أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إبراهيم عبدالمعطي متولي - التعريب .. والإخوان .. والوزيرة














المزيد.....

التعريب .. والإخوان .. والوزيرة


إبراهيم عبدالمعطي متولي

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 16:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أجرى الزميل والصديق ممدوح دسوقي حوارا مع الدكتورة نادية زخارية وزيرة البحث العلمي السابقة، نشر في "الوفد" (الخميس 6 فبراير 2014). الحوار مليء بالنقاط الإيجابية، ويظهر فيه انحياز الوزيرة الشديد للبحث العلمي وتفاؤلها بزيادة ميزانية البحث العلمي في الدستور الجديد. أكدت الوزيرة في الحوار أهمية نقل التكنولوجيا الحديثة. وأوضحت أن بعض رجال الأعمال يدعمون البحث العلمي، والبعض الآخر يقتصرون على استيراد التكنولوجيا من الخارج ويرفضون تطبيق الأبحاث العلمية التي ينتجها المصريون.
ورغم الإيجابيات في الحوار، إلا أن الوزيرة تطرقت إلى مسألة تعريب العلوم، فمنحت الإخوان شرفا ليس لهم حق فيه، وهو أنهم حاولوا تعريب العلوم في دستور 2012، ورفضت الوزيرة هذا المسلك تماما، وحملت ردودها في هذا الجانب عددا من المغالطات، فقد أشارت إلى أن الدستور الجديد "أنقذ المواد العلمية بعدما حاول الإخوان تعريب المواد العلمية في دستور 2012، دون أن يدروا أن تعلم اللغة الأجنبية لا يفقد الهوية، وعندما نتحدث مع العالم الخارجي هل نتحدث معه باللغة العربية؟! إن جميع الأبحاث العلمية تصدر باللغات الأجنبية، ولو تم تعريب المواد العلمية لتوقفت على نفسها وفقدت أهميتها بعدم التواصل مع الأبحاث الخارجية وسيتأخر الترتيب العلمي المصري؛ لأن الأبحاث العلمية تعتمد على النشر في المجلات الدولية، والآن أصبحنا أمة غير مصدرة للعلم تستورد الأبحاث والعلوم المتقدمة".
ولتسمح لي الوزيرة بالاختلاف معها في عدة نقاط مختصرة:
أولا: الإخوان ليسوا أصحاب الفضل في الدعوة إلى تعريب العلوم، فالدعوة قد سبقت الإخوان بزمن طويل، ويكفي أن تعلم الوزيرة أن التدريس في كلية طب قصر العيني –التي حصلت منها "زخاري" على الدكتوراه- بدأ باللغة العربية، وكان اسم هذه الكلية "مدرسة الطب البشري"، وذلك عندما أنشأها الطبيب الفرنسي أنطوان براثيليمي كلوت (المشهور بـ "كلوت بك") بتكليف من مؤسس مصر الحديثة الوالي محمد علي، فقد كان حريصا على نقل الطب باللغة العربية، واختار مجموعة من المترجمين لنقل العلم من ألسنة الأساتذة إلى الطلاب المصريين، واستعان ببعض علماء الأزهر للمساعدة في اختيار الكلمات التي تعبر عن المصطلحات الأجنبية، ثم كان إرسال البعثات العلمية. وتخرج في المدرسة العديد من أفضل الأطباء الذين قدموا عشرات الكتب الطبية باللغة العربية، إلى أن استطاع اللورد كرومر القضاء على اللغة العربية في المدرسة وتحويل التعليم إلى اللغة الإنجليزية.
ثانيا: لا تعارض بين تعريب العلوم وتعلم اللغة الأجنبية، بل إننا نحتاج إلى بذل الجهود في تعليم طلاب الكليات العملية على وجه الخصوص عدة لغات وليس لغة واحدة هي اللغة الإنجليزية، فالعلم ليس مقصورا على هذه اللغة، ويكون هذا بتقسيمهم إلى عدة مجموعات تدرس كل منها لغة معينة وتتاح لها بعض الكتب المؤلفة بهذه اللغة. والفائدة المرجوة من هذا هو اطلاع الدارسين على العلم في مصادره المختلفة، وفي النهاية يستطيعون ترجمة بعض الكتب إلى اللغة العربية لتعم الفائدة من لا يجيدون هذه اللغات.
ثالثا: تعريب العلوم لا يمنع من الاطلاع على الأبحاث باللغات الأجنبية أو النشر في المجلات الأجنبية، فالذي يجيد اللغة يستطيع أن يقرأ هذه الأبحاث بيسر، ويتمكن –أيضا- من نشر ما يشاء في هذه المجلات. والمشكلة ليست في اللغة، وإنما في ضروة امتلاك المادة العلمية، والمداومة على متابعة الجديد في العلم.
رابعا: ليس مطلوبا من كل خريجي الكليات العملية أن ينشروا أبحاث باللغات الأجنبية، فهذا ما يفعله بعض الخريجين الذين يواصلون دراساتهم العليا، وهو ما يتطلب إتقان بعض اللغات الأجنبية، وهذا الأمر غير مقصور على خريجي الكليات العملية، وإنما يمتد إلى طلاب الدراسات العليا في كليات العلوم الإنسانية الذين يحتاجون إلى إتقان بعض اللغات الأجنبية للاطلاع على الجديد في التخصص العلمي ونشر الأبحاث العلمية، وهذا يحدث –أيضا- في دراسة اللغة العربية، حيث يتواصل الباحثون مع الجديد في علم اللغة والدراسات الأدبية.
خامسا: السوق التي يعمل فيها معظم خريجي الكليات العملية هي السوق المصرية، واللغة السائدة فيها هي اللغة العربية، وعندما يعمل الطبيب في مستشفى أو وحدة صحية أو عيادة فإنه لا يتحدث إلى المرضى بالمصطلحات التي تعلمها في الكلية، وإنما يناقش معهم المرض باللغة العربية التي يفهمونها، وبالتالي فإنه يحتاج إلى مؤلفات باللغة العربية تساعده في توصيل المعلومات إلى المرضى الذين تسود بينهم شكوى من أن الكثير من الأطباء لا يردون عليهم إلا بالقليل من الكلمات التي لا توضح لهم طبيعة المرض أو كيفية التخلص منه، وإنما يكتفون بالكشف وكتابة الوصفة الطبية في دقائق معدودة يكون خلالها الطبيب قد حصل على المقابل المادي الكبير دون أن يحصل المريض على قدر كاف من المعلومات التي توضح له كيفية التعامل مع المرض.
وسنحاول مواصلة موضوع تعريب العلوم في مقالات أخرى إن شاء الله، مع تقديري للدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي السابقة.



#إبراهيم_عبدالمعطي_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي أحمد رجب .. -لا- لتغيير اسم -رابعة-
- انتشلوهم من الإخوان قبل فوات الأوان
- أكل العيش المسموم!
- سر زوال أنظمة الحكم
- مرحلة ما بعد -مرسي-
- صراع المذاهب والتيارات الدينية
- النشَّال الدولي يسرق قوت المصريين
- نهاية كارثية للمتاجرين بالدين
- فكروا قبل أن تقرروا .. ولا تتعجلوا
- -الباشوات- في الهواء الطلق
- العبث باسم -دار الكتب المصرية-
- كراهية العلم والثورة
- الخلاف والاختلاف
- التعصُّب من سمات التخلف
- -الشاطر والمشطور- والافتراء على المجمع!
- التعصُّب نوعان
- التعصب .. نار تحرق الإنسان


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إبراهيم عبدالمعطي متولي - التعريب .. والإخوان .. والوزيرة