أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تماضر جوهر - هل نجحت زيارة رايس إلى مصر؟ وما هو موقف المعارضة؟














المزيد.....

هل نجحت زيارة رايس إلى مصر؟ وما هو موقف المعارضة؟


تماضر جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الإمكان تلخيص زيارة رايس في جملتين وهي أن أمريكا لن تدعم بعد الاستقرار في المنطقة على حساب الديمقراطية وأنها سوف تدعم ديمقراطية الشعوب من الآن وصاعداً. إذاً أمريكا كانت تدعم سابقاً حكام المنطقة لسبباً واحداً هو استقرار المنطقة، أي لضمان عدم قيام هجوم على إسرائيل، ولكن ما دعا أمريكا إلى تغيير موقفها؟ هل تخلت عن أمن إسرائيل؟

أن موقف كهذا يشير إلى أن أمريكا قد دفعت الكثير لهؤلاء الحكام ظانة منها أنهم موالين لسياساتها بالمنطقة ولكنها اكتشفت أن هذا غير صحيح، وأن كل الأموال والمعونات التي قدمتها إلى مصر مع غض الطرف عن إساءات حقوق الإنسان والفساد العام كان لسبب مصلحة معينة لم تتحقق، فلا إسرائيل نعمت بالأمن ولا أمريكا نعمت بصورة طيبة بين شعوب المنطقة. فلقد أثبتت الوقائع بما لا يدعوا إلى الشك أن سياسة تأجيج المشاعر التي انتهجتها مصر ضد الدولة الإسرائيلية من وراء الكواليس عبر الأبواق الصحفية، هي ضد اتفاقية السلام والتي دفعت أمريكا أموالاً كثيرة جداً مقابلها. ولتحقيق حكام مصر أهدافهم كان لابد من استشعار الحس الديني الذي هو المحرك الرئيسي لشعوب الشرق الأوسط وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد. أولاً، إيهام أمريكا أن حكام مصر يخدموا المصالح الأمريكية من خلال قمعهم لشعوبهم الذين أن أطلقوا أحراراً لذهبوا سيراً على الأقدام لمهاجمة إسرائيل، وثانياُ، خلق جو من اللا أمن يضمن لهم البقاءً علي عروشهم سواء كمطلب داخلي أو خارجي.

لقد رفعت ضربة 9 سبتمبر النقاب عن أمور كثيرة وكانت ضربه قاصمة لأمريكا التي فجعت في أثنين من أهم حلفائها في المنطقة (مصر والسعودية) فالمخططون والقائمون على الضربة ينتموا إلى هذين البلدين. مصر التي قدمت لها مساعدات تقدر ببلايين من الدولارات، والسعودية التي طورت لها صناعة النفط وكذلك صدت عنها غزو صدام حسين حينما أجتاح المنطقة بادئاً بالكويت. فلولا تحرك أمريكا التي أستنجد بها أمراء الكويت عند الغزو لمساعدتهم، لما تم بناء قوات التحالف ولربما قد اختلفت الآن الخريطة الجغرافية بالمنطقة. قد يقول قائل أن أمريكا قد فعلت هذا لمصلحتها ولأنها تريد أن تحتكر نفط المنطقة ولكن دعني أوضح أن أمريكا دفعت دوماً مقابل أستخدم هذا النفط، سواء كمستثمر أو مشتر ولن يكن يضيرها أن تحتل العراق المنطقة فسوف تظل عميل للمالك الجديد ولن تضار تجارياً في شيء.

وعندما أجتاحت أمريكا العراق لغرض إرساء الديمقراطية التي أوحت لها المعارضة أن الشعب سوف يتبناها مباشرة بعد إقصاء صدام، لم تجد أمريكا وقفة مماثلة من حلفائها التي عولت عليهم في الخفاء. فوجدت أن حرب الشوارع الدائرة في العراق منذ ما يزيد عن عام قد كان بالإمكان القضاء عليها إذا كانت فقط مقاومة موالو صدام ولكنها وجدت أن أعداد كبيرة من مواطنين عرب يتسللون من البلاد العربية المجاورة بدون أدنى تدقيق من الدول التي يمرون عن طريقها، مما يدل ثانية على تواطؤ الدول مع هؤلاء الأفراد.

ولكن لماذا لم تحاول الدول منع هؤلاء المتسللين الذين يتسببون في موت أبناء شعب العراق بالآلاف؟ أنها الديمقراطية. لقد خافت الدول المجاورة التي يجثم حكامها لسنوات عدة على العروش من رياح الديمقراطية التي قد تغير المنطقة. أن عراق مستقل أمن ديمقراطي يوازي اهتزاز لعروشهم، إذاَ الحل الوحيد هو عدم السماح لاستتباب هذه الديمقراطية المعدية بالمنطقة.

ورجوعاً إلى إسرائيل نجد أنه قبل اتفاقية السلام لم تكن هناك عمليات انتحارية في داخل إسرائيل ولكن كانت المقاومة تتخذ أشكالاً أخرى مختلفة، بحيث تسببت العمليات الانتحارية في مواجهات عسكرية بين الطرفين وعنف أكثر في المنطقة. وأتضح لاحقاً أن الشطر الأكبر من تمويل العمليات ضد إسرائيل هو ممول أيضاً من السعودية وثبوت ضلوع مصر في توريد أسلحة للمقاومة عبر أنفاق تحت الأرض، وإن كان من الصعب إثبات ضلوع الحكومة المصرية مباشرة في هذه الإمدادات ولكن مما لا شك فيه أن السياسة الإعلامية هي المسؤول الأول يليه الخطاب الديني الذي تتبناهما الدولة.

والآن وقد اتضحت خيوط العنكبوت، قررت أمريكا أنها لن تدعم بعد الاستقرار الوهمي وإنما هي تتحرك في اتجاه الشعوب. فلقد وعيت أمريكا الدرس، فهل تعييه المعارضة في مصر؟ لقد سمعت بعض التعليقات الغاضبة من رؤساء المعارضة ضد سياسة أمريكا الجديدة ولكني أجد أن هذه السياسة سوف تسقط الأقنعة عن حيل الحكام لابتزاز أمريكا لمأربهم الشخصية وسوف يعلو رأي الشعب. فإما أن تنتهز المعارضة هذه الفرصة الذهبية وتدعها من ملاحقة أكاذيب أبتدعها الحكام عن طريق تأجيج المشاعر الدينية وإما لن يقوم لمصر قائمة في الفترة القادمة وستظل تلاحق الأشباح.

أود أن أدعوكم لمشاهدة فيلم المخرج الكبير يوسف شاهين "إسكندرية- نيويورك" والذي يعطى رسالة واقعية وهي أن أمريكا ليست ملاكاً ولا شيطاناً، ونحن لا نريدها أن تكون أياً منهما.

لقد انتهى عصر أهل الكهف وآن للشرنقة أن تصبح فراشة وتحلق عالياً.



#تماضر_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في مثل هذا اليوم
- إلى متي صمت الحجاب؟
- في اليوم العالمي للمرأه


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تماضر جوهر - هل نجحت زيارة رايس إلى مصر؟ وما هو موقف المعارضة؟