أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - ثقافة التخوين والإبادة الفكرية















المزيد.....

ثقافة التخوين والإبادة الفكرية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لامشكلة لأحد في هذه المنطقة المنكوبة إطلاقا سوى مع فكر الاستئصال ,والإلغاء والمقاطعة,ومع تلك الذهنية الأحادية,التي تعشعش فيها الأباطيل والخرافات, والتي لاتعيش إلا في محيط من النرجسية ,وبيئة عشق الذات, بحيث أصبح اجتماع مواطنين عاديين في مقهى عام لتبادل الحديث عن مغامرات الصبا وأيام العز والشباب,وشفط المعسل, ولعب النرد ,وشرب لبن "العيران", يعتبر إنجازا وحدويا ضخما ,في هذه المرحلة المصيرية, ربما لايعادله ,سوى مافعله الرفيق ماو في مسيرة التوحيد الكبرى ,وكل ماعرفته البشرية في تاريخها الطويل من توحد واتفاق وذوبان .

فلقد سادت على مدى قرون طويلة ثقافة الإلغاء والإقصاء,وظل الآخر المختلف ,حتى في شكل السروال ,ولون الجراب ,وتسريحة الشعر, وبحة الصوت واللكنة والكلام ,موضع ريبة وشك واتهام ,وتحولت المجتمعات بفعل ذلك إلى فتات فسيفسائية من الإثنيات والأعراق ,والتيارات,والأحزاب ,والطوائف التي لا يجمع فيما بينها جامع سوى الجهل المطلق , والانصياع الأعمى ,والخضوع التام للبسطار ولأوامر الجلادين والطغاة.وكل يغني على ليلاه,وبثناه ,ولبناه. فكنا دائما نخاف من الرأي الآخر,ونرتعد لأية فكرة جديدة,وننتفض للتحديث,ونرتجف من التطوير,وننجلط من التنوير,ونكفر العلمانية,ونشتم الليبرالية,ونلعن أبا سنسفيل الديمقراطية.فلا أحد يريد أن يرى أحدا ,أو يحاوره,أو يقبله ,وكل يدعي العصمة والبراءة والكمال ,والحل السحري لكل المشكلات ,وويل لكل الويل لكل من قدم فكرة أو وجهة نظر لاتروق لفلان أو علان ,أو حزب,أو شريحة ,أو تيار.فمن يجمع بين كل هؤلاء المتناقضين والمتناقضات؟ولسان حال كل على حدة يقول اللهم أسألك نفسي ,وليذهب الجميع إلى جهنم الحمراء.

فوجئت,وصعقت وذهلت حقا بأكثر من رسالة إلكترونية تحرض وتدعي على هذا الشخص أو ذاك ,وتنسب لهذا أو ذاك ,صفات ,وأفعال,ونزوات ما أنزل الله بها من سلطان.وبالمستوى المتدني والسوقي للغة ,واستسهال النيل من الناس.وكأن من أطلق تلك الادعاءات عالما بالغيب ,وماوراء الطبيعة ويسجلون كملائكة الله عز وجل كل حركة ونفس على العباد,واستغفر الله العليم القهار. ولست هنا بمعرض الدفاع عن أي كان ,ولست مخولا أو مفوضا من أي كان ,ولكنه الإلتزام المعنوي ,والأدبي ,والأخلاقي تجاه هذه الحركة الفكرية المائجة المباركة التي تجتاح سماء بلادي الحبيبة, ,والتي أعتقد ,كما الجميع,ستنثر لامحالة بذور التغيير ,والخير للصالح العام وتبيان مالهذا السلوك من عقائب وخيمة على الأوطان بشكل عام .وإن كان الشخصان المعنيان بحملة التشويه والإفتراء متباينين في أكثر من اتجاه,ولكن ذهنية الإلغاء الشمولي لاتوفر أحدا على الإطلاق.فإذا كان هذا هو حال "المعارضة",والتي أنا منها حتما براء إلى يوم الحساب,فعلينا ,وعلى الدنيا السلام.

ففي الرسالة الأولى كانت هناك ادعاءات خرقاء ,واتهامات شنعاء للزميل والكاتب جهاد نصرة تقذفه بأبشع الصفات التي يأنف من ذكرها اللسان ,علما بأنني لا أعرفه بشكل شخصي,وإن كنا أبناء منطقة واحدة ونشترك بالكثير من الاهتمامات,ولم أجتمع به قط, وأنا في غربة نكداء,إلا من خلال متابعاتي له على صفحات المواقع الإليكترونية. وإن كنت أوافقه وأختلف معه في بعض الأفكار أحيانا ,وهذا من طبيعة الحياة .وهو في المحصلة النهائية طيف ,ولون ,وصوت من ذاك النسيج الرائع الأخاذ الذي يوشح سماء الوطن المعطاء.وإن كنت أستطيع أن أخمن السبب وراء ذاك القذف ,والقصف العشوائي له بما لايليق بخريجي السجون وأصحاب السوابق الأشقياء,وقد قرأت فعلا ذاك المقال الذي سبب تلك المعمعة والهياج. ولايهمني ماذا يشرب ويأكل وكيف واين ينام ,المهم مايقدمه من موقف وفكر في النهاية قد يخدم الصالح العام.

