أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - مشروع الأنقلاب والأرهاب البعثي لا زال مستمراً














المزيد.....

مشروع الأنقلاب والأرهاب البعثي لا زال مستمراً


نبيل تومي
(Nabil Tomi)


الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن أنقلاب البعثي الفاشوي أنقلابـاً على السلطة الفتية فحسب بل كان أنقلابـاًعلى القيم والأخلاق و المبادئ والمفاهيم الأنسانية الحقيقية ، أنقلابـاً من أجل سحق إرادة الشعب العراقي في التطور وآخذ المبادرة في البناء الأنسان الحر والقائمة على التسامح والمحبة والأخلاص بين الجميع ، حيث كشفت السنوات اللاحقة من أن المجرمين الذين نجحوا في أستلام السلطة بأنقلابهم الدموي المشين أهتموا في زرع الخلافات وتعميق الهوة بين مختلف طبقات وأعراق الشعب العراقي الواحد والمعروف بلحمتهُ وتوحدهُ ضد الأستعمار وضد التخلف والعبودية ،والذي وقف بكل صدق مع قادة الثورة .
كان هاجس الأنقلابيين الحاقدين هو في كيفية تحطيم وتحجيم الأواصرالحميمية والعلاقات الأجتماعية التي تربط أبناء الشعب العراقي والتي ترفع من شأن الأمم وتجعلهـا تتقدم بخطى حثيثة نحوا العالم المتحضر ، هذا مـا كان علية الشعب العراقي في تلك الأيام ، ومنذو أستلام عصابات البعث للسلطة تسارعت في جعل كل المواطنين مدانين إن لم يكونوا منتمين إلى أحدى منظمات التابعة لهم وأستخدموا في ذلك شتى الطرق من الترغيب والترهيب وزرعوا الرعب والخوف في قلوب الناس أجمعين ، وبتالي تغيرت الحالة النفسية للفرد العراقي إلى الخوف على الذات والنجاة بهـا على حساب الآخرين حتى وأن تسقط كل القيم والأخلاق والمبادئ ، والنتيجة كانت مـا حصل في سنوات مـا بعد الأنقلاب الفاشي ومـا تبعهُ من سيطرة الطاغية صدام وعصابته خير دليل على أن أغلب الشعب تخلى عن الكثير من القيم الأخلاقية والمبدئية التي كان يتحلى بهـا مجبراً وبتالي تنازل الكثيريين شيئـاً فشيـاً من أجزاء مهمة من أخلاقهم إلى أن باعوا كرامتهـم وخضعوا لأهواء الطواغي المتعاقبين على السلطة وكانت الطامة الأكبر في زمن كبير الجرذان صدام حيث لم يسلم من إجرامهُ أقرب المقربين من المجرمين الآخرين في عصابة البعث الفاشي . في تصفيات وقتل وتنكيل . فمـا كان من الشعب إلا أن أستسلم مرغمـاً .
أن جميع هذه االأرهاصات التي ألمت بالشعب العراقي والمتمثلة بالأرهاب اليومي في مختلف مجالات الحياة ( العمل ، الدراسة ، التعينـات ، الشراء البيع التجارة الصناعة ) وبالأضافة إلى شغف العيش والتنكيل المبرمج بالمخالفين أو المعارضين لسلطة وإرادة القائد الضرورة وسياسة حزبه الذي أنصهر في صيرورة القائد أدت إلى توسع الهوة بين مختلف شرائح الشعب وسحبت البساط من تحت أقدامة وراح الشعب يترنح بين الرقص على حبال الطاغية واللهاث وراء ترضيته توسلاً به منهم في جعلهم أن يعيشوا فقط على هامش الحياة متنكرين أولا على ذواتهم وبتالي على وطنيتهم وسقط العراق في متاهة الأنتهازية والمحاباة وتفش الفساد في الضمائر والأرواح وتدنست العلاقات بمختلف أشكال الخسة والدنائة والأجرام والمصالح الشخصية والذاتية ،حتى وصلت إلى أيقاع الأب بأبنه والصديق بالصديق وإلى مـا ذلك... ولم يكن للسلطة من وازع إلا زيادة تعميق تفكيك تلك العلاقات المجتمعية نحو الدرك البائس ، ومنـهـا قد تجذرت روح العشائرية والمناطقية ثم وصلنـا إلى مـا هو علية من الطائفية والمذهبية والقومية وغيرهـا ، والتي مـا كانت لتحس بهـا في خمسينيات القرن الماضي .
إنني أؤكد بأن أنقلاب البعثفاشوي لا زال مستمراً منفذاً للمخططات التي جاء بهـا وعلى متن القطار الأمريكي والرجعية العربية من المحيط إلى الخليج . فهل يستطيع من أصيب بتلك الجراثيم من تنقية روحهُ والعودة إلى جادة الصواب .



#نبيل_تومي (هاشتاغ)       Nabil_Tomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تهنئة من القلب
- المركز الثقافي العراقي في السويد
- منظمات المجتمع المدني ..... إلى أين ؟
- لا أفق قريب لحل القضية الفلسطينية
- متى سينتهي صبر الشعب ؟
- نداء أنتخابي
- الشافط والمشفوط في عراقنا الجديد
- هل تتكرر ثورة تموز المجيدة
- ربيع الجامعة العربية قادم
- المرأة والثورات العربية
- رأي في ازمة العراق
- الحوار المتمدن زهرة في بستان الأمل العربي
- رأي في تشتت اليسار العربي
- المثقف والنرجسية
- محنة اللاجئين العراقيين في تركيا / هل من مغيث
- يوم الشهيد الأشوري .... والنضال من اجل الديمقراطية
- النظام البعثي السوري إلى مزبلة التاريخ
- ثورة تموز الفرحة المخنوقة
- الديمقراطية تصنعها الأمم الواعية وليس الحكام
- لننتخب هناء أدور رئيسة للعراق


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - مشروع الأنقلاب والأرهاب البعثي لا زال مستمراً