أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - البشاعة تراث أم بشر–الدين عندما ينتهك إنسايتنا(50).















المزيد.....


البشاعة تراث أم بشر–الدين عندما ينتهك إنسايتنا(50).


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 18:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


– الدين عندما ينتهك إنسايتنا(50).

نشر الكاتب نبيل العدوان مقال بعنوان "الأرملة البيضاء" طرح فيه صور لبعض النساء الأوربيات والأمريكيات اللاتى تغيرن سلوكهن مائة وثمانون درجة بعد إسلامهن وإقترانهن بمسلمين ذوى ميول متشددة لتشاركن هاتى النسوة فى أعمال إرهابية ليفرض السؤال نفسه عن سر هذا التحول الذى يجعل نساء ذوات ثقافة غربية مغايرة ينخرطن فى أعمال إرهابية وكأنهن رضعن ثقافة الإرهاب والتعصب فى ليلة وضحاها .

يضاف للمشهد السابق مشهد آخر أكثر وضوحاً وفجاجة فعند تجوالى فى مواقع الإنترنت قادنى سبيلى إلى موقع إسلامى هالنى ما وجدت فيه من الإحتفاء بمادة تراثية عن جواز نحر الكفار وإحتفال مسلمون يتعايشون بيننا بها ,لأتلمس المعنى الحقيقى للبشاعة عندما يطفو ويطل بوجهه القبيح ليفرض ذات السؤال نفسه مرة أخرى عن مدى خطورة وجود التراث فاعلاً حياً فى الواقع ,فالتراث أصبح من الخطورة بمكان أن يتواجد بدون مواجهة حقيقية لا تنحنى أمام من يناورون ويتخاذلون ويزيفون ,فالأمور وصلت بالفعل لحد التخريب النفسى والذهنى والمعنوى لينال من كرامتنا وإنسانيتنا .

موضوع المقال الإنترنتى كان عن جواز نحر الكفار وبعد توثيق الكاتب لموضوعه من المصادر الشرعية التى سنتعرض لها تنهال من المشاركين فى الحوار عبارات الإحتفاء بذبح الكفار والتهليل لهذا العمل الجهادى وإبداء الأمنيات المتشوقة المتلهفة لذبحهم لتنطلق أقوال لا يمكن وصفها إلا بالبشاعة والبربرية لتقول إحداهن (بارك الله فيك اختاه على هذا الموضوع القيم والله دائما افكر ان امسكت يهوديا ماذا سأعمل به ,واتتني الفكره ان أحرقه حيا وعلى المباشر او اقطع اطرافه وهو حي )!! ..وتقول أخرى (بارك الله فيكي اما نصيحتي اختي فقطع الرقاب ..انا اتمنى ذلك وكلي رجاء من الله اما ان يمزق جسدي اشلاءً في سبيله او يمكنني من نحر كافر نسأل الله قبول الدعاء)ّّ!! لتأخذ من هذه الشاكلة الكثير من الأقوال لبشر يمتلكون كل البشاعة والهمجية وهذا ما دفعنى لكتابة هذا المقال فقد وصلت الأمور لحالة مسرطنه تدفع المسلم للإبتهاج والإحتفاء بالوحشية , فلا تندهش لماذا وصلنا لهذا الدرج الأسفل من الحيوانية .

القضية التى أطلقت هذه الأقوال الهمجية لبشر يحتفون ويحتفلون ويأملون بجز الرقاب هى نحر الكفار من الأسرى كسنة يجب إحياءها فلا يكون سلوك الجماعات الجهادية كالقاعدة والزرقاوى وماشابه هو سلوك متطرف خارج عن الإسلام بل هو فى صميم الإسلام الذى لا يدركه هؤلاء الرومانسيون لنجد هؤلاء الأوغاد يقدمونه بثقة ويحتفون بإحياءه .

من منا لم يرى ولم يقوده حظه السئ لمشاهدة أسرى فى يد الجماعات الإسلامية فى مشهد يجعلك تلعن انتماء هؤلاء الوحوش للإنسانية ثم تجد من يسقط فوق دماغك ليقول لك أنهم ليسوا مسلمين ولا هم من الإسلام وستجد بعد نهاية هذا البحث انهم يمثلون الإسلام الصافى بدون أى تزويق بينما صاحبنا المسلم الوديع بعيد عن شئ اسمه إسلام .
مراسل التايمز حضر عملية ذبح الجندي السوري في إحدى قرى حلب
http://www.youtube.com/watch?v=s-eESVNVVMM
القاعدة تذبح جندى سورى أمام الأطفال
http://www.youtube.com/watch?v=EUNIgY4vMhQ

فلنخوض فى تراثية وفقه نحر الكفار وفقا للشرع الإسلامى لنتلمس البشاعة وهى مُقننه مُشرعه لتصفع هؤلاء الوسطيين الإسلاميين الذين يجاهدون فى تجميل الإسلام وإبعاده عن العنف والبشاعة التى إلتصقت به .

