أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق الحارس - فليتأخروا في ارسال سفرائهم يا سيادة الرئيس















المزيد.....

فليتأخروا في ارسال سفرائهم يا سيادة الرئيس


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 04:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تفاجأت كثيرا من تصريح رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني حول ما يتعلق بتأخر ارسال الدول العربية لسفرائها الى بغداد . مصدر مفاجأتي يكمن في أن السيد الرئيس يعرف الدول العربية جيدا من خلال خبرته السياسية في التعامل مع هذه الدول حينما كان ينتمي الى المعارضة العراقية وحينما أصبح يمثل وجها من وجوه الحكومة العراقية بعد سقوط النظام . يعرف السيد الطالباني أن العرب بحكامهم وشعوبهم (الأغلبية منهم ) لم يقفوا مع الشعب العراقي أيام كان هذا الشعب يصرخ ليل نهار من شدة ظلم النظام السابق ، بل أن بعض هذه الحكومات وشعوبها حاربت المواطن العراقي في رزقه بعد أن شح في بلده ، وفي سفره بعد أن أغلقت جميع الطرق عليه ، وفي تحركه السياسي ضد النظام الحاكم . أما عن الحرب التي أسقطت النظام السابق فمن الممكن القول أن حكومة دولة الكويت وشعبها ، وربما حكومة دولة أخرى ، هو المستثنى من قاعدة عدم وقوف الدول العربية مع الشعب العراقي في تطلعه المتعطش الى الخلاص من النظام السابق عبر هذه الحرب وبالتالي الى التغيير الذي حصل بالعراق ، إذ كانت أغلب الدول العربية بحكامها وشعوبها تقف ضد هذه الحرب وهذا ما يدعونا الى عدم الاستغراب في تأخر ارسال الدول العربية لسفرائها الى بغداد ، إذ يبدو أن هذه الدول لم تفق من صدمة سقوط النظام السابق لحد اليوم ، بل ربما أنها تتأمل عودته لتقول له أنها وفت لعلاقتها السابقة به ولم تعترف بالحكومة الجديدة التي حلت بعد سقوطه بالرغم من أن الشعب العراقي قد انتخب هذه الحكومة . لقد غيرت بعض هذه الدول مواقفها بعد الضغط الذي مارسته أميركا عليها ، لكنها لا زالت تعمل ببطء غريب مع العراق الجديد ، بل أن شعوب بعض هذه الدول لا زالت تعمل بالخفاء ضد تطلعات الشعب العراقي وبالتالي الحكومة العراقية ( تصدير الارهابيين مثالا ) .
علاقات العالم الجديد تعتمد على مبدأ تبادل المنفعة في الجانبين السياسي والاقتصادي وهما الأهم في العلاقات الدولية وغيرهما من الجوانب أيضا ( العسكرية والثقافية والرياضية والصحية ) وليست على أسس روابط الدين واللغة والدم والتاريخ المشترك وغيرها من الروابط ( الاتحاد الأوروبي مثالا ) . لقد أكل الدهر وشرب على مثل هذه الروابط التي كانت تعتمد عليها بعض الدول في علاقاتها مع بعض ، تلك العلاقات التي تعتمد على اتكالية الطرف الآخر مستندا على شعارات الروابط التي ذكرناها.
على هذا الأساس يجب أن تبنى علاقة جديدة للعراق مع الدول العربية تعتمد فيها الأسس الجديدة التي يتعامل بها العالم المتحضر .هذا لا يلغي قضية التعامل الانساني في العلاقات الدولية ، إذ حينما تحصل كارثة على دولة ما فمن البدهي أن تقوم دول العالم بمساعدة هذه الدولة دون النظر الى مبدأ تبادل المنفعة وهنا أيضا يجب أن نؤكد على أن روابط الدين والتاريخ المشترك واللغة ليست لها علاقة بقضية مساعدة الدولة التي تقع عليها كارثة ( كارثة تسونامي مثالا ) هذه الكارثة التي قدمت فيها دول العالم التي تنتمي الى الديانة المسيحية أضعاف أضعاف ما قدمته الدول التي تنتمي الى الديانة الاسلامية مع أن الدولة التي وقعت فيها الكارثة دولة مسلمة ( أندنوسيا ) .
لقد مر العراق بتجربة قاسية بعد سقوط النظام وكان ومازال بحاجة ماسة الى المساعدة في جميع مجالات الحياة. قدمت العديد من دول العالم المساعدة للعراق ومازالت ماضية في تقديمها. نظرة بسيطة الى أسماء الدول التي قدمت ومازالت تقدم المساعدة سنجد أن من بينها القليل من الدول العريبة التي تربطنا بها روابط الدين واللغة والتاريخ المشترك.على هذا الأساس يجب على الحكومة العراقية أن تقف طويلا في قضية تعاملها في المستقبل مع دول العالم جميعها ومن بينها الدول العربية. نعتقد أنه على الحكومة العراقية أن تضع في أوليات تعاملها مع دول العالم مواقف هذه الدول من العراق الجديد، أي من التغيير الذي حصل بالعراق وأيضا أن تأخذ بنظر الاعتبار المواقف السابقة لهذه الدول في تعاملها مع النظام السابق . من الممكن أن تتعامل الحكومة الجديدة مع الدول التي كانت تتعامل مع النظام السابق تعاملا جديدا يأخذ بنظر الاعتبار متطلبات مصلحة العراق وشعبه، أي من الممكن أن تغض الطرف عن تعامل هذه الدول مع النظام السابق اذا ما رأت أن في ذلك مصلحة للعراق وللشعب العراقي في جانب من جوانب الحياة المهمة .
