أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بودريس درهمان - العسكر الجزائري خارج منطقة شمال افريقيا















المزيد.....

العسكر الجزائري خارج منطقة شمال افريقيا


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 20:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المناطق المغاربية المجاورة
ما بين مدينة وجدة المغاربية و مدينة تلمسان المغاربية كذلك توجد مسافة يقدرها موقع كوكل الخرائطي Google Maps بسبعة و سبعون كلمتر و قبل الوصول الى مدينة تلمسان تمر على مدينة مغنية التي هي اقل بعدا من مدينة وجدة نفس الشيء بالنسبة لمدينة بودنيب على الحدود الشرقية هي على مسافة اقل من مئة كلمتر بعدا عن مدينة شنكيط و نفس الشيء لمدينة الزاك التي هي على الحدود الجنوبية الشرقية هي كذلك على بعد اقل من مئة كلمتر من مدينة تندوف. كل سكان هذه المناطق المدينية التي ذكرتها و القروية التي لم اذكرها هي آهلة بساكنة تنتمي الى قبائل و سلالات واحدة و هذه القبائل و السلالات عمل الاستعمار الفرنسي على التفريق في ما بينها عن طريق عدم السماح لها باجتياز الحدود التي فرضها على المنطقة لوحده و بدون استشارة سكان المناطق المحادية ما بين المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية. هذه المناطق التي ذكرتها هي متقاربة في ما بينها و تنتمي الى ما يسميه التشريع الترابي الاوروبي ب"المناطق الاوروبية المجاورة". هذه المناطق المجاورة هي متقاربة في ما بينها و متباعدة مع العواصم التي تتحكم فيها. هذا المعطى الجغرافي منذ مدة طويلة و هو يدفع بعض حمقى السياسة المغاربيين الى المطالبة بإعادة النظر في الحدود الموروثة عن الاستعمار الفرنسي.
اليوم ليس هنالك شخص عاقل على دراية بوجود شيء اسمه مجلس الامن الدولي و شيء اخر تابع له اسمه نظام الامم المتحدة سيسمح له خاطره بالدعوة الى اعادة النظر في الحدود الموروثة عن الاستعمار الفرنسي للمنطقة لان هذه الحدود من وجهة نظر نظام الامم المتحدة تقوم بتحديد المسؤوليات التي على عاتق الدول في حماية و صيانة السكان و بالخصوص سكان المناطق المجاورة.
لكن اذا كانت هذه الحدود هي مجدية على مستوى تحديد المسؤوليات التي على عاتق الدول، فهي غير مجدية على مستوى المنع الذي يلحق تنقل الاشخاص و تنقل الممتلكات من تنقل البضائع و تنقل رؤوس الاموال للسماح للاستثمارات المشتركة في النمو بالإضافة الى السماح بتبادل التجارب و السماح بالتواصل العائلي الانساني.
هذه الحدود التي فرضها الاستعمار الفرنسي على سكان المنطقة و صنع بها ماسي انسانية دامت اكثر من قرن من الزمن و لازالت مستمرة الى اليوم تحتاج الى عبقرية متميزة مثل عبقرية معاهدة ماستريشت التي جعلت الحدود الاوروبية الموروثة عن الحروب الاوروبية هي حدودا بدون اي جدوى.
حدود المناطق الاوروبية المجاورة المنضوية تحت دول الاتحاد الاوروبي حاليا هي عبارة فقط على خط أحمر مرسوم على الارض بدون اي قيمة تذكر لان سكان هذه المناطق تجتاز الحدود بدون أن تضطر حتى بالإدلاء بأوراقها الثبوتية كما يحصل عادة حينما يتم التنقل بين الدول.
روح معاهدة ماستريشت
المغاربيون حاليا هم ملزمون بالتفكير في استلهام روح و فلسفة معاهدة ماستريشت. لأنه بواسطة روح هذه المعاهدة ستسترجع المناطق المغاربية وحدة هويتها التاريخية و ستتحدد معالم قوتها الاقتصادية و تتقوى خياراتها الديموقراطية.
