أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي الخطوط البارزة في التاريخ















المزيد.....

الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي الخطوط البارزة في التاريخ


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 22:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الخطوط البارزة في التاريخ
(الدويلات السومرية)
إن قيام حضارة السومريين في جنوب العراق ترك أثراً في الحضارات التي أعقبتها، لما أسهمت به من معالم حضارية متعددة ومتنوعة، واساعدت في تقدم المنطقة، أما المدن السومرية التي كانت أساساً للحضارات المدنية في العراق، فقد تميزت بمواصفات كاملة لمعنى المدينة، ولم يكن ينقصها أي من مقومات التقدم الحضاري، وكانت كل مدينة تأخذ بزمام الحضارة* كلاً حسب قوتها وموقعها، فمرة كانت بيد كيش وأخرى بيد أورك*، وهكذا استمرت هذه الدول بالصعود بالسلم الحضاري للمنطقة بشكل منفصل سياسياً ولكنه في الوقت نفسه متكامل حضارياً وثقافياً، إلى أن جاء لوجال زاجيزي ووحد هذه الدول تحت رايته، ومنذ ذلك الوقت بدأت تظهر عند الحكام الذين تلوه مفهوم الوحدة السياسية للمنطقة، وخرجوا من مفهوم ملك المدينة الواحدة إلى ملك المنطقة، والذي تطور إلى معنى ملك الجهات الأربع.
والحضارة السومرية حققت إنجازات حضارية ساعدت على تحقيق التقدم الحضاري، فمن استخدام الدورة الزراعيةُ واستخدام أنظمة الري، إلى تدجين بعض أنواع الحيوانات، إلى ظهور التعدين (النحاس، والقصدير)، مما أبقى المنطقة محصنة من التدخلات الخارجية من خلال تطوير معدات الحرب، وكان هناك اختراع الكتابة التي وثقت وحفظت كل الإرث الثقافي والأدبي والحضاري من الضياع وأظهرت ثقافتنا بصورة متميزة عن جيراننا، وكانت الأختام الإسطوانية التي استخدمت بداية للأمور الدينية من قبل الكهنة، حيث كانت هذه الأختام تعبر عن المعتقد الديني للسومريين، وتم تطوير استخدامها من قبل المجتمع لتميز أملاك الأفراد بعضهم عن بعض، وقد ترك لنا هذا العصر من المعتقدات الدينية الشيء الكثير، والتي استمرت حية لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، ولم يتم التغيير في هذه المعتقدات إلا بصورة قليلة، مثل تغيير أسماء أو تطوير بعض الأحداث دون الخروج عن الثوابت الأساسية للفكرة الدينية، فقد ظهرت ملحمة الأنوما إيليش التي تفسر كيفية خلق الكون وما فيه من كواكب وما على الأرض من كائنات وظواهر طبيعية. وقد تم تطوير هذه الملحمة من تراكمات فكرية سابقة، حيث تم تبديل أدوار الآلهة من أنليل (1) وأنكي (2) كأسياد لمجتمع الآلهة، إلى مردوخ (3) الذي أصبح المخلص والمنظم للكون، وتراجع أنليل وأنكي إلى المرتبة الثانية، وهناك ملحمة عشتار ومأساة تموز( 4) والتي تتحدث عن الجنس والخصب اللذين يصيبان الأرض والأمور المتعلقة بالموت (العالم السفلي) عند السومريين، فمثل هذه المعتقدات بقيت حية حتى العصر الروماني عندما قام الرومان وقبلهم الإغريق باقتباس هذه المعتقدات، فظهرت أفروديت عند الإغريق والتي حملت اسم عشتروت عند سكان المنطقة، أما التركة الثالثة، فكانت الأهم والأعظم في تاريخ المنطقة ألا وهي ملحمة جلجامش، فمن الحديث عن الآلهة وعظمتها انتقلت هذه الملحمة لتحدثنا عن الإنسان وما يحمل من قدرات ومشاعر جياشة، فقلبت مضمون الكتابة من الآلهة إلى الإنسان، الذي طور هذا المضمون فيما بعد ليتحدث عن تاريخ الملوك وأعمالهم أكثر مما يتحدث عن الآلهة، وبذلك تراجعت الآلهة إلى المرتبة الثانية بعد الإنسان ، وتعتبر هذه الحالة أول تحول كتابي في المضمون والشكل أحدث على الأرض، فإذا كان راسين (5) قد قلب أعمال العظماء من البطولة إلى الحب والعشق، فقد جعل كتابنا ما هو أكثر ثورة في مضمون الكتابة عندما وضعوا الإنسان كمنتصر على الآلهة، فكانت الانتصارات تتحقق لهذا الإنسان عندما تم الصلح بين جلجامش وانكيدو، ومن ثم قتل خمبابا حارس غابات الأرز، وبعد ذلك رفضه الاقتران بالربة عشتار وقتل ثورها السماوي وضربها به، ثم وجه لها كيلاً من الشتائم، واستمر هذا الانتصار حتى بعد موت انكيدو، عندما قام جلجامش برحلته الطويلة للبحث عن الخلود، إن أهم ما في هذه الملحمة على صعيد المعتقد الديني، هو وجود نص عن الطوفان الإلهي (أسبابه، الهدف منه، كيفية حدوثه، وصف ردود الفعل ثم سكونه وعودة الحياة إلى الأرض) فهذا النص جاء ليؤكد بعض النصوص السومرية الأخرى التي تتحدث عن الطوفان، ولم يتم سوى إعادة صياغة هذه الأسطورة بشكل أدبي أكثر منه ديني، فتم تحويل اسم زيو سدره أو اتراخاسيس إلى أوبشتيم، كذلك ترك لنا العصر السومري مجموعة رائعة من القطع الأدبية والدينية المختلفة، وإنتاج هائل من الأشكال الفنية المنحوتة، هذا عدا عن القوانين التي تحدد العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وكل ما يتعلق بحياة الإنسان.مدن منذ فجر الدويلات السومرية.
_ عشتار: إلهة الحب والخصب وتموز إله الحب والخصب.

2_ مسرحي فرنسي رائد لجيل التغيير في المسرح الفرنسي.
مدن منذ فجر الدويلات السومرية.

1_ أنليل: إله العواصف والريح ومن صفاته سيد الأرض.
2_ أنكي: إله المياه العذبة ومن صفاته الحكمة والمعرفة.
3_ مردوخ: الإله الذي قاده الإله لروبتاه ضد الإله لابار تعامة وابسو انتصر عليهم، ومن جسد تعامة أوجد الكون حسب الأسطورة البابلية (في العلى عندما).
.
4 ـ عشتار: إلهة الحب والخصب وتموز إله الحب والخصب.

5_ مسرحي فرنسي رائد لجيل التغيير في المسرح الفرنسي.


قبل الحديث عن العصر الذي ساد بعد السومريين، نريد أن ننوه إلى أن ظهور أول سيادة دولة جديدة لم يكن يعني انتهاء أو إزالة الدول الأخرى، بل يعني بقاء تلك الدول تابعة للدولة المسيطرة، ومنها من احتفظ باستقلال خاص وذلك بعد عقد معاهدة صلح، أما عملية التدمير وهدم المدن (الإزالة الجغرافية) لم يكن يمارس بتاتاً في هذا العصر، ولهذا عندما ضعفت الدولة الأكادية كانت هناك مباشرة إعادة ظهور السيادة للمدن السومرية، وهذا يؤكد على أن شعب المنطقة يمتاز بحس حضاري متميز وبعيد جداً عن العقدة الحضارية اتجاه الغير، واعتقد بأن مسألة (الإزالة الجغرافية) جاءت إلى المنطقة من الخارج عندما قام العلاميون بإزالة مدينة أور(1) السومرية، وقد أعاد هؤلاء همجتيهم عندما قام كورش الفارسي(2) بإزالة بابل عن الوجود، وقد تكرر هذا الفعل الهدام على يد الرومان الذين أزالوا قرطاج(2) الفنيقية عن الوجود، ثم انتقل هذا الفعل الرجعي إلى أدبيات بعض التجمعات السكانية كما حصل مع العبرانيين الذين تمجدوا بعبارة [لم يبق فيها نسمة حياة].
1__ اور المدينة السومرية التي أعادت السيادة إلى السومريين بعد أن تم التخلص من الحكم الأكادي.
2_ الملك الفارسي الذي به ابتدأت الإمبراطورية الفارسية والتي تم القضاء عليها في العهد الإسلامي



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي المقدمة
- -حبر- لمحمود ابو هشهش
- ادب القفز بالمظلات لمعين بسيسو
- رائحة النوم
- من تاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيني
- -أميرة الوجد- للشاعر فراس حج علي
- مدخل النص القرأني (الكامل)
- ملحمة جلجامش النص الكامل
- محلمة جلجامش -الطوفان-
- هواجس
- ملحمة جلجامش - الحلم
- محلمة جلجامش -الثور السماوي-
- ملحمة جلجامش -غابة الأرز-
- ملحمة جلجامش -انكيدو في اوراك-
- ما هو المطلوب في سوريا
- محلمة جلجامش -البغي والوحش انكيدو-
- ملحمة جلجامش والجنس
- ملحمة جلجامش والآلهة
- الملعون لبدر عبد الحق
- حاجتنا إلى الإمام علي


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رائد الحواري - الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي الخطوط البارزة في التاريخ