أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - المثقفون والسيسي بين الرفض المنطقي والأيديولوجيات الجوفاء














المزيد.....

المثقفون والسيسي بين الرفض المنطقي والأيديولوجيات الجوفاء


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما تزال قضية ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية في مصر تلقى ردود فعل متباينة. المؤيدون للترشيح هم من مختلف طوائف وأطياف الشعب المصري، ويبررون رغبتهم في رؤية السيسي قائداً للبلاد بتطلعهم للاستقرار والأمن وعودة الحياة إلى مجاريها. المعارضون للترشيح هم الإسلاميون من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو المتعاطفين معها، إضافة إلى عدد ممن يطلقون على أنفسهم لقب "النخبة" الذي لا نعرف له تعريفاً واضحاً هذه الأيام. المبرر الأساسي للرافضين ينقسم إلى جزئين، الأول هو معادلة الشرعية والانقلاب بالنسبة للإسلاميين، والثاني هو رفض عودة حكم العسكر بالنسبة لـ"النخبة" قليلة العدد والتأثير. يحيرني كثيراً موقف بعض أفراد هذه "النخبة" الذين تفترض فيهم الثقافة والقدرة على رؤية الأمور وتحليلها وفهمها بشكل دقيق وصحيح.
من أفراد "النخبة" التي أبدت مؤخراً اعتراضها على ترشيح السيسي لرئأسة الجمهورية الشاعر الكبير عبد المعطي حجازي. طالب حجازي في حوار له مع قناة الحياة المصرية بعدم دخول السيسي معترك السياسة والبقاء في قيادة القوات المسلحة. شرح حجازي وجهة نظره بالقول أن اللجوء إلى بطل جاهز ليضمن لمصر المستقبل سوف يصادر على الديمقراطية، مشيراً إلى أن مصر تحتاج لأن تصنع الديمقراطية وتحميها بأدواتها التي يأتي على رأسها الدستور والحريات السياسية والعامة.
حاولت الحقيقة معرفة ماهية علاقة "البطل الجاهز" بالديمقراطية وكيف يمكن لهذا البطل أن يضر بها، ولكني لم أستطع. أما بالنسبة للحديث عن الحماية التي يوفرها الدستور والحريات للديمقراطية فهذا أمر حقيقي وطبيعي في الدول التي ترسخت بها الديمقراطية حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العامة. ولكن الوضع في مصر يختلف للأسباب الأتية:
أولاً: أدوات الديمقراطية تحتاج شعوباً متعلمة وواعية ومتفتحة. لست اعتقد أن هذا يتوافر في مصر التي تقترب نسبة الأمية فيها من خمسين بالمائة.
ثانياً: أدوات الديمقراطية تحتاج شعوباً تملك إرادتها، شعوباً لا يسيطر عليها سياسيون مضللون باسم الغيبيات والأديان.
ثالثاً: الدستور من أهم وسائل حماية الديمقراطية، لكن الدستورفي مصر غير مقدس ويخضع لسلطة الحاكم ويتغير حسب هوى النظام وبما يخدم مصالحه. وقد جرّبت مصر حديثاً دستور الإخوان السيء الذي كتب لأسلمة الدولة وقمع الحريات وتكريس وجود الجماعة في السلطة.
رابعاً: الحريات العامة من الأساسيات التي تقوم عليها الديمقراطية، ولكن الحرية السياسية ليست إلا جزءاً من الحريات. هناك الحرية الإجتماعية والحرية الدينية والحرية الثقافية، وهي حريات تتطلب ثورة اجتماعية طويلة الامد تقضي على الجهل والتخلف.
خامساً: الاستقرار الأمني والتطور الاقتصادي من أهم عوامل نجاح الديمقراطية، ولكن من المستحيل أن يتحقق الاستقرار والتقدم الاقتصادي في غياب الأمن عن المجمتع. تتحمل مسئولية غياب الأمن الجماعات الإرهابية التي تستخدم العنف والتدمير والتخريب والتفجير.