منذ سنة 1999 و قوى اقتراحية كثيرة من الدول المغاربية تدفع في اتجاه جعل المناطق المغاربية تستفيد من تجربة مناطق دول الاتحاد الأوروبي، لكن للأسف الشديد هذه القوى الاقتراحية يقف في وجهها ابن عاق من شمال افريقيا يستحوذ على نصف تراب هذه المنطقة، و هذا الابن العاق هو دولة مخابرات العسكر الجزائري الذين سرقوا الثورة الجزائرية من الشعب الجزائري الشقيق. هذا الابن العاق انطلاقا من الاسابيع القليلة المقبلة سيجد نفسه خارج رهانات منطقة شمال افريقيا و الشرق الاوسط بل سيجد نفسه حتى خارج رهانات دول الساحل و الصحراء. لأن دول هذه المنطقة بدون استثناء قررت الانضمام الى تجمع افريقي يضم اربعة و عشرون دولة. هذا التجمع الافريقي سبق و سميته في احدى مقالاتي السابقة المنشورة على صفحات الانترنيت ب"الولايات المتحدة الإفريقية" لأني استلهمت هذه التسمية من حلم افريقي كان يراود الروائي الغاني الكبير كوامي نكروما (1909/1972) كما كان يراود كذلك الشاعر السنيغالي الكبير ليوبولد سيدا سانغور بالإضافة الى الكاتب المغربي الغير معروف في روايته الغير معروفة كذلك و المنشورة تحت عنوان "ادريس و شمال إفريقيا" التي وضع لها التقديم المجاهد الكبير "عبد الكريم الخطابي"، هذا التجمع هو تجمع مشكل حاليا، أو سيتشكل خلال الأسابع القليلة المقبلة من خمسة دول من منطقة شمال افريقيا و الشرق الاوسط بالإضافة الى تسعة عشرة دولة من دول منطقة الساحل و الصحراء. لقد قلت بأن هذا التجمع هو مشكل حاليا، او سيتشكل قريبا، لأنه منذ يوم الحادي عشر من شهر يوليوز لسنة 2013 و يوجد بداخل قمطر كل وزير من وزراء حكومة المملكة المغربية مشروع قانون يحمل رقم 64.13 و هذا المشروع من القانون هو متعلق بالمصادقة على النسخة المنقحة لتجمع دول الساحل و الصحراء. هذا التجمع الذي كان ذات يوم حلما من الاحلام التي حلم بها الشعراء و الروائيون الافارقة أصبح اليوم حقيقة بادية للعيان و بفعل هذا التجمع الدولي الافريقي الذي ستنضم اليه المملكة المغربية أصبحت الجمهورية الجزائرية خارج منطقة شمال افريقيا.
الجزائر حاليا هي خارج منطقة شمال افريقيا و الشرق الاوسط
الجزائر حاليا هي بدون اي عمق افريقي مجاور و سياسيوها المتنفذون يعيشون حالة عزلة رهيبة من طرف دول الجوار، خصوصا و أن لجوءها الى دول الاتحاد الافريقي هو لجوء ليس من اجل خدمة المصالح الاقتصادية الجزائرية بقدر ما هو لجوء من اجل شراء ذمم بعض الدول الافريقية لمعاكسة الحقوق التاريخية للمملكة المغربية المجسدة في شمولية وحدتها الترابية الغير قابلة للتجزيئ.
المملكة المغربية لم تنل منها الحملات الايديولوجية القوية التي ضربت المنطقة خلال نهاية ستينات القرن الماضي و ترتب عن هذه الحملات ظهور نظام معمر القذافي في ليبيا و نظام العسكر الجزائري الذي استحوذ لوحده على الثورة في الجزائر.
الحملات الايديولوجية القوية لفترة نهاية الستينات من القرن الماضي لم تستطع النيل من استقرار النظام السياسي في المملكة المغربية فعملت هذه الحملات الايديولوجية القوية على التغرير ببعض المواطنين الشباب المغاربة القاطنين بالمناطق الجنوبية للمملكة المغربية خصوصا بعض الشباب الذين كانوا يرفضون رفضا باتا تواجد الاستعمار الاسباني سيدا على المناطق الصحراوية المجاورة لمناطقهم التي كانوا يعيشون فيها و يعانون فيها كل انواع الحرمان...هؤلاء الشباب اندفعوا بفعل طراوة تجربتهم النضالية و انساقوا وراء تلك الحملات الايديولوجية القوية التي تحكمت فيهم وجعلتهم يتحولون من حيث لا يدرون الى ادوات اجرائية بين ايدي أجهزة استخباراتية دولية عملت على تقتيل اهاليهم و تقتيل اهالي مواطنيهم بدون الاكتراث بالأواصر المشتركة المتجلية في السلالة الدموية الواحدة و السلالة القبلية الواحدة كذلك. هؤلاء الشباب أصبحوا اليوم شيوخا ومنهم من عمل على تصحيح مساره و عاد الى منطلقاته النضالية الاولى السليمة و منهم من لازال يركب عناده مكبدا المنطقة خسائر فادحة سيأتي اليوم الذي سيحددها الدارسون بالأرقام و المعطيات.