ان قضية ارسال السفراء الى العراق تعد من القضايا السياسية المهمة ، إذ أنها تعني الاعتراف الكامل بالحكومة الجديدة وتعني دعم هذه الحكومة لذا فقد سارعت بعض الدول الى ارسال سفرائها الى بغداد وأجلت دول أخرى هذا الأمر بسبب الظروف الأمنية التي تعم العراق ، لكنها استدركت الأمر مؤخرا وقامت بارسال سفرائها نظرا لمعرفتها حجم الدعم السياسي المتحقق للحكومة العراقية في هذه المرحلة بالذات في حال وجود سفرائها في بغداد . لقد تحدت هذه الدول الظروف الأمنية التي يعيشها العراق من أجل دعم الحكومة العراقية وأيضا من أجل ربط مصالح مستقبلية قوية مع العراق . أما الدول العربية فقد ظلت تتحجج بالظروف الأمنية غير المستقرة بالعراق وكأن أرواح سفرائها أغلى من أرواح سفراء الدول الأخرى . ييبدو أن هذه الدول قد تمسكت بحجة الظروف الأمنية من أجل المماطلة بالاعتراف الكامل بالحكومة العراقية الجديدة وبالتالي عدم الاعتراف بالتغيير الذي حصل بالعراق بعد سقوط النظام السابق . هناك حكومات عربية مازالت تصرح بعدم شرعية الحكومة الجديدة بحجة عدم شرعية الحرب التي أسقطت ( النظام الشرعي ) .
لهذا كله لا نستغرب مطلقا عدم ارسالها لسفرائها وعدم فتحها لسفاراتها في بغداد . هذا الأمر ينطبق على الجامعة العربية أيضا ، إذ أن هذه الجامعة بدأت بعد سقوط النظام تستقبل ومازالت ما يسمى بالمعارضة العراقية من البعثيين في حين أنها كانت قبل سقوط النظام لا تعترف بالمعارضة ولم يحصل أن استقبلت وفدا يمثل هذه المعارضة ولولا الضغوط الأمريكية لما اعترفت بالحكومة الجديدة ولما سمحت لها بالمشاركة في مؤتمراتها واجتماعاتها .
تعتقد بعض الدول العربية التي لم ترسل سفرائها الى بغداد لحد اليوم أن مبدأ العطايا والنفط المجاني قد انتهى مع العهد الجديد ولهذا فهي ليست بحاجة الى العلاقة مع العراق وهي محقة في ذلك ، إذ أنها عرفت أن العهد الجديد ليس فيه مَن له الحق في منح هذه ( العطايا والمكارم ) تحت شعارات مزيفة أكل الدهر عليها وشرب وعلى حساب عوز الشعب العراقي . هناك دول عربية أخرى لم ترسل سفرائها الى بغداد اعتقادا منها أن العراق المديون بالمليارات من الدولارات بسبب الحروب السابقة لن تقوم له قائمة ولن يقف اقتصاده بصورة جيدة مرة أخرى وعليه فان هذه الدول ليست بحاجة الى علاقة مع العراق المديون وهي محقة في ذلك أيضا . لقد تناست هذه الدول روابط الدين واللغة والتاريخ المشترك مع العراق وعليه يجب أن ننسى هذه الروابط نحن أيضا .
نعتقد أن السيد الرئيس أراد من خلال ما قاله حول تأخر ارسال الدول العربية لسفرائها الى بغداد توجيه رسالة أخيرة الى هذه الدول كي تصحو من غفوتها ، لكن لا حياة لمن تنادي .
لا نعتقد أن العراق والحكومة العراقية بحاجة ماسة الى دعم هذه الدول لا في المرحلة الحالية ، ولا في المرحلة القادمة ونعتقد أيضا أنه على حكومتنا الاعتماد على المبادىء الجديدة في تعاملها مع الدول دون النظر الى الروابط العتيقة التي لم تنفعنا كشعب يوم صرخنا من ظلم الظالمين .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض الخطاب الكردي بين حلم الانفصال وواقعية العراق الفيدرال ...
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية .. المقاومة - الشريفة - فجرت مط ...
- الانتخابات بداية الحلم الطويل للعراقيين
- الانتخابات شروق جديد للشمس على أرض الرافدين
- دعوة لدراسة الظرف الانتخابي في ولاية جنوب استراليا ... التسج ...
- إقالة أم إستقالة أم ضحك على الذقون
- لا خيار ثالث .. اقالة حمد أو استقالة الاتحاد
- بون شاسع بين الأماني والحقائق
- عندما يستيقظ الضمير متأخرا ... مؤيد البدري نموذجا
- عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي
- شكرا دكتور أياد علاوي
- الثورة ليست الفلوجة ولا سامراء ... انتبهوا يا أهلها قبل فوات ...
- اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال
- هاي فرحة وبعد فرحة
- من يحمي من ...الامام علي يحمي مقتدى أم العكس
- من يفوز في مباراة النجف
- نحن والحجية واسرائيل
- اتحاد كرة القدم عميلا للانكليز
- أسباب أخرى للحزن
- ان كنت من عائلة المجيد


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق الحارس - فليتأخروا في ارسال سفرائهم يا سيادة الرئيس