السؤال الذي يلح علىّ هنا هو ألا يعي النخبويون أن الحالة المصرية خاصة وتتطلب قدراً من المسئولية والتفهم لظروف المجتمع؟ لا يساورني الشك في أن الشاعر عبد المعطي حجازي من كبار مثقفي مصر، ولكن ما يدهشني حقاً هو عدم انتباهه إلى أن مصر تحتاج بنية اجتماعية متينة تقوم عليها الديمقراطية الحقيقية التي نحلم بها لمصر. القضية لا تتعلق بالبطل الجاهز أو البطل غير الجاهز، القضية تتعلق بوجود قاعدة مجتمعية للديمقراطية. هذه القاعدة هي التي ستحمي الديمقراطية وأداوتها ووسائلها وهي أيضاً التي ستقطف ثمارها.
إن رفض السيسي في الظروف التي تعيشها مصر هذه الأيام لا يبدو خياراً عملياً. دعونا نتوقف عن استخدام الأيديولوجيات الرنانة البليغة في المظهر والجوفاء في القلب. الأيديولوجيات لا يجب أن تكون معياراً دائماً أبدياً. علينا الاعتراف بأن السيسي هو الأكثر نفوذاً وشعبية في مصر. السيسي أيضاً هو الرجل الأقوى عسكرياً وسياسياً، وستبقى له الكلمة العليا إدارة شئون مصر طالما بقيت البلاد تحتاج للقوات المسلحة في أعمال حماية الأمن الداخلي. سيحدث هذا سواءً من القصر الجمهوري أو من مقر وزارة الدفاع.
هل يعني هذا أنه يجب علينا القبول بالأمر الواقع والموافقة على حكم العكسر؟ الإجابة بالطبع لا. لا ولكن دعونا نفكر بهدوء مستخدمين المنطق والحجة في بديل مناسب للسيسي يمنحه المصريون ثقتهم. لست أعتقد أن أياً من السياسيين الموجودين على الساحة يستحق أن يكون رئيساً للجمهورية. لم تثبت القوى السياسية المصرية بمختلف تياراتها واتجاهاتها نضجها وقدرتها على خوض غمار الانتخابات سواء البرلمانية منها أو الرئاسية. ما أعرفه وأدركه تماماً أن المصريين خاضوا تجارب مريرة على مدار السنوات الثلاث الماضية، ولا يبدو أنهم مستعدون لخوض تجارب أخرى مع أنظمة حكم إما ضعيفة أو منحازة أو تنفذ أجندات غير وطنية.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترشيح السيسي: يوم حداد على المجتمع المدني في مصر
- لماذا لا يجب أن نعبأ بغياب الشباب عن الاستفتاء في مصر؟
- مرسي -يتابع- مجازر الأقباط
- عمر البشير وموعد مهم مع العدالة
- محاكمة اليوم الواحد تخذل مباديء ثورة الياسمين
- رفيق حيبيب وتجميل وجه حزب الإخوان
- وهم دولة الإسلاميين المدنية
- أزمة إمبابة بين عجز وفشل المجلس العسكري وإرهاب وكذب السلفيين
- صول-أطفيح وشرع الله ومصر المأسوف عليها
- القوات المسلحة وشرعية الميدان وهيبة الدولة المصرية
- لماذا استبعدت جورجيت قليني من التعديل الوزاري؟
- العمرانية... الشرارة الأولى لثورة شباب مصر
- مذبحة كنيسة القديسين طائفية جذورها داخلية
- آلام مسيحيي العراق في عيد الميلاد
- مأساة العمرانية دليل إدانة للحكومة المصرية
- الجريمة في مصر والضحايا في العراق
- لماذا تنكر الحكومة المصرية مذبحة نجع حمادي الطائفية؟
- نفي المسيحيين في أوطانهم
- دور حركة حماس في المغامرات الإسلاموية في الدول العربية
- أحداث غزة بين المحرقة الحمساوية والإعلام العربي المضلل


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - المثقفون والسيسي بين الرفض المنطقي والأيديولوجيات الجوفاء