الجمهورية الجزائرية بسبب عنادها التاريخي هي حاليا خارج منطقة شمال إفريقيا لأنها تعاملت بخبث غير مسبوق مع دول الجوار. التعامل الخبيث مع المملكة المغربية هو معروف عند الجميع لكن التعامل الاخر الخبيث مع الدولة التونسية فهو غير معروف لأنه يتم على مستوى آخر و هذا المستوى هو مستوى اللاشعور الخرائطي.
الصور الخرائطية التي يبثها موقع كوكل الخرائطي Google maps للمنطقة المغاربية من المرجح ان يكون قد تلقى عمولات من جهة ما لأن هذا الموقع يتعمد تبيان الدولة التونسية بأكملها و كأنها هي الجهة الخامسة عشرة للدولة الجزائرية بحكم ان الدولة الجزائرية تنظم ترابها على شكل اربعة عشرة جهة. ليس هذا كله بل هذه الخرائط التي يبثها موقع كوكل الخرائطي تتعمد كذلك تبيان منطقة غرداية الجزائرية و كأنها منطقة تساوي أضعاف أضعاف الدولة التونسية.
هذه الصور الخرائطية التي يبثها موقع كوكل ماب تخفي لاشعورا خرائطيا خبيثا لأنها حاملة لتصور للمنطقة و هذا التصور هو تصور توسعي و هو نفسه التصور التوسعي الذي تمارسه الجمهورية الجزائرية على المملكة المغربية.
كوكل الخرائطي يساهم في خدمة الاهداف التوسعية لصالح دولة العسكر الجزائري لأن هذا الموقع لا يكتفي فقط بعزل منطقة الصحراء المسترجعة من الاستعمار الاسباني بل يقوم على مستوى التمثل الخرائطي بعزل منطقة اسا الزاك المحادية لمنطقة كلميم من الجهة الشرقية عن باقي التراب المغربي.
هذا اللاشعور الخرائطي الموجه من طرف من له مصلحة في ذلك يستهدف بالضرورة تأجيج المطالب الترابية و شراء المزيد من الاسلحة لحماية الحدود و صيانة الاوطان رغم ان اقتصاديات المنطقة و الحاجيات الاجتماعية لمواطني هذه المنطقة لا تسمح بذلك مما يعني بالضرورة أن هذا النوع من اللاشعور الخرائطي سواء المبثوث على صفحات الانترنيت او الكامن بداخل الارواح البشرية كموروث اسطوري تتم استدامته عبر الادبيات الحزبية و الحكايا الشعبية هذا النوع من اللاشعور الخرائطي و ظيفته الوحيدة حاليا هي الرفع من حدة المطالب السياسية و الاضطرابات الاجتماعية لأنه حاليا ليس هنالك بديل في الافق للوضع الحالي لأنه ليست هنالك مطالب مغاربية و سيناريوهات توقعية و لا نقاشات فكرية من المستوى الذي يجعل امكانية تحقيق الحلم المغاربي امرا ممكنا.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان سرقوا الثورة و مرسي حصان خاسر
- هل حكومة عبد الاله الثانية حكومة دستورية؟
- أولويات الجلسة الثامنة و الستون للجمعية العامة للأمم المتحدة
- الاسلام الجهادي هو عنصر تفكيك للدول
- العوامل الاربعة للانفراج المقبل
- متى كان للإخوان تصور للدولة؟
- موسم الفرار من السجون
- لماذا يصلح رئيس الحكومة ؟
- حكومة بنكيران هي حكومة دستورانية فقط
- هذا ما جناه دستور الاخوان
- مطلب الانفصال عن الوطن الام غير متضمن في تشريعات الدول الديم ...
- نظام سياسي مندمج أفضل من نظام سياسي لا هو بالفدرالية، ولا هو ...
- أزواض الثانية النائمة في الصحراء من اجل صياغة وثيقة اطار لحم ...
- النصوص التشريعية الغير ممعيرة دوليا و دخول العقل المعرفي للم ...
- الحكم الذاتي خيار اوروبي بالقانون مرة أخرى
- الرهانات الحقيقية هي الرهانات العلمية
- المملكة المغربية و مسلسلات الاستنبات السياسي
- زحزحة القارات في العلاقات الدولية الجديدة
- آليات الخطاب في المجتمعات الغير ديمقراطية و كيفية تحويل اليس ...
- التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بودريس درهمان - العسكر الجزائري خارج منطقة شمال افريقيا