فلنبدأ من آية قتل الأسرى التى لا يتفرد بها التراث الإسلامى فقط ليسبقه التراث العبرانى فى البشاعة ولا غرابة فى ذلك فالديانتان تنحدران من تركيبة إجتماعية بدوية مغرقة فى قسوتها وبشاعتها وليبقى الفرق إنصراف أحفاد العبرانيين عن إحياء موروثهم القديم وإن لم يمنع من ممارسات إسرائيلية بشعة ولكن هناك من يحتفى ويصرخ من أحفاد المسلمين بنحر الكفار كسنه يجب إحياءها .
النص العبرانى يعبر عن غضب الرب من إنصراف صموئيل عن قتل الأسرى صموائيل : ( وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. وعفا شاول والشعب عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ولم يرضوا ان يحرّموها.وكل الاملاك المحتقرة والمهزولة حرّموها وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلا ندمت على اني جعلت شاول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي.فاغتاظ صموئيل وصرخ إلى الرب الليل كله" .) صموئيل 1 :15 - ليتكرر هذا المشهد الغاضب المعاتب للإله الإسلامى ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الانفال-67]
قال الشيخ السعدي فى تفسير هذه الآية أنها معاتبة من الله لرسوله والمؤمنين يوم بدر إذ اسروا المشركين وأبقوهم لأجل الفداء، فلا ينبغي ولا يليق به صلى الله عليه وسلم إذا قاتل الكفار الذين يريدون أن يطفئوا نور الله وسعوا لإخماد دين الله وأن لا يبقى على وجه الأرض من يعبد الله أن يتسرع إلى أسرهم وإبقاءهم لأجل الفداء، الذي يحصل منهم وهو عرض قليل بالنسبة للمصلحة المقتضية لإبادتهم، وإبطال شرهم، فما دام لهم شر وصوله، فالأوفق أن لا يؤسروا، فإذا اثخن في الأرض وبطل شر المشركين وإضمحل أمرهم فحينئذ لا بأس بأخذ الأسرى منهم وإبقائهم.

وجاء في تفسير القرطبي هذه الآية نزلت يوم بدر، عتابا من الله عز وجل لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم.والمعنى : ما كان ينبغي لكم أن تفعلوا هذا الفعل الذي أوجب أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أسرى قبل الإثخان. ولهم هذا الإخبار بقوله "تريدون عرض الدنيا". والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر باستبقاء الرجال وقت الحرب، ولا أراد قط عرض الدنيا، وإنما فعله جمهور مباشري الحرب، فالتوبيخ والعتاب إنما كان متوجهاً بسبب من أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الفدية. وجاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الآية حين لم ينه عنه حين رآه من العريش وإذ كره سعد بن معاذ وعمر بن الخطاب وعبدالله بن رواحة، ولكنه عليه السلام شغله بغت الأمر ونزول النصر فترك النهي عن الاستبقاء، ولذلك بكى هو وأبو بكر حين نزلت الآيات. والله أعلم.- وروى مسلم من حديث عمر بن الخطاب، وقد تقدم أول في "آل عمران" وهذا تمامه. قال أبو زميل: قال ابن عباس فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر :ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله، هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان نسيبا لعمر فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان، فقلت: يا رسول الله، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة ( شجرة قريبة كانت من نبي الله صلى الله عليه وسلم) وأنزل الله عز وجل "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض" إلى قوله تعالى: "فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا" [الأنفال: 69] فأحل الله الغنيمة لهم.

