أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء مهدي - لمصلحة من إرهاب مسيحيي العراق؟














المزيد.....

لمصلحة من إرهاب مسيحيي العراق؟


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدت فيلماً على الإنترنيت عن التفجير الإرهابي الذي أستهدف سوق الآثوريين بمنطقة الدورة ببغداد وأعترف بأنني لم يسبق لي التعرف على مدى ومستوى قباحة الإرهابيين أيا كانت دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم إلا من خلال المشاهد المؤلمة للجثث المتناثرة في أروقة وممرات السوق الشعبي لمواطنين من بنات وأبناء القومية الآثورية كانوا يتسوقون بمناسبة أعياد الميلاد المجيد والسنة الجديدة حالهم حال أخوانهم المسلمين عندما يتهيأون للإحتفال بعيدي الفطر والأضحى. وعلى الرغم من أنني سبق وشاهدت أفلاماً عن حوادث تفجيرات ومفخخات وصور قتلى وجرحى وأشلاء وغيرها إلا أن مشاهدة هذا الفيلم كان له تأثير نفسي يختلف عن بقية الأفلام بسبب من بشاعة الحدث أولا ومن ثم توقيته ليتناسب مع أعياد الميلاد وهي أعياد سلام ومحبة.
أعتقد أن الفرق يتأتى من أن تفجيراً يتم في منطقة مسيحية أو شيعية أو سنية أو أية منطقة أخرى تسكنها طائفة دينية معينة هو أمر يتم تصنيفه بكونه إرهابا طائفيا ينسجم مع طبيعة نظام المحاصصة الطائفية الذي أسسته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق لكن أن يتم اختيار وقتٍ معينٍ تحتفل فيه طائفة معينة مستهدفة بمناسبة دينية وحضارية معينة للقيام بعملية إرهابية من هذا النوع فذلك يعني أن الإرهابيين يمارسون عملياتهم وفق تكتيك نفسي وبمستويات إرهابية عالية تتطلب تخطيطا مسبقا تم التهيؤ له مع سبق الإصرار وبإستهداف واضح مقصود.
في رسالة إلكترونية من صديق وصلني مقال نشر على موقع عراقي متميز على الشبكة الإلكترونية، تحدث كاتبه عن إستقالة رئيس وزراء دولة أوربية ما بسبب من انهيار سقف في أحد متاجر عاصمة ذلك البلد أدى إلى مقتل 45 شخصاً. رئيس الوزراء المستقيل اعتبر أن الحدث كان ضمن حدود مسؤوليته بإعتباره رئيسا للوزراء. " بعد استقالته امتلأت الشوارع بآلاف المتظاهرين المطالبين بعودته الى منصبه ولكنه بعد ان شكر مواطنيه على ثقتهم به خاطبهم بالقول: لقد فوضتموني ولم أنجح ولأنني احترمكم واحترم نفسي فقد وجدت ان الإستقالة هي الاعتذار الصحيح لكم.
وقال له سياسيون من بلاده بأنه غير مسؤول عما حدث وان الجهة التي اشرفت على بناء المتجر هي المسؤولة عن ذلك. فكانت اجابته لقد احلت اعضاء اللجنة تلك الى القضاء وبما انني اتولى المسؤولية العليا فأني اتحمل تبعة ما حصل وعليَّ ان ادفع الثمن..
كما طالبته قيادة حزبه بالتراجع عن الاستقالة لإتمام ولايته الثانية التي هي في سنتها الاخيرة. فكان رده سوف أظل أشعر بالخزي ان انا عدت الى رئاسة الحكومة ولا استطيع ان اتعايش مع هذه الحالة لانها عذاب سيرافقني ما حييت وعرض عليه سياسيون من احزاب اخرى العديد من الاعذار وقالوا له بأن ما حدث للمتجر المنهار يحدث في كل بلدان العالم ويبقى المسؤول الاول في منصبه فكان رده عليهم: لو كنت هناك لفعلت ما فعلت هنا.. اتعرفون ثقل الذل الذي سأعيشه لو عدت الى رئاسة الحكومة؟".
ساترككم الآن تقارنون بين هذه الحادثة وبين مايحصل في العراق منذ زمن. هل سمعتم أن مسؤولاً قد أستقال أو فكر بالإستقالة بسبب من تأنيب ضمير أو بسبب من الشعور بمسؤوليته عن عدم توفير الأمن والأمان لآلاف المواطنين العراقيين الذين يقتلون يومياً في وطن مباح من قبل إرهابيين من مختلف الإتجاهات الدينية والطائفية والسياسية والتجارية والإقتصادية والإستخباراتية وغيرهم وهم كثر؟ هل سمعتم ان أحدهم قد تصبب العرق على جبهته خجلاً مما يحدث ضمن حدود مسؤولياته الأمنية والدفاعية من قتل وتدمير يومي مبرمج؟
أصبح وطني أرضاً خصبة تصلح لزراعة الشتلات والفسائل الديكتاتورية ، شتلات من كل الأنواع والأحجام تزرع ويتم رعايتها على أعلى المستويات من أجل إنتاج دكتاتوريين حسب الطلب. هم يولدون صغاراً ثم يكبرون ، يمارسون المهمة كأسلافهم ، يبرزون عندما تستدعي الضرورة ، ومتى ما سنحت الفرصة فأنهم سيفرشون أجنحتهم لتغطي الوطن كله. عندها يصبح الوطن رهينة لديهم ويصبح الناس أغناما بعدما كانوا رعاةً.
في وطني المستباح إرهابياً كان المسيحيون يمثلون اللون الجميل من ألوان قوس قزح المجتمع العراقي ، تواجدهم لم يكن محصورا بمنطقة أو مدينة معينة ، كانوا في كل مكان من أرض وطني ، يعملون بجد ويساهمون ببناء الوطن ولهم دور في كل نشاط أو عمل أو بناء. مسيحيو العراق هم الوجه السمح والجانب المضئ للمجتمع العراقي ومتى ماتم تهجيرهم فأن العراق سيعيش حالة ظلام أبدية.
-;--;--;-



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي مع العمل بين بغداد وسدني
- مالم يقل في قضية التجسس الأسترالية الإندنوسية
- صور وسلوكيات من دروب الحياة
- فيضان بغداد . . . والولاية الثالثة
- -يوميات صحفي .... سائق تاكسي-
- خرافة الربيع العربي ! هل من بدائل حقيقية للأنظمة العربية؟
- لاتشتموا العراق . . . رجاءً ..!
- حادثة ما زالت مثار استغراب وتساؤل ..!
- الملعقة السادسة في ملحمة نضالية ..!
- غسان نخول . . نصير الضحايا
- دولة القانون بدون قانون !!
- ماتت عمتي ناجية
- هل تسمحون لي ... ؟
- إعلان عن تأسيس موقع إلكتروني خاص بالهيئة
- الدكتور كاظم حبيب في زيارة تأريخية لأستراليا
- إلى روح الشهيد إكرام سعادة
- كل الكفاءآت من أجل إعادة البناء
- بعضهم يولدون شيوعيون
- إلى اللقاء . . كامل شياع
- قيس أسطيفان ... مدعاة فخر وإعتزاز


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء مهدي - لمصلحة من إرهاب مسيحيي العراق؟