أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الصعود لبرج بابل














المزيد.....

الصعود لبرج بابل


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 23:34
المحور: الادب والفن
    


(الصعود لبرج بابل)
سرب من الحيتان في طقس انتحاري
المحيط يضيق بالمخلوقات المائيّة
القطب الجليدي يستقرّ في قعر فنجان من النار
الجبل العملاق يتصاغر الى ربوة
ريشة الارض تضرب على وتر الكون
تبعث موسيقى الوجود
غموض العالم يتفتّح وشيكاً عن وردة
تضمّ اوراقها المجرّات
الاهرامات الفرعونيّة
تعكس التشبّث بالحياة
عبور نفق الجمود
يفتح نفق الوجود
الجديد في الابحار
سفن البذور
تقحم نفق الطين والماء
لتأسيس شكلاً جديداً يرتبط بالنوع .
هكذا تدور الاشياء في زمكانيّة لا تعرف الانتفاء , ولا تخضع لقانون التلاشي .
ترتبط بشفرة مع ما يحصل من ولادات غريبة
بين هذا وذاك .
تخرج عن اللون والطعم , والخط البياني .
ارادة الحياة تأبى الانكماش
التقوقع
انعدام الحركة
كل الاشياء لها افلاكها:
من حبّة الرمل لقطرة الماء
الاشياء في حالة تحوّل
عمليّة ميكانيكيّة بطيئة
عبر عشرات الآلاف من السنوات الرتيبة
التبلور من الفحم الى الماس
من الطين الى الجوهر
الطبيعة اكبر منجم كوني لصهر الاشياء
اعادتها لتشكيل جديد
لا تخرج عن كونها اداة من ادوات المبدع للأشياء
ليس الموت نهاية المطاف
كلّ ما حولنا يموت ثمّ يحيى
النجوم تموت لتحيا من جديد
الثقوب السوداء تحيا باطفاء النجوم والكواكب
قابلة للتشظّي لتعود من جديد
بقايا المخلوقات الميّتة قوت الجذور
تنضج الثمار لتحيا في البذور
دواليك هي الدهور ليوم موعود
تقوم قيامتها الاشياء
على الانسان الصغير الحجم التوقف ..
الاحجام عن التوغّل في تلافيف الاشياء
العيش عن قرب لنهاية ما يرى من سعادة لا ترى
الركون الى الراحة
قصر النظر : يبعده عن ابجديّة التحوّلات
النوم في حيّز القوقعة يطرد القلق
يخلع عن عينيه نظّارة (زرقاء اليمامة)
يرى الاشجار واقفة
يطلق الحجر على مرايا الماء الراكد
يحرّك دوائر لا تحجّم
تدخله اوسع باب للكون ,
ثمّ تصله لثقب الابرة
ليبدأ قراءة كتاب المستقبل ,
بفتح تصوّرات لا تحد
لرسم الابعاد الكونيّة
العود احمد
الرجوع الى الطين
يحرق وساوس الهلوسة
الوقوف على الشاطئ
الصلاة امام البحر
لمسات النسيم
استقبال الشمس
النوم تحت القبّة المرقطة بالنجوم
يوفّر الراحة للنفس
يضعك على قاعدة النقد لجوهر الذات
فيم بذرت
وما حصدت
المولود يأتي بعيون ثلاث
السفن السومريّة تذرع البحر
تتقصّى الجهات الاربع
(برج بابل) يناطح السحاب
يعانق النجوم
الماكنة تتغذّى على الفحم الحجري
السكّة تمتد لما وراء القرون
اطفال الانابيب
يصنعون الروبوت الذرّي
السيوف اصابها الصدأ
الصليب المعقوف
لن يكون صليب يسوع
الدقائق تركض ,
والساعات تلهث ,
والسنوات تجدّد نفسها
مثل الأفاعي حين تنزع ثوبها العتيق
الاقنعة تعود بألوان جديدة
السرد : حرّية للطيور خارج اقفاص الطين
الجمرة تتقد في عمق جبل الصقيع
لطائر البوم عيون جميلة
اذا صاح فينا مستغيث تجانست
خيول على وتر كريه المشارب
جذور العربي درع المستنجد
ابجديّة رجال (حلف الفضول)
حماية المطلوب
ايواء الطريد تحت سرادق دفع الضيم
الكلاب لا تعرف الخيانة
سن الخنزير القاتل
جمرة في جنب الابرياء
الكبريت استخلص من عسر الارض
الورود مصابيح عطريّة
تعلّقت بجدائل حوّاء
الشلّالات تعبّر عن عشق الماء للأرض
الموسيقى زغب رومانسيّة الكون
الطريق يطول او يقصر
تباركه خطى العزم
لاختزال المسافات الفلكيّة
القوقعة درع الضعفاء
عَزَمَ مغادرة السجن
الطيور الجارحة
تذوّقت لحم وجنته
الاجهاد ..
البرد ..
المرض ..
دفع بقبطان البحر
امتطاء المغامرة
انتقل من مقبرة الحراك
الى مقبرة السكون
لعالم علوي
تاريخه ينحت بإزميل من الذهب
على لوح من الفضّة
داخل الاطار المرصّع
بأجنحة تصعق السحابة
تحوّل الى نسر مشع
يهزم ظلام العراق
خصومه ..,
ذهبوا جيفاً تزكم انوف الاموات
قطار الموت :
قطار تاريخ مشرق فوق سكّة الوطن
القصور تسكنها القطط , والثعالب
والقليل من الحمام الداجّن
المطارات .., والمرافئ ..,
والمحطّات..,
الزحام على شبابيك بيع تذاكر السفر..
الموسومون بالاشراق
نبت عشب الصبرعلى صدورهم
منذ الملكيّة
الى الاخطبوط الدموي قائد الهزائم
محرّضو العمّال والطلّاب
بائعو (فستق العبيد , وشعر البنات)
يلاحقون وطاويط الظلام الذين دفنوا الاحياء
شهداء الصفحات البيضاء
ذهبوا ولم يشاهدوا مسلسل..,
تصفية اصحاب المخالب والبراثن
القليل من ابناء الشمس
ينامون مثل مالك الحزين
في الاعشاش العالية
اجنحتهم يغسلها المطر
في العطر يسبحون
لم تدنّسهم الجاهليّة
جاهليّة ما بعد الالفيّة الثنية
رؤوسهم مرفوعة
عيونهم مصابيح شفّافة
يخرجون من الينابيع
يمشون على اوراق الورد
يطوّقون المستقبل باذرع تحتضن العراق .
شعوب محمود علي
1-2-2014



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (بانتظار القصاص)
- (جولة في حقول النوّاب)
- بين المسرح والقضبان
- مولد الرسول الاعظم
- الرحمن
- (ايقونة الرماد)
- حين يغنّي الدرويش
- مقدمة في مدار اسماء الله الحسنى
- (الله) جل جلاله
- لمحات عن الشعر العراقي الحديث
- خسوف قمران
- (الحروف الفسفوريّة )
- صحيفة الرماد
- ابكي الحالمين
- ابكي لمن يحلمون
- (الظمأ ونبع السراب)
- (التحديق لما وراء الافق)
- جسد الطين الجزء الثاني
- الارومة العنقودية
- (الحدث الصعب)


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الصعود لبرج بابل