أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فوزي بن يونس بن حديد - أمتي متى السفر؟














المزيد.....

أمتي متى السفر؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 12:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



أواصل حياتي رغم الصعوبات والآفات والعاهات، أواصل مشواري في الحياة ولا أبالي بعثراتي، إن فكرت فيها وقفت باكيا على الحسرات، وسكبت عبراتي، وإن مشيت قفزت إلى السماء بخفقات قلبي الممتلئ بالنفحات، مرتجيا رحمات ربي أن تنثر في وجداني ما يُقلّ عثراتي، ويغفر سيئاتي، ويُنجيني من غضب رب الرحمات وخالق الأرض والسماوات، أواصل حياتي مقبلا لا مدبرا بعزيمة وإصرار، أدركت أن الحياة لا معنى لها إذا لم تكن لها نهاية، وأن الدنيا متاع زائل لا محالة، فأنا أستمتع بحياتي رغم فقري، حسبت الفقر زهدا، علمني كيف أعيش حياتي، وتذكرت الرسول صلى الله عليه وسلم حينما خاطبه ربي من فوق سبع سماوات " ووجدك عائلا فأغنى"، فليس الغنى غنى المال، ولكن الغنى غنى النفس، ولكن أكثرهم لا يعلمون، رأيت الناس قد سئموا وربما قد يئسوا، وربما انتحروا لمَّا رأوا غيرهم في المال انغمسوا، متاعب ومصاعب ومصائب، ونسوا ما قاله ربنا " يحسب أن ماله أخلده".
أواصل حياتي بين رعية لراع قد نسي من الواجبات، بين متذمر لمعيشة وراغب في الحياة، يحسبون كل شيء ولا ينفقونها في سبيل رب المكرمات، أموال مبعثرة وغنى فاحش يتربص بالفنانين والفنانات، ومواهب الكرات، الرِّجل أحيانا تذرف الأموال بلا حساب، والعلماء في قبوهم ينثرون دررهم بالكتابات، علمهم في الكتب وفي الرفوف مصففات، لا يذكرهم إلا من تشبع قلبه بالإيمان وبالنفحات.
ميسي ورونالدو ورونالدينيو، ومدريد وبرشلونة، وإمام وأم كلثوم وفيروز، عباد يذكرهم كل لسان من الشبان والفتيات، لو سألتهم بيان الشرع من يكون صاحبه يحبس لسانهم عن الكلمات، ولكنها الحياة تتطور وتتقدم إلى الوراء خطوات، فكونداليزا رايس قدمت للعرب مشروعها في تكتكات، سمّتها الفوضى الخلاقة أو الشرق الأوسط الجديد فهو آت، إن كنت تدري فماذا أعددت من يوميات، وإن كنت لا تدري فتلك مصيبة المصيبات، يعبث الكل بما هو آت، حروب ودمار وخراب سببها فكر عاتٍ، غُرّر بالشباب والشابات، أن اقتلوا الأطفال والنساء والرجال لأنهم كفار فهم موات، ثم الجنة تنتظركم على قدم وساق، مفتحة أبوابها للشهداء الذين يفجرون أنفسهم في القطارات والحافلات والسيارات، غير عابئين بأطفال ونساء وشيوخ تلهج ألسنتهم بتوسلات، تُدمع العين وتُفجع القلب وتدمّر الخلجات، بل تقضي على كل الأحلام والميولات، وترمي بهم في بئر سحيقة من شدة الويلات.
ها نحن نعيش اليوم عصر التكتلات، ما فازت أمة يوما كانت تقود الأخريات، تشرذمت وتشتتت، وتمزقت وتفرقت، ولم يعد أتباعها كما كان الأُول، متسلحين بالعلم والمعرفة وجميع أنواع الثقافات، ينشرون علومهم بل سرقت وذلك أعظم جلل، حدث في تاريخ البشر، درر نفيسة سرقها بنو قيقاع وبنو النظير، عندما أحسوا بأن الأمة في وهن، وان الانقضاض عليها قد اقترب، فاجتمعوا على قصعتها، وتقاسموا كعكتها، وأكلوا خيراتها، ورموا بفتاتها، قلبوا التاريخ رأسا على عقب وكأنهم هم عباقرة في العلم والمعرفة وأباطرة في التاريخ والأدب، وبدأوا يدنسون ديننا بكل وقاحة وسوء أدب، وأوصمونا بشتى صفات الخوف والرعب، وجاؤوا بألفاظ تنفر منها الطُّبع، قالوا: إرهاب وتطرّف وفوبيا وقاعدة وداعش وبو حرام والتوحيد والخلاص وجيش الرب، مسمّيات لخوارج قد ظهروا من جديد يفتكون بالبشر والشجر والحجر، كأنهم أتباع لهولاكو جديد برز بيد من حديد.
فالإسلام يا بشر، بريء من هؤلاء الغجر، الذين لا يفقهون إلا لغة القتل والضجر بل والدجل، صدّقتهم الجزيرة والعربية وغيرها من إعلام قد فجر، فدق الناقوس معلنا الخطر، أن الأمة فعلا في خطر، ما من بلاد إلا وصارت مرتعا للضياع، يعبث بها الفاسدون وشعبها جياع، وذلك هو المشهد المشاع، على الشاشات والصحائف والانترنت.
أواصل حياتي، وأسأل نفسي، أمتي متى السفر؟ متى الرحيل للأبد؟ متى تنعمين برائحة البلد؟ ولا أقسم برب هذا البلد، إن لم يعش الواحد آمنا فلن يعيش أحد، أيحسب الإنسان أنه سيظل طول الأمد، ألم يكن ذات يوم نطفة من عدم، فصار دمعه يسيل عن عمد، كيف خانه الدهر وأدبر، وتركه يتجرع الأسى والألم، باحثا عن الأمل، صارخا في وجه الملأ، ابتعدوا، افسحوا لي الطريق كي أصل إلى قمة الجبل، حينما يعصمني الله عن الكدر، حيث لا عاصم اليوم إلا من رحم من أمر العلي المقتدر.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فوزي بن يونس بن حديد - أمتي متى السفر؟