لاتكون آية " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ" هى المتفردة فى إباحة ذبح الأسرى فالتراث الإسلامى ثرى فى هذا المضمار لنجد آية( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق) سورة محمد:4 ليفسرها القرطبى بقوله: لم يقل فاقتلوهم لأن في العبارة بضرب الرقاب من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل، لما فيه من تصوير القتل بأبشع صوره، وهو حز العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن وعلوه وأوجه أعضائه
ويقول ابن كثير : اى اضربوا الهام ففلقوها , وأحتزوا الرقاب وأقطعوها . واقطعوا الاطراف منهم وهي أيديهم وأرجلهم ويقول أبو بكر الجزائري: أي فاضربوا رقابهم ضربا شديدا تفصلون فيه الرقاب عن الأبدان .-وقال الكاساني:فأضربوا فوق الأعناق وهذا بعد الأخذ والأسر لأن الضرب فوق الأعناق هو الإبانة من الفصل ولا يقدر على ذلك حال القتال ويقدر عليه بعد الأخذ والأسر.
هكذا هى الآية صريحة الدلالة في جواز نحر الكفار قبل أو بعد أسرهم وهذا ما فهمه العلماء من آية ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ )-(14) الانفال -ليأتى تفسير ابن كثير لها : اى اضربوا الهام ففلقوها ,وأحتزوا الرقاب وأقطعوها . وقطعوا الاطراف منهم وهي أيديهم وأرجلهم وقد أختلف المفسرون فى معني فوق الاعناق فقيل معناه ضرب الرؤوس , قاله عكرمه قيل معناه أى على الاعناق وهي الرقاب قاله الضحاك وعطيه العوفي ويشهد لهذا المعني أن الله تعالي ارشد لهذا المؤمنين فى قوله تعالي (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق ) سورة محمد

كذلك فى آية: ( فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفه لعلهم يذكرونا) الأنفال:57 -قال ابن كثير عنها : أي تغلبهم وتظفر بهم في الحرب فقوله " فشرد بهم من خلفهم" أي نكل بهم ومعناه غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلا ليخاف من سواهم من الأعداء ويصيروا لهم عبرة لعلهم يذكرون ،وقال السدي: لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك فالشاهد أن الكافر يقتل في المعركة بصورة بشعة ترعب الأعدء ويكون قتله عبرة لهم لعلهم يذكرون .ونحر الكافر المحارب داخل في عموم القتل، ومن فعل ذلك فقد امتثل لأمر الله.
وفى قوله : (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه) آل عمران:152.نقل الطبري عن أبى جعفر: قوله " تحسونهم" يعني حين تقتلونهم يقال منه: حسه يحسبه حساً إذا قتله وقوله :( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصين ) سورة التوبة:52 - و قال ابن كثير في قوله تعالى " أو بأيدينا" أي القتل أو السبي، وكذا قال الطبري :فنحن ننتظر بهؤلاء الكفار أن يعذبهم الله بأيدينا قبل عذاب الآخرة والنحر يدخل في ذلك.

نأتى إلى السنه فقد ثبت مشروعية نحر الأسير من قول نبى الإسلام وفعله وتقريره فأما قوله: فقد روى ابن الأثير وابن إسحاق وغيرهم من أصحاب السير عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : حضرت قريش يوماً بالحجر فذكروا النبي صلى الله عليه وسلم وما نال منهم وصبرهم عليه فبينما هم كذلك إذ طلع النبي صلى الله عليه وسلم ومشى حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفاً فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه مثلها ثم الثالثة فقال لهم: (اتسمعون يا معشر قريش، والذي نفس محمد بيده جئتكم بالذبح).

وأما إقرار محمد بنحر الكفار : فقد روى الطبراني بإسناد رجاله ثقات عن فيروز الديملى قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب، فقلت: يا رسول الله قد عرفت من نحن فإلى من نصير؟ قال: (إلى الله عز وجل وإلى رسوله) كما روى البيهقي من طرق أحدها جيد الإسناد، في سرية أبي حدرد أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم برأس رفاعة بن قيس يحمله معه، ولم ينهه رسول الله عن ذلك.
وروي عن البراء قال: لقيت خالي معه الراية، فقلت: أين تذهب؟ فقال: (أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن آتيه برأسه).
وفي معركة بدر مر عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فوجد أبو جهل في آخر رمق، فاحتز رأسه، وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال هذا فرعون هذه الأمه، وقضى بسيفه لابن مسعود رضى الله عنه.

وأما فعل محمد :فقد حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه على بني قريظة بعد أن غدروا بالمسلمين بقتل رجالهم وتقسيم أموالهم وسبي ذراريهم ونسائهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة) -أي سماوات وفي رواية: (لقد حكمت فيهم بحكم الله يا سعد) -وقد أقر محمد حكم سعد، وأشرف على قتلهم بنفسه، وأمر بحفر الأخاديد، وقد كانوا أكثر من 600 يهودي .والتسبب عند جمهور العلماء في القتل كالمباشر، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم، باشر قتلهم.

قد يقول قائل أن سورة محمد آية 4 لا تقر بذبح الأسرى ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم )
ليقول ابن كثير: هذه الآية نزلت بعد وقعة بدر، فإن اللّه سبحانه وتعالى عاتب المؤمنين على الاستكثار من الأسارى يومئذ ليأخذوا منهم الفداء فقال: ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) ، ثم قول العلماء أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: فإذا انسلخ الأشهر الحر فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقال آخرون ليست بمنسوخة، والإمام مخير بين المن على الأسير ومفاداته، وله أن يقتله إن شاء لحديث قتل النبي صلى اللّه عليه وسلم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط من أسارى بدر. كذلك قول الشافعي: الإمام مخيَّر بين قتله أو المن عليه أو مفادته أو استرقاقه، تأكيدا لقوله : "حتى تضع الحرب أوزارها"

سواء اكانت آية ( فإذا لقيتم الذين كفروا ) منسوخة أو غير منسوخة فهى تعطى إمكانية قتل الاسير أو مفاداته وهنا نحن أمام حالة سياسية تتطلب ذلك شأن الحالة التى أوجبت قتل الأسير (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) لذا من الخطورة بمكان الإعتماد على هذا التراث السياسى التاريخى كمنهجية حياة فهنا سيتبع المسلمون ذبح الأسير إعتمادا على أنها آية ناسخة ,ولو لم تكن ناسخة فهى موجودة بين دفتى القرآن لن يهملها كل من يحمل فى داخلة نزعة الشراشة والبشاعة .

بعد هذا العرض من التراث الإسلامى نجد من الأهمية الربط بين النزعة الإرهابية وثقافة التراث التى تبيح إطلاق البشاعة , فمواقف النسوة الغربيات التى إنخرطن فى أعمال إرهابية وكذلك أراء مسلمات ومسلمين تشبعت نفوسهم بالبشاعة والقبح لنكرر أقوالهم ثانية حتى نتوقف أمامها ملياً لنتأمل حال بشر يعيشون بيننا (بارك الله فيك اختاه على هذا الموضوع القيم والله دائما افكر ان امسكت يهوديا ماذا ساعمل به واتتني الفكره ان احرقه حيا وعلى المباشر او اقطع اطرافه وهو حي ) وأخرى (بارك الله فيكي اما نصيحتي اخيتي فقطع الرقاب انا اتمنى ذلك وكلي رجاء من الله اما ان يمزق جسدي اشلاءً في سبيله او يمكنني من نحر كافر نسأل الله قبول الدعاء ) ونسمع قول لبشع أخر (فإنَّ الكلاب وسائر الحيوان؛ لم تكلّف وتؤمر وتنهَ، فقد فُطرت فطرةً فلم تخرج عنها، بخلاف الكافر الذي خلقه الله ليعبده ويوحّده، فكفر به واتّخذ من دونه أندادًا. إنَّ المُكتفي بما سبَقَ، يخرجُ؛ بأنَّ كفر هذا الكافر، وخروجه عن دين الله، اقتضى هدر دمِهِ، وهوانه، وكون دمه دم كلب لا أكثر .. إن الموحِّد الَّذي يمتلئ صدرُهُ بما أمره الله به من عداوةِ الكُفَّارِ، الَّذي كفر بالطَّاغوتِ ومن عبدَ الطَّاغوتَ، والَّذي والى في الله وعادى فيه، إنَّ هذا الموحِّدَ حقًّا؛ لَيَكفيهِ ما سَبَقَ، ليتحرَق شوقًا إلى دم الكافر، إلى نحر عدوِّ الله وتقطيعه . ألا تريد الجنَّة؟!... ألا تريد أن تأمن النار بإذن الله؟!... ألا تريدُ أن تدخل في هذا الحديث .. اقتل المشرك.. اقتل من دمه دم كلبٍ .. اقتل هذا الَّذي أمرك الله العظيم بقتله وحرضك نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم عليك) .!!

أكتفى بهذا الكم من البشاعة المتداولة على مواقع الإنترنت ليتبين لنا حالنا بعد أن تشربنا ثقافة البشاعة ليخيب فكرى عندما كنت أتصور ان ذبح الاسرى فى العراق وسوريا هى حالة غضب وهمجية من الذابحين يستلهمون صور القصاص البشعة ليتضح سوء ظنى فالذبح شريعة وثقافة ومنهج إسلامى أصيل .

حرى أن لا نتعامل مع هذه القضية بشكل منفعل بإطلاق الأحكام والتعميم فهناك شرائح عريضة من المسلمين أصحاب نزعات مسالمة بل ينفرون من العنف والدم لذا يمكن تفسير البشاعة التى تلمسناها فى غربيات أسلمن أو بعض المسلمين الذين يتشوقون لممارسة الذبح والدم أننا أمام نماذج بشرية مضطربة تبحث عن العنف والدم وممارسة البشاعة أى لديها ميول نفسية لإطلاق مافى داخلها من عنف ووحشية ليجدوا مظلة تبيح لهم ذلك لتنطلق طاقات الهمجية الداخلية مصحوبة بإرتياحية وتلذذ فى الفعل والممارسة بدون أن يحسوا بالنفور والإستهجان بل سيلبسون أفعالهم وأقوالهم الهمجية لبوس الجهاد والفخار والمجد والعزة .

تبقى هناك إشكالية جديرة أن نعتنى بها وهى هل نحاكم التراث أم نحاكم هؤلاء البشر , فمن الغباء ان نحاكم التراث لأنك هنا فى حاجة لحظر نصوص وهى فى النهاية تاريخ فلا يوجد عاقل يحاكم تاريخ وإلا جاز لنا ايضا أن نحاكم الكتاب المقدس لتبقى القضية محصورة فيمن يستحضر التاريخ ليكون فاعلاً , فهؤلاء هم الذين يجب أن يحاكموا ليس على إستحضارهم فحسب بل على تلك الميول والأقوال العنصرية البشعة فلا يقر أحد أن حرية الفكر والنشر تعنى التحريض على قتل المخالف الكافر الذى دمه دم كلب , ومن هنا يكون طلبنا بمحاكمة هؤلاء الفاشيون الجدد أمرا منطقياً وعادلاً فنحن أمام مجرم يتلهف ويأمل ان يجز رقبة كافر كمشروع جريمة يمكن أن تتحقق ,فهل ننتظر له أن يحققها .

إشكالية شعوبنا أنها غير قادرة على المواجهة والرفض بصوت عال فمن يستنكر فعل القاعدة والأصوليين يستنكر من منطلق إنسانيته التى إنتقت من الإسلام مفاهيمه الخاصة مهملا التراث العنيف ليبقى من الأهمية بمكان الوقوف الجاد من هذا التراث الغارق فى العنف والدم والعنصرية وتحديد موقف واضح غير ملتبس لا يتقبل الميوعة والتردد فهو المانح لهؤلاء المرضى النفسيين المدد والمظلة لممارسة بشاعتهم ووحشيتهم .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختار الإجابة الصحيحة–الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية .
- إنهم نصابون –خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .(33).
- الله بين المعنى واللامعنى .
- مفاتيح لفهم الوجود والحياة .
- هل هناك أمل فى إسلام متصالح مع العصر-قضية للنقاش.
- فى المعنى والغاية والقيمة-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- تناقض فى الكتابات المقدسة-جزء 3-الأديان بشرية الفكر والهوى و ...
- فى العشوائية والنظام-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ-;- لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ –الدين ...
- تناقضات فى الكتابات المقدسة-الأديان بشرية الفكر والهوى والهو ...
- ثقافة -إنت مال أهلك- المفقودة-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- فى المعنى والقيمة والغاية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- قضية للنقاش–الإسلام جانى أم مجنى عليه.
- قضية للنقاش-الإسلام الوسطى أكذوبة أم خالق توازن أم منسق أدوا ...
- سأكتب لكم خطاياكم-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- القبح ليس سلوك شخصى بل ثقافة –الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- تنبيط –خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.
- وهم العدالة والرحمة الإلهية-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- شرعنة النفاق والإنتهازية والوصولية والزيف-الدين عندما ينتهك ...
- نحو فهم للوجود والحياة والإنسان-ماهية العقل والفكر.


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - البشاعة تراث أم بشر–الدين عندما ينتهك إنسايتنا(50).