والشخص الآخر المعني بتلك الحملة الشعواء ,هو الأخ أيمن عبد النور مسؤول نشرة كلنا شركاء.وقد حذرت تلك الرسالة التهديدية كل من يكتب ,ويراسل أيمن عبد النور بالخروج القسري من مدارس النضال والأوطان ,وغيتوهات الفكر المعلب الجاهز للاستعمال في كل زمان ومكان وبغض النظر عن الفئة العمرية التي يوصف لها هذا الدواء ,والذي لم يفقد صلاحيته برغم مرور كل هذه السنوات,ليكتشف أصحابها أن السيد عبد النور رائد في المخابرات السورية,وهذا عن غير قصد منهم إعلاء لشأن المخابرات السورية,وللسيد أيمن عبد النور ذاته كونه ضابط مخابرات ويصدر هذه النشرة الرائعة,وله هذه الاهتمامات التي تجمع مختلف الأطياف والأصوات الوطنية وتقدمها وجبة فكرية دسمة ومتنوعة وشهية للقراء بما تحتويه من مقالات متنوعة الاهتمامات والاتجاهات . وكأن المخابرات السورية,وبرغم الكثير من السلبيات,قد أصبحت تهمة وسبة كبرى ,وردة كبرى يجب التبرؤ من رجسها . علما بأنني لا أراسل النشرة ,ولم ينشر لي السيد أيمن سوىمقالا أو مقالين من كل ماكتبت ولن تقرؤوا حتما هذا المقال في "كلنا شركاء",وليس هذا ,في الواقع ,مهماً طالما أن الحوار المتمدن,وعرب تايمز والمواقع الأخرى الغراء تتكفل بهذه المهمة النبيلة,وطالما أن الأخ والصديق العزيز الأيهم صالح فوضني إدارة مرآة سورية من الباب للمحراب ,ولكن تقاعسي ,وكثرة مشاغلي ,وضغوط الإهتمامات عطلت هذا المشروع الهام الذي أتمنى تلبيته يوما ما ,وبكل الأحوال أوجه جزيل شكري له ,وللحوار,وعرب تايمز وبقية المواقع الغراء.

وبالعودة للموضوع أليس شيئا جيدا,لو افترضنا "مخابراتية" السيد عبد النور صحيحة,أن يكون ضباط المخابرات في عالمنا الموبوء على هذه الدرجة من الوعي والاهتمام الثقافي والفكري,والقدرة على تقديم شيء كهذا أصبح محط اهتمام وانتظار ؟ألا يتمنى أي كان أن يكون جميع العاملين بأجهزة الأمن والمخابرات,إن صدقت الرواية, من أصحاب المؤهلات العلمية لصار التعامل أسهل ,والحياة أريح ,والمستقبل أضمن؟ومالمانع في أن نرى نشرة إليكترونية رائجة وناجحة ومتنوعة ومتوازنة تحمل رائحة ,ونكهة , وطعم سوريا الذي كاد أن يضيع وسط هذه اللجة والغمام. تقرأ فيها لليبرالي,والعلماني ,والأصولي,والحيادي ,والمستقل ,والبعثي على حد سواء؟ألا يشكل كل هؤلاء وجه سوريا الجميل الآن بالرغم طبعا من بعض التحفظ على بعض الطروحات والأسلوب والتوجهات؟

الذي يجمع بين الإدعائين الإفترائيين في الواقع هو تلك العقلية المأزومة التي لاتحب أن ترى الآخر,أو أن تتقبل شيئا غير ماتعلمته في مدارس التكفير الفكري والإقصاء؟

ليس الجميع ملائكة بالطبع ,وليس كل مايلمع ذهبا ,ولا كل مايقال ويفعل بدوافع بريئة كليا ,وليس طبعا كل من اختلف معك بالرأي غير سوي ,ومخابراتي وخارجي, فلاشك هناك تيارات منحرفة,وأفكار هدامة,وعقليات متخلفة ,وشخصيات متواطئة ومتعاملة ومستعدة أن تتآمر مع الشيطان ,ولكن لا أظن أن السيدين نصرة,وعبد النور,وفي هذا المنظور بالذات, ضمن هذه القائمة على الإطلاق.

وسنتابع بتلهف وشوق كل جديد وإبداع للزميل العزيز جهاد نصرة ,ولن تفلح كل تلك الأقاويل والمزاعم بزعزعة ثقتنا بأخ عزيز وفاضل كجهاد,كما سننتظر يوميا نشرة كلنا شركاء بما تحمله من كوكبة متميزة تضم كل الأطياف والآراء,وياليت فعلا لو تتحول مؤسسات الأمن, وأجهزة المخابرات إلى مراكز إشعاع للنور والثقافة وتبادل الآفكار , فلن يكون لدينا مشكلة بعد الآن ,ولا أعتقد أن ذلك موجودا, لافي النرويج ,ولا اليابان.

نضال نعيسةكاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبــة مستمـرة
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج
- ملـوك الطوائـف
- نحو خيـار علمـاني
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر
- داحـس والغبــراء
- المستجيرون من الرمضاء بالنار
- مبروك عليكم أيها السوريون
- حين تقبع الكرامة في سراويل الطغاة
- مقالب العربـان الإصـلاحية
- صـور صدام والبورنو السياسـي
- شرف الأعـراب المهدور
- حقــوق النسـوان
- كلـــنا شــركاء
- كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام
- سوريا. . . نظـرة من الداخـل
- سفــراء فوق العــادة
- حكــي إنتـرنت


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - ثقافة التخوين والإبادة الفكرية