أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - تفكيك الاسلاموفوبيا (2)














المزيد.....

تفكيك الاسلاموفوبيا (2)


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 06:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفكيك الاسلاموفوبيا (2)



اشرت فى المقال الاولى الذى نشر فى 18.8.2011 الى ان الجذور المكونه لللاسلاموفوبيا, تكمن فى مدارس الاستشراق التى قات بعمليه تصنيع و تعليب ثقافى للشرق. الذى تم تصوره على انه مجتمع قاس خال من الرحمه, و مجتمع يضج بالحريم الذى همهن الترفيه عن رجال البلاط. اما اذا ما انتقلنا للعصور الحديثه, فاننا سنلاحظ ان هذه الظاهره كما يقول الباحث البريطانى رونى ميد ترست, مرتبطه بمشاعر الكراهيه و الرفض للمسلمين فى اوروبا و الخوف منهم.
و قد اعترف المركز الاوروبى لمراقبه العنصريه ان الاسلاموفوبيا تتصاعد فى اوروبا خاصه بعد هجمات ايلول الارهابيه على برجى نيويورك.


و هذه المشاعر السلبيه يتم تغذيتها من الاعلام الذى كان يقتنص فرص اعمال ارهابيه يقوم بها اسلاميون متطرفون مثل قتل المخرج الهولندى حفيد الفنان الشهير فان غوخ,و قطع راس جندى بريطانى فى قلب لندن, و اطلاق النار من قبل الرائد و الطبيب حسن الامريكى من اصل فلسطينى, على زملائه الجنود و قتله لبعضهم , اضف الى اخبار العنف الجماعات الاسلاميه فى الشرق الاوسط , كانت سببا اساسيا فى تغير الراى العام الغربى و تعمميم هذه الظاهره السلبيه على كل المسلمين.

لقد بدا الاشاره الى صراع الغرب و الاسلام اول مره فى العام 1990, الذى شهد تحولات كبرى فى العالم ادت الى انهيار الكتله الشيوعيه, و بدايه الحديث عن احتماليه الصراع بين العالم الغربى و العالم الاسلامى الذى بدا الحديث عنه كعدو المستقبل .و فى العام 1993 ظهرت مقاله صموئيل هننغتون فى مجله الفورين افيرز الامريكيه التى قدم فيها فرضيته, او رؤياه لمستقبل الصراعات فى العالم. .حيث قال انه يعتقد ان صراعات المستقبل لن تكون ايديولوجيه, كما كان الامر فى السابق بين الراسماليه و الاشتراكيه بل ثقافيه .و بالتالى فان خطوط التماس فى المستقبل ستكون بين الثقافات .و بعدما قسم العالم الى سبعه ثقافات رئيسيه اعتبر ان الاسلام سيكون مقاوما للحضاره الغربيه .


و فى العام 1990 شهد العالم الحرب المعروفه بحرب تحرير الكويت, التى حصلت عقب احتلال النظام العراقى للكويت .و على الرغم ان الاذى الذى حصل, كان عمليا اذى من عربى لعربى اخر, الا ان الحمله الاعلاميه الغربيه صورت الصراع و كانه بين الغرب و الاسلام. حتى ان ارنا نس و هو فيلسوف نرويجي توفى منذ بضعه اعوام , وصف صدام حسين بالديكتاتور المسلم, و هو تعبير ان دل على شىء فانه يدل على طبيعه المناخ الذى بدا يتكون فى الغرب .

دعنا اذن نحاول فهم طبيعه المناخات السياسيه و الاعلاميه التى ساهمت بتكوين هذه الظاهره .و هذا يعنى معرفه الاسباب التى لعبت دورا فى تشكيل هذه الظاهره .و هى فى نظرى ثلاثه اسباب اساسيه .



العامل الاول, هو ازداد هجره المسلمين الى اوروبا حتى وصلت اعدادهم الى الملايين فى بعض البلدان . الامر الذى ادى الى بدايه ارتفاع اصوات خاصه من اليمين الاوروبى تحذر من اسلمه اوروبا. و تعتبر ان انتشار الغيتوات المسلمه دليل على عدم قدره المسلمين على التكيف و الانخراط فى الثقافه الاوربيه, سواء عبر انجابهم اطفالا كثيرين , و عنف الرجال تجاه زوجاتهم , و اعتماد الكثيرن منهم على صنادين الشؤون الاجتماعيه الخ من الكلام السلبى الذى كان يكتب تقريبا بشكل شبه يومى خاصه من صحف الاثاره .


العامل الثانى و هو عامل التطرف الدينى و العنف الاعمى , و هذا العامل يشكل باعتقادى العامل الاساسى فى تكوين الاسلاموفوبيا . و استطيع ان اقول بكل ثقه انه لو لم تحصل اعمال عنف و ارهاب من قبل الاسلاميين المتطرفين, ما كان من الممكن لللاسلاموفوبيا ان تنتشر كما هى الان.و ايا كانت قدره الصحافه الصفراء فى تشويه المسلمين, فانها بدون الاعمال الارهابيه ما كان لها ان تنجح فى رسم صوره سلبيه .
الامر الذى يصح معه القول ان لا احد شوه الاسلام اكثر من التطرف الاسلامى .


العامل الثالث الصراع مع اسرائيل. فى هذه الفتره ايضا حصل ضعف فى منظمه التحرير الفلسطينيه بسبب خروجها من لبنان العام ,1982 و توزعها على المنافى البعيده, و كذلك وقوف بعض قياداتها الى جانب صدام حسين اثناء احتلاله للكويت الامر الذى زاد من ضعفها . و فى هذه الاثناء برزت حركه حماس ذات التوجه الاسلامى التى تم انشاءها العام 1987 فى قطاع غزه.و المعروف انه قبل هذا التاريخ كانت منظمات المقاومه الفلسطنييه تناضل فى اطار ثقافه حركه التحرر الوطنى ذات التوجه العلمانى هذا المناخ استفادت منه اسرائيل و بدات تصور ذاتها و كانها هى( ايضا!) ضحيه (الارهاب الاسلامى! ). و راحت تسوقه لاجل التغطيه على طبيعه الصراع الموجه ضد الاحتلال , و كانه صراع دينى يريد فيه المسلمون تدمير ( الدوله اليهوديه التى تحمل مشاعل الحضاره الغربيه فى الشرق!).

خلاصه:
ان تغيير الصور ذات الطابع النمطى مساله ليست سهله, لان هذه الصور النمطيه تتكون عبر الوقت و لا يمكن اختفاؤها بسرعه, حتى و ان اختفت مسبباتها .
و على سبيل المثال عملت اليابان كثيرا من خلال ارسال فرق موسيقيه الخ الى امريكا لاجل تحسين صورتها القاسيه التى تم تكوينها خلال الحرب العالميه الثانيه.
لكن اعتقد ان على النخب العربيه ذات التوجه العلمانى التى تعيش فى الغرب ان تلعب دورا اكبر من الان, من اجل اظهار صوره اخرى عن العرب و المسلمين تختلف عن الصور النمطيه السلبيه .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من توحيد النظره للتاريخ!
- فى ذكرى جيمس جويس!
- عن الاديب اليابانى يوكيو ميشيما و عن الحياه القصيره و شجر ال ...
- عام على رحيل المناضل و القائد نمر مرقص
- نهايه الحلم الامريكى فى مصرع بائع متجول!
- مفهوم الخير و الشر فى مسرحيه عرس الدم لغارسيا لوركا !
- مات ابو عمر ديراوى ؟لن يسمع بعد الان صوته يوقظ الناس للصلاه!
- تراجيديا الانسان العادى فى مسرحيه الخال فانيا !
- هذا ممكن !
- بانتظار عوده ابو يوسف الفران !
- بشاره مفرحه بعوده ابو يوسف الفران, ابو ضرغام المقعد يقوم من ...
- العرب و ثقافة الوهم و البارانويا و ضروره التخلص منها ؟
- القريه تواجه اعصارا رهيبا قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- لاجل مواجه الفكر الدينى المتطرف
- قبيل عوده ابو يوسف الفران. اهالى القريه يستعدون ليوم القيامه ...
- طائرات ورقيه فوق سماء القريه قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- تجدد الامل بعوده ابو يوسف الفران!
- لا بد من عصف فكرى و مراجعات جذريه لحاضرنا و مستقبلنا !
- من اخبار ازمنه الفتنه قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- نحو حكم فيدرالى و برلمانى فى بلاد الشام


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - تفكيك الاسلاموفوبيا (2)