وتعتم على بشائعها، كالتي تساند السلطة الشمولية السورية اليوم بطاغيتها آل الأسد ومن حوله من المارقين والفاسدين، نجدهم اليوم في ثنايا المعارضة، يجترون تحت اسمها ويتحركون حاملين راية المنظمات الإرهابية والتكفيريين لتشويه الثورة وتحريفها، معظمهم يقبلون الطاعة بدون اعتراض، ولا يهمهم من يكون الآمر وأية مفاهيم تفرض عليهم.
نتمنى من الكتاب السوريين الشرفاء وكل الذين يكتبون عنها أن يقدروا مفاهيم الثورة التي ألهبتها الشباب الثوري في البداية، ويقوموا بإعادة دراسة للذات ومحاورة مع الفكر لرؤية الحقائق، تبيانها وفضحها، ويقفوا بالمرصاد للأقلام المجترة على موائد الطغاة والأحزاب الانتهازية، ولا ينخدعوا بالانحرافات التي حصلت للثورة، والتي كانت ورائها السلطة الشمولية والقوى المساندة لها والمنظمات الإرهابية التكفيرية المغطاة تحت عباءة الإسلام وبمساندة الكتاب الدائرين في فلكها، لنقل لهم كفى تسخير القلم بعبودية لغايات ذاتية أنانية، كفى السير في الظلام، فإمكانية الخروج إلى الأفاق متوفرة لرؤية الحقائق، فالمعادلة ليست بين الطاغية والإرهابيين بل بين السلطة الشمولية قائم على رأس نظام غارق في الفساد والتي ضمنها تكمن أيضا أوكار الإرهابيين أمثال داعش والنصرة من جهة والشعب السوري بثورته من جهة أخرى.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقلام التي تخدم السلطة السورية
- لولا الكرد لما كان جنيف 2
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 4/4
- مهاجمة الديانة الإيزيدية-خلفياتها وغاياتها
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 3/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...2/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...1/4
- د. كمال اللبواني من ضحايا سجون النظام
- نخبة المعارضة العروبية وتقسيم سوريا كردياً - الجزء الثاني
- آشيتي يبحث عن هدم أقليم كردستان وليس تصحيح مساره
- حثالة البشر والأحزاب الكردية
- جريس الهامس عن كردستان الخيانة
- التكفيريون والمنطقة الكردية
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 5 ما جرى ويجري في عامودا
- مظاهرات تركيا هزت البيت الأبيض
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 4
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 3
- من مآسي أحزاب غرب كردستان – 2
- إبراهيم محمود القلم والألم
- سوريا في المزاد العلني


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية