أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة















المزيد.....

الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة

عبد الحسين شعبان
أكّدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين من محافظة الأنبار غرب بغداد، بلغ 140 ألف شخص، وذلك منذ اندلاع الاشتباكات بين القوات الحكومية من جهة وعدد من أبناء العشائر من جهة وبين مقاتلي داعش الذين انتشروا في الصحراء، ثم عادوا وتسلّلوا إلى الفلوجة، منذ نهاية العام 2013 ومطلع العام 2014 وإلى الآن، من جهة أخرى .
بعيداً من السياسة، فإن مطالبات ساحات الاعتصام المشروعة في أغلبيتها، حسب إقرار الحكومة، التي شكّلت لجاناً لدراستها ووضع الحلول الناجعة، فإن المشكلة استمرت، لاسيّما تلكؤ الحلول أو تعثر المعالجات المطلوبة، خصوصاً أن المسألة بحاجة إلى إجراءات سريعة وعاجلة، الأمر الذي ساهم في زيادة معاناة المواطنين من أبناء هذه المناطق الذين لم يغادرهم الشعور بالإجحاف والغبن، خصوصاً وقد شهدت الفلوجة وحدها، وبغض النظر عن الأسباب والمبررات، أربع عمليات اقتحام واستباحة منذ العام ،2004 خلال حكومة الدكتور إياد علاوي والدكتور إبراهيم الأشيقر (الجعفري) ونوري المالكي .
الجانب الإنساني في معاناة أهالي الأنبار كان هو الطاغي هذه المرّة على الجانبين السياسي والأمني، فقد فرّ نحو 65 ألفاً من أبناء محافظة الأنبار في ظروف قاسية، بعضهم توجه إلى إقليم كردستان والآخر إلى مدن كربلاء وبغداد ومحافظتي صلاح الدين والموصل ومناطق أخرى، علماً بأن الكثير من المدنيين غير قادرين على مغادرة مناطق تشهد معارك وقصفاً مستمرين، ويعاني سكان هذه المناطق نقصاً في الغذاء والدواء وشحّاً في الوقود .
وإضافة إلى الاشتباكات فإن تحذيرات الحكومة بضرورة مواجهة الإرهابيين وضع على سكانها مهمات قد يكونون غير قادرين على القيام بها، أو الاضطلاع لإنجازها أو الاستعداد لذلك، حتى وإنْ تطوّع بعضهم، الأمر الذي أدّى إلى هجرة واسعة وهي أكبر هجرة حسب وزارة الهجرة والمهجرين في العراق منذ أعمال العنف الطائفية التي ضربت العراق عامي 2006-2007 .
ما زال هذا الملف الإنساني يزداد تضخّماً، وعلى الرغم من عودة عدد من اللاجئين في الخارج والنازحين في الداخل إلى مناطقهم، فإنهم لا يزالون يعانون الكثير من المصاعب، ومع ذلك فإن عدد المشرّدين الذين تركوا مناطق سكناهم زاد على مليون و13 ألفاً، وهم في بغداد وديالى والموصل،
حسب معلومات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .
ولعلّ من أخطر ما يواجهه سكان الأنبار المتبقون وغير القادرين على مغادرة مدنهم ومناطق سكناهم، هو الأضرار البالغة المادية والمعنوية التي تعرضوا لها، سواء انقطاع الدوام في المدارس والكليات ودوائر الدولة، إضافة إلى حالة الرعب التي يمرّ بها الأطفال وجو الخوف السائد والمواجهات المتواصلة، سواءً بين قوات الحكومة والقوى العشائرية التي معها، وبين بعض العشائر التي ضدها، يضاف إلى ذلك مخاطر وجود تنظيمات داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى .
إن معظم الذين نزحوا من الفلوجة، لا يزالون خارجها منذ أسابيع، وقسم منهم سكن لدى أقارب والقسم الآخر اضطرّ للبقاء في بعض المدارس أو الجوامع أو حتى المستشفيات، وقد أفاد أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية السامية للاجئين في جنيف، بأن المفوضية غير قادرة على تلبية احتياجاتهم أو رعايتهم كلاجئين أو نازحين .
وتمكنت المفوضية من إرسال بعض البطانيات والفرش للنوم وبعض القطع من القماش الواقي، ومستلزمات النظافة والطعام كمواد إغاثية، ولكنها غير كافية، مثلما أرسلت وزارة الهجرة والمهجرين بعض هذه المواد والمساعدات، لكن القسم الأكبر من النازحين لا يزالون بحاجة ماسّة إلى الغذاء والرعاية الطبية، ولاسيّما لبعض الأطباء النفسيين، خصوصاً وأن انعدام حالة الأمن وانتشار الرعب في أوساط النازحين، وخصوصاً من الأطفال وعدم ذهابهم إلى المدارس، فضلاً عن ظروف السكن السيئة، قد ساهم في تفاقم الأوضاع المأساوية وغير الطبيعية . وقد طلبت الأمم المتحدة من حكومة بغداد تسهيل فتح ممرات إنسانية للوصول إلى العوائل النازحة، الذين تقطعت بهم السبل في محافظة الأنبار .
لقد كان لتدمير الجسور المؤدية إلى منطقة الاشتباكات المسلحة، والجهات التي تستضيف النازحين، دور في تدهور الحالة الإنسانية للنازحين، وعاظم من معاناتهم، ولاسيّما شعورهم بأنهم "أسرى" أو "مختطفون"، لا يعرفون متى يتم الاجهاز عليهم، خصوصاً وقد تعذّر الوصول إليهم، ولعلّ وضع هؤلاء المأسوي يتطلب معالجات سريعة وحاسمة، تقضي بإيصال الإمدادات الضرورية لهم أو نقلهم إلى أماكن آمنة بعيدة عن أطراف الصراع، فهؤلاء المدنيون أصبحوا ضحية لنزاع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، علماً بأن طرفي النزاع كما أفاد الكثير من اللاجئين لا يحترمون بروتوكول جنيف لعام 1977 الخاص بحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية، وهو ملحق اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 .
وإذا كانت محافظة الأنبار وأهلها قد فتحوا أبوابهم وقلوبهم لاستقبال اللاجئين السوريين الذين فرّوا من سوريا بسبب النزاع المسلّح، فإنهم اليوم بأشد الحاجة إلى تقديم المساعدات الضرورية والعاجلة إليهم، وصولاً إلى عودتهم السالمة والآمنة إلى مدنهم ومناطقهم وسكناهم وتعويضهم عمّا لحق بهم من غبن وأضرار .
إن واجباً إنسانياً يقع على عاتق المنظمات الإنسانية والخيرية، بما فيها الصليب الأحمر الدولي، وجمعية الهلال الأحمر العراقية، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني العراقية والعربية والدولية، يتلخص بالقيام بعمل عاجل وقبل فوات الأوان لوضع حد لمأساة سكان الأنبار، مع ضرورة احترام أن معادلة الأمن لا ينبغي أن تكون على حساب معادلة الكرامة، فالأمن مع الحقوق وليس ضدها، والأمن يتطلّب عدم التعرّض للمدنيين وتحت أية حجة أو ذريعة، ولا ينبغي أن يؤخذ أهل الأنبار بجريرة وجود إرهابيين من داعش أو تنظيمات القاعدة أو غيرها من التنظيمات والجماعات الإرهابية، ولا يمكن تجفيف البحيرة بحجة وجود بعض الأسماك الخبيثة فيها، أو إسقاط طائرة فيها ركاب مدنيون يربو عددهم على مئتين مثلاً بزعم وجود إرهابي على متنها .
وبعيداً من السياسة أيضاً وخارج نطاق التفاصيل، فلا بدّ من اللجوء إلى مبادرة سريعة وعاجلة للحلول السلمية والتخلّي عن الحلول العسكرية، فهذه وحدها ليست كافية للقضاء على الإرهاب، لأن مسألة الإرهاب مسألة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وغير ذلك، ويتطلب القضاء عليه واجتثاثه من أساسه وتجفيف منابعه تلبية المطالب المشروعة لسكان الأنبار وغيرها من مطالب الاعتصامات في صلاح الدين أو الموصل أو ديالى، إضافة إلى المطالبات الشعبية لعموم سكان العراق بالخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والماء الصافي ومحاربة الفساد المالي والإداري وإعادة هيبة الدولة وإنهاء وجود الميليشيات تحت أي مسمّى كان وقبل ذلك توفير الأمن والأمان .
ويحتاج الأمر إلى إرادة سياسية في التوجه إلى مصالحة وطنية حقيقية من خلال حوار جاد ومسؤول بمشاركة الجميع من دون إقصاء أو عزل أو تهميش، فهذا وحده يمكن أن يؤدي إلى تطويق الإرهاب والإرهابيين، ويقضي على معاقلهم ويمنع إيجاد حاضنة لهم، وعكس ذلك سيبقى بيض الإرهاب يفقس كل يوم، وتزداد المعاناة الإنسانية لسكان الأنبار وغيرهم من المناطق العراقية .



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور تونس والعقدة الدينية
- من أين ظهر هذا التنين؟
- المعايير الدولية للمحاكمة العادلة: قراءة في الفقه القانوني ا ...
- رحل العروبي -الأبيض- !
- “الوجه الآخر” لتركيا
- جنيف 2 واستعصاء الحل!
- النجف في الجامعة اليسوعية
- مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!
- دستور مصر: في الطريق إلى الاستفتاء !
- جدليّة الكولونيالية !
- العودة إلى ما قبل أوسلو
- تركيا وبرزخ «الفساد»!
- صفاء الحافظ وصباح الدرّة :ثلاثون عاماً على الإختفاء القسري
- أحقاً هي السلطة الرابعة؟
- هل استوطن الإرهاب في العراق؟
- البحرين: إضاءات على طريق الوحدة الوطنية والتغيير والعدالة!
- رذيلتان لا تنجبان فضيلة
- عبد الرحمن النعيمي اليساري الأكثر اعتدالاً: حين يعجن وسيلته ...
- مانديلا وثلاثيته الأثيرة!
- براغ والقدس


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة