أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - ففي المقام الأول ينبغي على الناس أن يطيعوا !!!!!لماذا الارهاب ايها الاسلامويين؟















المزيد.....

ففي المقام الأول ينبغي على الناس أن يطيعوا !!!!!لماذا الارهاب ايها الاسلامويين؟


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-------الغزالي، أبو حامد، الفيلسوف والفقيه والأستاذ في المدرسة النظامية في بغداد، أنهى حياته في التأمل الصوفي ، بعد أن وجه نقدا في كتابه(تهافت الفلاسفة) للتسليم المفرط بسلطان العقل كمنهج للوصول الى الحقيقة.

النظام السيء ، وبالأحرى النظام الغير عادل هو أفضل من الأضطراب والفوضى ----------- فالأمن والسلم هما الشرطان الضروريان لسعادة البشر وللظفر بالطمأنينة -------. فاذا كان الحكم يتحدد بمقاصده ، قبل أن يتحدد بطبيعته وأصله، فان وظيفته في حماية الدين تمر عبر وظيفة حماية النظام -------------- وينبغي اذا أن تقدم الطاعة اولا لمن يمسك بزمام الحكم . فالغزالي الفيلسوف ، هوالأول الذي أقام بطريقة واضحة التعارض بين الشرعي والضروري ----------- بين سلطة الحاكم ، وبين الطاعة التي تعتمد على حجة الشرع والطاعة القائمة على مبدأ الضرورة .
فالغزالي، بعد أن أثار الحاجة الشديدة التي يفترضها ، في بعض الظروف ، التطابق التام مع الأنظمة العادلة وحدها، تساءل:( هل ينبغي علينا الانقطاع عن اطاعة القانون،هل نخلع القضاة،هل نهمل كل حاكم دون قيم؟هل ننقطع عن الزواج ونجاهر بأن أولئك الذين يتبوأون سدة الحكم لا يساوون شيئا في كل المجالات ، وهل نترك الشعب يعيش في ضلال، أم هل نكمل ، مع الاقرار بأن ماهو هامد موجود حقا وأن كل أفعال الادارة صالحة، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف الفترة وضروراتها)

ان الغزالي يطبع بطابعه فترة هامة في تاريخ الاسلام السياسي-----------فالخشية من الفوضى والحاجة القصوى الى صياغة للشرعية يؤديان الى ادراك سياسي بالنظر الى تراتبية اللاشرعيات ---------------مبرزاً :الفوضى أشد هولاًمن الظلم. قد نجد هذا الخيار يتجدد في بعض اتجاهات المسيحية الاصلاحية، لكننا لا نصادف ذلك أبداً في المسيحية الرومانية.

هذا الخيار الذي يتحدث عنه الغزالي------------ يتضمن أولا القضاء على الحق في المقاومة-----------------لكنه يقود خصوصا الى تحديد منهجي في العمق----------------- ماهو موجود لا يجوز الا أن يكون مطابقا لارادة الله، والحكم لا يصح تحليله في أصوله، التي لا يهتم لها الغزالي كثيرا-----------------بل في مقاصده. والحال ان مقصد السلطة مزدوج:صيانة النظام وحماية الدين.لكن حماية الدين لا تحصل طالما لم تبلغ صيانة النظام --------------وكي تكون السلطة شرعية------------ ينبغي اذا أن تكون موجودة ، ففي المقام الأول ينبغي على الناس أن يطيعوا ، وعلى الحكام أن يحترموا الشريعة، تحت اشراف العلماء ونظرهم.

وهنا نجد أنفسنا أمام العديد من الفرص السانحة كي يفرض الحاكم النظام، وكي يوطد العلماء دورهم، وكي يوازن الرعايا بين الطاعة والمعارضة،
انها مزايدة يمكن أن تتجابه فيها الحركة الاستبدادية المحدثة المتذرعة بالضرورة والحركة الاجتماعية الرافضة التي تستمد قدرتها التعبوية من العودة الى الشريعة.

دعم سلطة الحاكم تحت الحجة الوحيدة ، حجة الضرورة، وخطر التخلي عن الشرعية للحركات الرافضة، أو الدعوة الى التجديد باللجوء الى أداة العقل، مع كل التوترات التي يمكن أن تنجم عنها والتي تحصر هذه الصيغة بمبادرة بعض المنظرين ، الذين يبقون أقلية، وتجاوز هذه المواقف المتعارضة بالقيام بعمل اصلاحي للتراث، يخصص لضبط التجديد الضروري وتشريعه، كما لتعيين حدود الطاعة الواجبة للحاكم .

.هذه الأنماط الثلاثة هي التي طبعت الفلسفة الاسلامية في مواجهة التفجر بين سلطة مستبدة وسلطة مثالية.
2
الاستبداد نوعين ، سياسي وديني ، يرتبط كل منهما بالآخر ويسنده -------------وممكن اعتبارهما تؤامين لا ينفك أحدهما عن الآخر . من المعلوم أن قطع شجرة الاستبداد الخبيثة ، والخلاص من هذه العبودية الخسيسة ----------- اسهل في الجانب السياسي منه في الجانب الديني . فالخلاص من الاستعباد السياسي قابل للتحقق --------- اذا التفت الشعب الى حقيقة حاله وتنبه الى امكانية التحرر منه . وعلى العكس فان التخلص من الاستبداد الديني اشد صعوبة ----------- بالنظر الى فاعلية السيطرة واغلاق منافذ الفهم والتفكير ، فاذا كان هذا سندا وحافظا للاستبداد السياسي ، فان الخلاص من قهر المستبدين هو الآخر ، شديد الصعوبة، اذ انه لا يتحقق قبل الخلاص من الاستبداد الديني .

ولسوء الحظ فان أيامنا السوداء تشهد بما لا يدع مجالا للشك ، على الارتباط الوثيق بين نوعي الاستبداد

بعد أن عرف اهل الاستبداد شدة اهتمام الناس بحفظ دينهم ------------ وقبولهم لكل ما ينطوي في اطاره ، اخذوا في استغلال المحذورات الشرعية لتشويه صورة العدل --------------- تاركين خلف ظهورهم ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون) الآيات التي لا توافق هواهم. -------------------الآية واضحة لا لبس فيها يطلب الكاتب من الفقهاء ان يعلموا الناس قيمة العدل والحرية ------------------------------ ويعرفوهم بسير الشرفاء والانبياء ، في اقامة الحق ورفض الظلم ، ولكن رجال الدين فسروا هذه المطالب بصورة قبيحة ، جعلت قلوب الناس في وجل منها .

فحرية الشعب التي يطالب بها الشرفاء ،والمواطنين--------------------- فسرت على لسان اهل الاستبداد بانها مطالبة بحرية الالحاد ، والسماح للزنادقة والفساق باظهار بدعهم ----------------- بل ادعوا ان اقرار الحرية سوف يؤدي ضرورة الى ترك النساء لحجابهن الشرعي --------------
أما المساواة في الحقوق والواجبات ------------------- فقد عرضوها باعتبارها مقدمة لمساواة المسلمين بأهل الذمة ، في ابواب التناكح والتوارث والقصاص والديات ------------------ بل مساواة اصناف المكلفين في نوعية التكاليف الشرعية المتوجبة عليهم . مثل مساواة البالغ بالقاصر ، والعاقل بالمجنون والمختار بالمضطر والموسر بالمعسر والقادر بالعاجز ، الى غير ذلك من الامور التي تختلف باختلافها التكليفات والاحكام .

مثل هذه الموضوعات أبعد ما تكون عن قضية الحرية والاستبداد -------- لكن المستبدين من رجال الدين يلحون في خلط الأمرين ،وعرضهما على مائدة واحدة ------------------- طمعا في تنفير المسلمين الحريصين على دينهم ------------------- والحريصين على تقاليدهم من دعاة الحرية والمطالبين بالمساواة -------------------------- واستقطاب تعاطفهم مع السلطات المستبدة ، التي تدعي الدفاع عن حرمة الدين وتقاليد الشعب.

لقد عرضت الحرية والمساواة اللتين هما من أعظم النعم -------------- عرضت على لسان الفقهاء ، خالية من كل مضمون وفاقدة لكل معنى ------------------------- سوى خرق الحرمات --------- ونقض التقاليد --------------- وتساوي المختلفين في التكليف . هذا التشويه الفاضح لأصلين عظيمين ---------------------- هما رأسمال الشعب وباب سعادته ، بل هما من لوازم الانسانية ومن أسس الشرائع السماوية . لقد بذلوا في هذا الغرض كل جهد استطاعوه . رضاءا للحكم المستبد، واستغباءا للشعب المستبد.

الزمن يمر والاستبداد يتطاول والجهل والتخلف والفقر والجوع ، يتسع-----------حتى لم يعد هذا الشعب يسمع أو يرى أو يدري عن حقائق الحياة ومقتضيات الدين -------------- كما لا يعرف حقوقه الوطنية -------------- فأمسى بسبب هذا الاغتراب عن واقعه ، لقمة سائغة بيد الناهبين والسرقة وأكلة الحرام ----------------- من لابسي العمائم أو لابسي البنطال
. وأصبح لهذا السبب أيضا عاجزا عن اكتشاف العلاقة بين هذا الواقع الأليم ، وبين غياب القانون وتحديد سلطات الحاكم ولم يعد يرى لنفسه مقاما أو محلا، سوى خدمة الغالبين والوفاء بمطالب المتسلطين .


القاء عباءة الدين على الرغبات والارادات الشخصية البحتة ، لبعض المتلسبين بزي العلماء -------------- الذين استغلوا جهل الامة بنفسها ----------------- وجهلها بمقتضيات دينها ----------------- فأوهموها بان ما يدعونها اليه هو الدين الصحيح ، الذي يجب اتباعه وطاعتهم فيه.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بقي من الشرفاء لينعي جورج حاوي-----أشلاء --وكلمات وحلم لم ...
- قلنا: إنهم سيذبحونكم، إذا سمحتم للأحزاب العلمانية والليبرالي ...
- بين مقررات المؤتمر القطري(تعى ولا تجي) وبيانات المعارضة(يا أ ...
- المشكلة ليست في (خصيتي) أبو سعيد ولا في الكيلوت
- العقل العربي والقومية العربية ---جنين مشوه في رحم عاقر 5-5
- العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في رحم عاقر 4-5
- العقل العربي- والقومية العربية---جنين مشوه في رحم عاقر 3-5
- العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 2-5
- العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 1-5
- الآلهة لا تستقيل---بل (تعتزم)
- وتوكلت على الله--وقررت بأن أركب الشعب-----من الآن الى يوم ال ...
- آخر فرسان القومية العربية؟؟؟؟؟؟
- الأثنين 30-آيار-السادسة مساء-بوابة الصالحية---لا تنسوا اصطحا ...
- وصل القمع إلى حد أن عصابة الأخوان المسلمين استنكرته!!؟؟قدرنا ...
- تنبيه الأمة وتنزيه الملة-------لشيخ الاسلام محمد حسين الغروي ...
- Mission impossible---------مهمة مستحيلة
- انهضيييييييييييييييييييييييي1--------------------الليبراليون ...
- عزيزي الدكتاتور---اهتم بالقطنيات بعد اليوم!!!!!!!!!!!!!!!!!! ...
- تعابير انسانية-----أعدمها حكم الحزب الواحد---المساواة1
- حرام عليكم---كله أكل عيش يا شباب!!!!!!!!!


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - ففي المقام الأول ينبغي على الناس أن يطيعوا !!!!!لماذا الارهاب ايها الاسلامويين؟