أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مدينة عدرا العمالية... تحييكم من سوريا...














المزيد.....

مدينة عدرا العمالية... تحييكم من سوريا...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدت هذا اليوم حلقة إعلامية على محطة روسيا اليوم باللغة العربية.. عن مدينة عــدرا الـعـمـالـيـة الـسـوريـة الي حررها الجيش السوري من جحافل المقاتلين الإسلامويين الغرباء والسوريين, والتي جعلتها تشبه مدينة بـوتـسـدام Potsdam الصناعية الألمانية التي دمـرهـا كليا الطيران الأمريكي والبريطاني قبل نهاية الحرب العالمية الثانية... بالإضافة أن التدمير جرى هنا بدينة عدرا العمالية الشهيدة.. بالتفجير الفظائعي المخطط والمقصود عمدا وإثما.. من الأرض إلى الأرض.. زائد الفتك بسكان المدينة الأبرياء أطفالا ورجالا وشيوخا.. وسبي النساء والفتيات وأخذهن أسرى وسبايا حــرب.
جريمة ضد الإنسانية. جريمة ضد الإنسانية, يجب أن يحاسب عليها كل من جند ومول وسلح ومرر هؤلاء القتلة إلى سوريا, ململما إياهم من العتمات المذهبية في أسود بلاد العربان ظلما وبهامة وغباء.. ومن مكاتب المرتزقة في مكاتب البطالة والفقر والجهل في أوروبا وأفريقيا.. أو من الداخلين في الإسـلام.. طلبا للربح السريع أو للقاء سبعين حورية في جنة موعودة!!!...
كل من يرى صور عدرا العمالية, ولا يبكي عليها.. لا ينتمي للإنسانية... كل من يرى صور المدن والقرى والشوارع والبيوت المهدمة الخرابية المتفجرة في سوريا.. ولا يدين من فجرها.. شــريك مباشر.. لا ينتمي للإنسانية.. مهما كانت دوافع حقده الفكري والطائفي والمذهبي العصورحجري المتأزم المتزمت المهترئ المجنزر.
أي إنسان يرى وطنا بكامله يفجر ويحرق.. فلا يحترق قلبه ولا يأسف ولا يدين... كيف نقبل أن تقطع الأجساد والرؤوس وترمى بالأفران.. وأحيانا يرمى رجال أحياء بالأفران انتقاما من الأسماء الكافرة التي يحملونها على الهوية.. أطفال يرمون ــ انتقاما وحقدا ــ من على الأسطح لدى اقتراب الجيش السوري من المدينة لتحريرها...
قصص ومــآس, يرويها القلائل ممن تبقى حيا بهذه المدينة المدمرة المحاصرة الجائعة.. أب يعرض صورة زوجته وطفلته التي عمرها أربعة سنين وطفل عمره سنتان.. قتلهم الجهاديون الملتحون المغبرون.. لأنهم (شــبــيــحــة)!!!... يا للفظاعة... يا لوحشية الإنسان ــ إن صحت هنا تسمية إنسان ــ لهؤلاء الوحوش الكاسرة الذين يريدون تعليمنا الدين والديمقراطية.. ويبيعوننا الحرية... أهذه هي مساطر الحريات الإسلامية التي ستفرض علينا.. لو وصل هؤلاء الغرباء إلى إقامة خلافة إسلامية في ســوريا؟؟؟... سوريا التي كانت أم الحضارات وأم أولى الأبجديات.. ســوريا التي أوت وحضنت جميع الحضارات والديانات.. وحاولت تطويرها لخدمة البشرية والتآلف بين بعضها البعض.. بين الإنسان والإنسان الأخر... والتي تحاول هذه الجماعات أن تجعلها أرض التمييز بين المؤمن والكافر الذي يجب سحله وقتله وسبي نسائه... عدنا معهم إلى الغاب وشريعة الغاب.. إلى حيونة الإنسان وإعـادتـه إلى العتمة والظلام وانعدام كل فكر وتحليل وحكمة.. واتباع الأمير الذي يأمر بالقتل والشيخ الذي يفتي ويهب الجنات والحوريات والأنهر والغلمان... يا للفظاعة.. يا للغباء.. يا للوحشية.. يا للظلم والظلام والعداء للإنسانية جميعها.. وعلى الإنسانية جمعاء محاكمتها وإدانة مسببيها ومنفذيها.......
عدرا العمال.. كما اسمها كانت مدينة مصانع وعمال.. من جميع المذاهب التي تعيش معا بتسام وأخوة وتعاضد وسلام.. مدينة عمالية.. ســوريـة عادية لا أكثر.. فككوها.. فجروها.. أحرقوها.. أحرقوا سكانها.. هجروا أهاليها.. وحولوها إلى خراب ورماد.. هذه هي عدرا العمالية...
آمـل من ممثلي الأمم المتحدة.. ومن الفرقاء السوريين.. من سلطة ومن معارضات مختلفة.. قبل أية مفاوضات أو محادثات سلام, أن يتكلموا بصوت عال عن مدينة عدرا العمالية.. وأن يعيدوا ذكر أسماء شهدائها من أطفال ونساء ورجال وشيوخ.. وعن منكوبيها.. وعن مشرديها... وأن يحاكم كل المسؤولين السوريين أو الأجانب الذين تسببوا بهذا الخراب وهذه المآسي الإنسانية بعدرا العمال وبكل المدن والقرى وأصغر زاوية من هذا الوطن المنكوب...
من سيعيد الحياة إلى هذه المدن المنكوبة الميتة.. من سيعيد الحياة للعائلات المشردة الحزينة والتي فقدت كل شيء.. وحتى أغلى نسائها ورجالها وأطفالها؟؟؟...
ما تبقى من ســوريـا اليوم؟؟؟... كارثة إنسانية تحتاج لعشرات السنين.. لمئات السنين حتى تعود لها الحياة التي فجرها خونة ومتآمرون, حتى ينزعوا هذا البلد ويمحو شعبه أو يشردوه.. من أجل مطامع استعمارية أو صهيونية آنية ومتوسطة وبعيدة المدى..
لذلك على جميع السوريين اليوم, داخل الوطن السوري أو خارجه, أن يوحدوا جهودهم أينما وجدوا.. ومهما كانت اتجاهاتهم وذكرياتهم وتحليلاتهم للماضي البعيد أو القريب.. أن نسعى جميعا للملمة جراح هذا البلد وصعوباته وآلامه.. وأن نسعى رغم الصعوبات الجمة... أن نضغط على الفرقاء المتفاوضين بكل المؤتمرات عن ســوريـا ومحاولات السلام على أرضها وشعبها الصامد الطيب... بأن تبقى مصلحة ســوريـا قوق وقبل أية مصلحة... حتى تعود لها الحياة والأمان والديمقراطية والحريات الإنسانية الطبيعية... والأمل!!!...وخاصة أن نجعل مطلب إنقاذ سوريا ومستقبلها, واجبا إنسانيا لإنقاذ السلام في العالم.. لا لحماية مصالح شخصية أو دولية أو نفطية..
وســـــوريــا يجب أن تــحــيــا... حماية لسلام العالم.. والحضارة الإنسانية...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي.. يحييكم من لبنان...
- سيداتي.. سادتي...
- ورقة بيضاء
- أمريكا تفجر جنيف2
- كلمة.. إلى وفد الائتلاف المفاوض...
- لعب أطفال في مونترو
- كلمة بسيطة عن هذا المؤتمر
- الإرهاب يتحدى جنيف2 من بيروت...
- جهاديون من فرنسا... والإرهاب العالمي
- بانتظار اجتماع الفرقاء
- مسيو هولاند يهتم بنا!!!...
- رد على السيدة مرح البقاعي
- تكهنات.. معقولة... أو كلمات غاضبة...
- البابا الحالي فرانسوا... وتساؤلات بسيطة أخرى...
- طبول الفتنة...
- تحية... أما بعد... نداء أخر...
- كلمة أخيرة ل 2013
- آخر الاشتراكيين يشحد في مملكة العتمة
- رسالة صادقة إلى الدكتور سامي الذيب
- في جنيف... أو في جزيرة الواق الواق...


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مدينة عدرا العمالية... تحييكم من سوريا...