أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - استراتيجية الإخوان














المزيد.....

استراتيجية الإخوان


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 17:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


استراتيجية الإخوان نصار عبدالله
العبوات المتفجرة بدائية الصنع تثير فى نفسى من الإنزعاج والمخاوف أكثر مما تثيره العبوات متقدمة الصنع!! ، رغم أن العبوات البدائية محدودة التأثير، ورغم أنها محدودة القدرة على الفتك والتدمير إذا ما قورنت بالعبوات المتقدمة ، لماذا إذن أنزعج بقدر أكبر كلما سمعت بيانا من وزارة الداخلية يقول إنه قد تبين أن الإنفجار الذى وقع فى منطقة "كذا" ناتج من عبوة بدائية الصنع، ويزداد الإنزعاج كلما تكرر البيان بنفس الصيغة تقريبا عن تفجير آخر ؟ ..السبب ببساطة هو أن العبوة البدائية هى على الأرجح عبوة محلية من حيث طبيعة الصنع كما أنها غالبا فردية من حيث طبيعة الصائع، وباختصار فإن جميع عناصرها : الصنع، والصانع، ومواد التصنيع هى على الأرجح عناصر مصرية خالصة، أما العبوات المتقدمة فهى عبوات شاركت فى صنعها بشكل أو بآخر عناصر أجنبية مدربة تابعة لقوى إقليمية أو دولية ، ..من الطبيعى والحال كذلك أن يثير فى نفسى قدرا كبيرا من الإنزعاج أن يكون صانع العبوة أوزارعها مصريا، كان من المفترض فيه أصلا أن يكون عونا لبلاده فى حربها ضد الإرهاب، وليس جزءا من العمليات التى تشنها عليها قوى معينة لا يعنيها سوى تحقيق أجنداتها الخاصة. ومن ناحية ثانية فإن العبوات المتقدمة بحكم أنها قد شاركت فيها عناصر كثيرة ، لابد أن تكون قد جرت بينهم ترتيبات أو اتصالات تتيح للأجهزة الأمنية فرصة أكبر نسبيا للإمساك بعدد من الخيوط التى قد تقود فى النهاية إلى الإستدلال على من يقفون وراءها ، وأظن ـ أو على الأقل أتمنى ـ أن يكون هذا قد تحقق بالفعل لدى الأجهزة الأمنية المصرية، أما العبوات البدائية فإنها فى حالات كثيرة قد تكون عملا فرديا خالصا قام به مرتكبه بجهده الخاص بمبادرة منه دون تنسيق مع غيره ودون أن يتلقى تدريبا أو إمدادا أو تعليمات من جهة منظمة توجهه إلى ما يتعين عليه وهو ما يجعل الإستدلال عليه أكثر مشقة وصعوبة فيما أتصور ، السؤال الأهم هنا هو: هل تتوقع جماعة الإخوان المسلمين من الشعب المصرى ومن القوات المسلحة التى انضمت إلى ثورته ضد الجماعة، هل يتوقعون منهم بعد كل ما حدث أن يركعوا ويرفعوا راية التسليم ؟ هل يتوقعون أن يطالبوهم بالتدخل لإيقاف هذه العمليات الإرهابية سواء كانت صادرة منهم بشكل مباشر أو صادرة من حلفائهم من الجماعات الإرهابية الأخرى، أوكانت صادرة من المتعاطفين معهم ممن يقومون بهذه العمليات التفجيرية بشكل فردى تعبيرا عن هذا التعاطف ؟ هل سيركع المصريون للجماعة ويفرشون لها طريق العودة إلى سدة الحكم بالورود ثمنا لإيقاف الإرهاب؟؟ ...من المؤكد أن الجماعة تدرك أن هذا من رابع المستحيلات، لكنها على الأرجح تدرك فى نفس الوقت أن هذه العمليات من شأنها أن يترتب عليها بالضرورة اشتداد القبضة الأمنية والمزيد من التضييق على الحريات الخاصة والعامة، وهى نتيجة طبيعية متوقعة فى أى مجتمع يخوض حربا أيا ما كانت هذه الحرب ، وعلى هذا فإن الجماعة فيما أتصور تحاول أن تبنى استراتيجيتها الراهنة على محاولة دفع النظام دفعا إلى أن يتحول إلى نظام قمعى شديد الوطأة ، قليل التسامح مع الأصوات التى تمارس نفس القدر من الحرية الذى كانت تمارسه فى ظل مرحلة لا يخوض فيها المجتمع حربا ضروسا ، (صحيح أن الكثيرين من أصحاب هذه الأصوات قد يمارسون الحرية لأنهم مؤمنون بها أصلا دون التفات إلى أنها قد تصب فى السياق الراهن لمصلحة الإخوان) ، لكن النتيجة واحدة وهى دفع القيادة الحاكمة إلى عدم التسامح حتى مع أصحاب هذه الأصوات ، ومع تراكم القمع والتضييق الذى تقتضيه ضرورات المعركة التى فرضتها جماعة الإخوان على المجتمع فرضا، مع هذا التراكم يمكن أن نصل فى نهاية المطاف إلى نظام قمعى أمنى خالص يسعى إلى تحقيق الإستقرار ولو على حساب أى شكل من أشكال الحرية ، ومثل هذا النظام هو الذى سوف يقود بعد حين طال أو قصر إلى ثورة جديدة خاصة إذا لم يتحقق إنجاز اقتصادى ملموس ، وهذا هو فى الحقيقة ما يحلم به الإخوان فيما أتصور: نظام قمعى خالص يقود فيما بعد إلى ثورة جديدة سوف يحاولون الإندساس فيها بعد تغيير واجهاتهم تمهيدا لسرقتها مرة أخرى من أصحابها الحقيقيين .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هويدى يدافع عن الإرهاب
- عن المادة 204 وأخواتها
- عن مشروع الدستور الجديد
- إبراهيم باشا
- أطفال الشوارع: الحل البرازيلىٍ
- أمكنة صبرى موسى
- عن إصلاح الإصلاح
- من أين جاء بالغبار؟؟
- حتى لا نضطر إلى ثورة أخرى!
- النص الغائب عن الدستور
- الإخوان والصندوق
- هيكل والسيسى
- الببلاوى: رئيسا للحكومة!
- مكرم : الأستاذ
- نتيجة التحقيق فى بلاغ وزير الثقافة
- وحيد المقال: وزيرا للثقافة
- مجلس الشورى وعصر: -الفسادات-
- مجلس الشورى والتشريع
- دعاء السيدة: -دعاء-
- الأمانة العلمية لوزير المالية


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - استراتيجية الإخوان